نيويورك تايمز : إسرائيل غارقة في أزمة وجودية وتستخف بمعاناة الفلسطينيين
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
في إحدى المظاهرات الحاشدة التي خرجت مؤخرا في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة رهائن وإجراء انتخابات مبكرة لاستبدال الحكومة الإسرائيلية، رفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها "من نحن بدونهم؟"، في إشارة إلى الأسرى المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة. وكُتب على لافتة أخرى "أعطني مبررا واحدا لتربية الأطفال هنا".
ورأت ميراف زونسزين كبيرة محللي الشؤون الإسرائيلية في مجموعة الأزمات الدولية، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز، أن تلك رسائل تختزل أسئلة يطرحها كثير من الإسرائيليين على أنفسهم، بعد مرور عام على "أطول حرب في تاريخ البلاد"، وهي أسئلة من قبيل: "ما قيمة وطن يهودي إذا لم تكن من أولوياته إنقاذ حياة مواطنيه المدنيين الذين اختُطفوا من منازلهم؟
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تقرير: 17.9 مليار دولار المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل منذ طوفان الأقصىlist 2 of 2إيكونوميست: نزاع خطير في القرن الأفريقي حول الموانئend of listومضت الكاتبة في مقالها من تل أبيب، تتساءل: هل سأشعر بالأمان مرة أخرى؟ وما نوع المستقبل الذي ينتظرني هنا إذا كانت الرؤية الوحيدة التي يقدمها قادتنا هي الحرب التي لا نهاية لها؟
وقالت إن إسرائيل تغوص في أزمة وجودية بعد طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصفة إياها بأنها دولة "منكمشة"، نزح عشرات الآلاف من مواطنيها من البلدات والمستوطنات الزراعية (الكيبوتسات) الشمالية، وكذلك القرى الحدودية الجنوبية، بينما تخوض حربا متعددة الجبهات لا تنفك تزداد أواراً.
الهجرة إلى الخارج
وأضافت أن آلاف الإسرائيليين ممن لديهم موارد آثروا الرحيل من إسرائيل عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي؛ فيما يفكر آخرون في الهجرة أو يخططون لها. كما درج عدة آلاف آخرين على الخروج إلى الشوارع أسبوعا بعد أسبوع، وانخرطوا في عصيان مدني منذ ذلك التاريخ وفي احتجاجات ضد الإصلاح القضائي الذي اقترحته حكومة بنيامين نتنياهو.
وأوضحت أن أحد مظاهر الأزمة الداخلية تجلى في الشهر الماضي، عندما أظهرت الصور رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق دان حالوتس وهو يُبعد بالقوة من قبل الشرطة من الشارع، في اعتصام أمام مقر إقامة رئيس الوزراء الخاص، وصور أقارب الرهائن وهم يتعرضون للتعنيف من قبل ضباط إنفاذ القانون.
ووصفت زونسزين الحرب الدائرة الآن بأنها معركة منفصلة تماما عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وعن الفلسطينيين أنفسهم في الضفة الغربية والقدس وغزة، "وكأنهم لا يتنفسون نفس الهواء الذي نتنفسه في إسرائيل".
ولفتت إلى أن الغضب الذي يعتمل في الشارع الإسرائيلي يقتصر، إلى حد كبير، على فشل الحكومة في إنقاذ الرهائن وليس على التدمير العشوائي لغزة وقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، أغلبهم من المدنيين.
ووفقا للمقال، فإن قليلين هم الذين يحتجون على استخدام إسرائيل المفرط للقوة، مشيرة إلى أن الفلسطينيين يخوضون معركة من أجل وجودهم.
الاستخفاف بمعاناة الفلسطينيين
وانتقدت الكاتبة ما سمته الاستخفاف الإسرائيلي بمعاناة الفلسطينيين سواء كان ذلك بوعي أو بدون وعي، ووصفته بأنه أحد أكثر السمات الملموسة والمقلقة للحياة في إسرائيل منذ طوفان الأقصى.
ومع أن هذا التجاهل أو الاستخفاف كان موجودا قبل ذلك بكثير، إلا أنه بات الآن أكثر وضوحا وتأثيرا. وبرأي المحللة في مجموعة الأزمات الدولية، فإن هذه "اللامبالاة" بالتحديد هي التي مكّنت اليمين المتطرف من السيطرة على السياسة الإسرائيلية دون منازع.
إن المبدأ الموحِّد في إسرائيل اليوم كما صاغته الأحزاب اليمينية في السلطة، يتمثل -من وجهة نظر زونسزين- في السيطرة والهيمنة اليهودية، والعيش بالسيف.
وختمت الكاتبة مقالها بمثلما بدأته، متسائلة: ماذا يعني إذن أن تعيش في بلد جعل قادته رفاهية مواطنيه أمرا ثانويا بالنسبة لمستقبل قادتهم السياسي وممارستهم وتوطيدهم للسلطة السياسية والقوة العسكرية المفرطة؟ كيف يمكن للإسرائيليين تفسير التطبيق الانتقائي للقانون حيث ترفض الشرطة اعتقال المستوطنين الذين يعتدون على الفلسطينيين، وتعتقل من يطالبون بصفقة للإفراج عن الرهائن رغم التزامهم بالقانون؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات ترجمات
إقرأ أيضاً:
رئيسة مجموعة الأزمات: أميركا لم تعد واثقة في النظام الذي بنته وهناك أزمة مبادئ
الدوحة- أعربت الرئيسة التنفيذية لمجموعة الأزمات الدولية كومفورت إيرو عن مخاوفها من أن النظام الدولي الذي بُني على أكتاف الديمقراطية الليبرالية بات يواجه أزمة ثقة عميقة، لافتة إلى أن "أميركا نفسها أصبحت لا تثق في النظام الذي قامت ببنائه"، في إشارة إلى التحولات الجذرية التي طرأت على البنية الدولية منذ أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 والتدخلات في العراق وسوريا، مرورًا بالربيع العربي الذي كشف صدامًا في الحظوظ والتطلعات.
وأوضحت إيرو -في تصريحات خاصة للجزيرة نت على هامش منتدى الدوحة الـ23 الذي عُقد مطلع هذا الأسبوع في العاصمة القطرية- أن الثقة الغربية تراجعت بعد أن اتضح أن التدخل في العراق "لم يؤدِ إلى تغيير إيجابي، بل تسبب في ديناميات جديدة"، مشيرة إلى أن المبادئ الدولية تعرضت للتحدي في أماكن مثل سوريا، خاصة ما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية، مما أدى إلى شعور الناس بأنهم لم يعودوا قادرين على الوثوق في النظام الدولي.
وأكدت مسؤولة مجموعة الأزمات أن الوضع في السودان يسوء، رغم الجهود الدولية التي توّجت بتوقيع الرباعية الدولية على اتفاق مبدئي في سبتمبر/أيلول الماضي، مؤكدة أن الأزمة السودانية ستكون في مقدمة جدول أعمال المنظمة خلال عام 2026.
وأشارت إلى أن المنطقة تشهد تحولات غير مسبوقة؛ من خروج سوريا من العزلة الدولية إلى الحديث عن رفع العقوبات عنها، ومن انعقاد قمة غزة في شرم الشيخ إلى الحديث عن اتفاقات سلام في منطقة البحيرات العظمى. لكنها حذرت أيضا من أن "الصورة القاتمة" لا تزال تخيم على عدة بؤر صراع حول العالم.
وتشغل إيرو منصبها منذ ديسمبر/كانون الأول 2021، وهي حاصلة على درجة الدكتوراه من كلية لندن للاقتصاد، وأمضت مسيرتها المهنية في العمل على الدول المتأثرة بالنزاعات، بدءًا من انضمامها لمجموعة الأزمات عام 2001 كمديرة مشروع غرب أفريقيا، مرورًا بعملها مسؤولة الشؤون السياسية ومستشارة السياسات للممثل الخاص للأمين العام في بعثة الأمم المتحدة في ليبيريا (2004-2007)، ومنصبها في المركز الدولي للعدالة الانتقالية، قبل أن تتدرج لتصبح مديرة برنامج أفريقيا ثم نائبة رئيس مجموعة الأزمات بالإنابة في يناير/كانون الثاني 2021.
وفي تفاصيل تصريحاتها، وصفت إيرو الأزمة السودانية بأنها "الأصعب والأكثر تعقيدًا" بين الملفات التي تعمل عليها مجموعة الأزمات حاليًا، رغم الجهود الدولية المبذولة. وأشارت إلى أنه "تم جمع الرباعية الدولية، وهي الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، للتوقيع مبدئيًا على اتفاق فيما بينهم في سبتمبر/أيلول الماضي"، لكنها أكدت أنه "لا أحد من الطرفين مستعد حتى الآن للجلوس على الطاولة"، في إشارة إلى طرفي الصراع الرئيسيين في السودان.
إعلانوأضافت "نحن نشهد المزيد من العنف على الأرض. ومع ذلك، لا تزال هناك اختلافات بينهم جميعًا، لذلك لم نخرج من الأزمة في السودان أبدًا، وأكبر مخاوفي هو أن الوضع سيسوء قبل أن يتحسن".
أما بالنسبة لغزة، فأكدت الرئيسة التنفيذية لمجموعة الأزمات أن الملف سيبقى أيضًا على رأس الأولويات في 2026، موضحة أنه "علينا أن نرى تشكيل مجلس السلام، وتشكيل اللجنة الفنية الفلسطينية وعلينا أن نحرص على وقف ضم الضفة الغربية".
وفي سياق الحديث عن التطورات الإيجابية خلال الفترة الماضي، ضربت إيرو مثلا بانعقاد قمة غزة في شرم الشيخ، والحديث عن "اتفاق سلام" في عدة مناطق، بما فيها منطقة البحيرات العظمى، مما يشير إلى بوادر أمل وسط المشهد المعقد.
ولفتت إلى أن العام الحالي شهد تطورات كانت "غير متوقعة" قبل عام واحد فقط، قائلة "لو سألتني العام الماضي عما إذا كنا سنرى خلال العام الحالي سوريا تخرج من العزلة، حيث يمكن لشخص مثل الجولاني آنذاك، والآن هو الشرع، أن يذهب إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لأول مرة منذ عقود، وأن يحضر زعيم سوري إلى الجمعية العامة، وحيث يرفع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب رفع العقوبات عن سوريا، وأن تكون تركيا ودول الخليج أدوات أساسية مع الولايات المتحدة في المساعدة على تحول سوريا، فقبل عام لم أكن لأتخيل بعض هذه التطورات".
وفي ما يتعلق بالتحولات الجذرية التي طرأت على المشهد الدولي منذ تأسيس مجموعة الأزمات، لفتت إيرو التحولات الجذرية عقب أحداث الربيع العربي. وقالت "ذلك بدأ يتغير في وقت الربيع العربي. وفجأة، أعتقد أنه حصل صدام في الحظوظ والتطلعات، وأصبح المدنيون غير راضين عن أنظمتهم".
وأوضحت أن "الثقة الغربية في التدخل" بدأت تتراجع "في ضوء ما بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، والدخول إلى العراق، حيث اتضح أن هذا التدخل الواثق لم يؤدِ إلى تغيير إيجابي، بل تسبب في ديناميات جديدة في العراق، على سبيل المثال، ثم سوريا، ثم ما حدث في مصر وتونس. وهكذا بدأت الأمور في الانهيار".
وتابعت الرئيسة التنفيذية لمجموعة الأزمات إن "المبادئ الدولية التي كانت تشكل التدخل الدولي تعرضت أيضًا للتحدي في أماكن مثل سوريا، حيث قال قادة العالم الغربي إنه سيكون هناك خط أحمر فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية، وهذا لم يحدث. وهكذا فُقدت الثقة، وبدأ الناس يرون أنهم لم يعودوا قادرين على الوثوق بالنظام الدولي، وأن الغرب لم يعد يتمتع بالشرعية".
وأشارت إلى أن "الحرب العالمية على الإرهاب كانت تسبب مشاكل أخرى في العديد من المناطق، فقد كانت تؤدي إلى ممارسات غير ديمقراطية، وإلى انهيار أجندة حقوق الإنسان، وإلى مزيد من العنف". واختتمت هذا المحور بملاحظة لافتة: "إذا تقدمنا سريعًا إلى الأمام، نجد أن أميركا نفسها أصبحت لا تثق في النظام الذي قامت ببنائه"، في إشارة إلى تحول عميق في البنية الدولية التي سادت لعقود.
مجموعة الأزمات في 30 عامًا
وعن دور المنظمة التي تستعد لإكمال 30 عامًا من العمل ضمن النزاعات العالمية، قالت إيرو إن مجموعة الأزمات الدولية تضطلع بمهمة محورية في المشهد الدولي المعقد، موضحة أن "دورنا هو التحذير المبكر، ودق ناقوس الخطر، وتحليل الوضع، وتزويد صناع القرار على جميع أطراف الصراع بالمعلومات الصحيحة، والتحليل الصحيح، والتفكير في خيارات السياسات الممكنة لإنهاء الصراع".
إعلانوأضافت أن المنظمة عندما تأسست قبل 3 عقود "كان في صميم ذلك المساعدة في تشكيل الإرادة السياسية لدفع الأطراف إلى التحرك في الوقت المناسب وبالتماسك والعزم، من أجل إيجاد طريقة لإنهاء الصراع"، وشددت على أن هذا الدور "أصبح أكثر إلحاحًا الآن لأننا نتحدث في وقت تتزايد فيه الحروب".
ورسمت إيرو صورة قاتمة للواقع الحالي، قائلة "نحن نشهد المزيد من التهجير الجماعي ونزوح المدنيين، ونشهد جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، ونشهد استعدادًا أكبر لاستخدام القوة، ونشهد استخدام الغذاء والمساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية سلاحا في الحروب أيضًا". مؤكدة أن هذه التطورات الخطيرة تجعل "هناك إلحاحًا أكبر لعملنا الآن" مقارنة بأي وقت مضى.
وأشارت إلى أن مجموعة الأزمات "وُلدت في لحظة زمنية معينة، في وقت كان فيه المجتمع الدولي آنذاك، خاصة اللاعبين الغربيين، يشعر بالثقة"، موضحة أن تلك الحقبة تميزت "بالقوة الأميركية أحادية القطب، التي كانت تشعر بثقة في استخدام القوة، والديمقراطية الليبرالية الدولية التي كانت تشكل طبيعة المشهد الدولي"، لكنها استدركت: "ولكن هذا تغيّر الآن"، في إشارة إلى التحولات الجذرية التي شهدها النظام الدولي على مدى العقدين الماضيين.
ولفتت إلى أن عمل المنظمة على مدى 3 عقود أثبت أهمية "التحدث مع جميع الأطراف وجميع الجهات التي تؤمن بشكل أساسي بفكرة الحوار"، مؤكدة أن منهجية مجموعة الأزمات تقوم على "جلب الناس إلى طاولة النقاش، ومحاولة إيجاد الحلول، وقضاء الوقت في محاولة فهم ما يحدث على الأرض، والتحقق من الحقائق، وضمان الاستماع والتواصل".
تحديات العام القادم
ورغم القتامة التي تطبع المشهد، فقد شددت إيرو على أن التحدي الأكبر يكمن في "جعل الدول والقادة وجميع الأطراف الرئيسية يركزون حقًا على الوقاية والدبلوماسية الوقائية"، محذرة من أن "التصرف المبكر يكلف أقل، لكن التصرف المتأخر يكلف أكثر، سواء من حيث الأرواح البشرية أو من حيث الأموال المطلوبة لصناعة الدفاع أيضًا".
وأضافت أن "الشيء الآخر الذي أراه تحديًا حقيقيًا هو كيفية إعادة التفكير في جدار الحماية متعدد الأطراف؛ فالأمم المتحدة تمر بظروف صعبة للغاية، وعليها أن تفكر في تقليل النفقات مقابل تقليل النتائج، وأوروبا أيضًا تحت ضغط كبير، وكذلك الاتحاد الأفريقي يواجه أيضًا الكثير من التحديات".
وأشارت إلى قلقها من قضايا وجودية تواجه البشرية، قائلة "أكبر ما يقلقنا هو أمن المناخ، وهو مشكلة وجودية، والتحدي الآخر يتعلق بالحد من انتشار الأسلحة النووية ووقف إطلاق النار، وأن تتحول المفاوضات بشأن ذلك إلى نتائج أكثر استدامة".
واستمرت مسؤولة مجموعة الأزمات في سرد ما يقلقها من تحديات مبينة أن ما "يقلقني بالنسبة للعام المقبل هو أن نتمكن من تحويل كل بوادر وقف إطلاق النار والهدن والاتفاقات إلى شيء أكثر استدامة في المستقبل أيضًا"، محذرة من أن "هذا سيجعل عملنا صعبًا للغاية في العام القادم".
ولفتت إلى أن التحديات لا تقتصر على الملفات المعروفة، قائلة "أثناء حديثي معك الآن، هناك توترات تتصاعد على الحدود بين تايلند وكمبوديا، ونحن نراقب تطورًا مقلقًا للغاية في فنزويلا أيضًا". وأضافت "أعتقد أنه سيكون أمامنا المزيد من التحديات في عام 2026، لكن الصورة ليست قاتمة بالكامل، وهناك فرص".
وختمت كومفورت إيرو تصريحاتها للجزيرة نت بأهمية "الحوار والتفاوض" كأدوات أساسية لحل النزاعات، موضحة أن "ما سيكون حاسمًا أيضًا في الفترة القادمة هو القدرة على جمع الدول ذات الأفكار المتشابهة والمختلفة معًا إلى طاولة مفاوضات واحدة، بطريقة لم نتخيل أبدًا أننا قد نراها في سوريا، أو في غزة، أو في البحيرات العظمى".
إعلان