مسؤول بالدفاع المدني: شمال غزة يُسحق وجثث كثيرة في الطرقات
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
غزة– وصف مدير جهاز الدفاع المدني بمناطق شمال قطاع غزة، العقيد أحمد الكحلوت، الوضع فيها بالـ"مأساوي للغاية"؛ حيث يتفاقم الحصار المستمر منذ 14 يوما، مما يجعل حياة السكان أكثر قسوة.
وذكر الكحلوت في حوار خاص مع الجزيرة نت، أن قوات الاحتلال قتلت قرابة 400 فلسطيني في الأسبوعين الماضيين بهذه المناطق، فيما لا تزال جثامين العديد من الشهداء ملقاة في الشوارع، بينما يفتقد السكان للماء، والطعام، والعلاج.
وتطرق الكحلوت باستفاضة لتدمير الاحتلال للأحياء السكنية والبنية التحتية، وذكر أن الدمار الذي أصاب شمال القطاع كبير جدا، حيث دُمّرت مناطق بأكملها، باستخدام وسائل جديدة مثل الروبوتات والبراميل المتفجرة.
وفيما يلي نص الحوار:
كيف تصف الأوضاع في شمال قطاع غزة من حيث موقع عملك؟لليوم الـ14 تزداد أوضاع المواطنين صعوبة وتتفاقم معاناتهم، وتشتد الأزمة نتيجة التطويق والحصار الخانق على الشمال عموما، ومخيم جباليا على وجه الخصوص.
ومنذ أسبوعين يُحرم المواطنون من الماء والطعام وأي نوع من العلاج، ويزداد الحصار ضراوة ويزداد القتل والقنص، وهناك أكثر من 400 شهيد منذ بداية هذا العدوان، وتزداد الحالة صعوبة، وتتفاقم ساعة تلو الأخرى.
هل تم انتشال هؤلاء الشهداء جميعا ووصلوا للمستشفيات؟هذه الإحصائية تخص الجثامين التي وصلت للمستشفيات، (كمال عدوان والعودة والإندونيسي) ولكن ما يزال عدد من الشهداء ملقى في الشوارع، وخاصة في منطقة أبو شرخ والقصاصيب ومنتصف مخيم جباليا، وفي منطقة بئر النعجة ومحيط الدفاع المدني ومدرسة فيصل، هذه المناطق التي تتوغل فيها آليات الاحتلال.
تأتينا إشارات بوجود جثامين للشهداء ملقاة على الشوارع، ولكن للأسف طواقم الدفاع المدني غير قادرة على الدخول لتلك المناطق لوجود خطر شديد، فالاحتلال يقصف أي طواقم للدفاع المدني أو الإسعاف تحاول الدخول لتلك المناطق.
هل لديكم تقدير لأعداد الشهداء الذين ما يزالوا تحت الأنقاض أو الملقون في الشوارع؟لا يوجد لدينا إحصائية حولهم، لكن تأتينا إشارات بوجود جثامين في الشوارع وكذلك جثامين تحت الأنقاض، لأن الاحتلال دمر أجزاء كبيرة جدا من محافظة شمال القطاع، ويقنص الناس في الشوارع ويقتل كل ما يتحرك.
هل لديكم معلومات حول مساحة ما تم تدميره من مبان؟مساحة محافظة شمال القطاع حوالي 61 كيلومترا، جزء كبير منها فارغ في شمال بيت حانون وبيت لاهيا، والمناطق المكتظة هي مخيم جباليا وبلدة جباليا ومحيط مشروع بيت لاهيا. وكان الاحتلال قبل العدوان الحالي، قد دمر أكثر من 80% من المنازل والبنية التحتية، وآبار المياه ومقومات الحياة. ومع هذه العملية، يكمل الاحتلال تدمير كل مقومات الحياة، وكافة المنازل في كافة المناطق.
مثلا، الاحتلال خلال الأيام الماضية دمر بشكل هائل منطقة دوار أبو شرخ من خلال نسف مربعات سكنية بالكامل وليس منازل، وكذلك في منطقة القصاصيب، ومنطقة وسط مخيم جباليا (منطقة السوق والمؤن)، وكذلك منطقة نادي خدمات جباليا ومنطقة شارع عسلية، و"شارع زمّو" والمناطق المحيطة بـ"إستوديو سلطان". هذه المناطق مدمرة أصلا، لكن الاحتلال استكمل تدمير ما لم يدمره سابقا.
والآن يستكمل الاحتلال تدمير مناطق الفالوجا، وأبو شرار، وحمدان، ومحيط دوار أبو شرخ، ومنطقة الاتصالات، وجميعها ضمن نطاق مخيم جباليا، عبر زرع البراميل المتفجرة ونسف مربعات سكنية بالكامل.
ما هي المعلومات المتوفرة لديكم حول البراميل والروبوتات المتفجرة؟
ما يميز هذه العملية الجديدة على الشمال استخدام الاحتلال لمنظومة التفجير بواسطة الروبوتات والبراميل المتفجرة.
الاحتلال ينسف مربعات كاملة من خلال وضع آليات مدرعة تعمل آليا بدون عنصر بشري كـ"روبوتات"، بداخلها كمية كبيرة جدا من المتفجرات، تتقدم وسط المباني السكنية ثم يُقدم على تفجيرها عن بُعد لتدمير مربع سكني كامل وليس فقط مبنى واحدا أو عدة مبان، كما أنها تدمر البنية التحتية. ونُقدّر أن الروبوت الواحد يحمل نحو 5 أطنان من المتفجرات تتسبب في دمار هائل.
أما البراميل المتفجرة فيتم زرعها أسفل الأبراج العالية والمناطق السكنية أيضا بواسطة آليات مدرعة وكذلك الجرافات (العملاقة) من نوع (دي-9)، ثم زرعها وتفجيرها عن بُعد أيضا، وتتسبب بانهيارات هائلة وقتل الكثير من الناس في المباني المستهدفة وفي محيطها أيضا.
هناك شهادات حول تعمّد الاحتلال قتل الكثير من العائلات التي حاولت النزوح من مخيم جباليا لبلدة جباليا ومدينة غزة عبر دوار أبو شرخ، هل لديكم تأكيد لهذه المعلومة؟صحيح، جاءتنا إشارات في الأيام الأولى للعدوان الحالي بأن بعض المواطنين حاولوا اجتياز دوار أبو شرخ للذهاب إما لبلدة جباليا أو مدينة غزة، لكن تم استهدافهم بالرصاص من طائرات الكواد كابتر. وأيضا تساقطت قذائف المدفعية على الدوار وسقطت أعداد من الشهداء.
ولدينا إشارات حول وجود جثامين ما تزال ملقاة قرب الدوار عند محطة صافي للبترول، وأيضا على الدوار نفسه، وخاصة على المدخل المؤدي لبلدة جباليا، ولا يمكن الوصول لها.
تزعم سلطات الاحتلال أنها أدخلت شاحنات مساعدات إلى شمال القطاع، ما صحة هذا الأمر؟لم يصل أي شيء للشمال، لا مساعدات غذائية ولا علاجية، ولا حتى مياه للشرب، والناس يتدبرون أمورهم بصعوبة كبيرة جدا. هناك حوالي 200 ألف نسمة يقطنون محافظة شمال غزة، وهناك بوادر مجاعة حقيقية خاصة بين كبار السن والأطفال لعدم توفر الغذاء والماء والعلاج.
والمواطنون بدؤوا باستخدام مياه غير نظيفة ربما تكون مختلطة بمياه الصرف الصحي، مما يهدد بتفشي الأوبئة والأمراض.
ما أبرز التحديات التي تواجه فرق الدفاع المدني في عملها خلال العدوان؟
الجهاز يتعرض لحصار منذ ما قبل الحرب ويمنع من تحديث معداته، ومع بداية الحرب دمر الاحتلال كل ما كان موجودا من إمكانيات ومعدات ومراكز وآليات.
يتدبر الدفاع المدني أموره بصعوبة شديدة وبأساليب بدائية كي يواصل تقديم الخدمة للمواطنين لإخماد الحرائق المندلعة وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، وإنقاذ الجرحى والمصابين والبقاء قيد الخدمة.
هل يعقل أنه لم يتم حتى الآن تزويد الدفاع المدني بأي مركبة بديلة أو أي معدات أو أي لتر وقود واحد، رغم أننا مؤسسة مدنية إغاثية؟.
هل تعرضتم لاستهداف مباشر خلال هذا العدوان؟نعم، وأُصيب 5 من كوادرنا، إصابة أحدهم متوسطة والباقي خفيفة، ولحقت أضرار بمركبة إطفاء وإسعاف.
أما منذ بداية الحرب، وفي منطقة شمال القطاع فقط، قتل الاحتلال 18 من كوادرنا وأصاب 70 آخرين، وهم على رأس عملهم يقدمون الخدمة لشعبهم.
ودمر الاحتلال جميع مراكزنا وعددها 3، وكذلك 7 آليات من أصل 9، ولم يتبق لنا سوى مركبتين داخل الخدمة.
هل هناك دور لمؤسسات دولية وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في التنسيق مع الاحتلال لإدخال مساعدات أو السماح لكم بتقديم الخدمة للسكان؟دور المؤسسات الدولية وخاصة الصليب الأحمر يكاد يكون ضعيفا جدا لأن الاحتلال يمنع التنسيق، ويمنع تدخلهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات الدفاع المدنی مخیم جبالیا شمال القطاع فی الشوارع فی منطقة
إقرأ أيضاً:
عشرات الشهداء بغزة وتحذيرات من توقف عمل المستشفيات
أفادت مصادر طبية باستشهاد 69 فلسطينيا في غزة منذ فجر اليوم الأربعاء، منهم 29 من منتظري المساعدات، في حين حذرت وزارة الصحة في القطاع من استمرار منع الاحتلال وصول إمدادات الوقود إلى المستشفيات لأنه يهدد بتوقف عملها خلال 3 أيام.
وذكر مستشفى العودة في مخيم النصيرات، أن 3 فلسطينيين استشهدوا وأصيب آخرون في قصف الاحتلال على مخيم البريج وسط القطاع، ما أفاد مصدر بالمستشفى المعمداني باستشهاد 3 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على حي التفاح شرقي مدينة غزة.
وارتكبت الاحتلال في الأسابيع الماضية مجازر عدة بحق منتظري المساعدات بغزة، مما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة المئات بجروح بعد وضعهم أمام خيار الموت جوعا أو بنيران الاحتلال.
"مصايد الموت"وقد حذرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في وقت سابق، من أن آلية توزيع المساعدات الأميركية في قطاع غزة، تمثل خطرا مباشرا على حياة عشرات الآلاف الذين يعانون من الجوع، في ظل الاستهداف المنهجي للمدنيين نقاط توزيع المساعدات.
وجاء في بيان أصدرته الشبكة، أن الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، حيث استشهد العشرات برصاص الجيش الإسرائيلي قرب نقطة توزيع مساعدات تديرها مؤسسة "غزة الإنسانية" الأميركية، تعد دليلا على أن هذه المؤسسة "شريك للاحتلال في استهداف المدنيين وقتلهم".
واتهمت الشبكة آلية التوزيع المعتمدة بأنها "تصب في خدمة أجندة الاحتلال بتعميق الأزمة الإنسانية"، مشددة على ضرورة وقف العمل بهذه الآلية وتعزيز دور وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية.
كما دعت إلى فتح تحقيق دولي في ما وصفته بـ"الجرائم المتواصلة" عند نقاط التوزيع، ومحاسبة المسؤولين عنها، إلى جانب مطالبتها بفتح المعابر فورا وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها بطريقة تضمن سلامة المدنيين وكرامتهم.
إعلانمن جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين(أونروا) إن "الناس الجائعين في غزة يقتلون أثناء محاولتهم الحصول على الطعام لعائلاتهم"، مطالبة بالعودة إلى "نظام توزيع المساعدات الآمن والفعال واسع النطاق" الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، بما فيها أونروا.
كما اعتبرت حركة حماس، أن نقاط توزيع المساعدات تحولت إلى "مصايد موت جماعي تستخدم كسلاح للقتل والإذلال"، داعية إلى إنشاء آلية أممية آمنة ومستقلة لتوزيع المساعدات، ومطالبة الدول العربية والإسلامية باتخاذ مواقف حازمة لوقف "المجازر ورفع الحصار فورا".
وكانت منظمات إنسانية محلية ودولية قد عبرت مرارا عن قلقها من تدهور الوضعين الأمني والإنساني في غزة، في ظل أزمة غذائية حادة يعاني منها مئات الآلاف من الأهالي، الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
خطر توقف المستشفياتوقد حذرت وزارة الصحة في غزة اليوم الأربعاء، من استمرار منع الجيش الإسرائيلي وصول إمدادات الوقود إلى المستشفيات لأنه يهدد بتوقف عملها خلال 3 أيام.
وقالت الوزارة -في بيان- إن الاحتلال يمنع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات، بحجة أنها تقع في مناطق حمراء (عمليات عسكرية).
وأضافت وزارة الصحة، أن "إعاقة وصول إمدادات الوقود إلى المستشفيات يهدد بتوقفها عن العمل، حيث تعتمد على المولدات الكهربائية لتزويد الأقسام الحيوية بالطاقة".
من جهته قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين، إنّ الوقود في قطاع غزة ينفد مما يؤدي إلى انهيار شرايين الحياة الأساسية.
وأشار المكتب الأممي -في منشور عبر منصة إكس- إلى أنّ المستشفيات تغرق في الظلام والمياه توشك على النفاد وسيارات الإسعاف عاجزة عن الحركة.
وكانت وكالة أونروا أوضحت، أن النظام الصحي بغزة في وضع حرج و45 % من المستلزمات الأساسية للأدوية قد نفدت، وتوقعات بنفاد نحو ربع الكمية المتبقية خلال الأسابيع الـ6 المقبلة.
ومنذ بدء حرب الإبادة في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج معظمها عن الخدمة، ما عرض حياة المرضى والجرحى للخطر.
ويبلغ عدد المستشفيات العاملة في غزة 16 مستشفى تعمل جزئيا، منها 5 حكومية و11 خاصة، من أصل 38 مستشفى، وفق وزارة الصحة بغزة.
كما تعمل في القطاع 8 مستشفيات ميدانية تقدم خدمات طارئة على وقع الإبادة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين منذ أكثر من عام ونصف.
وخلفت حرب الإبادة أكثر من 185 ألف فلسطيني شهداء وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، منهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.