قالت صحيفة "بوليتيكو" إن المسؤولين في الإدارة الأميركية يعتقدون أن إيران لا تزال تواصل مساعيها لاغتيال مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين تعتقد أنهم على صلة بعملية اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني.

ونقلت الصحيفة عن 12 مسؤولا على دراية بتهديدات الاغتيال الإيرانية، القول إن الجهود الإيرانية باتت أكثر جرأة وشمولا لاستهداف مسؤولين أميركيين، وعلى رأسهم الرئيس السابق دونالد ترامب.

واشنطن أثارت من قبل مخاوف من أن إيران قد تحاول الانتقام لمقتل سليماني من خلال محاولة اغتيال ترامب أو مستشاريه السابقين

وأضافت الصحيفة أنها استقت معلوماته هذه من 24 شخصا لديهم معرفة مباشرة بعملية اغتيال سليماني أو التهديدات الناتجة عنها، بما ذلك مشرعون أميركيون حاليون وسابقون وعناصر من جهاز الخدمة السرية ومساعدون في الكونغرس ومسؤولون كبار في الإدارة الحالية.

بحسب هؤلاء الأشخاص، الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، فإن هناك حوالى 12 من مساعدي الأمن القومي من إدارة ترامب على قائمة الاغتيالات الإيرانية.

وتقول الصحيفة إن هؤلاء الأشخاص قدموا تفاصيل حول الجهود الإيرانية المتعلقة بالقرصنة والمراقبة الرقمية ضد المسؤولين السابقين وأفراد أسرهم وكذلك تحدثوا عن تحذيرات متكررة صادرة من مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن تهديدات جديدة من إيران وجهود من عناصر إيرانية لملاحقة مسؤول أميركي خلال رحلة خارجية.

ويعتقد العديد ممن تحدثوا مع الصحيفة أن الحكومة الأميركية لا تزال تحاول فهم التهديد الإيراني ولم تجد بعد طريقة مستدامة لحماية جميع المعرضين للخطر، مما يخلق فرصة لطهران لتنفيذ تهديداتها.

وبحسب هؤلاء الأشخاص فإنه بالإضافة إلى ترامب، الذي يتلقى حماية الخدمة السرية كرئيس سابق، يتلقى على الأقل سبعة من الجنرالات والدبلوماسيين والمستشارين السابقين في إدارته إحاطات أمنية على مدار الساعة.

وتقول الصحيفة إن قائمة الأشخاص الذين يتلقون الحماية المستمرة جميعهم مرتبطون بشكل مباشر بعملية اغتيال سليماني أو من الذين كانوا في مناصب رفيعة في إدارة ترامب.

وعلى رأس هؤلاء وزير الدفاع السابق مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة السابق مارك ميلي ورئيس وكالة الأمن القومي بول نكاسوني وقائد القيادة المركزية الأميركية كينيث مكينزي ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو والمبعوث الأميركي الخاص السابق لإيران براين هوك.

وتشير الصحيفة إلى أنه وعلى الرغم من أن السلطات الأميركية بذلت جهودا غير مسبوقة لحماية العديد من المسؤولين المهددين، إلا أن بعض الأشخاص الذين يتعرضون لتهديدات مشابهة لا يحصلون على حماية حكومية، من بينهم مسؤولين سابقين في مجلس الأمن القومي.

وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت، القول إن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تعتبر تهديدات إيران "مسألة أمن قومي وأمن داخلي ذات أولوية قصوى".

وأضاف سافيت أن إيران ستواجه "عواقب وخيمة" إذا هاجمت أي مواطن أميركي، بما في ذلك أولئك الذين خدموا الحكومة.

وفي أغسطس الماضي، ذكرت شبكة "سي أن أن" نقلا عن لائحة اتهام ومسؤول أميركي، القول إن السلطات الأميركية وجهت تهما لرجل باكستاني يدعى آصف ميرشانت (46 عاما)، يفترض أنه على صلة بإيران في ما يتعلق بمؤامرة اغتيال فاشلة، كانت تستهدف ترامب ومسؤولين آخرين، حاليين وسابقين، في الحكومة الأميركية.

وقال المدعون الفيدراليون إن ميرشانت اعتقل في 12 يوليو أثناء استعداده لمغادرة الولايات المتحدة، بعد وقت قصير من لقائه بقتلة مأجورين كان يعتقد أنهم سينفذون عمليات القتل، لكنهم كانوا في الواقع ضباط إنفاذ قانون سريين.

وأثارت الحكومة الأميركية من قبل مخاوف من أن إيران قد تحاول الانتقام لمقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أميركية عام 2020، من خلال محاولة قتل ترامب أو مستشاريه السابقين.

وأفادت وسائل إعلام أميركية منذ ذلك الحين بأن جهاز الخدمة السرية عزز إجراءات حماية ترامب بعدما اكتشف "تهديدات" مصدرها خطة إيرانية لاغتيال الرئيس السابق.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأمن القومی أن إیران

إقرأ أيضاً:

ماذا تقول التحليلات الإسرائيلية للخطة الأميركية واحتمالات استئناف الحرب؟

القدس المحتلة- تتفق معظم التحليلات الإسرائيلية على أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، رغم موافقتها الشكلية على المقترح الأميركي لوقف القتال لمدة 60 يوما، لا تبدي أيّ رغبة حقيقية في إنهاء الحرب على القطاع.

وتُجمع على أن اليوم الـ61 بعد الهدنة قد يشهد استئنافا حتميا للقتال، انسجاما مع الأهداف المعلنة للحكومة، وأهمها "القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)" وتجريد القطاع من السلاح، ومنع أي تهديد مستقبلي ينطلق من غزة نحو إسرائيل، على حد قول مسؤوليها.

وينص المقترح الأميركي، الذي ردت عليه الحركة بالإيجاب مع تسجيل بعض التحفظات، ينص على وقف إطلاق النار مدة شهرين، تُنفذ فيها 5 دفعات من تبادل الأسرى، تشمل إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء وجثث 18 تم الإعلان عن وفاتهم، مقابل عدد غير محدد بعد من الأسرى الفلسطينيين، إلى جانب انسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وضمانات لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية.

تحفظات

وشملت تحفظات حماس قضايا جوهرية عن كيفية توزيع المساعدات، وضمانات الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وتأكيدات على أن وقف إطلاق النار يجب أن يؤدي إلى وقف دائم للحرب، لا مجرد هدنة مؤقتة يعقبها عدوان أشد.

في المقابل، يتمسك نتنياهو وحكومته بأهداف الحرب الأصلية، وعلى رأسها نزع سلاح غزة، وإقصاء حماس من الحكم، في سياق رؤيتهم الأمنية والعقائدية التي تدعي أن القطاع "جزء من أرض إسرائيل الكبرى"، ما يجعل فكرة الانسحاب الكامل ووقف القتال خيارا مرفوضا من حيث المبدأ لدى اليمين الإسرائيلي المتطرف.

في الأثناء، تتواصل -وبدعم أميركي- مساعٍ إسرائيلية لدفع "خطة الهجرة" التي تهدف إلى تقليص عدد سكان غزة إلى النصف، كجزء من مشروع تهجير قسري طويل الأمد يسعى إلى إحداث تغيير ديموغرافي جذري في القطاع، تمهيدا لإعادة تشكيل الواقع الجغرافي والسياسي فيه، بما يتماشى مع العقيدة اليمينية.

إعلان

وتناولت التحليلات الإسرائيلية مقترح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، واستعرضت الدوافع السياسية والعقائدية والأمنية التي تُرجح كفة استئناف الحرب، حتى بعد تنفيذ مراحل الهدنة المؤقتة، واستذكرت مشروع التهجير القسري كخيار إستراتيجي لحكومة نتنياهو في معركتها الممتدة على مستقبل غزة.

وتحت عنوان "بين صفقة المحتجزين وإعادة إعمار قطاع غزة: زيارة حاسمة لواشنطن"، كتب محلل الشؤون السياسية والأميركية في صحيفة "يسرائيل هيوم" أرييل كهانا، أن تمسك نتنياهو بأهدافه المعلنة للحرب في غزة، وفي مقدمتها إبعاد حماس عن الحكم وتجريد القطاع من السلاح، يأتي لضمان ألا يعود أي مصدر تهديد لإسرائيل.

ورغم إعلان ترامب رغبته في إنهاء الحرب في غزة، يوضح كهانا أن مصادر في البيت الأبيض تؤكد تمسكه برفض أي دور لحماس في حكم القطاع بعد الحرب، وربط إعادة إعماره بنزع سلاحها وإبعاد عناصرها. وأشار إلى أن نتنياهو جدد التزامه بإقصاء الحركة.

هيمنة أميركية

ويلفت كهانا إلى أن نتنياهو اضطر سابقا إلى تقديم تنازلات محدودة لحماس لإنجاز صفقات تبادل الأسرى، لكنه يعتبر وقف إطلاق النار مرحلة مؤقتة ستنتهي باستئناف القتال إذا لم تُسلّم الحركة السلطة وتُجرّد من سلاحها.

ويضيف أن التقديرات الإسرائيلية ترجح استعداد الجيش للعودة إلى القتال بعد شهرين أو أكثر، كما حدث في صفقات 2023 و2025، بينما تواصل إسرائيل والولايات المتحدة الترويج سرا لخطة هجرة واسعة من غزة.

وبحسب كهانا، أبدت 3 دول موافقة مبدئية على استقبال أعداد كبيرة من سكان غزة، وتدرس 3 أخرى الفكرة بجدية، لكن هذه الخطة لن تتبلور إلا بعد توقف الحرب.

تحت عنوان "ترامب يُملي ونتنياهو يتراجع: ملامح صفقة قد تغيّر وجه الحرب"، تقدم المراسلة السياسية لصحيفة "معاريف" آنا بارسكي، قراءة لصفقة تبادل الأسرى التي تتبلور بدفع مباشر من البيت الأبيض. وتقول إنها قريبة من الاكتمال، بينما يعيد الرئيس الأميركي بلاده إلى قلب المشهد في الشرق الأوسط بأسلوبه المفضل: عقد الصفقات.

توضح بارسكي أن ترامب يركز في ولايته الثانية على إنجازات مهمة، منها مواجهة الصين وكبح إيران، والآن وقف إطلاق النار في غزة 60 يوما، وإطلاق سراح المحتجزين، وربما بدء اتفاق أوسع لاحقا.

وتصف الهيمنة الأميركية على إسرائيل بأنها سلاح ذو حدين؛ "فدعم واشنطن وضغطها ضروريان"، لكن ترامب يتصرف وفق مصالحه الخاصة، ويرى وقف إطلاق النار مع حماس إنجازا وليس تنازلا.

وتتابع "المنطق الأميركي واضح، إذا أراد نتنياهو استمرار الدعم في قضايا كبرى مثل إيران ومجلس الأمن واتفاقيات أبراهام، فعليه قبول الصفقة أو على الأقل عدم عرقلتها".

ويسود في إسرائيل -وفق بارسكي- قلق من اعتبار وقف إطلاق النار استسلاما، ومن فرض اتفاق دائم يبقي حماس في الحكم دون تحقيق أهداف الحرب. بينما يُطمئن نتنياهو داخليا وخارجيا بأنه يدعم وقفا مؤقتا، لكنه يرفض تنازلات تبقي الحركة مسلحة.

وتختتم بأن الصفقة، إذا تمت، ستكون إنجازا إستراتيجيا لترامب يعيد النفوذ الأميركي في المنطقة ويمنحه انتصارا دبلوماسيا كبيرا.

إعلان ثمن الصفقة

من جانبها، تقول، مراسلة الشؤون السياسية والدبلوماسية، تال شنايدر، في موقع "زمان يسرائيل" إن نتنياهو يدرك أن ترامب يتوقع منه إتمام الصفقة "مهما كلف الأمر".

وأشارت إلى أن حكومة نتنياهو غير معنية بإنهاء الحرب، لكن جزءا كبيرا من جهود وقف إطلاق النار يجري تحت ضغط أميركي مباشر، خاصة من الرئيس الأميركي الذي خالف وعوده بعدم خوض حروب جديدة وهاجم إيران رغم انتقادات قاعدته.

وحسب شنايدر، يضغط ترامب لتنفيذ الصفقة رغم تهديدات داخلية من وزراء إسرائيليين مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بينما يؤكد نتنياهو أنه غير معني بإنهاء القتال ويكرر "لن تكون هناك حماس".

وتقدّر أن وقف إطلاق النار المعروف بـ"خطة ويتكوف"، يثير حيرة في إسرائيل، إذ يسمح بتوسيع إطلاق سراح الأسرى، لكنه يبقي كثيرين في يد حماس. ويحاول نتنياهو إظهار أن الحرب وتحرير المحتجزين هدفان متكاملان، لكنه عمليا يخفي التناقض بينهما.

ورجحت أنه في حال إقرار الصفقة، قد يضطر نتنياهو إلى إعادة ترتيب ائتلافه الحكومي بدعوة بيني غانتس للانضمام أو التوجه إلى انتخابات جديدة في الخريف المقبل.

مقالات مشابهة

  • كيف سعت إيران لتجنيد جواسيس داخل إسرائيل؟ تقرير لـ”الغارديان”: “طلبت اغتيال نتنياهو”
  • ماذا تقول التحليلات الإسرائيلية للخطة الأميركية واحتمالات استئناف الحرب؟
  • سويسرا تمثل مجددا المصالح الأميركية في إيران
  • أورورا: وثائق تكشف تورط شركة استشارات أميركية بمخطط مدعوم إسرائيلياً لتهجير فلسطينيي غزة
  • مفتي القاعدة السابق: بن لادن كاد يُقتل في أول غارة أميركية على أفغانستان
  • من سليماني إلى المطرقة.. ترامب رئيس أمريكي تجاوز الخطوط الحمراء مع أيران
  • ‏أردوغان يعلن أنه طلب من ترامب التدخل بشأن إطلاق النار على الفلسطينيين الذين ينتظرون المساعدات في غزة
  • تصعيد اقتصادي ضد إيران.. عقوبات أميركية تستهدف النفط والمال والسفن
  • الداخلية تكشف حقيقة فيديو الاعتداء على شخص من ذوى الهمم
  • اتهام رسمي ضد إمام أوغلو بتزوير الشهادة الجامعية.. والنيابة تكشف عن العقوبة المطلوبة