الجزيرة:
2025-06-20@03:43:40 GMT

مؤشرات تتنبأ بالطرف المنتصر في الحرب

تاريخ النشر: 15th, October 2024 GMT

مؤشرات تتنبأ بالطرف المنتصر في الحرب

في الشهور الأخيرة، تبلورت في مراكز العصف الذهني الغربية نقاشات حول معنى مفهومَي الهزيمة والنصر في الحروب المعاصرة. بدأ هذا النقاش مع انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من أفغانستان، وعودة طالبان إلى الحكم. فهل كان ذلك هزيمة لأميركا ونصرًا لطالبان؟

في حقيقة الأمر، لكل طرف سرديته التي يوثّق بها رؤيته. لكن عودة طالبان، التي أرادت أميركا محوها بعد هجمات 11 سبتمبر/ أيلول، تؤكد أن النصر المؤقت الكاسح قد يخفي في داخله هزيمة غير مرئية، يشاهدها من يحلل الوضع على المدى البعيد.

في الحروب المعاصرة، النصر والهزيمة لهما معانٍ تختلف عن معاني الماضي. قديمًا وحتى الحرب العالمية الثانية، كان اكتساح الجيوش في الحروب التقليدية كفيلًا بحسم الحرب وإعلان الانتصار. والآن، تشير سردية الحروب في العقود الأخيرة إلى مقاتلين أقل تقنية قد يدمّرون جيوشًا ذات تقنية وإمكانات أعلى. فلم يعد السلاح وقوته التدميرية كافيَين لحسم الحرب.

هذا ما يجعل النقاش حادًا حول كلفة الحرب ونتائجها. ففي حرب غزة الأخيرة، تعاملت إسرائيل مع حماس بنفس المفهوم القديم، فأعلنت لجمهورها وأنصارها على الصعيد الدولي، أهدافًا للحرب تنصّ على إنهاء سيطرة حماس على غزة واستعادة الرهائن الإسرائيليين. لكن كلا الهدفَين لن يتحققا بالحرب. صحيح أن إسرائيل سيطرت على غزة حتى خط حدودها مع مصر، لكن حماس ظلت تعمل على الأرض، مستنزفة الجيش الإسرائيلي الذي يضعف يومًا بعد يوم.

ورغم أن الخسائر البشرية في غزة صعبة ومؤلمة، فإن الفلسطينيين لم يتركوا أرضهم تحت ضغط الحرب، مخالفين بذلك ما اعتادته إسرائيل في حروبها السابقة. فقد أصبحت الأرض لدى الفلسطينيين موازية للحياة. من جهة أخرى، نجحت حماس في شيطنة إسرائيل إعلاميًا، مما أفقد الأخيرة قدرتها على لعب دور الضحية كما في الحروب السابقة. كما عادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، مع الاعتراف دوليًا بأن احتلال إسرائيل لغزة لم يعد مقبولًا.

لا تدرك إسرائيل بعدُ أن احتلالها غزة سيؤدي إلى تنامي بيئة أكثر شراسة وعداءً لها على المدى البعيد، حيث لن يتسامح أي غزيّ معها، وأن إغلاق المجال السياسي وتشديد العنف في الحرب يمثلان "قبلة حياة" مستدامة لحماس. وعلى هذا المنوال، فالاعتقاد بأن جنوب إسرائيل سيكون في مأمن بعد هذه الحرب هو مجرد وهم؛ إذ ستظل هذه الجبهة مصدر استنزاف دائم لها.

ربما يكون اجتياح غزة نوعًا من النصر العسكري، لكن الهزيمة الإستراتيجية لإسرائيل ستتمثل في فقدانها عددًا من داعميها التقليديين. فالوعي الغربي أصبح قلقًا من العنف الذي تمارسه، وصورتها التقليدية باتت في مهب الريح.

ومع انتهاء الحرب، ستواجه إسرائيل مشاهد صادمة على الصعيد الداخلي، تبدأ من أزمة اقتصادية طاحنة؛ حيث يتم التعتيم على الخسائر الاقتصادية في ظلّ ضجيج الحرب. خسائر المصانع والمزارع وقطاع التكنولوجيا كبيرة، وتزايدت منذ بداية الحرب.

تُضاف إلى ذلك الخسائر البشرية الكبيرة، حيث سيخرج المواطن الإسرائيلي من الحرب وهو يعاني معاناة غير مسبوقة. هذه الواحة المدعومة غربيًا لم يعد لدى داعميها القدرة على الاستمرار في مساندتها بلا حدود، خاصة مع الإنهاك الذي يعانيه الغرب؛ بسبب الحرب الأوكرانية الروسية.

وتجسد الحرب في أوكرانيا مفهوم النصر والهزيمة المعقد. فلا روسيا حققت انتصارًا حاسمًا، ولا الغرب وصل إلى أهدافه. لكن روسيا نجحت في استنزاف الغرب اقتصاديًا، مما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم. وخسرت اقتصادات أوروبا كثيرًا؛ نتيجة دعمها غير المحدود لأوكرانيا، بينما يعاني الأوكرانيون من الاستنزاف البشري، وهو تكلفة عالية بالنسبة لهم، لا نعلم إلى متى سيظلون قادرين على تحمّلها.

تتزايد الهجرة من أوكرانيا، وقد لا تعود أعداد كبيرة من المهاجرين؛ بسبب طول أمد الحرب واستقرارهم في دول المهجر. تخوض أوكرانيا حربًا تقليدية تعتمد على الدبابات والمدافع، بينما تجمع روسيا بين الحرب التقليدية والهجمات السيبرانية. جعلت روسيا من الطائرات المسيرة وتحطيم مراكز المعلومات والبنية التحتية والوقود الأوكرانية هدفًا دائمًا.

صحيح أن روسيا واجهت إخفاقات واستُنزفت اقتصاديًا، لكن الغرب لم يستطع قياس قدرة موسكو على تحمل العقوبات الاقتصادية بشكل جيد. في ظل هذه الظروف، قد يكون دفع شركات السلاح الأميركية نحو استمرار الحرب لتعظيم أرباحها كارثة على الجميع.

ستخرج روسيا من هذه الحرب بخسائر ومكاسب متوازنة، لكنها ستبقى دولة يُخشى جانبها، بعد أن ظن الغرب لعقود أن الحروب الكبرى أصبحت بعيدة عن أبوابه. ومع ذلك، فإن الرابح الأكبر من هذه الحروب هي الصين.

استغلت الصين تراجع قوة الغرب وانشغاله بحربين منهكتين (غزة وأوكرانيا)، لتوسّع نفوذها السياسي والاقتصادي. في أفغانستان، تضخ الصين استثمارات وتبني مصالحها في إطار ملء الفراغ الذي تركه الحصار الغربي. وفي أفريقيا، تمدّ نفوذها – ومعها روسيا – على حساب الغرب، وخاصة فرنسا التي تعاني من أزمات سياسية واقتصادية.

"من المنتصر ومن المهزوم في الحروب الحديثة؟" أصبح أمرًا محل نقاش. فالحروب الحالية لا تنهي الخصم، لكنها تضعفه وتحد من خطورته لفترة زمنية. حتى المهزوم يمكنه أن يلحق أضرارًا بالغة بالطرف الآخر، تهدد أمنه ووجوده.

هذا ما يحدث في غزة وأوكرانيا؛ إذ تحاول إسرائيل تحقيق نصر بأي ثمن، لكنها قد تدفع ثمنًا باهظًا على المدى البعيد. وفي أوكرانيا، ستحقق روسيا انتصارًا عسكريًا محدودًا، لكن الجراح الاقتصادية والبشرية ستكون مؤلمة، وذلك رغم ما توقعه في أوكرانيا من خسائر فادحة تشمل الخسائر البشرية والاقتصادية.

في الحروب الحالية والقادمة، لن يوجد منتصر يرفع راية النصر، ولا مهزوم يرفع راية الاستسلام. نحن أمام أوضاع معقدة وصعبة، تتطلب خيالًا سياسيًا لحلّها.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی الحروب

إقرأ أيضاً:

مجلة الحروب: تعطيل المجال الجوي التجاري استراتيجية إيران والحوثي كسلاح ضمن حربهما ضد إسرائيل (ترجمة خاصة)

سلطت "مجلة الحروب الصغيرة" الضوء على استراتيجية إيران وجماعة الحوثي الطارئة في استخدام تعطيل المجال الجوي التجاري كسلاح ضمن حربهما ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي.

 

وقالت المجلة في تقرير تحليلي ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو/حزيران، عقب الضربة الاستباقية التي وجهتها إسرائيل لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني، فتح آفاقًا جديدة لهذا النموذج الحربي.

 

وأضافت "استهدف الرد الجوي الإيراني في البداية مقر الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب، لكن ردودها الجوية اللاحقة ركزت على المراكز السكانية المدنية - وهو تحول يؤكد أولوياتها التكتيكية المتطورة، بالنظر إلى تضاؤل ​​ترسانتها الصاروخية. كيف يمكن لإيران أن تكيف استراتيجيتها ردًا على إعادة فتح المجال الجوي الإسرائيلي أمام حركة الطيران التجارية؟

 

ويستكشف هذا التحليل كيف أصبح الاستهداف المتعمد لحركة الطيران التجاري أداةً فعّالة في الحرب غير المتكافئة بين إيران والحوثيين.

 

الموقع بوست يعيد نشر نص التحليل

 

في 4 مايو 2025، أطلق الحوثيون صاروخًا من اليمن - مُصنّع بمكونات إيرانية - أفلت من الدفاعات الجوية الإسرائيلية والأمريكية وضرب محيط مطار بن غوريون الدولي في إسرائيل.

 

أدّت هذه الضربة إلى سلسلة من تعليق الرحلات الجوية، مما أدى إلى توقف العديد من شركات الطيران غير الإسرائيلية عن العمل، وترك الإسرائيليين عالقين في الخارج، وعرقل السياحة وسفر الأعمال إلى إسرائيل. بين عامي 2015 و2022، خلال التدخل العسكري السعودي في اليمن بدعم من الولايات المتحدة، واجهت المملكة العربية السعودية تهديدًا مماثلًا عندما استهدف ما يقرب من 1000 هجوم صاروخي و350 هجومًا بطائرات مسيرة - نفّذها الحوثيون المدعومون من إيران - البنية التحتية الحيوية، وخاصة المطارات، مما أدى إلى اضطرابات متكررة في حركة النقل الجوي المدني. أبرزها استهداف مطار أبها الدولي جنوب غرب المملكة العربية السعودية مرتين في يونيو/حزيران 2019.

 

فتح اندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران في 13 يونيو/حزيران، عقب الضربة الاستباقية التي وجهتها إسرائيل لبرنامج الأسلحة النووية الإيراني، آفاقًا جديدة لهذا النموذج الحربي. استهدف الرد الجوي الإيراني في البداية مقر الدفاع الإسرائيلي في تل أبيب، لكن ردودها الجوية اللاحقة ركزت على المراكز السكانية المدنية - وهو تحول يؤكد أولوياتها التكتيكية المتطورة، بالنظر إلى تضاؤل ​​ترسانتها الصاروخية. كيف يمكن لإيران أن تكيف استراتيجيتها ردًا على إعادة فتح المجال الجوي الإسرائيلي أمام حركة الطيران التجارية؟ يستكشف هذا التحليل كيف أصبح الاستهداف المتعمد لحركة الطيران التجاري أداةً فعّالة في الحرب غير المتكافئة بين إيران والحوثيين.

 

ضربة صاروخية على مطار بن غوريون الدولي

 

على الرغم من نجاح منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية القوية في اعتراض عشرات الصواريخ التي أُطلقت من اليمن في هجمات سابقة، إلا أنه في 4 مايو/أيار 2025، أفلت صاروخ واحد من الاعتراض وسقط داخل أراضي مطار بن غوريون الدولي.

 

 في الساعة 9:18 صباحًا بتوقيت إسرائيل، رصدت قوات الدفاع الإسرائيلية إطلاقًا، وأبلغت مراقبي الحركة الجوية على الفور، الذين فعّلوا بروتوكولات الاستجابة المُعدّة مسبقًا، وتم تحويل الطائرات المحمولة جوًا بعيدًا عن مناطق الاعتراض المحتملة. سُمح لطائرة واحدة كانت في مرحلة الاقتراب النهائي بالهبوط في الساعة 9:21 صباحًا. انطلقت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في الساعة 9:22 صباحًا في جميع أنحاء وسط إسرائيل، بما في ذلك محيط المطار. في الساعة 9:24 صباحًا، سقط صاروخ على حقل بالقرب من طريق يؤدي إلى موقف سيارات المطار. ووفقًا لهيئة الطيران المدني الإسرائيلية، "بعد حوالي ثلاثين دقيقة من فحص المدرج، استؤنفت عمليات الهبوط".

 

لحماية سمائها وسكانها، تستخدم إسرائيل نظام دفاع صاروخي متعدد الطبقات تم تطويره بشكل أساسي من قبل صناعاتها الدفاعية الخاصة، بتمويل وتعاون من الولايات المتحدة. ويشمل ذلك القبة الحديدية للصواريخ قصيرة المدى والطائرات بدون طيار، ومقلاع داود للصواريخ المتوسطة، وسلسلة أرو للصواريخ الباليستية طويلة المدى، وتقنية تعتمد على الليزر لتحييد التهديدات الجوية المختلفة. ويكمل هذه الحلول المحلية نظام ثاد الذي نشرته الولايات المتحدة، والذي يعمل في إسرائيل منذ الهجوم الجوي الإيراني في 1 أكتوبر 2024.

 

 وعلى الرغم من عدم وجود نظام يمكنه ضمان الحماية المطلقة، فإن نظام الكشف عن الإطلاق والاعتراض المتكامل في إسرائيل - إلى جانب بروتوكولات سلامة الحركة الجوية الخاصة به - يُعتبر موثوقًا وفعالًا. كانت هذه الموثوقية كافية لدعم عمليات شركات الطيران الإسرائيلية، إل عال، وأركيا، وإسرائير، وطيران حيفا. بالإضافة إلى ذلك، استأنف عدد من شركات الطيران الدولية - بما في ذلك الاتحاد للطيران (الإمارات العربية المتحدة)، والخطوط الجوية الأذربيجانية، وتاروم (رومانيا)، والخطوط الجوية الإثيوبية - خدماتها إلى إسرائيل. على عكس العديد من شركات الطيران الغربية الرائدة التي علّقت عملياتها إلى أجل غير مسمى، واصلت هذه الشركات، إلى جانب شركات الطيران الاقتصادي مثل فلاي دبي، وبلو بيرد إيرويز، وسمارت وينغز، وتوس إيرويز، وهاي سكاي، والخطوط الجوية الجورجية، والخطوط الجوية القبرصية، وإلكترا إيرويز، وخطوط هاينان الجوية، رحلاتها دون انقطاعات طويلة.

 

ألغت معظم شركات الطيران الدولية ذات الخدمات الكاملة رحلاتها من وإلى تل أبيب، حيث ألغت وأعادت توجيه رحلاتها في البداية مع تفاقم الأزمة في 4 مايو، ثم أعلنت عن تحديثات متدرجة لتعليق رحلات تل أبيب لمدة أسبوع أو عدة أسابيع، ثم مُدّدت مرارًا وتكرارًا، مما ترك المسافرين الذين يحملون تذاكر مؤكدة عالقين وسط سلسلة من التأخيرات وعدم اليقين المتزايدين. استأنفت دلتا رحلاتها اليومية المباشرة إلى إسرائيل في 20 مايو، بينما مددت شركات يونايتد، ومجموعة لوفتهانزا، وإير كندا، وبريتيش إير، تعليق رحلاتها.

 

أهداف الحوثيين المتغيرة

 

مشجعين بنجاحهم، تعهد الحوثيون بمواصلة إطلاق الصواريخ "الفرط صوتية" على مطار بن غوريون لفرض "حصار جوي شامل" على العدو. وحذرت الحركة جميع شركات الطيران الدولية من "الحفاظ على سلامة طائراتها" بإلغاء رحلاتها المجدولة إلى إسرائيل. استمر نمط استهداف المطار الرئيسي في إسرائيل، ورغم اعتراض الصواريخ اللاحقة، إلا أن نجاحهم في ردع حركة الملاحة الجوية التجارية أُعلن عنه. ونشر المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، تصريحات حول عمليات الإطلاق شبه اليومية، إما عبر حسابيه على تيليجرام وX أو عبر قناة المسيرة، وهي الوسيلة الإعلامية الرسمية.

 

يُظهر حساب "إكس" الذي ينقل رسائل من سريع، والنشط منذ عام 2020، أن تصريحاته احتفت سابقًا بالهجمات على المطارات والمنشآت النفطية السعودية والإماراتية. بعد انضمامهم إلى الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، دعمًا لحماس، حوّل الحوثيون تركيزهم المعلن إلى الأهداف الاقتصادية الإسرائيلية، وأبرزها قطاعي الشحن والطيران.

 

لكن إعلانًا مُثبّتًا على حسابه منذ 18 يناير/كانون الثاني 2022، يتباهى باستهداف مطاري دبي وأبو ظبي بالصواريخ الباليستية، ويُحذّر "دول العدوان": الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة. لفهم تطور استهداف الحوثيين من الدول العربية الإسلامية إلى الدولة اليهودية، ننتقل الآن إلى أصول حركة الحوثي والسياق الأوسع للديناميكيات الإقليمية.

 

الديناميكيات الإقليمية

 

نشأت حركة أنصار الله - المعروفة باسم الحوثيين - كحركة معارضة في شمال اليمن، ثم برزت كحركة تمرد محلية سيطرت في النهاية على ما يقرب من نصف البلاد. في أكتوبر/تشرين الأول 2023، برزت إيران على الساحة العالمية كمجموعة تقف وراء الهجمات على الطرق البحرية المدنية في البحر الأحمر. ويخيم على الصراع الداخلي في اليمن صراع جيوسياسي أوسع نطاقًا بين إيران والمملكة العربية السعودية. فبينما وقفت السعودية إلى جانب النظام المعترف به دوليًا، كانت إيران راعية معسكر المتمردين الحوثيين الزيديين، محولةً الصراع الأهلي إلى ساحة معركة لصراع بالوكالة بين المتنافسين الإقليميين.

 

يُعدّ الصراع بالوكالة في اليمن جزءًا من حرب باردة أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط، خاضتها إيران والمملكة العربية السعودية عبر عدد من الوكلاء في ساحات قتال مختلفة. وقد نشأ هذا الصراع عندما انتهزت إيران الفرصة لإنشاء منطقة نفوذ في عراق ما بعد صدام، معززةً روابطها الثقافية والدينية والتجارية مع الأغلبية الشيعية، داعمةً الميليشيات الشيعية في قتالها الطائفي ضد السنة بشكل خاص، ومؤيدةً مقاومة الاحتلال الأمريكي بشكل عام.

 

وبفضل نجاحاتها، واصلت إيران إبراز قوتها في جميع أنحاء المنطقة، مستخدمةً نفوذها في الصراعات الفصائلية والطائفية في لبنان واليمن والساحة الفلسطينية. في كلٍّ من هذه الساحات، وجدت الحكومات والفصائل المدعومة من الدول العربية السنية والمتحالفة مع الغرب نفسها غارقة في صراعات طائفية دامية مع الفصائل المدعومة من إيران. ومع تفاقم الأزمة الإقليمية، كثّفت الولايات المتحدة تدخلها من خلال تولي دور قيادي تنسيقي بين حلفائها وشركائها في المنطقة الذين عارضوا دور إيران الإقليمي المتنامي والمزعزع للاستقرار.

 

أصبح اليمن ساحة معركة مركزية للصراع بين المحور الذي تقوده إيران والمحور الذي تقوده الولايات المتحدة عندما استولى الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة اليمنية صنعاء، إلى جانب مساحة كبيرة من الأراضي في سبتمبر/أيلول 2014، ثم أجبروا الرئيس اليمني المدعوم من السعودية على الاستقالة بعد أربعة أشهر.

 

وفّر استيلاء الحوثيين على الحديدة (مدينة ساحلية تقع على بُعد 200 كيلومتر جنوب غرب صنعاء) وفي مارس/آذار 2015 أيضًا على عدن، الواقعة على الطريق المؤدي إلى مضيق باب المندب، للحوثيين الذين كانوا في السابق غير ساحليين خطوط إمداد تمكّنوا من خلالها من تلقي مساعدات عسكرية مباشرة من إيران. إن حصول إيران على موطئ قدم في شبه الجزيرة العربية من خلال دعمها للحوثيين في اليمن كان في نهاية المطاف بمثابة السبب وراء التدخل العسكري بقيادة السعودية ودعم الولايات المتحدة في عام 2015 والذي لعبت فيه الإمارات العربية المتحدة أيضًا دورًا بارزًا.

 

المطارات السعودية في مرمى النيران

 

نسقت المملكة العربية السعودية حملة عسكرية متعددة الجوانب ضد الحوثيين المدعومين من إيران، والتي شهدت رد الحوثيين بإطلاق ما يقرب من 1000 صاروخ و350 طائرة مسيرة مسلحة على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بين عامي 2015 و2022. استهدف الحوثيون مجموعة من البنى التحتية الاستراتيجية في الخليج، وخاصة المطارات.

 

سنّت الحكومة السعودية نظام مراقبة الطوارئ الأمنية للحركة الجوية الذي يغطي المجال الجوي فوق محافظاتها الجنوبية الغربية، بما في ذلك المجال الجوي حول جدة - وهي مركز رئيسي للحجاج. هدد تعطيل هذا المجال الجوي تدفق ملايين الحجاج وإيرادات السياحة المرتبطة به. أدى وصول الحرس الثوري الإيراني إلى اليمن الخاضع لسيطرة الحوثيين ونقل التكنولوجيا المتطورة إلى توسيع نطاق التهديد الحوثي العابر للحدود وشدته.

 

في نوفمبر 2017، تم اعتراض صاروخ إيراني أطلقه الحوثيون من اليمن بالقرب من مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وفي يونيو 2019، أصاب صاروخ كروز أطلقه الحوثيون مطار أبها الدولي - وهو مركز إقليمي رئيسي في جنوب غرب المملكة العربية السعودية. وأسفرت الضربة الصاروخية على صالة الوصول عن إصابة 26 شخصًا.

 

وبعد يومين، أسفرت ضربة بطائرة مسيرة على المطار نفسه عن مقتل شخص وإصابة 21 شخصًا. مثّلت هذه الضربات خللًا نادرًا في نظام دفاع درع السلام الفعّال. فعندما شكّلت تهديدات إطلاق الصواريخ أو الطائرات المسيرة خطرًا على المجال الجوي السعودي، قامت القوات الجوية السعودية برصد وتتبع واعتراض التهديدات الواردة بالتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني لتحويل الرحلات القادمة ووقف المغادرة وإعادة توجيه الرحلات الجوية. وغالبًا ما أدت هذه الإجراءات إلى توقف حركة الطيران التجاري لساعات حتى يتم تحييد التهديدات ورفع القيود والسماح للطائرات المتوقفة بالهبوط وتسيير رحلات المغادرة المتأخرة.

 

مهدت الاتفاقية السعودية الإيرانية المبرمة في 10 مارس 2023 الطريق أمام المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لتقليص عملياتهما العسكرية في اليمن، إلا أن اندلاع الحرب في غزة بعد 7 أكتوبر 2023، وتطورها الإقليمي السريع، أعاد إلى دائرة الضوء خط الصدع الإقليمي الذي وضع إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على نفس الجانب من الحرب الباردة الإقليمية. ففي أعقاب الهجوم الوحشي الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023، شنت إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة. وردًا على ذلك، بدأت الوكلاء المدعومون من إيران - حزب الله اللبناني، وجماعات "المقاومة الإسلامية" في العراق، والحوثيون اليمنيون - في إطلاق الصواريخ على إسرائيل، مما حوّل الصراع إلى صراع أوسع نطاقًا متعدد الجبهات.

 

وقد عززت عمليات الانتشار الأمريكية وإعادة التموضع الاستراتيجي الوفاق الإسرائيلي العربي من خلال مجموعات حاملات الطائرات الضاربة قبالة سواحل لبنان، وأنظمة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية في الخليج، ونشر القوات في الأردن.

 

سلّطت الأحداث المحيطة بالهجوم الإيراني المباشر على إسرائيل في 13 أبريل/نيسان الضوء على التفاهم الجديد في الشرق الأوسط برعاية الولايات المتحدة، حيث خاطرت جيوش الأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر بالرد الإيراني، وعملت جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في تعقب واعتراض أكثر من 300 طائرة مسيرة وصاروخ إيراني أثناء توجهها عبر أجوائها نحو إسرائيل. ووصفت معظم التحليلات هجوم إيران بأنه مكلف وغير فعال.

 

دليل إيران الجديد: تسليح تعليق الرحلات الجوية

 

بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2024، أدركت إيران أن الضربات الفعلية غير ضرورية، فمجرد التهديدات والتأثير المتتالي لإلغاء الرحلات الجوية يمكن أن يُنهك السكان الإسرائيليين ويُعمّق عزلة إسرائيل الاقتصادية من خلال تثبيط السياحة وسفر العمل (انظر الشكل 1).

 

تجلى هذا الدرس جليًا خلال الأحداث التي أعقبت اغتيال إسرائيل لإسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس - وهي جماعة تُشكل جزءًا من المحور الإقليمي لإيران - في طهران في 31 يوليو/تموز 2024. هددت إيران بالرد - وهي خطوة فُسِّرت على نطاق واسع على أنها مقدمة لهجوم جوي آخر - مما دفع معظم شركات الطيران الدولية إلى إلغاء رحلاتها إلى إسرائيل. علّقت شركات الطيران رحلاتها في البداية لمدة أسبوع، ثم مددت فترة التعليق مرة أخرى قبل أيام قليلة من استئنافها المقرر - وهو نمط تكرر مع تريث إيران قبل توجيه الضربة.

 

يستخدم الشكل أدناه بيانات من تقارير نشاط المطار لتوضيح إجمالي حركة الركاب عبر مطار بن غوريون الدولي. ويقارن مستويات ما قبل الجائحة (وما قبل الحرب) الأساسية بحركة المرور المسجلة قبل وبعد تهديد إيران بهجوم جوي في 31 يوليو/تموز 2024.

 

الشكل 1. حركة الركاب > بيانات مستمدة من تقارير نشاط مطار بن غوريون الدولي الإسرائيلي (تاريخ الوصول: 27 مايو 2025). رسم بياني من إعداد بريان بيرنهاردت باستخدام بايثون (الإصدار 3.11.8).

 

جاء الهجوم الجوي المتوقع بعد شهرين. ونظرًا لضعفها العسكري، كان من المتوقع أن تستفيد إيران من استمرار حالة عدم اليقين أكثر من ضربة فورية، حيث أدى التهديد الوشيك إلى شلل حركة الطيران التجاري والسياحة في إسرائيل.

 

وأخيرًا، وقع الهجوم في 1 أكتوبر 2024. أُغلق المجال الجوي الإسرائيلي، وكذلك المجال الجوي لإيران والعراق ولبنان والأردن، خلال الهجوم الجوي الذي استمر حوالي ساعة. وبدعم حيوي من تحالف الدفاع الجوي في الشرق الأوسط بقيادة الولايات المتحدة، والذي تُعد إسرائيل عضوًا فيه، تمكنت من تتبع واعتراض ما يقرب من 180 صاروخًا باليستيًا، إلى جانب عدد إضافي من الطائرات المسيرة.

 

أعادت إسرائيل فتح مجالها الجوي أمام حركة الطيران المدني في نفس الليلة؛ ومع ذلك، استمرت معظم شركات الطيران الدولية في تمديد إلغاء رحلاتها، تاركة رحلاتها إلى تل أبيب معلقة حتى منتصف عام 2025. على الرغم من أن الهجمات الجوية لم تُلحق أضرارًا مادية جسيمة بإسرائيل، إلا أن إيران ووكلائها أدركوا أن تعطيل أجواء الخصم قد يُطلق سلسلة من ردود الفعل: تواجه شركات الطيران مخاطر أمنية متزايدة، والتزامات تعويض تنظيمية باهظة، وارتفاعًا هائلاً في أقساط التأمين، وضغوطًا شديدة من أطقم الطيران ونقاباتهم لوقف الخدمة لأسابيع أو حتى أشهر. هذا التقاء الضغوط التشغيلية والمالية، بالإضافة إلى المخاوف الأمنية المرتبطة بمناطق النزاع، يُثني المسافرين عن السفر ويعزل الدولة المستهدفة فعليًا.

 

في أعقاب مجزرة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شنت إسرائيل حربًا على قطاع غزة بهدف القضاء على حماس، وردًا على قصف حزب الله الصاروخي المتواصل على شمال إسرائيل في خريف 2024، شلّ حزب الله واغتال قيادته. علاوة على ذلك، فإن تفكيكها العدواني للبنية التحتية للإرهاب الإيراني في سوريا لم يضعف الدعم الإيراني الذي دعم نظام الأسد فحسب، بل مهد الطريق أيضًا عن غير قصد للتحالف المناهض للشيعة وإيران بقيادة هيئة تحرير الشام للإطاحة بنظام بشار الأسد في دمشق. كسر تغيير النظام في سوريا "حلقة النار" الإيرانية حول إسرائيل. وباعتبارها ردع إيران الضعيف فرصة، أصدرت إدارة ترامب إنذارًا نهائيًا لطهران: إما الاستسلام لبرنامج الأسلحة النووية على طاولة المفاوضات أو مواجهة ضربة إسرائيلية مدعومة من الولايات المتحدة على المنشآت النووية. وللحفاظ على التهديد الموثوق باستخدام القوة، شنت إدارة ترامب في الوقت نفسه غارات جوية عقابية على أهداف الحوثيين في اليمن. لم يتطرق إعلان ترامب في 6 مايو 2025 عن هدنة مع الحوثيين - بهدف دفع التقدم مع إيران على طاولة المفاوضات - إلى إطلاق الصواريخ المستمر باتجاه مطار بن غوريون الدولي، والذي استمر دون هوادة.

 

 إسرائيل وإيران في حرب

 

أدى الهجوم الإسرائيلي الذي شنته إسرائيل صباح 13 يونيو/حزيران على برنامج الأسلحة النووية الإيراني إلى صراع شامل بين إسرائيل وإيران. ردًا على ذلك، شنت إيران ضربات صاروخية جوية يومية متعددة، بمشاركة محدودة من الحوثيين. تضمنت هذه الضربات الانتقامية نشرًا متوسطًا لنحو 100 صاروخ باليستي وأعدادًا متفاوتة من الطائرات المسيرة؛ إلا أن حجم إطلاق الصواريخ الإيرانية لم يرق إلى مستوى التوقعات نظرًا للتدهور الكبير في ترسانة إيران ومنصات إطلاقها. وبينما استهدفت الدفعة الأولى من الصواريخ الانتقامية الإيرانية مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، استهدفت الدفعات اللاحقة السكان المدنيين. فبدلًا من إنفاق موارد الصواريخ الشحيحة على أهداف عسكرية عالية القيمة - وهو خيار لم يُسفر تاريخيًا إلا عن أضرار سطحية - اختارت إيران بشكل متزايد استهداف المراكز السكانية المدنية. ويطرح السؤال نفسه: كيف يمكن لإيران أن تُكيّف استراتيجيتها ردًا على إعادة فتح المجال الجوي الإسرائيلي أمام حركة الطيران التجاري؟

 

أدى اندلاع الحرب الإسرائيلية الإيرانية إلى إغلاق المجال الجوي للشرق الأوسط أمام حركة الطيران المدني، وأُلغيت الرحلات الجوية من وإلى إسرائيل والأردن ولبنان وسوريا والعراق وإيران. في الأيام التي تلت ذلك، ظل مطار إسرائيل مغلقًا إلى أجل غير مسمى، بينما أعلنت مطارات أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك بعض المطارات في إيران، عن استئناف عملياتها وحققت نجاحًا متفاوتًا في استقطاب شركات الطيران التجارية. وعلى عكس جيرانها، تواجه إسرائيل تحديًا إضافيًا يتمثل في كون مجالها الجوي التجاري هدفًا متعمدًا. ففي غياب استسلام إيران بشأن برنامجها النووي - وهي نتيجة مستبعدة - أو انهيار النظام، وهو أمر لا يزال واردًا، من المرجح أن تعتمد القيادة المحاصرة بشكل متزايد على الحرب غير المتكافئة. ومن الأسلحة التي قد تستخدمها التعطيل المتعمد لحركة الطيران التجاري الإسرائيلي - وهي استراتيجية مصممة لتعويض ضعف قدرات إيران من خلال عزل البلاد، وإرهاق السكان، وإلحاق أضرار اقتصادية.

 

الخلاصة

 

يُظهر الاستهداف المتعمد للمجال الجوي المدني اتجاهًا ناشئًا في استخدام الحرب غير المتكافئة من قبل إيران ووكلائها. إنها وسيلة فعّالة من حيث التكلفة لتهديد حلفاء الولايات المتحدة وشركائها. ومع استمرار الجهات الفاعلة الخبيثة في بناء خبراتها العملياتية، من المرجح أن يكتسب هذا النهج زخمًا وقد يصبح أداةً فعّالةً بشكل متزايد في استراتيجيتها الأوسع. في حين أن هياكل الدفاع الجوي المتكاملة - كتلك التي تستخدمها إسرائيل والمملكة العربية السعودية - توفر حمايةً فعّالة للغاية، إلا أنها ليست حلاً شاملاً. تعمل هذه الأنظمة ضمن إطار تفاعلي، ولا تعالج سوى أعراض تحدٍّ استراتيجي أوسع. إن اعتماد إيران ووكلائها على الحرب التكيفية وغير النظامية يستغل نقاط ضعف لا تستطيع الدفاعات العسكرية المتطورة وحدها تحييدها بالكامل.


مقالات مشابهة

  • روسيا: العالم "على شفا كارثة" بسبب إسرائيل
  • سفير إيران في جنيف: الغرب يبرر اعتداءات إسرائيل.. وإذا تم تجاوز «الخطوط الحمراء» فسنرد
  • سودانيون في إيران: أنهكتنا الحروب في الوطن وفي دولة النزوح
  • مجلة الحروب: تعطيل المجال الجوي التجاري استراتيجية إيران والحوثي كسلاح ضمن حربهما ضد إسرائيل (ترجمة خاصة)
  • دور الهندسة الاجتماعية أثناء الحرب والعدوان
  • كاتبة بريطانية: إسرائيل دمرت سمعتها بغزة وتحاول ترميمها عبر حرب إيران
  • دريان استقبل بخاري.. ودعوة للنأي بلبنان عن الحروب الإقليمية
  • هشام الحلبي: إسرائيل تسعى لاستدراج الغرب بدعوى الانهيار
  • سقط في الوحل.. الغرب الأعمى يحر.ق الشرق الأوسط لإنقاذ إسرائيل
  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم