حذرت روسيا، الخميس، من "عواقب كارثية" حال توسعت رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك سوريا، التي تتعرض لقصف إسرائيلي مكثف بين الحين والآخر بشكل غير مسبوق.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، "للأسف، فإن ساحة المعركة تتسع بالفعل. لقد أضيفت الآن الجبهة اللبنانية. وكل هذا يؤدي بطبيعة الحال إلى تدمير البنية الأساسية المدنية.

ويفقد عشرات ومئات الآلاف من الناس منازلهم وسبل عيشهم ووظائفهم"، حسب وكالة "تاس" الروسية.

وأضاف خلال إدلائه بإفادة صحفية، ردا على سؤال حول احتمال تحضير الاحتلال الإسرائيلي لعمل عسكري في سوريا، إن "عواقب توسع الصراع في الشرق الأوسط ستكون كارثية على المنطقة".


ورفض بيسكوف الإجابة على سؤال بشأن الإجراءات التي قد تتخذها روسيا في حال حدوث مزيد من التصعيد، خاصة فيما يتعلق بقاعدة حميميم الجوية التي تديرها روسيا على الساحل السوري، قائلا "من غير المرجح أن يكون أي تفكير افتراضي مناسبا في هذه الحالة"، حسب وكالة "تاس" الروسية.

وتعد روسيا حليفا رئيسيا لنظام بشار الأسد.

وقبل أيام، دعا زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف أفيغدور ليبرمان، إلى احتلال الجزء السوري من جبل الشيخ، عند الجولان المحتل "لمنع أي هجوم وعقابا للنظام السوري على جعل سوريا قاعدة لوجستية لأعداء إسرائيل"، على حد تعبيره.

وقال عضو الكنيست، إن "الجيش الإسرائيلي سيقوم بكل بساطة باحتلال الجزء السوري من جبل الشيخ، ولن ينسحب منه حتى إشعار آخر"، مشيرا إلى أن "الرسالة يجب أن تصل للأسد بكل بساطة، في وسائل الإعلام العامة، أو في القنوات الاستخبارية والدبلوماسية، أو عبر إجراء محادثة مباشرة مع بشار الأسد".

ومنذ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية عنيفة وغير مسبوقة على مواقع متفرقة من لبنان، ما أسفر عن سقوط الآلاف بين شهيد وجريح، فضلا عن نزوح ما يزيد على الـ1.2 مليون، وفقا للبيانات الرسمية.

ويواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية قبل نحو أسبوعين.


في السياق، تشهد الأراضي السورية تصعيدا غير مسبوق بالغارات الإسرائيلية منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي عدوانه الواسع على الأراضي اللبنانية.

ويشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية على مواقع مختلفة في سوريا لقوات النظام وأهداف إيرانية وأخرى لحزب الله منذ عام 2011، الذي شهد بداية اندلاع الأزمة في البلاد جراء قمع النظام الوحشي للثورة الشعبية.

وارتفعت وتيرة الضربات الإسرائيلية على الأراضي السورية منذ بدء العدوان الوحشي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية روسيا سوريا اللبنانية الاحتلال سوريا لبنان روسيا الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

رأي.. إردام أوزان يكتب: الشرق الأوسط في عصر الصراع المفتوح.. من سيرسم الخطوط؟

هذا المقال بقلم الدبلوماسي التركي إردام أوزان *، سفير أنقرة السابق لدى الأردن، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.

لم تنشب الحرب بين إسرائيل وإيران بين عشية وضحاها. إنها تُشير إلى زوال تدريجي وعلني لقواعد الاشتباك الإقليمية. الوهمٌ بأن الصراع في الشرق الأوسط يُمكن إدارته أو احتواؤه بالغموض. لم تعد الخطوط الحمراء تحكم هذه المنطقة؛ بل انهيارها هو الذي يحكمها.

ما شهدناه خلال الأيام الماضية ليس تصعيدًا، بل كشفًا.

حرب إقليمية كانت تُدار بالوكالة وبإنكار مُقنع، تتكشف الآن على الملأ. في هذه الأثناء، يجد العالم العربي، الذي كان في السابق مركز الدبلوماسية الإقليمية، نفسه يراقب من بعيد.

من الحرب بالوكالة إلى المواجهة المباشرة

لأكثر من عقد، سارت التوترات بين إيران وإسرائيل على نهج مختلف. إسرائيل تشن هجماتها من الخفاء، بينما ترد إيران عبر وكلائها. لقد انتهى الآن ما يُسمى "الحرب بين الحروب".

تخلت إسرائيل عن سياسة الغموض، وشنت هجمات في عمق الأراضي الإيرانية. طهران، من جانبها، ترد بضربات صاروخية علنية. ما كان في السابق ردعًا سريًا تحول إلى حرب مفتوحة.

والآن انضمت الولايات المتحدة إلى المعركة.

في الساعات الأولى من صباح 22 يونيو/حزيران، شنّت قاذفات بي-2 الأمريكية ووحدات بحرية ضربات منسقة على المواقع النووية الإيرانية الرئيسية الثلاثة (فوردو، ونطنز، وأصفهان) مستخدمةً ذخائر خارقة للتحصينات وصواريخ كروز. وأعلن الرئيس ترامب أن العملية حققت "نجاحًا عسكريًا باهرًا"، مدعيًا تدمير البنية التحتية لتخصيب اليورانيوم في إيران.

لم تعد هذه مجرد مواجهة إقليمية، بل إن خطر اندلاع حرب متعددة الجنسيات أصبح مرتفعا للغاية.

سقوط جدار الحماية

لقد اعتمد النفوذ الإقليمي لإيران في الماضي على جهات مسلحة غير حكومية (حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والميليشيات العراقية، والحوثيين في اليمن). وقد وسعت هذه الجماعات نطاق طهران في حين حمتها من الانتقام المباشر.

لقد انهار جدار الحماية هذا. منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تحوّل الوكلاء إلى مقاتلين مباشرين في حرب مُعلنة.

والآن، مع الضربات الأمريكية في إيران، اختفت فكرة الحماية من الحرب بلا حدود.

الدول العربية.. حاضرة لكنها مكشوفة سياسيًا

إن صمت العالم العربي ليس حيادًا، بل يبدو وكأنه ثغرة استراتيجية مُقنّعة تحت ستار ضبط النفس.

أصدرت الحكومات بياناتٍ مألوفة: دعواتٍ لتهدئة التصعيد، وقلقٍ على المدنيين، وإدانةٍ لإسرائيل. لكن جامعة الدول العربية لا تزال راكدة. عواصم الخليج، التي كانت تشجعت سابقًا بالتطبيع مع إسرائيل، تتردد الآن، عالقةً بين الانحياز والقلق.

لم يعد هذا القلق نظريًا. فمع انخراط القوات الأمريكية مباشرةً، أصبحت كل قاعدة أمريكية في المنطقة، من قطر إلى البحرين، هدفًا محتملًا. فالدول العربية ليست على هامش الجغرافيا، بل هي جزء لا يتجزأ من ساحة المعركة.

لكن التردد أعمق من ذلك. فقد قللت القيادة المجزأة، والضغوط الاقتصادية، واختلاف الأولويات من احتمالية تنسيق الدبلوماسية الإقليمية.

التطبيع، الذي كان يُسوّق سابقًا على أنه واقع، أصبح الآن أقرب إلى الانفصال. لا يوجد مقترح لوقف إطلاق النار، ولا مبادرة إقليمية، ولا رؤية جماعية.

إن المنطقة ليست محايدة، بل إنها تقترب بسرعة من حالة الغياب.

الارتجال ليس استراتيجية

تتسع هذه الحرب في ظل فراغ عالمي في القوة. اختارت الولايات المتحدة الآن القوة بدلًا من الدبلوماسية. ولا تزال روسيا تُركز على أوكرانيا. أما الصين، فتُلقي خطابًا عن التعددية القطبية، لكنها تفتقر إلى أي وزن سياسي.

في هذا الفراغ، يحل الارتجال محل الاستراتيجية.

تُقدّم تركيا نفسها كوسيط، بينما تُعزّز في الوقت نفسه وجودها العسكري وتأكيدها القومي في العراق وسوريا وغيرهما. في غضون ذلك، تلجأ مصر، التي تُصارع أزماتها الاقتصادية الداخلية، إلى عبارات مبتذلة حذرة. تُعيد المملكة العربية السعودية تقييم استراتيجيتها للتطبيع، مُقيّمةً التوازن بين الانخراط والتصعيد.

ولكن في غياب رد عربي موحد، فإن القرارات تُتخذ في أماكن أخرى.

الجبهة السورية الهشة

ولا يوجد مكان تكون فيه الهشاشة الإقليمية أكثر حدة من سوريا.

لقد أفرغ عقد من الحرب فعالية الدولة. ومع تجدد الصراع حولها، تُخاطر سوريا بأن تصبح أكثر من مجرد ضرر جانبي. بل قد تصبح ممرًا لانتشار عدم الاستقرار.

القوات الأمريكية قد تواجه هجمات متجددة في الشمال الشرقي. وتكثفت الضربات الإسرائيلية حول دمشق. وتترسخ الميليشيات في المناطق غير الخاضعة للحكم. وبدون دولة سورية فاعلة، لن يكون هناك منطقة عازلة، بل فراغ يملؤه السلاح والمقاتلون والفوضى.

الأوضاع السورية ليست مجرد قصة تحذيرية، بل هي نذير شؤم. فعندما تنهار الدولة ولا تتدخل أي بنية إقليمية حقيقية لإعادة بنائها، لا يبقى الفراغ ساكنًا، بل ينتشر.

وهم الاحتواء

لقد تحطمت كل الافتراضات التي حددت في وقت ما الصراع بين إيران وإسرائيل:

•       أن إسرائيل قادرة على إضعاف القدرات الإيرانية دون عقاب.

•       أن إيران ستستوعب الضربات لتجنب التصعيد.

•       أن الوكلاء قد يتمكنون من عزل رعاتهم عن المواجهة المباشرة.

•       أن الولايات المتحدة يمكن أن تظل ضامنًا بعيدًا، وليس مشاركًا مباشرًا.

لم تكن هذه استراتيجيات، بل كانت خرافات مُريحة.

الآن، المواقع النووية الإيرانية وسط الدمار. المدن الإسرائيلية تحت القصف. لقد تجاوز الصراع الحدود جغرافيًا ونفسيًا.

لقد فشل الاحتواء، وما تبقى هو التصعيد دون إطار.

من سيرسم الخطوط؟

لم يعد السؤال هو ما إذا كانت هذه الحرب سوف تنتشر، بل من سيشكل حدودها.

في الوقت الحاضر، إسرائيل وإيران هما من يحددان الشروط، وقد انضمت إليهما الولايات المتحدة.

إذا كانت الدول العربية تنوي وقف هذا السقوط الحر للسيادة، والأهمية المؤسسية، والوكالة الإقليمية، فيتعين عليها أن تتطور من مجرد متفرجين سلبيين إلى جهات فاعلة رئيسية.

هذا يتطلب أكثر من مجرد بيانات دبلوماسية، فهو يتطلب:

• عقد منتديات إقليمية مستقلة عن الوساطة الغربية.

• تحديد الخطوط الحمراء الإقليمية، ليس فقط ضد التدخل الأجنبي، بل أيضاً ضد تحويل الأراضي العربية إلى ساحات معارك بالوكالة.

• استعادة الوكالة الاستراتيجية، ليس كوسطاء، بل كمؤلفين للنظام الإقليمي.

نار بلا حدود

لقد زالت جدران الحماية، وانكشفت الأوهام. المنطقة لا تحترق من أطرافها، بل من داخلها.

إن الحقيقة الوحيدة الواضحة الآن هي أنه إذا ظلت الدول العربية صامتة، فإن دولاً أخرى سوف تشكل مستقبل المنطقة، نيابة عنها، وبدونها.

في الشرق الأوسط الذي لا توجد فيه خطوط حمراء، لم يعد من الممكن احتواء النار حيث بدأت.

* نبذة عن الكاتب: 

إردام أوزان دبلوماسي تركي متمرس يتمتع بخبرة 27 عامًا في الخدمة الدبلوماسية. وقد شغل العديد من المناصب البارزة، بما في ذلك منصبه الأخير كسفير لدى الأردن، بالإضافة إلى مناصب في الإمارات العربية المتحدة والنمسا وفرنسا ونيجيريا.

ولد في إزمير عام 1975، وتخرج بمرتبة الشرف من كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة. واكتسب معرفة واسعة بالمشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الشرق الأوسط، حيث قام بتحليل تعقيدات الصراعين السوري والفلسطيني، بما في ذلك جوانبهما الإنسانية وتداعياتهما الجيوسياسية.

كما شارك في العمليات الدبلوماسية المتعددة الأطراف، وتخصص في مجال حقوق الإنسان والتطورات السياسية الإقليمية. وتشمل مساهماته توصيات لتعزيز السلام والاستقرار من خلال الحوار والتفاوض بالتعاون مع المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية. ويواصل حاليا دراساته عن الشرق الأوسط بينما يعمل مستشارا.

إردام أوزاندبلوماسي تركي وسفير أنقرة السابق لدى الأردنأمريكاإسرائيلإيرانالإماراتالسعوديةالعراقالكويتسورياقطرلبنانمصرنشر الاثنين، 23 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تحذر: الصراع الإيراني الإسرائيلي يُهدد استقرار أفغانستان ويُفاقم أزماتها الإنسانية
  • حزب الاتحاد: يجب تحصين المنطقة من سيناريوهات الانفجار التي تهدد الشرق الأوسط
  • روسيا: ندعو مجددا لوقف دوامة التصعيد العسكري في الشرق الأوسط
  • بوتين: الصراع في الشرق الأوسط يصل لنقطة خطيرة للغاية
  • رأي.. إردام أوزان يكتب: الشرق الأوسط في عصر الصراع المفتوح.. من سيرسم الخطوط؟
  • الأمم المتحدة تحذر من إمكانية اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط
  • روسيا: أمريكا غير مهتمة بالدبلوماسية حول الصراع الإيراني الإسرائيلي
  • عطاف يبحث مع نظيره السوري أوضاع الشرق الأوسط ودعم الجزائر لسوريا
  • حزب المصريين: الرئيس السيسي يبذل جهودًا كبيرة لوقف الصراع الإسرائيلي الإيراني
  • أردوغان: ضرورة بقاء سوريا والعراق خارج نطاق الصراع الإسرائيلي الإيراني