الثورة نت:
2025-08-02@17:23:10 GMT

السابع من أكتوبر.. يوم الفصل

تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT

 

 

السابع من أكتوبر عنوان العزة والإرادة، وذكرى طوفان الانتصار الكبير لرجال المقاومة الإسلامية، والأحرار في حركة حماس من كتائب القسام والفصائل التي شاركتهم هذا الموقف التاريخي الكبير، والحدث المزلزل لكيان الاحتلال الذي أعاد الاعتبار والأمل لهذه الأمة، وحطّم كبرياء العدو الإسرائيلي، وأظهره على حقيقته ذليلاً جباناً مرعوباً خائفاً مرتبكاً، عاجزاً عن المواجهة في الميدان وعن حماية نفسه وكيانه الغاصب.


حدث أعاد القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، وأفشل مخطط العدو الصهيوني وأذنابه الرامي إلى تضييعها ومحوها من الوجود ومن ذاكرة الأجيال؛ لتصبح بهذا الطوفان الحدث الأكبر والأهم والأبرز على مستوى العالم، الذي ظهر معه مستوى الصمود والثبات لدى المجاهدين في غزة وحاضنتهم المؤمنة الصابرة الواعية المضحية، رغم التضحيات الكبيرة، والإجرام الصهيوني الكبير وحرب الإبادة التي يمارسها كيان الاحتلال المجرم، وحجم التدخل والدعم والمشاركة الأمريكية الكبيرة والواسعة منذ اليوم الأول تخطيطاً وتسليحاً ودعماً عسكرياً وتدخلاً سياسياً وتبنياً شاملاً، استنفرت له أمريكا كل إمكاناتها، ودفعت بالرئيس الأمريكي وعدد كبير من وزرائه وقياداته العسكرية والسياسية وعلى رأسهم وزير الدفاع والخارجية والطواقم الاستشارية إلى زيارة عاجلة؛ لتدارك الوضع لدى كيان الاحتلال المنهار والمصدوم والمرعوب، والتي توالت واستمرت لتصبح منذ اليوم الأول حرباً أمريكية إسرائيلية غربية، وظهر معها الدعم والتأييد والمساندة لكل قوى الشر في العالم، وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا ومن يدور في فلكهم من أعداء الأمة والمطبعين معهم، فكانت هذه المعركة وهذه الحرب كاشفة فاضحة على المستوى الدولي والشخصي، وظهرت معها حقيقة وجوهر الدول والحكومات والرجال والعناوين، فكشفت مستوى الإجرام والغطرسة لدى العدو الإسرائيلي، ومستوى الدعم والمساندة للعدو الأمريكي والغرب الكافر، وكشفت المستوى المتخاذل والمذل والمهين للعرب، الذين لم يحركوا ساكناً تجاه صرخات الأطفال والنساء وحرب الإبادة في غزة والحصار المطبق وحرب التجويع الذي يمارسه العدو على أهلها، بل أظهر ما هو أدهى وأمر من الأنظمة العربية، التي وصلت إلى حد المشاركة والتواطؤ والمساندة للعدو الإسرائيلي، من خلال الدعم الإعلامي للعدو، وزرع اليأس في نفوس المجاهدين وأبناء الأمة، وإعطاء رسائل تطمين للعدو الإسرائيلي للاستمرار في جرائمه، من خلال مخرجات القمم الإسلامية الضعيفة والهزيلة والمشجعة للعدو الأمريكي والإسرائيلي، بل وصل بهم الحال إلى إمداد العدو الإسرائيلي وكيانه الغاصب بالأغذية الطازجة، وفتح طرق برية من السعودية والإمارات مروراً بالأردن، في الوقت الذي يغلقون فيه المنافذ؛ منعاً لإدخال المساعدات وإخراج الجرحى كما هو حال الدول المجاورة في مصر والأردن، مع هجوم إعلامي وتشويه كبير لجبهات الجهاد والمقاومة في لبنان واليمن وإيران والعراق، وتحريم وتجريم للمظاهرات، وحشد وتشجيع للحفلات الماجنة والراقصة، كما يعمل النظام السعودي وعلماء بلاطه، وكأن ما يجري في غزة حفلات عرس لا حرب إبادة جماعية بحق إخوانهم وأهلهم.
وعلى امتداد عام كامل من الإجرام الصهيوني والأمريكي لم تتخذ بعض الدول المطبعة أي خطوة حتى على مستوى إغلاق سفارات العدو ومقاطعته، بل ظلت سفاراتها مفتوحة محمية، واستمرت الزيارات واللقاءات بل والتبريكات والتهاني عند استهداف العدو الإسرائيلي لقائد عظيم كالسيد حسن نصر الله، في كشف واضح لمستوى العمالة والإسناد للعدو الإسرائيلي، وأصبح مطلب الأحرار من أبناء شعوب أمتنا لأنظمتهم أن يكفوا عن دعم كيان العدو الإسرائيلي، بعد أن كانوا يطالبونهم بالمساندة والتدخل واستخدام الأوراق الضاغطة – وما أكثرها- على كيان الاحتلال وعلى الأمريكي نفسه، وهكذا هو حال الدول الإسلامية وأمة المليار، خذلان وصمت عجيب، فلم يعد تفاعلهم مثل شعوب بعض الدول الأوروبية، أو الطلاب في الجامعات الأمريكية على الأقل، عدا بعض الأصوات الخجولة التي لا تقدم ولا تؤخر، بل تظهر مستوى العجز والضعف أكثر.
لقد كشفت هذه المعركة الكثير من الحقائق والكثير من العناوين الكاذبة والمخادعة، فكشفت زيف الحرية وحقوق الإنسان وحرية التعبير، وفضحت الديمقراطية التي لم تعد تتسع لصوت طالب رافض للحرب، ولا للاعب رياضي مندد بهذا العدوان والصلف، ولا لكاتب منتقد لجرائم الإبادة، وهم يشاهدون المجازر اليومية بحق الأطفال والنساء والمواطنين جميعاً الذين يُستهدفون بالقنابل الأمريكية، حيث لا حقوق للطفل بقيت، ولا كرامة للمرأة حفظت، لقد تبخرت تلك العناوين أمام قصف الطائرات، وضاعت بين ملايين الأطنان من ركام المنازل المدمرة وأشلاء الأطفال والنساء المتناثرة.
وكان لهذه المعركة الدور الكبير في إنهاء العناوين المذهبية والطائفية التي عمل الأعداء على إذكائها لقرون من الزمن، من خلال وحدة الساحات ووحدة الدم ووحدة المعركة والموقف، الذي سقط من أجله قادة عظماء ورجال حملوا مشاعل الحرية والإباء، كما فضحت المنافقين وأبواق الفتنة الدجالين والعملاء والخونة، الذين انبروا لتشويه جبهات الإسناد والرجال الصادقين مع إخوانهم في غزة، فتّاً في عضد المجاهدين وخدمة للعدو الإسرائيلي، الذين يرددون كلماته وشائعاته، وكانوا صدى لإعلامه وأداة من أدواته الإعلامية الخبيثة والمضللة، وكان لهذه المعركة الدور الكبير في إعاقة وفرملة حركة التطبيع مع العدو الصهيوني التي مهدوا لها كثيراً، وفضح العملاء المطبعين والمستوى الكارثي الذي وصلوا إليه في عمالتهم وأثره الخطير على الأمة، وفي هذه المعركة ظهر دور اليمن قوياً وفاعلاً ومؤثراً ومفاجئاً ومربكاً لقوى الاستكبار العالمي، ومؤدباً لأمريكا وبريطانياً والعدو الصهيوني، ومسقطاً لهيبة أمريكا وقوتها البحرية، وفي مقدمتها حاملات الطائرات التي استهدفت مراراً واضطرت للهرب مع بارجاتها والقطع البحرية التابعة لها.
كما ظهر اليمن متميزاً من خلال استهدافه للسفن والأهداف المتحركة في البحر الأحمر وخليج عدن والمتوسط والمحيط الهندي بالصواريخ البالستية كأول حدث في التاريخ العسكري على مستوى تاريخ الحروب، وهذا ما فاجأ الجميع وجعلهم في حالة من الذهول، كما استهدف السفن المخالفة لقرار الحظر للدخول إلى كيان الاحتلال، واستهدف السفن الأمريكية والبريطانية التي اعتدت على اليمن بسبب موقفه من غزة، والتي تحركت إسناداً لليهود الصهاينة في العدوان وحرب الإبادة الجماعية على غزة.
لقد وجه طوفان الأقصى ضربة قاسية للعدو الإسرائيلي، وحال دون تصفية القضية الفلسطينية، وأعاد الروح الجهادية لأبناء الأمة كحل وحيد لعزة الأمة والحيلولة دون هيمنة أعدائها عليها، وأنهى أسطورة الجيش الذي لا يقهر، فبدا خائفاً ذليلاً مقهوراً مرعوباً، وأظهر ضعف وعجز كيان الاحتلال رغم الدعم الأمريكي الكبير واللا محدود والمشاركة الفاعلة والمباشرة،، وأظهر عجزهم عن احتلال قطاع غزة الصغيرة والمحاصرة، واستعادة الأسرى طوال عام كامل من الإجرام، والذي لم يشهد له العالم مثيلاً، في الوقت الذي تسقط فيه دول كبرى في غضون أشهر وأيام، لقد أعطى طوفان الأقصى الأمل بقرب تحقق الوعد الإلهي في هزيمة اليهود وتحرير القدس وخسارة المنافقين..
وصرنا أقرب إلى النصر من أي وقت مضى. والله غالب على أمره..

* مدير مكتب رئاسة الجمهورية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما الذي يخطط له الاحتلال في السويداء؟ ممر إنساني أم فخ عسكري؟

 

دعا وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي، المتطرف بتسلئيل سموتريتش، يوم الأربعاء، إلى فتح ما وصفه بـ"ممر إنساني" لإدخال الغذاء والدواء إلى محافظة السويداء جنوبي سوريا، بزعم دعم الطائفة الدرزية في المنطقة، وسط تحذيرات من أن هذه الدعوات قد تشكل غطاءً لتدخل عسكري محتمل.

وفي منشور على منصة "إكس"، قال سموتريتش إنه زار غرفة العمليات التي أقامتها الطائفة الدرزية في بلدة جولس شمالي الأراضي المحتلة، برفقة رئيس الطائفة الدرزية لدى الاحتلال موفق طريف، وذلك "لمتابعة أوضاع الدروز في السويداء والتواصل معهم"، حسب تعبيره.

وزعم سموتريتش أن وقف إطلاق النار القائم في السويداء "يخفي وراءه حصاراً على الدروز، وتخريباً ممنهجاً لقراهم، وأزمة إنسانية خانقة"، على حد قوله. ودعا إلى إنشاء ممر إنساني عاجل لإدخال مساعدات غذائية وطبية، مضيفاً أن الاحتلال "يجب أن يكون مستعداً عسكرياً للدفاع عن الدروز، ولفرض ثمن باهظ على النظام السوري وخلق حالة ردع تمنع تجدد الهجمات"، على حد وصفه.

لكن مراقبين شككوا في جدية هذه الدعوة، مشيرين إلى عدم وجود أي حدود مباشرة بين الأراضي المحتلة ومحافظة السويداء، حيث تفصل محافظة درعا بين الجانبين، ما يجعل إنشاء ممر إنساني من طرف الاحتلال غير واقعي ويثير تساؤلات بشأن دوافعه الحقيقية، خاصة في ظل تصعيد الاحتلال لعملياته العسكرية داخل الأراضي السورية مؤخراً.

وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا قد نفى بشكل قاطع وجود حصار على محافظة السويداء، واصفاً الاتهامات بأنها "محض أكاذيب تهدف إلى فتح ممرات لتسهيل عمليات تهريب المخدرات"، وفق ما جاء في بيان رسمي.

 وأكد البابا أن الحكومة السورية تعمل على إدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل السويداء بالتعاون مع منظمات محلية ودولية، في إطار استجابتها للوضع الإنساني الراهن.

وتشهد محافظة السويداء منذ 19 يوليو/تموز الجاري وقفاً لإطلاق النار بعد أسبوع من الاشتباكات بين مجموعات مسلحة من الطائفة الدرزية وأخرى من العشائر البدوية، في ظل أوضاع إنسانية وأمنية متدهورة.

وتحت ذريعة "حماية الدروز"، كثّف الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على الأراضي السورية، حيث شن في 16 يوليو/تموز غارات على أربع محافظات سورية، من بينها دمشق، مستهدفاً مقر هيئة الأركان ومحيط القصر الرئاسي.


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

سيف الزعبي

قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.

الأحدثترند ما الذي يخطط له الاحتلال في السويداء؟ ممر إنساني أم فخ عسكري؟ روسيا تعلن سيطرتها على تشاسيف يار في دونيتسك.. والجيش الأوكراني ينفي إيران تشترط تعويضات قبل استئناف المفاوضات مع واشنطن أسعار العملات المشفرة مقابل الدولار أسعار الذهب تتعافى من أدنى مستوى في شهر Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • سلوفينيا تستدعي سفيرة الكيان الإسرائيلي للاحتجاج على الكارثة الإنسانية في غزة
  • مركز تنسيق العمليات الإنسانية يوجه إشعارا للمجتمع البحري بمخاطر التعامل مع موانئ العدو الإسرائيلي
  • قائد الثورة يحذرّ كل من تسوّل له نفسه الوقوف مع العدو الإسرائيلي من أدوات الخيانة والغدر
  • معلومات تكشف أخطر استثمار أمريكي _ صهيوني يدار داخل هذه الدول العربية (تفاصيل)
  • من الوقود إلى التعاون الاستخباراتي والاقتصادي ، هذا ما قدمته دول عربية للعدو الإسرائيلي (تفاصيل خطيرة)
  • عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل
  • إصابة رضيعة بالاختناق واعتقال 8 فلسطينيين خلال اقتحام العدو الإسرائيلي عدة مناطق في الخليل
  • ما الذي يخطط له الاحتلال في السويداء؟ ممر إنساني أم فخ عسكري؟
  • القوات المسلحة تستهدف بخمس طائرات مسيرة ثلاثة أهداف للعدو الإسرائيلي
  • هل الخيار المتطرف الذي تبحثه إسرائيل في غزة قابل للتنفيذ؟