الشرق الأوسط الجديد: كيف يعيد الغرب تشكيل الإسلام السياسي من السودان إلى إيران؟
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
حوادث الاغتيالات المتتالية مصحوبة باندلاع الحرب في قطاع غزة والهجوم على الجنوب اللبناني تثير تساؤلات حول موقع السودان من المشهد المستقبلي خاصة مع سيطرة الإسلام السياسي ممثلا في حزب المؤتمر الوطني على مقاليد الأمور في حكومة بورتسودان
التغيير: أمل محمد الحسن
عشرات الصواريخ التي توجهت من إيران لإسرائيل مطلع أكتوبر الجاري أنذرت بتغييرات هائلة في الشرق الأوسط غض النظر عن الرد الإسرائيلي وعن نهاية أو استمرار هذه الحرب.
هذا الهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل لم يكن الأول خلال العام الجاري، سبقه هجوم في أبريل بعدد صواريخ أقل نسبيا، وجاء ردا على تنفيذ إسرائيل سلسلة من الاغتيالات لقيادات حزب الله التي تدعمها طهران على رأسها الأمين العام حسن نصر الله. وعلى الرغم من عدم اعتراف إسرائيل بأنهم خلف اغتيال الزعيم السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، لكن أصابع الاتهام أشارت إليها دون مواربة!
مصالح إيران في المنطقة
حوادث الاغتيالات المتتالية مصحوبة باندلاع الحرب في قطاع غزة والهجوم على الجنوب اللبناني تثير تساؤلات حول موقع السودان من المشهد المستقبلي خاصة مع سيطرة الإسلام السياسي ممثلا في حزب المؤتمر الوطني على مقاليد الأمور في حكومة بورتسودان.
بكري الجاك: إسلاميو السودان سيغيرون “جلدهم” لأن المجتمع الإقليمي والدولي لن يسمح بقيام سلطة إسلامية في المنطقة
ووفق أستاذ السياسة بالجامعات الأمريكية بكري الجاك، فإن المنطقة باتت مفتوحة على العديد من الاحتمالات والمآلات التي تسيطر عليها طريقة تفاعل العوامل المؤثرة، مشككا في إمكانية سماح المجتمع الإقليمي والدولي بقيام سلطة إسلامية في المنطقة “من المؤكد أن الإسلاميين في السودان سيغيرون جلدهم، وسيتخلون عن أي ارتباط بالإرهاب، وقد بدأوا بالفعل التبرؤ من كتائب البراء وغيرها”.
بكري الجاك: إيران ستوظف علاقتها ببورتسودان فقط خلال صراعاتها في المنطقة وستتخلى عن حكومة البرهان فور انتهاء غرضها
وقال الجاك في مقابلة مع “التغيير” إن إيران ستعمل على توظيف علاقتها ببورتسودان فقط خلال صراعاتها في المنطقة قاطعا بأنها ستتخلى عن حكومة البرهان فور انتهاء غرضها “ليس بوسع طهران تقديم الكثير من المساعدات للسودان”.
شرق أوسطي جديد
هناك استراتيجيات أمريكية لإعادة رسم الشرق الأوسط الجديد تركز على الإسلام السياسي بطوائفه المتعددة وفق الخبير الاستراتيجي محمد إبراهيم كباشي الذي قال إن وجود إيران ضروري كجزء من السيناريو المرسوم، وأن هناك أدوارا ترسم لها لخلق نوع من التماسك في المنطقة.
وقال كباشي إن إيران غير حريصة على استقرار المنطقة، وهي تناور بالمشروع النووي مستخدمة السواتر الأمنية في لبنان وغزة واليمن، مشددا على أن سيناريو الشرق الأوسط الجديد لا مكان فيه للحركات الإسلامية والإسلام السياسي، وعلى أقل تقدير يُتَخَلَّص من قيادات الصف الأول والتوافق على قيادات جديدة متصالحة مع المشروعات الغربية.
وقال الخبير الاستراتيجي في مقابلة مع “التغيير” إن حرب السودان ألقت بظلالها على الإسلام السياسي وحزب المؤتمر الوطني الذي أطلق كل قواته وطاقاته الكاملة في هذه الحرب وأصبح كتابا مفتوحا للعالم الغربي، وأكد أن عدم التدخل لإنهاء الحرب هو مخطط غربي يرغب في حدوث إنهاك كامل لقوة الإسلاميين الصلبة.
وتوقع الخبير الاستراتيجي أن يتم تجميع لبقايا المجموعات الراديكالية للإسلام السياسي، ويُقَايَضُون مشددا على أنه لن يُسْمَح لهم الانفراد بالسلطة “يمكن أن يؤدوا أدوارا في مساحات محدودة في فلك ما يطلبه الغرب”.
خبير استراتيجي: عدم التدخل لإنهاء الحرب السودانية مخطط غربي لإنهاك كامل قوة الإسلاميين الصلبة
وأكد كباشي أن تحالف حكومة البرهان مع إيران ليس مزعجا مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عندما صنف الدول الداعمة لبلاده وضع السودان ضمن المجموعات الحائزة على رضا إسرائيل متسائلا عن وجود خطوط تواصل خفية بين السودان وتل أبيب على خلفية لقاء البرهان ونتنياهو الشهير في عنتبي؟
عدو إيران الحقيقي
“إيران لا تلعب أي دور في الحرب بالسودان وعودة العلاقات الدبلوماسية معها لا تشكل خطرا على أمن إسرائيل” هذه العبارات قالها مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس في مجلس الأمن أبريل من العام الجاري وهو الأمر الذي جعل المحلل السياسي محمد لطيف متأكدا من أن السودان لن يكون طرفا ضمن أي تحالف ضد إسرائيل واصفا علاقاته مع طرفي العداء الشرق أوسطي بـ”اللعب على الحبلين”.
محمد لطيف: حكومة بورتسودان التي تمثل الإسلاميين ستوازن بين علاقتها مع إيران كمصدر للسلاح وعلاقتها مع إسرائيل كنافذة مع الغرب
وقال لطيف إن إيران لا تدخل في معارك مباشرة إلا نادرا، وأنها تحارب إسرائيل بالوكالة مضيفا أن الوجود الإسرائيلي ينصب في مصلحتها المباشرة “إيران لا تريد زوال إسرائيل ولا إضعافها لأنها لا تمثل الخصم الرئيس لها، بل عدائها مع المحيط السني الضخم الذي تتمنى اختفاءه وترياقه الوحيد الذي يجعله في حالة ضعف ودفاع دائم عن النفس هو إسرائيل!”
وقال لطيف في مقابلة مع “التغيير” إن السودان كجزء من الفلك الإيراني لن يسعى للدخول في مواجهات مباشرة مع إسرائيل ومن جهة ثانية يرى طهران مصدرا للسلاح الذي يسعى عبره لخلق توازن مع قوات الدعم السريع، ويحتاج لتل أبيب كمدخل للمجتمع الدولي وأمريكا على وجه الخصوص.
وأكد لطيف أن حكومة بورتسودان التي تمثل الإسلاميين ستظل توازن بين علاقتها مع إيران كمصدر للسلاح وعلاقتها مع إسرائيل كنافذة للعلاقات مع الغرب تدفع في قبولها ودمجها في المجتمع الدولي “لذلك لا أتصور أن حكومة البرهان ستدخل في مواجهة ضد إسرائيل”.
نقل قيادات حماس للسودان
في ظل هذه الأجواء المشحونة في الشرق الأوسط؛ رشحت أنباء عن وجود صفقة سرية ضمن مفاوضات الحل للوضع في غزة، والتي تقودها قطر ومصر، وتدعمها أمريكا تقترح انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، مقابل خروج حماس عبر معبر رفح إلى مصر، وبعدها إلى السودان.
ووفق التقارير الإعلامية، فإن الجيش السوداني وافق على الصفقة وهي فكرة وفق المحلل السياسي محمد لطيف غير مستبعدة لجهة أن دولا عديدة من مصلحتها حسم مسألة حماس بشكل نهائي من خلال إبعادها من جبهة المواجهة مع إسرائيل وأضاف: حال تحققت هذه الصفقة ستكون حكومة البرهان قدمت خدمة جليلة لإسرائيل بإقصائها أشرس خصومها من المواجهة وإبعادها من الملعب.. “إذا صدقت المعلومات المتداولة علاقة البرهان قريبة جدا من إسرائيل والاستجابة لمصالحها”.
من جانبه وصف القيادي في حركة حماس عزت الرشق إبعاد الحركة أو قادتها عن قطاع غزة “وهم” إسرائيلي لن يتحقق مشيرا إلى أن المنطق يقتضي أن يرحل المحتل، ويبقى أهل الأرض وسكانها الأصليون.
وقال الرشق عبر حسابه على منصة تليغرام “لا أعلق عادة على الشائعات السخيفة التي تنشرها بعض وسائل الإعلام”، مضيفا أن “حماس موجودة في فلسطين، تقاتل العدو الذي يحتل فلسطين”.
حماس: إبعاد الحركة عن غزة وهم إسرائيلي لن يتحقق، المنطق يقتضي أن يرحل المحتل، ويبقى أهل الأرض وسكانها الأصليون
ووفق مصدر دبلوماسي فضل حجب اسمه، فإن خيار نقل قادة حماس للسودان سيثير مخاوف عدد من الدول في الإقليم على رأسها السعودية فيما لم يعلق الجيش السوداني ولا إسرائيل على هذه التسريبات.
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. نواب: خطوة لاحتواء التصعيد.. وتجسيد لصواب الرؤية المصرية في إدارة الأزمات الإقليمية
برلماني:وقف إطلاق النار خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع المتوترة في المنطقةنائب:تطور إيجابي يبنى عليه لإحلال السلام في الشرق الأوسطبرلماني: وقف إطلاق النار نتيجة حتمية لتحركات متعددة المسارات قادتها القاهرةأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
أشاد عدد من نواب البرلمان بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، مؤكدين أنه يمثل نقطة تحول فارقة في مسار التصعيد الإقليمي الذي كان يهدد بإشعال حرب موسعة في الشرق الأوسط.
بداية،ثمن النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، بإعلان وقف إطلاق النار بين إيران ،إسرائيل.
واعتبر النائب علاء عابد، وقف إطلاق النار بين الجانبين بمثابة خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع المتوترة في المنطقة ووضع حد لمعاناة المدنيين الأبرياء الذين دفعوا ثمن الصراع خلال الفترة الماضية.
واوضح عابد ،إن وقف إطلاق النار يُعد مؤشراً على وجود إرادة سياسية لدى الأطراف للعودة إلى طاولة الحوار وتغليب صوت العقل والحكمة على لغة السلاح والعنف.
واكد النائب علاء عابد، علي أهمية استمرار المساعي الدولية والإقليمية لضمان استدامة الهدنة ومنع أي تصعيد جديد قد يعيد المنطقة إلى دائرة الصراع وعدم الاستقرار.
كما شدد النائب علاء عابد، على ضرورة اغتنام هذه الفرصة لتعزيز جهود السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط، بما يضمن حقوق الشعوب في الأمن والاستقرار والتنمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تبقى جوهر النزاع في المنطقة.
من جانبه، أكد الدكتور محمد البدري عضو لجنة الصحة بمجلس الشيوخ، أمين عام حزب الجبهة الوطنية بالمنيا، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل تطور إيجابي يبنى عليه لإحلال السلام في الشرق الأوسط، وباب للحلول السياسية لقضايا المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
موقف مصر متزن وعقلاني
وأشار البدري في تصريحات صحفية له إلى أن مصر كانت منذ اللحظة الأولى صاحبة موقف متزن وعقلاني، يدعو إلى التهدئة ورفض التصعيد العسكري، موضحا أن القاهرة تحركت بشكل فعال عبر القنوات الدبلوماسية، بالتوازي مع جهودها المستمرة في الملف الفلسطيني، ما يعكس دورها التاريخي كركيزة إستقرار في المنطقة.
وشدد على أن وقف إطلاق النار لا يحل الأزمة بالكامل، لكنه يعطي فرصة حقيقية للعودة إلى طاولة المفاوضات، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن سلام دائم أو استقرار حقيقي دون إنهاء العدوان على غزة، وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمته القدس الشرقية.
ولفت إلى أن اللحظة الراهنة تستدعي إصطفاف وطني شامل خلف القيادة السياسية، التي أثبتت حكمتها في التعامل مع الملفات الإقليمية بكل وعي وشجاعة، وعمل على توطيد ودعم المؤسسات الوطنية وفي مقدمتها القوات المسلحة، التي هي قوة رشيدة، تحمي ولا تعتدي، مشيرا إلى أن الشعب المصري لطالما كان داعما للسلام العادل، ورافضا للعبث بأمن المنطقة أو تهديد شعوبها، مثمنا الجهود التي تبذلها القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية لوقف نزيف الدماء في غزة وإدخال المساعدات للقطاع .
في سياق متصل، أكد المهندس حازم الجندي، عضو مجلس الشيوخ، أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، يمثل نقطة تحول فارقة في مسار التصعيد الإقليمي الذي كان يهدد بإشعال حرب موسعة في الشرق الأوسط، موضحا أن هذا التطور يعكس بوضوح صواب الرؤية المصرية التي دعت منذ اللحظة الأولى إلى تغليب صوت العقل وتجنب الانزلاق إلى مواجهات مفتوحة لا تُبقي ولا تذر.
وأوضح "الجندي"، أن مصر تبنت منذ اندلاع الأزمة خطابا متوازنا وعقلانيا، يركز على ضرورة احتواء التوتر عبر أدوات السياسة والدبلوماسية، انطلاقا من خبرة تاريخية متراكمة في إدارة الصراعات وتحقيق التوازنات، وهي رؤية لم تكتفِ بإدانة التصعيد بل تحركت عمليا عبر قنوات الاتصال المباشرة مع الأطراف المعنية دوليا وإقليميا، مما ساهم في خلق مناخ دولي ضاغط باتجاه التهدئة.
واعتبر عضو مجلس الشيوخ، أن وقف إطلاق النار نتيجة حتمية لتحركات متعددة المسارات قادتها القاهرة في ظل غياب أي آليات دولية فاعلة للردع أو الوساطة، مشددا على أن هذا الإنجاز يرسخ موقع مصر كفاعل إقليمي موثوق به، يمتلك أدوات النفوذ والتأثير، وقادر على ملء الفراغات التي خلفها ارتباك بعض القوى الكبرى في التعامل مع أزمات المنطقة.
وأشار "الجندي"، إلى أن هذا التطور وإن كان إيجابيا على المدى القصير، لا يجب أن يصرف الأنظار عن جذور الأزمة الأعمق، وهي القضية الفلسطينية، التي تظل بؤرة التوتر الرئيسية في المنطقة، قائلا: "لقد حذرت مصر مرارا من أن تجاهل المأساة المستمرة في قطاع غزة والاكتفاء بالتعامل مع أطراف الصراع بالقطعة لن يؤدي إلا إلى تجدد العنف"، مشيرا إلى أن العدوان الإسرائيلي المستمر والانتهاكات المتكررة بحق المدنيين لا تزال تمثل جرحا نازفا في الضمير الإنساني.
وشدد النائب حازم الجندي ، على أن أي تسوية جادة في الشرق الأوسط يجب أن تمر عبر بوابة العدالة التاريخية للشعب الفلسطيني، عبر تنفيذ حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، محذرا من أن التغاضي عن هذه الاستحقاقات سيُعيد المنطقة إلى مربع الاشتعال في أي لحظة.
وتابع قائلا:" إن ما حدث خلال الأيام الماضية يجب أن يكون درسا للعالم أجمع بأن التوازنات في الشرق الأوسط هشة، وأن تجاهل الحقوق المشروعة للشعوب يُنتج بيئات خصبة للعنف والتطرف"، مؤكدا أن مصر ستواصل دورها التاريخي في ترسيخ ثقافة السلام، ومواصلة تحركاتها لتثبيت وقف إطلاق النار، ودفع المجتمع الدولي نحو معالجة الأسباب لا فقط النتائج.