صحيفة: القاهرة تدرس تعديلات على معاهدة السلام مع إسرائيل
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
رام الله - دنيا الوطن
كشفت صحيفة "العربي الجديد" أن القاهرة تدرس في الوقت الراهن تعديلات مقترحة على معاهدة السلام مع إسرائيل التي تم توقيعها عام 1979 في الولايات المتحدة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر لها أن هذه الترتيبات تأتي في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة، خصوصاً في المحيط الجغرافي القريب من قطاع غزة، والتطورات الميدانية المتمثلة في احتلال الجيش الإسرائيلي ممر صلاح الدين (فيلادلفيا)، ووسط مطالبات لحكومة الاحتلال بترتيبات أمنية "جديدة" مع مصر في ما يتعلق بالحدود مع القطاع ومعبر رفح.
وأوضحت الصحيفة أن دبلوماسيين وخبراء في القانون الدولي وعسكريين مصريين، عكفوا، في الأيام القليلة الماضية، على دراسة مقترحات مرتبطة بالتطورات الميدانية التي تشهدها الحدود بين مصر وقطاع غزة وكذلك ما يعرف بالمنطقتين (ج) و(د) في معاهدة السلام الموقّعة عام 1979 بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي، في الولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة، فإن التقديرات الواردة من القاهرة تفيد بأن "ما يتم دراسته، ليس مقتصراً على المقترحات التي تطلبها تل أبيب بشأن الترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة، والتي تشمل وجوداً في ممر صلاح الدين، ولكن أيضاً تركيب معدات تكنولوجية للرقابة على الحدود فوق الأرض وتحتها لمنع تهريب الأسلحة وحفر الأنفاق.
كما تتضمن المشاورات الجارية بين المتخصصين المصريين في هذا الصدد، الأوضاع الميدانية الجديدة في شمال سيناء والتي نشأت منذ اندلاع الحرب على غزة، وبحث نشر قوات وأسلحة ثقيلة في المنطقة (ج)، التي حددها الملحق الأمني المرفق بمعاهدة السلام، ضمن الترتيبات المصرية لتأمين الحدود ومواجهة أي محاولات لاختراقها".
وتابعت "بحسب المعلومات، فإن الحديث الجاري بشأن إدخال تعديلات على الملحق الأمني الخاص بمعاهدة كامب ديفيد، يهدف بالأساس لتوفيق الأوضاع الجديدة سواء الحالية والمرتقبة في إطار الطروحات الخاصة باليوم التالي في غزة عقب انتهاء العدوان على القطاع، والحديث عن ترتيبات جديدة بشأن معبر رفح البري، وهو ما يستدعي تعديلات في صياغة بعض بنود الملحق الأمني للمعاهدة، والتي من المقرر أن تشهد أيضاً، بحال الاتفاق على تعديلها، تغيير قواعد انتشار القوات المسلحة المصرية في شمال سيناء، وتقنين وضع القوات التي جرى نشرها أخيراً. وأكدت المعلومات أن "مشاورات موسعة جرت في هذا السياق بين مسؤولين أمنيين وعسكريين في كل من مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، خلال عدة لقاءات مشتركة لوفود إسرائيلية، بينما لم تقدّم مصر رداً نهائياً بشأن الموافقة على مبدأ التعديل".
المصدر: دنيا الوطن
إقرأ أيضاً:
صحيفة روسية: هذا الرجل يتقلب في قبره بسبب ترامب
ذكرت صحيفة نيزافيسيمايا الروسية أن القرارات التي اتخذها الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ توليه السلطة غيرت كثيرا من المعادلات الدولية، ومن أهم تداعيات ذلك أن كثيرين باتوا يرون أن الصين أصبحت أقل تهديدا من الولايات المتحدة، كما أن مفاتيح القوة الناعمة التي لطالما كانت نقطة قوة الولايات المتحدة، بدأت تنتقل نحو قوى دولية أخرى.
ونقل الكاتب يفغيني فيرلين، في تقريره عن المحلل الصيني هوانغ مينغ تشونغ قوله في صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" الصادرة في هونغ كونغ، أن مفهوم القوة الناعمة في السياسة الدولية الذي نحته الأكاديمي الأميركي جوزيف ناي -الذي رحل مؤخرا- اعتبر لفترة طويلة بمثابة درة تاج النفوذ الأميركي عالميا، وبالمقابل نقطة ضعف واضحة بالنسبة للصين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث أميركي: الهيمنة على العالم مستقبلا لبكين ولا عزاء لواشنطنlist 2 of 2الصين لا ترفع الصوت.. بل تُغير قواعد اللعبةend of listويوضح فيرلين أن الإجراءات التي اتخذها ترامب أدت إلى تقويض القوة الناعمة الأميركية، وبينها الهجمات المتتالية على الحريات الأكاديمية، ووقف إصدار تأشيرات للطلاب، وهو ما تسبب في إضعاف جاذبية نظام التعليم الأميركي الذي يعد أحد أسس القوة الناعمة الأميركية.
هجرة الأدمغةوذلك إلى جانب خفض حجم المنح الفدرالية للبحوث العلمية، وهو ما يمثل تهديدا مباشرا للريادة التكنولوجية التي تمتعت بها الولايات المتحدة لعقود طويلة.
إعلانويستشهد الكاتب في هذا السياق بنتائج استطلاع حديث للرأي أجرته مجلة "نيتشر" المرموقة بين أوساط العلماء في الولايات المتحدة، والذي كشف عن حقيقة وصفها بالمقلقة، تتمثل في أن 75% من المشاركين في الاستطلاع يفكرون جديا في الانتقال إلى مكان إقامة جديد خارج الولايات المتحدة في ظل حالة عدم الاستقرار التي تحيط بتمويل الأبحاث.
ويرى فيرلين أن هجرة الأدمغة المحتملة هذه، إن تحققت، من شأنها أن تضعف بشكل خطير قدرة الولايات المتحدة على جذب الكفاءات والمواهب والاحتفاظ بها ضمن حدودها.
كما تحدث الكاتب عن تخلي ترامب عن التأثير الإعلامي والإنساني عالميا عبر إيقاف تمويل إذاعة "صوت أميركا" والشبكات الإعلامية الأخرى التابعة لها، كما قام بحل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
وذكر فيرلين أنه سبق والتقى قبل 20 عاما مع جوزيف ناي الذي قال له وقتها إن الديمقراطيات الليبرالية عادة ما تكتسب نقاطا عند الحديث عن الجاذبية الوطنية الشاملة، وذلك لأنه ينظر إليها على أنها أكثر شرعية ومصداقية مقارنة بمنافسيها من الأنظمة "غير الديمقراطية".
وعبّر ناي عن استغرابه من وجود أنصار ومتبنين لمفهوم القوة الناعمة الذي نحته في دولة شيوعية مثل الصين، وقال إنه لم يكن يتخيل ذلك أبدا.
وبحسب الكاتب فيرلين، فإن الصورة لا تبدو بهذه السوداوية، إذ لا تزال هناك مؤسسات حيوية مثل الجامعات العريقة، وصناعة السينما في هوليود، وشركات تكنولوجيا المعلومات العملاقة، بالإضافة إلى الجاليات الأميركية المنتشرة في الخارج، والتي تواصل جميعها نقل القيم الغربية إلى العالم بأشكال وصور متعددة.
وكانت القاضية الفدرالية الأميركية أليسون بوروز في ولاية ماساتشوستس -حيث يقع مقر جامعة هارفارد– قد أعلنت قبل أيام أنها ستعلق مؤقتا قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب منع جامعة هارفارد من استقبال طلاب أجانب.
وسعى الرئيس الأميركي إلى منع هارفارد من استقبال طلاب أجانب، وفسخ عقودها مع الحكومة الفدرالية، وخفض المساعدات الممنوحة لها ببضعة مليارات الدولارات، وإعادة النظر في وضعها كمؤسسة معفاة من الضرائب.
إعلانوأعلنت جامعات في أنحاء العالم قبولها توفير ملاذ للطلاب المتضررين من حملة ترامب على المؤسسات الأكاديمية، إذ تهدف إلى استقطاب المواهب الكبرى وحصة من إيرادات أكاديمية بمليارات الدولارات تحصل عليها الولايات المتحدة.
ومن بينها جامعة شيآن جياوتونغ الصينية التي وجهت دعوة لطلاب جامعة هارفارد الأميركية المتضررين من حملة ترامب، ووعدتهم بقبول سلس ودعم شامل.
كما أعلنت أوساكا، وهي واحدة من أعلى الجامعات تصنيفا في اليابان، أنها مستعدة لتقديم إعفاءات من رسوم الدراسة ومنحا بحثية والمساعدة في ترتيبات السفر للطلاب والباحثين في المؤسسات الأميركية الذين يرغبون في الانتقال إليها.
وتدرس جامعتا كيوتو وطوكيو اليابانيتان أيضا تقديم برامج مماثلة، في حين وجهت هونغ كونغ جامعاتها لاستقطاب أفضل الكفاءات من الولايات المتحدة.
ويبقى السؤال المحوري المطروح، بحسب الكاتب فيرلين، هو ما إذا كان الغرب -في ظل حالة الاستقطاب الداخلي والانقسام المجتمعي التي يعيشها- قادرا على تنسيق هذه الموارد وتوحيد جهودها بفعالية لمنافسة النماذج السلطوية الصاعدة.
وأشار إلى أن جوزيف ناي ربما "تقلب مرارا وتكرارا في قبره" بسبب ما آلت إليه الأمور وما لحق بمفهومه "القوة الناعمة" من تشويه وتجاهل، خاصة أن جثمانه قد ووري في ثرى مدينة كامبريدج، على مقربة من جامعته الأم التي أحبها وأخلص لها، جامعة هارفارد العريقة.