عربي21:
2025-05-10@22:36:30 GMT

مستقبل اليمن بعد عام على معركة الطوفان

تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT

غدا هو السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وبحلوله يكتمل عام ميلادي منذ طوفان الأقصى الذي شكل أول اختراق خطير في الجدار الصلب للكيان الصهيوني، ونال من العظمة العسكرية والقوة اللتين تكرستا في هذه البقعة الجغرافية من أرض الله المباركة؛ بفعل الدعم الهائل والمفتوح الذي وفرته ولا تزال توفره الإمبراطوريات الاستعمارية الغربية السابقة والحالية، وتضعه بين يدي الصهاينة، لكن اليمن ومعه المنطقة والعالم، هي اليوم تحت التأثير الجيوسياسي الهائل لمعركة الطوفان، إلى الحد الذي يصعب معه تقدير ما سيكون عليه الحال خلال الفترة المقبلة.



لقد دخل اليمن على خط المواجهة الإقليمية، لا بصفته دولة، بل عبر جماعة مسلحة بإمكانيات دولة، التقت مصالحها بشكل مثالي مع الطموحات الجيوسياسية لإيران، عند نقطة الالتحام بالقضية الفلسطينية والانتصار لها، وبدا الجهد العسكري الذي يقوم به الحوثيون فرصة تاريخية ثمينة، خصوصا أن خيار التأثير على الملاحة الدولية عبر البحر الأحمر كان أحد الخيارات المطروحة، على خلفية التدخل العسكري للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، كما كشف عن ذلك عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة محمد علي الحوثي في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي.

لقد دخل اليمن على خط المواجهة الإقليمية، لا بصفته دولة، بل عبر جماعة مسلحة بإمكانيات دولة، التقت مصالحها بشكل مثالي مع الطموحات الجيوسياسية لإيران، عند نقطة الالتحام بالقضية الفلسطينية والانتصار لها، وبدا الجهد العسكري الذي يقوم به الحوثيون فرصة تاريخية ثمينة، خصوصا أن خيار التأثير على الملاحة الدولية عبر البحر الأحمر كان أحد الخيارات المطروحة
لقد وضع الحوثيون خصومهم في الطرف الآخر من المعركة الدائرة على الساحة اليمنية، حول مستقبل الدولة، في مأزق حقيقي، من خلال انخراطهم في معركة الدفاع عن غزة، متكئين على الموقف التاريخي المشرف للشعب اليمني من القضية الفلسطينية، فجاء هذا الانخراط مزيجا من المغامرة والمناورة، مستفيدين إلى حد كبير من الوضع غير القانوني للجماعة، والمساحة الجغرافية الكبيرة التي تركها التحالف العربي عمدا تحت سيطرتها، ليصبح اليمن إحدى جبهات المناورة الجيوسياسية لإيران، التي باتت رغم ثقلها الظاهري أحد الضحايا غير المتوقعين لمعركة الطوفان الفلسطينية.

لقد استثمرت الولايات المتحدة بالتنسيق المباشر وغير المباشر مع إيران في بناء النفوذ العسكري لجماعات ما دون الدولة، قبل وبعد سقوط الدولة الوطنية في العراق، إلى درجة أن دولا مثل لبنان واليمن وسوريا والعراق هي عمليا تحت السيطرة المطلقة لجماعات ما دون الدولة.

ودعونا نكون صريحين، فالوضع الهش للدول التي أُعيد إنتاجها بعد الربيع العربي، ومصر أنموذج مثالي لهذه الدول، ما كان ليسمح لها بأن تُحدث هذا المستوى من خلط الأوراق الذي تسببت به الجماعات المسلحة الهيمنة على الدول. على أن الخطورة الحقيقية لهذه الجماعات تكمن في أن النتائج المباشرة لانخراطها فيما يفترض أنها معركة أخلاقية بامتياز إلى جانب فلسطين، لن تؤول لصالح الشعوب ولن تُراكم القوة لدى الدول بقدر ما ستنقل المنطقة إلى مستقبل يسود فيه غبن الأغلبية واستضعافها وإهانتها باسم فلسطين.

يمتلك معسكر الأغلبية المقهورة في اليمن قوة أخلاقية وحجة ناصعة، بينما يخوض بأقل القليل من الإمكانيات، معركة استعادة الدولة اليمنية، في مواجهة انقلاب واضح على الهوية الوطنية والدينية للشعب اليمني، يهدد وحدة الشعب اليمني السياسية والجغرافية، ويضعف أكبر كتلة سكانية في شبه الجزيرة العربية، ويحولها إلى نقطة ضعف في المواجهة الاستراتيجية الشاملة مع أعداء الامة وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني المدعوم من الغرب.

يما تتغول جماعة الحوثي سياسيا وعسكريا شمالا، يمضي المجلس الانتقالي ورموزه، وهم كانوا على صلة وثيقة بخلية الضاحية الجنوبية لبيروت، في مهمة كاريكاتورية نحو إعادة إنتاج الدولة الجنوبية الموعودة، تحفهم العناية الإقليمية، وتوفر الدولة اليمنية كافة نفقات تنقلاتهم الخارجية
فتحت الأضواء الساطعة عليها والأجواء الصاخبة التي خلفها انخراطها في معركة الدفاع عن غزة، تمضي جماعة الحوثي بوتيرة أعلى بكثير من ذي قبل، في تغيير واسع النطاق للمناهج التعليمية، وفي استحداث منظومة تعليمية طائفية موازية تستأثر بالموارد والإمكانيات وتؤثر بعمق على النظام التعليمي على كافة المستويات، وأخطرها الإهمال المتعمد للكادر التعليمي والمرافق المدرسية وإعادة استخدامها كمقرات لسكن طلاب التعليم الديني "الحوزوي"، كما هو الحال في بعض المدارس الواقعة في قلب مدينة صنعاء التاريخية.

التغيير يطال بقوة بينة الاقتصاد، حيث يجري هدم المنظومة الاقتصادية التي تأسست عبر العقود الستة الماضية، وتأثرت البيوت التجارية الكبيرة ورجال المال والأعمال، وخسر الجميع امتيازاتهم التجارية القانونية، والتوكيلات لصالح المجموعة الجديدة من رجال الأعمال الذي ينخرطون في أكبر عملية غسيل أموال تشهدها البلاد، إلى حد بات معه كبار التجار مجرد تجار وسطاء بين أصحاب التوكيلات الجدد وباعة التجزئة، تحت وقع المرارة التي تغص بها حلوق كبار الصناع والتجار في البلاد.

وفيما تتغول جماعة الحوثي سياسيا وعسكريا شمالا، يمضي المجلس الانتقالي ورموزه، وهم كانوا على صلة وثيقة بخلية الضاحية الجنوبية لبيروت، في مهمة كاريكاتورية نحو إعادة إنتاج الدولة الجنوبية الموعودة، تحفهم العناية الإقليمية، وتوفر الدولة اليمنية كافة نفقات تنقلاتهم الخارجية، مثلما هو حال عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزُّبيدي.

فقد شارك الزُّبيدي ضمن وفد الجمهورية اليمنية في أعمال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنه حول المشاركة إلى سلسلة من الأنشطة الممولة والمنسقة من جانب الإمارات، وكلها تصب في خانة تبييض الموقف الأمريكي في البحر الأحمر، وتسهم في جعل تقسيم اليمن قضية قابلة للنقاش في الأروقة الدولية.

x.com/yaseentamimi68

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليمن الفلسطينية إيران إيران فلسطين اليمن الحوثيين طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

خبير إسرائيلي: نعيش معركة وجودية ستحدد شكل إسرائيل في العقود المقبلة

قال خبير في الشؤون الثقافة الإسرائيلية أحد مؤسسي مبادرة "يهودية إعلان الاستقلال"، إن "إسرائيل تعيش معركة وجودية ستحدد شكلها في العقود المقبلة"

وحذر الدكتور أورن يحيى شالوم من أن "إسرائيل" تواجه تفككا مؤسساتيا وفوضى اقتصادية واجتماعية قد تؤدي إلى انهيار الدولة.

ويرى شالوم، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن جوهر الأزمة يتمثل في الصراع بين نموذجين لليهودية: "الأول هو نموذج إعلان الاستقلال القائم على الديمقراطية والمساواة، والثاني هو النموذج المتعصب الذي تمثله كتل مثل سموتريتش، والذي يهدد بتحويل إسرائيل إلى دولة ثيوقراطية".



ويوضح: "إذا تناقضت يهودية الأغلبية مع قيم الديمقراطية، فلن تكون هناك ديمقراطية.. المتعصبون يسعون عمليا إلى إلغاء إعلان الاستقلال، حتى لو لم يعلنوا ذلك صراحة".

ويضيف: "هذه الحرب شخصية بالنسبة لي.. أنا لا أقاتل من أجل الصهيونية، بل من أجل بقاء ابنتي أبيجيل. لكن الكثيرين ممن أعرفهم غادروا البلاد بالفعل".

وبتشاؤم لافت، يرسم شالوم سيناريو "مرعبا" للإسرائيليين لـ"مئوية إسرائيل" في العام (2048) في حال استمرار الاتجاهات الحالية:
- تفكك مؤسسات الدولة وانهيار الخدمات العامة.

- فوضى اقتصادية تدفع برأس المال والكفاءات إلى الهروب.

- هجرة جماعية للنخبة، التي لو وصلت إلى 300 ألف شخص "ستجعل استمرار الدولة مستحيلا".

- تحوّل "إسرائيل" إلى دولة غير جاذبة، حيث "يبقى الهيكل السياسي لكن لا أحد يرغب في العيش فيه".

ويعلق: "نحن نهدم بأيدينا ما بنيناه على مدى 75 عامًا.. وهذا ليس فقط خيانة للصهيونية، بل تناقض صارخ مع كل تاريخ اليهودية".


وكشف شالوم عن عمق الانقسام الإسرائيلي من خلال قضية أسرى غزة، التي كان يفترض أن تجمع الإسرائيليين: "المسيانيون حولوا الأولوية من افتداء الأسرى إلى الانتقام.. لقد نزع سلاح الرهائن لأنهم يمثلون قيما تتعارض مع خطاب النصر الكامل الزائف".

ويختتم شالوم تحليله بدعوة عاجلة: "علينا أن نختار الآن: إما أن نقف كأغلبية ونقول هذه هي يهوديتنا، أو نسمح للمتعصبين بسحق إسرائيل. نحن عند منعطف حرج.. إما أن نوقف الانهيار، أو نتحمل مسؤولية دمار الدولة".

مقالات مشابهة

  • خبير إسرائيلي: نعيش معركة وجودية ستحدد شكل إسرائيل في العقود المقبلة
  • القبيلة اليمنية الرديف للقوات المسلحة في معركة إسناد غزة والتصدي للعدوان الأمريكي الإسرائيلي
  • معركة اليمن ضد أمريكا.. تفاصيل ما حدث في الجولة الثانية من المواجهة
  • كم بلغت الخسائر الأمريكية من العدوان على اليمن؟
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • إسرائيل تعترض صاروخ باليستي أُطلق من اليمن
  • “المجاهدين” تشيد بـالعملية التي نفذتها القوات اليمنية على عمق الكيان
  • رويترز : طائرات اليمنية التي استهدفتها إسرائيل لم يكن مؤمناً عليها 
  • وكالة.. طائرات اليمنية التي دمرتها ضربة إسرائيلية لم يكن مؤمنا عليها
  • ماذا نعلم عن جماعتي جيش محمد ولشكر طيبة التي استهدفتهما الهند في باكستان؟