1029 جريمة واعتداء إسرائيلي على الحريات الإعلامية الفلسطينية
تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT
رام الله - صفا
قال المركز الفلسطيني للتنميه والحريات الاعلامية "مدى": تحل علينا الذكرى السنوية الأولى للنكبة الإعلامية الفلسطينية، بعد بدء حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني والتي اندلعت بشكل مأساوي في السابع من أكتوبر العام الماضي، وانعكست أثارها على جميع الشعب بكافة أطيافه ومنهم الحركة الإعلامية التي راح ضحيتها العشرات من الصحفيون/ات حتى الآن، كما صاعدت الحرب من التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة بشكل بات يخوف العالم من اندلاع حرب إقليمية قد يمتد خرابها لبقية دول المنطقة،
وأضاف المركز: منذ بدء هذه الحرب، صعدت قوات الاحتلال تصعيداً بالغ الخطورة في اعتدائها واستهدافها للمدنيين حيث خلفت الحرب 41,870 شهيداً في القطاع و 97,166 إصابة منذ السابع من اكتوبر الماضي بحسب مصادر طبية، عدا عمن هم مفقودون تحت الأنقاض، وأكثر من 742 شهيد في محافظات الضفة الغربية، بالإضافة إلى تدمير آلاف المساكن والمدارس والمستشفيات والمساجد واستهداف البنية التحتية الأساسية للقطاع بشكل عام، وهي حصيلة ليست نهائية ما دامت الحرب مستمرة، في ظل استمرار التمادي الإسرائيلي بالقصف بالصواريخ وإلقاء القنابل واستهداف المدنيين في استخدام مفرط للقوة، ما يؤكد وجود أدلة دامغة على وقوع جرائم حرب في هذه الحرب، والتي يتوجب على الجهات الدولية فتح تحقيق فيها بشكل عاجل.
وبين: لقد أدى العدوان الإسرائيلي لانهيار القطاعي الصحي في القطاع، نتيجة انهيار المستشفيات التي تم استهدافها بالقنابل والصواريخ وخرج معظمها عن الخدمة ولم تعد قادرة على التعامل مع عدد الجرحى، فضلاً عن افتقارها إلى الأدوية والمعدات المنقذة للحياة في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني. وعمدت إسرائيل منذ بداية العدوان على فرض حصاراً صارماً على المدنيين في القطاع وأغلقت المعابر والحدود بين إسرائيل وغزة، فمنعت دخول الغذاء ما أدى للنفاذ السريع للمياه والأدوية والوقود والكهرباء وقطعت إمدادات المياه، كما توقفت عن تزويد الوقود والكهرباء. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل قامت بقطع كافة الاتصالات وخدمات الأنترنت الأمر الذي أدى لشل مناحي الحياة وعزل جميع من هم في القطاع عن خارجه، الأمر الذي أدى لانقطاع السبل لمعرفة ما يُقترف من جرائم بحق المدنيين ومنهم الصحفيين، فقد توقف عدد كبير من المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة عن العمل نتيجة انقطاع الكهرباء والانترنت، فيما فقدت العديد من المؤسسات الاتصال بمراسليها داخل غزة.
ونتيجة لهذه الحرب المدمرة وغير العادلة، وآثارها الكارثية على الصحفيين والحركة الإعلامية، والتي خلقت نكبة في تاريخ الإعلام الفلسطيني، وثق مركز مدى استشهاد 178 صحفيا/ة آخرهم الصحفي حسن حامد والذي استشهد يوم الأحد السادس من أكتوبر 2024 في قصف همجي على مخيم جباليا ولم يتبقى منه سوى الدرع الصحفي وبقية أشلاء من جسده، كما فقدت آثار أربعة صحفيين منذ بدء الحرب وهم: هيثم عبد الواحد، نضال الوحيدي، عماد الإفرنجي وبيان أبو سلطان.
وأشار: لقد استهدفت هذه الحرب البنية التحتية للإعلام الفلسطيني باستهداف الصحفيون/ات الفلسطينيون والمؤسسات الإعلامية بشكل مباشر في الضفة وقطاع غزة بغرض إسكات الصوت الفلسطيني وكبح نقل الحقيقة إلى العالم، ووصل عدد الانتهاكات الموثقة خلال عام واحد (7/10/2023-06/10/2024) إلى 1058 جريمة واعداء منها 1029 انتهاك ارتكبته جهات إسرائيلية بنسبة 97% من مجمل الانتهاكات الموثقة.
كما أدت الحرب إلى إغلاق وتدمير 34 مؤسسة إعلامية فلسطينية، وتدمير 67 منازل للصحفيين منهم من قصفت منازلهم على رؤوسهم وأدت لقتلهم أو أفراد عائلاتهم، كما وثق خلال هذه الفترة اعتقال 69 صحفيا/ة، 67 منهم في الضفة الغربية، فضلا عن عمليات منع التغطية والاستهداف لمنع التغطية التي وصلت إلى 323 اعتداء طالت في معظمها صحفيين/ات الضفة الغربية خلال تغطية الاحداث والفعاليات المختلفة.
وأوضح: هذه النكبة التي نعيشها حتى اللحظة تجسد انتهاكاً صارخا لحقوق الإنسان بشكل عام وللحريات الإعلامية بشكل خاص، كما تجسد عمق المعاناة التي يعيشها الإعلاميون/ات في فلسطين، والتهديدات المستمرة التي يتعرضون لها في سبيل نقل معاناة الشعب الفلسطيني وتوثيق الاعتداءات والانتهاكات. ورغم كل ذلك، يواصل الإعلام الفلسطيني القيام بدوره الجسور في إظهار الحقائق للعالم، متجاوزًا العقبات والتهديدات.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: اعتداء الحريات الإعلامية فی القطاع هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية
استبعد محللون وخبراء إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وفق المهلة الزمنية التي حددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتحدثوا عن عراقيل أساسية لا تزال تقف في طريق أي اتفاق محتمل بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
وعقب انتهاء الحرب الإيرانية الإسرائيلية أكد ترامب على رغبته في إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وأعرب عن تفاؤله بشأن التوصل إلى وقف إطلاق النار تحديدا الأسبوع المقبل.
وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن أن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر سيلتقي مسؤولين كبارا في البيت الأبيض الاثنين المقبل.
وبشأن المهلة الزمنية التي حددها ترامب، قال المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية توماس واريك إن ترامب يستعمل الوقت بطريقة مرنة، وما أراد قوله هو أن إنهاء الحرب في غزة يدخل ضمن أولوياته، مشيرا إلى أن المهم هو ما سيحدث خلال المباحثات التي سيجريها ديرمر في واشنطن، ولفت إلى وجود اتفاق بين واشنطن وتل أبيب بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا يمكنها حكم قطاع غزة.
ويقضي العرض الأميركي -يواصل واريك- بأن إنهاء الحرب على غزة مشروط بخروج قادة حماس من غزة وتخلي الحركة عن أسلحتها، مشيرا إلى أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يتعين عليه الضغط على إسرائيل من أجل أن تقبل بفكرة أن قطاع غزة يصبح جزءا من صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية.
ونقلت "هآرتس" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله إنه سيتم إبلاغ ديرمر بضرورة إنهاء الحرب وإنقاذ الأسرى الأحياء وتأجيل تفكيك حركة حماس.
كما قالت إن محادثات ديرمر ستركز على إنهاء الحرب في غزة والمفاوضات الأميركية الإيرانية وتوسيع اتفاقات أبراهام.
من جهته، اعتبر رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل الدكتور بلال الشوبكي أنه من المستحيل أن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال المدة الزمنية التي حددها ترامب، لأن هناك عقبات أساسية لا تزال قائمة، أولاها أن إنهاء الحرب من منظور فلسطيني يختلف عن إنهائها من منظور إسرائيلي، والفلسطينيون يرفضون التوقيع على اتفاق لا ينص على انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة.
إعلان الضماناتوأشار الشوبكي إلى مسألة الضمانات التي يفترض أن تقدم للفلسطينيين بأن تستمر حالة الهدوء ووقف إطلاق النار خلال المرحلة التفاوضية، وهي مسألة لا يشير إليها الأميركيون والإسرائيليون بشكل واضح، بالإضافة إلى أن الطرح الأميركي بإيجاد حكم بديل في غزة يفتقد -يضيف الشوبكي- إلى أدوات تنفيذه على أرض الواقع.
وذكّر الشوبكي بأن حماس أعلنت في تصريحات سابقة لها أنها مستعدة لعدم المشاركة في حكم غزة، وهو موقف قدمته للوسطاء العرب.
وقال إن طرح هذا الموضوع مجددا هو محاولة لخفض سقف المفاوض الفلسطيني، مؤكدا أن المشكلة التي تطرح حاليا تكمن في محاولة فرض أنماط حكم جديدة في غزة، كما قال إن "من يريد تمكين السلطة الفلسطينية في قطاع غزة فليمكّنها في الضفة الغربية".
وحسب الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، فإن ما تطلبه المقاومة الفلسطينية من مطالب يلغي ما يطلبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
وقال حنا إن إنهاء الحرب يتطلب انسحابا إسرائيليا كاملا من قطاع غزة وتقديم ضمانات، وطرح تساؤلات عن مصير سلاح المقاومة ومصير القطاع في المرحلة المقبلة.
وأوضح أن انسحابات إسرائيل من المناطق التي تحتلها ترتبط عادة بالواقع الداخلي والواقع الدولي وبعمليات المقاومة وما توقعه من خسائر في صفوف جيش الاحتلال.