الحرب الأخطر التي على وشك الاندلاع
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
لا يمكن في مثل هذا اليوم الذي سيستذكر فيه الملايين من الناس في العالم الانطلاقة الأولى لحرب «طوفان الأقصى» التي أحدثت زلزالا كبيرا في العالم، إغفال مرحلة مهمة وخطرة جدا على وشك أن تبدأ من هذه الحرب إذا ما أقدمت إسرائيل على تنفيذ تهديداتها وردت على القصف الإيراني بقصف مواقع حساسة وإستراتيجية في إيران مثل المنشآت النووية والنفطية والقواعد العسكرية.
يمكن تصور الرد الإسرائيلي في ظل امتلاكها ترسانة أسلحة فتاكة بفضل جسر التمويل الأمريكي الذي لم يتوقف طوال العام الماضي، إضافة إلى التكنولوجيا المتقدمة.. لكن لا يمكن تصور الرد الإيراني سواء كان في داخل العمق الإسرائيلي أم ضد المصالح الأمريكية داخل مياه الخليج العربي الذي قد يتحول إلى مسرح العمليات الرئيسي.
تمتلك إيران عمقا استراتيجيا كبيرا ومسرح عمليات يمتد لآلاف الكيلومترات واحتياطيات ضخمة من النفط والغاز وخطوط إمداد متنوعة من كل الاتجاهات تقريبا، ما يعطيها الأفضلية في عملية الدفاع عن نفسها في مقابل العمق الإستراتيجي الضيق جدا لإسرائيل والتي توجد في حيز جغرافي يحيط به خصومها من كل اتجاه.
لا تمتلك إيران قبة حديدية كتلك التي تمتلكها إسرائيل، ولا تملك دولة راعية مثل أمريكا، لكن القبة الحديدية الإسرائيلية أثبتت فشلها خلال الهجوم الإيراني مطلع الشهر الجاري. ورغم ادعاء إسرائيل أن الهجوم الإيراني لم يكن فعّالا إلا أن صور الأقمار الاصطناعية التي نشرتها بعض المواقع المتخصصة تثبت فعالية الهجوم الإيراني الذي بدا أنه لا يريد إلحاق خسائر فادحة مادية وبشرية بإسرائيل لأسباب مفهومة جدا. وحتى لو استطاعت القبة الحديدية أو البارجات الأمريكية وبعض الدول العربية التعاون من أجل إسقاط الصواريخ الإيرانية قبل وصولها إلى إسرائيل فإن نسبة من تلك الصواريخ يمكن أن تصل إلى أهدافها وتصنع تحولا كبيرا وخطرا داخل إسرائيل التي يشعرها سكانها أنها لم تعد حلمهم «الرومانسي الأثير».
إن لعبة الصواريخ التي يمكن أن تبدأ بين إيران وإسرائيل عبر الرد والرد على الرد لن تكون في صالح إسرائيل المنهكة عسكريا واقتصاديا وشعبيا نتيجة ضغوطات الجبهة الداخلية بعد أطول حرب في تاريخ الكيان الإسرائيلي دون تحقيق الأهداف الآنية التي بحث عنها الداخل الإسرائيلي. والهروب إلى الأمام لا يمكن أن ينفع نتنياهو في حربه مع إيران؛ لأن الرد هنا يكون مختلفا بالكامل عما هو عليه خلال العام الماضي.
ولا خيار أمام إيران إلا الدفاع عن مشروعها النووي الذي وصل إلى أمتاره الأخيرة إذا ما كان قد اجتازها بالفعل، وإذا ما فشلت في الدفاع عن هذا المشروع فإنها ستكون في مأزق خطير جدا داخليا وخارجيا. لكن الواضح أن إيران تملك إمكانيات الدفاع عن نفسها في معركة مثل هذه بشكل جيد دون تجاهل أو تقليل من الإمكانيات الإسرائيلية المدعومة بشكل كامل من أمريكا.
هذا المشهد العسكري إذا ما تحقق ولو بشكل جزئي فإن منطقة الخليج العربي ستكون في خطر، وصور الثمانينيات خلال الحرب العراقية الإيرانية ما زالت حاضرة في ذاكرة الكثيرين ممن عايشوا تلك الحرب أو قرأوا عنها.
لا أحد يريد مثل هذه الحرب رغم الطغيان الإسرائيلي الذي تجاوز كل الحدود واستهتر بمصائر البشر وحيواتهم. وما دامت الرصاصة الأولى لم تخرج من بيت النار ما زال هناك مساحة للدبلوماسية لمنع حريق ضخم في الشرق الأوسط، وهذا ما تستطيعه الآن أمريكا وحدها. أما إذا تراخت في السعي إليه فإن عليها هي الأخرى مواجهة الأخطار المتوقعة، بحكم منطق الحرب إن كان لها منطق، على مصالحها ومصالح حلفائها. ويمكن أن يتبرع من يذكر الرئيس الأمريكي بايدن أو وزير دفاعه ببيت شعر قالته الخنساء: «ومن ظن ممن يلاقي الحروب/ بأن لا يصاب فقد ظن عجزا».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الدفاع عن یمکن أن إذا ما
إقرأ أيضاً:
مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
الثورة نت /..
قال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، خالد مشعل، الأربعاء، إن القضية الفلسطينية تقف على حضور غير مسبوق استعادة لروحها على الساحة الإقليمية والدولية، بعد أن كانت “مخبأة في الأدراج”.
وأضاف مشعل في مقابلة مع قناة الجزيرة اليوم الأربعاء ، أن القضية اكتسبت أيضا مساحات جديدة إلى جانب المقاومة، ودخلت على شرائح من جيل الشباب الأميركي والأوروبي.
وأوضح أن وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر، وأصبح “الإسرائيلي” منبوذا ينتسب إلى كيان قاتل، وارتكب إبادة جماعية في قطاع محاصر.
وأشار مشعل إلى أن الأمة استيقظت واستعادت الروح تجاه القضية الفلسطينية التي تمثل شرفها، وأن العدو “الإسرائيلي” عدو للأمة بأكملها.
وأكد أن قطاع غزة يدفع ثنا باهظا اليوم في مسيرته نحو التحرر، مستدركا أن الذي “يجبر الفلسطينيين على المُر هو وجود الاحتلال على الأرض”.
وشدد مشعل على أن الإدارة الأميركية تحاول عبر مبادراتها لوقف الحرب وإيجاد حلول، أن تقدم صورة في غزة من شكل استقرار ولو جزئي وانتهاء شلال الدم من أجل تسويق ذلك على الساحة الدولية، لإنقاذ سمعة “إسرائيل”، ومن أجل تطبيع بعض دول المنطقة مع العدو.
وبحسب مشعل، فإن الحرب بصورتها التي تمثل حرب إبادة شاملة التي رأيناها عبر عامين كاملين، لا شك أنها انتهت واستنفدت قدرة المجتمع الدولي على تحملها. مستدركا: “نأمل ألا تعود”.
وبيّن أن الحراك العربي والإسلامي يرفض التهجير واستمرار حرب الإبادة في غزة، لكن الجهد المبذول في الفترة الأخيرة من قادة 8 دول عربية وإسلامية خلال اجتماعهم مع ترامب وأركان إدارته، كان نوعا من الخطوة الختماية للوصول إلى إنهاء الحرب.
ولفت مشعل إلى أن “الحرب انتهت، لكن القتل لن يتوقف”.
وتنتهك “إسرائيل” كل القوانين الدولية في قطاع غزة، دون أن يكترث العالم بذلك، وفقا لمشعل الذي أكد أن المسؤولية الآن تتمثل في أن تطبب جراح غزة وتغاث، وأن يعود الشارع العربي والإسلامي إلى دوره الفاعل للضغط على العواصم الغربية و”إسرائيل” لاستكمال متطلبات المرحلة الأولى من وقف الحرب على غزة، للانتقال إلى المرحلة الثانية.
وأردف مشعل أنه منذ أكثر من شهرين تتعامل “حماس” والمقاومة الفلسطينية بمسؤولية ومرونة كافية لإيقاف الحرب على غزة، ولا تزال تتعامل بانضباط من أجل ألا تعود الحرب وأن يتنفس الناس الصعداء، وأن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية في غزة.
وتابع أن هناك من يريد أن يفرض رؤيته على المقاومة، مثل نزع السلاح، وهو أمر مرفوض في ثقافة الفلسطينيين.
وقال إن المقاومة تريد ضمانة لطرح فكرة ألا يستعرض بسلاحها في غزة (يتم تجميده)، بعيدا عن فكرة نزع السلاح، لأن نزع السلاح يعني نزع الروح، وألا يأتي أي تصعيد عسكري من غزة، مقابل وقف الحرب ووقف التصعيدات والانتهاكات “الإسرائيلية”، مستدركا أن استراتيجية غزة هي التعافي والانشغال بنفسها.
كما أوضح مشعل أن الفلسطيني يعتبر سلاحه روحه، وذلك يعني أن المقاربة بنزع سلاح الفلسطيني يعني نزع روحه.
وقال رئيس “حماس” في الخارج، إنه جرى التوافق برعاية الإدارة المصرية على أن تسلم إدارة قطاع غزة لحكومة تكنوقراط، تلحق بهم قوات شرطة لحفظ الأمن، لصنع صورة مجتمع مدني حقيقي، لكن “إسرائيل” تعطل ذلك.
وأضاف أن فكرة “مجلس السلام” التي اقترحها ترامب، محفوفة بالمخاطر، لأن تحته مجلس تنفيذي يشكل الحكم الحقيقي في غزة، مؤكدا أن ذلك مرفوض بالنسبة للمقاومة، لأنه شكل من أشكال الوصاية ويذكر بالانتداب البريطاني.
وتابع مشعل، أن الحركة إلى جانب حركات المقاومة، يريدون أن يحكم الفلسطيني الفلسطيني، وتعجيل إعادة إعمار غزة، إلى جانب بقاء وقف إطلاق النار وعدم عودة الحرب.
وارتكبت قوات العدو منذ 7 أكتوبر 2023 -بدعم أميركي أوروبي- إبادة جماعية في قطاع غزة، شملت قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.