هذه أبرز هجمات الحوثيين المساندة لغزة خلال عام
تاريخ النشر: 7th, October 2024 GMT
تعز- تواصل جماعة أنصار الله الحوثيين منذ نحو عام تنفيذ هجمات متعددة على سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها، في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وصولا إلى البحر المتوسط.
كما وسعت الجماعة هجماتها البحرية مستهدفة سفنا أميركية وبريطانية، عقب التدخل العسكري للدولتين في اليمن مطلع العام الجاري، وإضافة إلى ذلك استمرت الجماعة اليمنية في تنفيذ ضربات هجومية على الجانب الإسرائيلي، وصل بعضها إلى تل أبيب وخلفت ضحايا.
وفي خطاب مصور بمناسبة الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى، أعلن زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الأحد، حصيلة الهجمات التي نفذتها جماعته إسنادا لغزة، وقال إن قواتهم المسلحة استهدفت 193 سفينة مرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأميركي والبريطاني على مدى عام.
وتحدث الحوثي في خطاب استغرق نحو ساعتين، قال فيه "في جبهة اليمن، قصفنا على مدى عام بأكثر من ألف صاروخ ومسيّرة، واستخدمنا الزوارق في البحار إسنادا لغزة"، وأضاف "تم إسقاط 11 طائرة مسيّرة مسلحة أميركية من نوع إم كيو 9 خلال عام".
الهجمات البحريةمن بين 193 سفينة استهدفها الحوثيون، ثمة هجمات كان لها التأثير الأبرز، في مقدمتها اختطاف السفينة "جلاكسي ليدر" في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، التي قالوا إنها إسرائيلية، وتم احتجازها مع طاقمها في مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر غربي اليمن.
واحتوت السفينة طاقما يتكون من 25 شخصا، ومازالت محتجزة حتى اليوم، حيث تشدد الجماعة على أن مصير طاقم السفينة "مرتبط بالمفاوضات مع الأشقاء في حركة حماس، باعتبار أن أفراد طاقمها يعملون على سفينة إسرائيلية".
وفي يوم 19 فبراير/شباط الماضي، أطلقت قوات الحوثيين على سفينة الشحن "روبيمار" صواريخ باليستية في خليج عدن، مما أدى إلى إصابتها بشكل مباشر وجعلها عرضة للغرق، وهي سفينة مملوكة للمملكة المتحدة وترفع علم دولة بليز، الواقعة شمال أميركا الوسطى، ويبلغ طول السفينة نحو 172 مترا وعرضها 27 مترا.
وبعد 4 أيام أعلنت القيادة المركزية الأميركية في بيان أن الهجوم الذي شنه الحوثيون على السفينة تسبب بأضرار جسيمة، وأدى لتسريب بقعة نفط بطول 29 كيلومترا، موضحا أن السفينة كانت تنقل أكثر من 41 ألف طن من الأسمدة، مما قد يؤدي غرقها لكارثة بيئية، وهو ما حدث في الثالث من مارس/آذار، حيث أعلنت القيادة المركزية الأميركية غرق السفينة في البحر الأحمر.
وفي 12 يونيو/حزيران الماضي، أعلنت جماعة الحوثي استهداف السفينة اليونانية "توتور" بالبحر الأحمر، "تضامنا مع الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة"، وقالت الجماعة في بيانها إنها استهدفت السفينة لانتهاك الشركة المالكة لها "قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة".
وبعد أسبوع بثت الجماعة مقطع فيديو يظهر مشاهد استهداف السفينة في البحر الأحمر بزورقين مسيّرين، وهو ما أدى لإغراقها، وكشف الحوثيون أنهم استخدموا عدة أسلحة بحرية في استهداف وإغراق السفينة، من بينها أسلحة تستخدم للمرة الأولى.
وفي 21 يونيو/حزيران، قال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، إن الحوثيين استخدموا قوارب صيد مفخخة على متنها مجسمات "دمى" على شكل صيادين، في الهجوم على "توتور"، وأضاف أن الهجوم أدى لغرق السفينة وفقدان أحد طاقمها، معتبرا ذلك "جريمة متتابعة تهدد بانهيار إنتاج اليمن السمكي، وتعرض حياة آلاف الصيادين اليمنيين للخطر".
كما أعلن الحوثيون غرق السفينة "فيربينا" في خليج عدن في 15 من الشهر نفسه، بعد يومين من استهدافها بعدد من الصواريخ البحرية، وبررت الجماعة استهداف السفينة "بسبب انتهاكها حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة".
وحينها، أكدت القيادة المركزية الأميركية عبر بيان، أن سفينة "فيربينا" هي ناقلة بضائع مملوكة لأوكرانيا وتديرها بولندا وترفع علم بالاو الواقعة غرب المحيط الهادئ، حيث تعرضت السفينة لقصف بواسطة صاروخ باليستي مضاد للسفن تم إطلاقه من منطقة يسيطر عليها الحوثيون باتجاه خليج عدن.
وفي 21 أغسطس/آب 2024 أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن 3 مقذوفات أصابت السفينة "سونيون" على بعد 77 ميلًا بحريا قبالة مدينة الحديدة غربي اليمن، مما أدى إلى تقييد حركتها، وهي ناقلة يونانية تحمل 150 ألف طن من النفط الخام (مليون برميل)، وذلك للسبب نفسه (انتهاك حظر الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلة)، وأنها باتت عرضة للغرق.
لكن الجماعة أعلنت في 29 أغسطس/آب أنها سمحت بسحب السفينة، وهو ما تم في 16 سبتمبر /أيلول، حيث أعلنت مهمة الاتحاد الأوروبي العسكرية بالبحر الأحمر "أسبيدس"، نجاح سحب السفينة "سونيون" إلى منطقة آمنة دون أي تسرب نفطي، وذلك بعد نحو 3 أسابيع من استهدافها.
القصف والمسيراتفي 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن الحوثيون للمرة الأولى استهداف إسرائيل بعدد كبير من الطائرات المسيرة والصواريخ تضامنا مع غزة، وبعد هذا التاريخ واصلت الجماعة تنفيذ عدة عمليات، أبرزها في 19 يوليو/تموز الماضي، حينما أعلنت تنفيذ عملية عسكرية نوعية طالت أحد الأهداف المهمة في تل أبيب، بواسطة طائرة مسيرة جديدة من نوع "يافا" .
وذكرت الجماعة في بيانها أن "الطائرة قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للعدو، ولا تستطيع الرادارات اكتشافها"، وأعلنت أن "تل أبيب منطقة غير آمنة".
وفي المقابل، أعلنت حينها هيئة البث العبرية مقتل إسرائيلي وإصابة 10 آخرين بجروح، إثر انفجار مسيّرة مفخخة عند تقاطع شارعي شالوم عليخم وبن يهودا، على بعد مئات الأمتار من سفارة الولايات المتحدة.
وفي هجوم حوثي آخر، أعلنت تل أبيب إصابة 9 إسرائيليين بجروح طفيفة خلال تدافعهم نحو الملاجئ، بعد إطلاق صاروخ أرض- أرض من اليمن، في 15 سبتمبر/أيلول 2024، وبعدها بساعات، تبنت جماعة الحوثي الهجوم، وأفادت في بيان لها أن قواتها الصاروخية نفذت "عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفا عسكريا في منطقة يافا بفلسطين المحتلة".
وكشفت أن "العملية نفذت بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي، قطع مسافة تقدر بـ2040 كيلومترا في غضون 11 دقيقة ونصفا، ونجح في الوصول إلى هدفه، بينما أخفقت دفاعات العدو الإسرائيلي في اعتراضه والتصدي له".
بدورها، أكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الباليستي تم إطلاقه من اليمن، وقطع مسارا يبلغ حوالي ألفي كيلومتر، أي حوالي 15 دقيقة من الطيران.
وعلى مدى قرابة عام، أعلن الحوثيون تنفيذ العديد من الهجمات على إسرائيل، آخرها الخميس الماضي، حينما أفاد المتحدث العسكري لقوات الجماعة يحيى سريع، بتنفيذ عملية عسكرية استهدفت هدفا حيويا في تل أبيب بعدد من الطائرات المسيرة من نوع يافا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات فی البحر الأحمر تل أبیب
إقرأ أيضاً:
البحر الأحمر يغيّر قواعد اللعبة: كيف أجبر الحوثيون أقوى بحرية في العالم على التعادل؟.. وول ستريت جورنال تجيب
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
مساء السادس من مايو/أيار، كانت طائرة مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنت تستعد للهبوط على متن حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري إس ترومان في البحر الأحمر. حدث عطل في الآلية المخصصة لإبطاء سرعة الطائرة النفاثة، مما أدى إلى انزلاق الطائرة البالغ قيمتها 67 مليون دولار من مدرج الحاملة وسقوطها في الماء.
تُعد هذه الحادثة هي ثالث طائرة مقاتلة تفقدها حاملة ترومان في أقل من خمسة أشهر، وقد جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان مفاجئ للرئيس ترامب لمسؤولي البنتاغون، يفيد بأن الولايات المتحدة قد توصلت إلى هدنة مع الحوثيين في اليمن. كانت حاملة ترومان قد وصلت إلى البحر الأحمر في ديسمبر/كانون الأول 2024 لمواجهة المسلحين المدعومين من إيران، منضمة إلى حملة تميزت بتبادل إطلاق نار عنيف ومواقف حرجة أرهقت البحرية الأمريكية.
يعكف المسؤولون حاليًا على تحليل دقيق لكيفية تمكن خصم متواضع من اختبار الأسطول السطحي الأقوى في العالم. أثبت الحوثيون أنهم خصم صعب بشكل مفاجئ، حيث خاضوا مع البحرية أشرس معاركها منذ الحرب العالمية الثانية، على الرغم من قتالهم من مواقع بدائية وكهوف في أحد أفقر بلدان العالم.
استفاد الحوثيون من انتشار تقنيات الصواريخ والطائرات المسيرة الرخيصة القادمة من إيران. أطلقوا صواريخ باليستية مضادة للسفن، في أول استخدام قتالي على الإطلاق لسلاح يعود إلى حقبة الحرب الباردة، كما ابتكروا طرقًا جديدة لنشر أسلحتهم. لقد أحدثت أحدث التقنيات تحولًا في الحرب البحرية، تمامًا كما أعادت صياغة قواعد الحروب البرية في أوكرانيا، مما أجبر الجيوش على التكيف في الوقت الفعلي. وتعمل الولايات المتحدة على تطوير أساليب جديدة لاعتراض أحدث الطائرات المسيرة والصواريخ، لكنها لا تزال تعتمد بشكل كبير على أنظمة دفاع مكلفة.
شاركت حوالي 30 سفينة في العمليات القتالية بالبحر الأحمر من أواخر عام 2023 وحتى هذا العام، وهو ما يمثل حوالي 10% من إجمالي الأسطول البحري العامل. خلال تلك الفترة، أمطرت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 1.5 مليار دولار من الذخائر على الحوثيين، وفقًا لمسؤول أمريكي.
تمكنت البحرية من تدمير جزء كبير من ترسانة الحوثيين، لكنها لم تحقق بعد الهدف الاستراتيجي المتمثل في استعادة حركة الملاحة عبر البحر الأحمر، ويواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ بانتظام على إسرائيل.
يشعر القادة العسكريون وأعضاء الكونغرس، الذين بدأوا في دراسة الحملة لاستخلاص الدروس، بالقلق إزاء إجهاد هذه الانتشارات والعمليات الشاقة على الجاهزية الكلية للقوات. كما يحقق البنتاغون في الطائرات المفقودة وحادث اصطدام بحري منفصل – وهي حوادث جميعها تورطت فيها مجموعة ترومان الضاربة – ومن المتوقع صدور النتائج في الأشهر المقبلة.
رفضت القيادة المركزية (سنتكوم)، التي تشرف على العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، التعليق على التحقيقات الجارية أو على أداء الحملة وتأثيرها.
ستبقى آثار هذا الانتشار لسنوات قادمة. فقد استنزف الموارد المخصصة للجهود في آسيا لردع الصين، وأجل جداول الصيانة لحاملات الطائرات. وقد يؤدي ذلك إلى فجوات حرجة في النصف الثاني من هذا العقد، عندما لن يكون أمام هذه السفن الحربية الضخمة خيار سوى الرسو للصيانة.
على الرغم من الإرهاق والاستنزاف، قال مسؤولو البحرية إن القتال مع الحوثيين قدم خبرة قتالية لا تقدر بثمن، وينظر إلى صراع البحر الأحمر داخل البنتاغون على أنه إحماء لصراع محتمل “رفيع المستوى” مع الصين.
صدمة البداية وتغيير التكتيكات (أُخذ على حين غرة)اكتسب الحوثيون قوة كبيرة منذ أن سيطرت الجماعة، التي تخوض حربًا أهلية طويلة الأمد في اليمن، على جزء كبير من البلاد قبل عقد من الزمان. وقد نجحوا لاحقًا في صد حملة قادتها قوى خليجية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لدحرهم.
مع بداية الحرب على غزة، بدأ الحوثيون، الذين يرددون “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل” ويقدمون أنفسهم كمدافعين عن الفلسطينيين، بمهاجمة المدن الإسرائيلية وكذلك السفن العابرة للبحر الأحمر.
كانت المدمرة الأمريكية يو إس إس كارني في البحر الأحمر عندما أطلق الحوثيون أول وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ في 19 أكتوبر 2023، مما باغت البحارة على متنها. وبحلول نهاية الاشتباك الذي استمر 10 ساعات، تحمل الطاقم أشد قتال شهدته سفينة حربية أمريكية منذ ما يقرب من قرن، حيث أسقطوا أكثر من عشرة طائرات مسيرة وأربعة صواريخ كروز سريعة.
مع تعهد الحوثيين بتكثيف الهجمات، سارع المسؤولون العسكريون الأمريكيون لحل مشكلة لوجستية: كانت المدمرات مثل “كارني” تخرج من القتال لمدة تصل إلى أسبوعين أثناء سفرها من وإلى البحر الأبيض المتوسط لإعادة التسلح، وكانت الدول المجاورة حذرة من أن تصبح هي نفسها أهدافًا للحوثيين. تمكن البنتاغون في النهاية من تأمين الوصول إلى ما وصفه مسؤول بأنه ميناء “يغير قواعد اللعبة” في البحر الأحمر، سمح للسفن الحربية بإعادة التحميل دون مغادرة مسرح العمليات.
في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام، شكل بايدن ائتلافًا متعدد الجنسيات لحماية أحد أكثر ممرات الشحن ازدحامًا في العالم، ثم أطلق حملة ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة. طوال جزء كبير من الحملة، أبقى البنتاغون مجموعتين من حاملات الطائرات في المنطقة، تتكون كل منهما من خمس سفن على الأقل وحوالي 7000 بحار.
طوال عام 2024، شن الحوثيون عشرات الهجمات على الشحن التجاري، وردت الولايات المتحدة بضربات في اليمن لمنع هجمات وشيكة أو لتقويض ترسانة المسلحين. في فبراير، أصيبت ناقلة بضائع سائبة بريطانية ثم غرقت لاحقًا بحمولتها من الأسمدة. وقُتل ثلاثة أشخاص على متن سفينة ترفع علم بربادوس بعد أن أصيبت في مارس. وتم التخلي عن سفينتين أخريين في يونيو بعد أن أصابتهما صواريخ الحوثيين.
أثرت وتيرة العمليات على البحارة، الذين كانوا باستمرار في مرمى نيران الحوثيين وكانوا بحاجة إلى البقاء في حالة تأهب على مدار الساعة. قامت حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس دوايت دي أيزنهاور بزيارة قصيرة مرة واحدة فقط خلال سبعة أشهر من القتال.
في يوم حافل بشكل خاص في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، نجحت سفن البحرية في إحباط ما لا يقل عن ثماني طائرات هجومية أحادية الاتجاه، وخمسة صواريخ باليستية مضادة للسفن، وأربعة صواريخ كروز مضادة للسفن أطلقها الحوثيون، دون وقوع أي إصابات أو أضرار.
في ندوة بحرية حديثة، تحدث نائب الأدميرال براد كوبر، نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، عن ليلة واحدة في أواخر العام الماضي على متن السفينة يو إس إس ستوكدال. بينما كانت المدمرة تبحر عبر نقطة اختناق في جنوب البحر الأحمر، أطفأ الطاقم الأضواء، ورسم مسارًا متعرجًا واستعد للهجوم.
بعد منتصف الليل بقليل، أطلق الحوثيون أربعة صواريخ باليستية. تسارعت المدمرة التي يبلغ طولها 509 أقدام وأطلقت صواريخ أرض-جو دفاعًا عن نفسها. كان أحد صواريخ الحوثيين، الذي كان يسير بسرعة تقارب 4000 ميل في الساعة، قريبًا جدًا عند اعتراضه لدرجة أنه كان لا بد من إسقاط الحطام المتساقط أيضًا.
بعد عشر دقائق، أطلق الحوثيون صاروخ كروز مضادًا للسفن، تم تدميره بواسطة طائرات مقاتلة من حاملة طائرات قريبة. أسقطت الطائرات النفاثة صاروخ كروز آخر وعدة طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات، بينما قصفت الحاملة أهدافًا حوثية داخل اليمن.
حوالي الساعة الثانية صباحًا، تم رصد طائرة مسيرة حوثية أخرى تحلق على ارتفاع منخفض وببطء مباشرًا نحو ستوكدال. كان الخيار الوحيد هو فتح النار بمدفع مدفعية آلي مثبت على السطح. عندما سقطت الطائرة المسيرة في البحر، انفجر الطاقم بالهتافات والتصفيق.
كانت ساحة المعركة لصالح الحوثيين. في مياه البحر الأحمر الضيقة، التي بالكاد يبلغ عرضها 200 ميل عند أوسع نقطة، تتمتع السفن الكبيرة بقدرة محدودة على المناورة وتقضي فترات طويلة مرئية من الساحل، حيث يمكن لمراقبي الحوثيين المساعدة في استهداف السفن.
عادة ما يلتقط أطقم الدفاع الجوي إطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ قبل دقيقة أو دقيقتين فقط من الاصطدام، وكان عليهم اتخاذ قرار بشأن كيفية الرد في غضون 15 ثانية تقريبًا. وقد اعترضوا مئات الهجمات من قبل الحوثيين.
قال براين كلارك، الخبير الاستراتيجي السابق في البحرية وزميل أول في معهد هدسون، عن نشر حاملة طائرات في المنطقة: “أنت تجعلها بطة سهلة هناك وفي مرمى أسلحة الحوثيين”.
اعتادت البحرية على العمل في بيئة مماثلة في الخليج العربي، حيث يتواجد الإيرانيون على مقربة. لكن الميليشيات مثل الحوثيين أصعب في الردع من حكومة نظامية – وقد أصبحت هذه الجماعات أكثر خطورة مع انتشار الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والطائرات الهجومية المسيرة.
قال كلارك: “كنا في السابق قادرين على العمل بالقرب من الشاطئ بهذا الشكل، لأن التوقع كان أن الخصوم لن يهاجموا حاملة طائرات خشية من التداعيات”.
غالبًا ما كانت أنظمة الرادار لدى البحارة مضبوطة على حساسية عالية لمنحهم وقتًا لاعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ. كانت مراجعة وتحسين إعدادات الرادار لتجنب التقاط إشارات إيجابية خاطئة مع الاستمرار في اكتشاف التهديدات في نطاق مفيد إحدى أصعب المهام ومصدرًا رئيسيًا للضغط على مشغلي السفن، وفقًا لضابط أمضى ستة أشهر في البحر الأحمر.
محنة الحاملة ترومانالطائرات المقاتلة الثلاث المفقودة من يو إس إس ترومان تخضع الآن للتحقيق من قبل البنتاغون. قال مسؤول في البحرية: “إنه أمر غير مسبوق”. “ربما هي مجرد صدفة محضة أو حظ سيء – أو هناك بعض المشكلات الأساسية.”
فُقد اثنان من أفراد قوات العمليات الخاصة البحرية والجوية والبرية (Navy SEALs) في البحر في أوائل العام الماضي أثناء صعودهما على متن قارب ليلاً قال مسؤولون إنه كان يحمل مكونات صواريخ باليستية وصواريخ كروز من إيران إلى اليمن. سقط أحد أفراد SEALs في الماء أثناء محاولته الصعود إلى القارب وقفز الآخر بعده. بحثت البحرية عنهما لمدة 10 أيام قبل إعلان وفاتهما. وقعت الوفيات قبالة سواحل الصومال في بحر العرب، على بعد مئات الأميال من سواحل اليمن.
وقال النائب كين كالفيرت (جمهوري، كاليفورنيا)، الذي يرأس اللجنة الفرعية المعنية بالمخصصات الدفاعية في مجلس النواب، في جلسة استماع عقدت في 14 مايو/أيار: “على مدار العام الماضي، عملت البحرية في ظل ظروف قتالية مكثفة ومستمرة في البحر الأحمر – وهي أكثر مناطق الصراع البحري نشاطًا في جيل. لكن هذه الوتيرة التشغيلية المستمرة تأتي بتكلفة. حيث يتم دفع السفن والأطقم بقوة، ويتم تمديد فترات الانتشار، وتتعرض الجاهزية لمواجهة أي طارئ عالمي آخر للضغط.”
بينما لم يتمكن الحوثيون قط من إصابة سفينة أمريكية بنجاح، إلا أنهم تحسنوا في تتبع الأهداف المتحركة.
في البداية، غالبًا ما كان الحوثيون يطلقون صاروخًا أو طائرتين مسيرتين في كل مرة على ارتفاع عالٍ نسبيًا، وهو ما كانت البحرية قادرة على اعتراضه، وفقًا لمسؤولي البحرية. في وقت لاحق، شن المسلحون هجمات ليلًا وأرسلوا مقذوفات تحوم فوق الأمواج مباشرة، مما جعل تتبعها أكثر صعوبة. كما قاموا بخلط ضربات الصواريخ والطائرات المسيرة بأنماط متغيرة.
تمكن الحوثيون أيضًا من إسقاط أكثر من اثنتي عشرة طائرة أمريكية من طراز ريبر، تبلغ قيمة الواحدة منها حوالي 30 مليون دولار.
عندما بدأ الحوثيون بمهاجمة السفن في البحر الأحمر في عام 2023، أراد كبار المسؤولين في سنتكوم التصرف بقوة لتقويض قدراتهم، وفقًا لمسؤول أمريكي، لكن إدارة بايدن كانت حذرة من التصعيد. وبحلول الوقت الذي تمت فيه الموافقة على الضربات، كان الحوثيون قد غيروا تكتيكاتهم أو نقلوا أصولهم، وغالبًا ما وجد المسؤولون الأمريكيون أن تخطيطهم ومعلوماتهم الاستخباراتية قديمة، حسبما قال المسؤول.
بعد أن تولى ترامب منصبه، منح الجنرال إريك كوريلا، قائد سنتكوم، صلاحية الموافقة على الضربات، مما مكن الولايات المتحدة من التصرف بسرعة أكبر بناءً على معلومات الاستهداف لقاذفات الصواريخ والطائرات المسيرة. ورفضت سنتكوم التعليق على القرارات الرئاسية.
ضخت الولايات المتحدة موارد في هذا الجهد في منتصف مارس/آذار، حيث أطلقت عملية أطلق عليها اسم “الراكب الخشن” (Rough Rider)، شملت حاملة طائرات أمريكية ثانية، ونصف دزينة من قاذفات B-2، وسربًا من مقاتلات F-35 المتقدمة، ومجموعة من المدمرات المسلحة بصواريخ موجهة.
بعد 53 يومًا من القصف، تعرض الحوثيون لضربات قوية لكنهم لم يهُزموا. قتلت الضربات الجوية الأمريكية المئات من المقاتلين، بمن فيهم العديد من كبار المسؤولين، ودمرت ميناء وقود حاسم ومخزونات كبيرة من الأسلحة وعتاد الحرب. فيما فشل الحوثيون في إصابة أي سفن أمريكية.
تم الإبلاغ عن مئات الضحايا المدنيين اليمنيين بعد أن كثفت الولايات المتحدة الضربات، وفقًا لمشروع بيانات اليمن، وهو مجموعة مراقبة مستقلة. وقالت سنتكوم إنها تجري تحقيقًا في مزاعم سقوط ضحايا مدنيين في اليمن.
قبل أسبوع من إعلان الهدنة، أعرب ضابط مطلع على عمليات الحوثيين عن دهشته من تصميم المسلحين وقدرتهم على التكيف. وقال: “صواريخهم تزداد تطورًا، وهو أمر جنوني”. “حتى الآن، تحقق البحرية الأمريكية نسبة نجاح 100% [في الاعتراضات]، وأتوقع أن يستمر ذلك، ولكن إلى متى؟”
في النهاية، وافق ترامب على وقف إطلاق النار بأبسط الشروط: سيتوقف الحوثيون عن إطلاق النار على السفن الأمريكية، وستوقف الولايات المتحدة قصفها. وبينما كانت حاملة ترومان تعبر قناة السويس وتتجه خارج البحر الأبيض المتوسط، استمر الحوثيون في إطلاق الصواريخ الباليستية على إسرائيل.
المصدر: وول ستريت جورنال
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةقيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...
It is so. It cannot be otherwise....
It is so. It cannot be otherwise....