هل يمكننا إبطاء الشيخوخة وزيادة فترة الشباب؟
تاريخ النشر: 3rd, October 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
يبذل اليوم العلماء في جميع أنحاء العالم قصارى جهدهم لإيجاد وسيلة فعالة لإيقاف الشيخوخة أو إبطائها وإطالة فترة الشباب.
الشيخوخة هي عملية حتمية. وبغض النظر عن نمط الحياة الذي يعيشه الإنسان، فإن الأنظمة الداخلية لجسمه تتدهور مع مرور الوقت، وتتوقف عن العمل بشكل صحيح.
ومع ذلك، يمكن أن تتأخر هذه العملية.
وتحولت اليوم عملية الحفاظ على الشباب إلى نزعة حقيقية. وتم تقدير قيمة السوق العالمية لمنتجات مكافحة الشيخوخة، سواء كانت كريمات مكافحة الشيخوخة أو حقن البوتوكس، بنحو 25.9 مليار دولار عام 2023. ويتوقع الخبراء أن يصل متوسط نموها حتى عام 2030 إلى 7.3%. ومع ذلك، فإنها غير قادرة على إعادة الزمن إلى الوراء وتجديد شباب الجسم.
ومن أجل حل هذه المشكلة يحاول العلماء في جميع أنحاء العالم فهم الأسباب البيولوجية للشيخوخة.
تشير المدرسة العلمية المعاصرة إلى أن الشيخوخة البيولوجية تعتمد على عمليتين، وهما التآكل العام للجسم على المستوى الخلوي وانخفاض قدرة الجسم على إزالة البروتينات والخلايا القديمة أو المختلة. ويتضمن تآكل الجسم، على سبيل المثال، ظهور طفرات جينية، فضلا عن التقصير التدريجي للكروموسومات في أطراف التيلوميرات، ويرتبط استنفادها بمظاهر الشيخوخة البصرية والشعر الرمادي والشيب والجلد المترهل.
وعلى الرغم من عدم اختراع “دواء” يحمي من الشيخوخة فإن بعض الأبحاث الحديثة تساعدنا على الاقتراب من فهم كيفية إبطاء الشيخوخة البيولوجية.
ويرتبط العديد من أمراض التنكس العصبي، مثل مرض ألزهايمر ومرض باركنسون، بتراكم الأشكال الضارة من البروتينات المختلفة في الدماغ. وعامل الخطر الرئيسي هو الشيخوخة، حيث أنه تضعف مع تقدم العمر قدرة الجسم على التخلص من السموم.
وهذا يعني أنه إذا قمت بزيادة كفاءة أنظمة “التطهير” في الجسم المتقدم في السن، فيمكنك حماية الهياكل الداخلية من التدهور. وفي دراسة أجريت عام 2024 لاحظ العلماء من المركز الطبي بجامعة “روتشستر” الأمريكية أن استعادة وظيفة الأوعية الليمفاوية في الرقبة قد تساعد على إزالة الفضلات من الدماغ بشكل أفضل، بما فيه تلك التي تمنع تحقيق وظيفة الخلايا العصبية وتؤدي إلى أشكال مختلفة من الخرف.
والحقيقة تكمن في أن السائل النخاعي هو المسؤول عن التخلص من البروتين الزائد الذي تنتجه خلايا الدماغ. ومن أجل إتمام عملية “التطهير”، فإنه يحتاج إلى دخول الجهاز اللمفاوي، ومن خلاله إلى الكلى حيث تتم معالجته مع منتجات الجسم الثانوية الأخرى.
وتمكن العلماء في دراستهم الجديدة من تصوير مسار سلكه السائل النخاعي المحمل بنفايات البروتين لدى الفئران المسنة. وسجل الخبراء أيضا نبض الأوعية اللمفاوية التي يتم من خلالها إزالة النفايات الحيوية من الدماغ. فاتضح أنه مع تقدم الجسم في السن انخفض تكرار تقلصات الأوعية الدموية اللازمة لاستخدام البروتينات، وكان معدل إزالة السوائل الملوثة من الدماغ لدى القوارض المسنة أبطأ بنسبة 63٪ منه لدى القوارض الفتية.
وحاول فريق من العلماء زيادة وتيرة تقلصات الأوعية اللمفاوية باستخدام مادة البروستاغلاندين F2α. وعادة ما يتم استخدامه لتحفيز المخاض، فهو يسبب تقلص العضلات الملساء، ونتيجة لذلك ويعتبر أداة مناسبة تماما لتحفيز الأوعية الدموية. وأدى إعطاء الدواء للفئران المسنة إلى زيادة تدفق اللمف المليء بالبروتينات غير المرغوب فيها ليصبح كما هو الحال لدى القوارض الفتية.
ولم يتم اختبار هذا النهج المبتكر بعد على البشر، ومع ذلك، كما يؤكد مؤلفو الدراسة، فإنه قد يصبح في المستقبل القريب مفتاحا لاستعادة أنظمة تنظيف الدماغ. وسيساعد في المستقبل البعيد في إنقاذ البشر من الخرف.
المصدر: تاس
المصدر: شمسان بوست
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر : كثرة النوم قد تكون خطراً على الدماغ
في الوقت الذي تؤكد فيه الأبحاث العلمية أهمية الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد ليلاً من أجل دعم صحة الجسم والدماغ، كشفت دراسة جديدة أن النوم لفترات طويلة قد تكون له آثار سلبية على الأداء المعرفي، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أعراض الاكتئاب.
وحسب ما نقله موقع New Atlas عن دورية Alzheimer’s Association، فإن الدراسة التي أنجزها مركز علوم الصحة بجامعة تكساس أظهرت أن النوم المفرط، وليس قلة النوم كما هو شائع، يرتبط بانخفاض الوظائف المعرفية، مثل الذاكرة، والقدرات البصرية المكانية، والوظائف التنفيذية للدماغ.
وفي هذا السياق، أوضحت الدكتورة سودها سيشادري، كبيرة الباحثين ومديرة معهد “جلين بيغز” لمرض ألزهايمر والأمراض العصبية التنكسية، أن تأثير النوم المفرط على القدرات الإدراكية كان أكثر وضوحاً لدى المشاركين الذين يعانون من أعراض الاكتئاب، سواء كانوا يتناولون مضادات الاكتئاب أو لا.
كما أشار الفريق البحثي إلى أن الأشخاص الذين ينامون لفترات طويلة كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن أعراض الاكتئاب، مما يعزز الفرضية القائلة إن النوم قد يكون عاملاً قابلاً للتعديل يؤثر على تدهور القدرات الإدراكية لدى هذه الفئة.
من جهتها، قالت فانيسا يونغ، الباحثة الرئيسية في الدراسة ومنسقة الأبحاث السريرية في المعهد ذاته، إن “النتائج تدفع نحو إعادة النظر في علاقة النوم بالصحة الإدراكية، خصوصاً في حالات الاكتئاب”، مشددة على أهمية إجراء أبحاث مستقبلية طويلة المدى، تعتمد مناهج متعددة لتحديد مدى تأثير اضطرابات النوم على التغيرات الإدراكية بمرور الوقت.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس العالمي لصحة الدماغ يوصي كبار السن بالحصول على ما بين 7 و9 ساعات من النوم كل ليلة، من أجل الحفاظ على صحة الدماغ والوظائف المعرفية، وهو ما قد يشير إلى أهمية التوازن في مدة النوم، وتجنب الإفراط فيه، كما في حال قلّته.
كلمات دلالية الافراط الدماغ النوم تأثير دراسة