علامات الدولة الفاشلة
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
آخر تحديث: 14 أكتوبر 2024 - 9:30 صبقلم:أركان الكركوكلي أحد أوضح مؤشرات الدولة الفاشلة هو عدم قدرتها على تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى فشلها في ضمان التنمية والعدالة الاجتماعية لمواطنيها. في عالم اليوم، أصبح من المسلم به أن الحكومة العراقية الهجينة والمفلسة أخلاقيًا تسعى باستمرار لإعلان ولائها ليس لشعبها، بل للمستبدين، والقتلة، والمجرمين، والفاسدين.
هذه الحكومة لا تكتفي بتجاهل المجازر والظلم الذي ترتكبه هذه القوى، بل تعمل بنشاط على تمجيدهم. إنها تغض الطرف عن الفظائع، والأسوأ من ذلك، تختلق الأساطير والأكاذيب لتمجيد الأشخاص المسؤولين عن الظلم. وقد ظهر هذا جلياً عندما قامت الحكومة العراقية، تحت قيادة محمد شياع السوداني والميليشيات الموالية لإيران، بخطوة غير مسبوقة لتكون أول دولة عربية تعلن الحداد لمدة ثلاثة أيام في العراق على وفاة حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، وهو منظمة إرهابية معترف بها عالميًا. يثير هذا الأمر تساؤلاً: ماذا تسعى الحكومة العراقية إلى تحقيقه بهذا الفعل؟ هل كان هذا القرار مدروسًا بعناية، أم أنه مجرد استجابة لتوجيهات من إيران، القوة الحقيقية وراء الحكومة العراقية؟ هل يمثل هذا تحديًا رسميًا ضد جيران العراق، أم هو إعلان جريء لدعم البيت الشيعي في المنطقة؟ لا بد من التساؤل عما إذا كانت حكومة السوداني قد نسيت أن الشخص الذي تنعيه هو زعيم منظمة إرهابية، وأنه مدرج على قائمة الإرهابيين التابعة للأمم المتحدة. إن أيدي حسن نصر الله ملطخة بدماء الأبرياء، ليس فقط في لبنان، بل في سوريا، واليمن، والعراق، وأماكن أخرى. إن حسن وحزب الله مسؤولان عن العديد من عمليات الاغتيال والأعمال الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط. علاوة على ذلك، فإن تورطهم في تهريب المخدرات عالميًا يزيد من الأضرار التي تسببوا فيها. هل تحاول حكومة السوداني، مع ميليشياتها، جر العراق إلى حرب بالوكالة مرة أخرى لخدمة المصالح الخارجية على حساب الشعب العراقي؟ لماذا لا تحاول هذه الحكومة السيطرة على ميليشياتها التي تبدو متعطشة لجر البلاد إلى صراع لا مصلحة للعراق فيه؟ إن أفعال حكومة السوداني تظهر التهور والاستهتار وعدم الاكتراث بمصير مواطنيها. إنها حكومة تابعة لإيران، ولا تتمتع بأي سيادة، وجميع قراراتها تخدم مصالح إيران. الحكومة العراقية ليست سوى دمية تتحكم بها إيران وميليشياتها. سيكون من الحكمة لهذه الحكومة أن تتأمل في ماضي العراق المؤلم، خاصة في عهد الطاغية صدام حسين، الذي جر بلاده إلى العديد من الحروب والويلات بسبب تهوره وغروره وتفرده بالقرارات. قرارات صدام الأحادية أدت إلى تدمير البلاد، ويبدو أن الحكومة الحالية تسير في مسار خطير مشابه. الحكومة الحكيمة هي التي تضع في مقدمة أولوياتها تجنب الصراعات الدموية والانهيارات الأمنية، وتركز جهودها على ضمان الاستقرار، وتجنب تكرار التجارب الفاشلة. هذه التجارب هي السبب الرئيسي للتدخلات الخارجية واشتعال الحروب في المنطقة. في الوقت نفسه، يمكن لقيادة العراق أن تتعلم دروسًا ثمينة من تجارب الدول الأخرى التي نجحت في حل خلافاتها الداخلية دون إراقة دماء. لقد تمكنت العديد من هذه الدول ليس فقط من تجنب الصراع، بل أيضًا من بناء شراكات قوية أدت إلى تشكيل اتحادات اقتصادية ونقدية، وحتى توحيد سياساتها الدفاعية والخارجية. العراق أيضًا يمكنه اتباع هذه الأمثلة، واختيار طريق التعاون والسلام بدلاً من الحرب والانقسام.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: الحکومة العراقیة
إقرأ أيضاً:
مقتدى الصدر يعلق على الهجمات الإسرائيلية ضد إيران واستخدام الأجواء العراقية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- حذر زعيم التيار الشيعي العراقي، مقتدى الصدر، الجمعة، من "خطر توسع الحرب" في المنطقة، مؤكدا رفضه القاطع لـ"استخدام الأجواء العراقية في الهجوم على إيران".
وشنت إسرائيل، فجر الجمعة، ضربات غير مسبوقة ضد البرنامج النووي الإيراني، مما أدى إلى مقتل العديد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العملية ستستمر "لأي عدد تحتاجه من الأيام" للقضاء على التهديد النووي الإيراني.
وفي تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، قال مقتدى الصدر: "بدأت الحرب ودارت رحاها، واشتد أوارها، ولا يعلم إلا الله نتائجها. كما توقعنا، فقد تمادى الكيان الصهيوني بدعم أمريكي مباشر لنشر إرهابه، ولن تكون إيران المستهدف الوحيد في المنطقة إذا استمرت لغة التصعيد"، حسب وصفه.
وأضاف الزعيم الشيعي العراقي: "نسأل الله تعالى أن يجنب الجارة وشعبها مخاطر الإرهاب الدولي"، مؤكدا، أنه "المهم أن تكون أرض المعصومين ومقدساتهم في العراق بعيدة عن تلك الحرب، فإن العراق وشعبه ليس بحاجة إلى حروب جديدة".
ودعا الصدر إلى "كتم الأصوات الفردية الوقحة، والإصغاء إلى صوت الحكمة وصوت العلماء الأعلام رعاهم الله برعايته".
وأردف الزعيم الشيعي العراقي: "كما ندين بشدة استعمال الأجواء العراقية من قبل الكيان الغاصب، ونطالب الحكومة العراقية - إن وُجدت - بالعمل على معاقبة الكيان بالطرق المعمول بها دوليا لضمان عدم تكرار خرق الأجواء".
واختتم مقتدى الصدر منشوره قائلا: "كما أنصح الشعب العراقي الحبيب بعدم الاستماع للتصريحات اللامسؤولة التي تسعى لنشر الخوف بينكم، فذلك ينفع الفاسدين في كسب أصواتكم في انتخاباتهم الهزيلة، ولتعلو أصواتكم بالدعاء من أجل العراق وحفظ المنطقة من التوسع الاستعماري للكيان الصهيوني".
جاء ذلك بينما أكد وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين لنظيره الإيراني، عباس عراقجي، الجمعة، أن العراق قدم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن بشأن "انتهاك إسرائيل للأجواء العراقية"، حسبما أوردت وكالة الأنباء العراقية "واع".
وذكرت وزارة الخارجية العراقية في بيان، أن حسين، أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني، أعرب خلاله عن "إدانة العراق الشديدة للعدوان العسكري الذي استهدف إيران"، مؤكداً "تضامن العراق مع إيران حكومةً وشعباً في مواجهة هذا التصعيد الخطير"، طبقا لوكالة "واع".