هل ما زال العراق من أولويات واشنطن المقبلة؟
تاريخ النشر: 14th, August 2023 GMT
التحركات الأمريكية الأخيرة ليست من أجل تقديم الدعم للعراق بل من أجل ضرب الاستقرار الحاصل في المنطقة، وتحديداً بعد التقارب المهم بين سوريا والمملكة العربية السعودية، وتبادل الزيارات بين البلدين.
البنتاغون يسعى إلى إعادة سطوة البيت الأبيض على السياسة الأمريكية
التحركات الأمريكية جاءت من أجل ضرب الاستقرار الحاصل في المنطقة
الزيارة التي قام بها وفد رفيع من القيادات الأمنية العراقية، ويترأسه وزير الدفاع ثابت العباسي إلى جانب قيادات أمنية، جاءت في المعلن من أجل مناقشة التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية والعراق، حيث ينظر في هذا التفاهم والاتفاق إلى ما هو أبعد من هزيمة عصابات داعش الإرهابية التي سيطرت على ثلث العراق، وتم تحريره بمشاركة كل تشكيلات القوى الأمنية.
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن وبعد الاستقرار السياسي الذي شهده العراق، يسعى إلى إعادة سطوة البيت الأبيض على السياسة الأمريكية، وبعد أن فشلت السفيرة الأمريكية إلينا رومانوسكي في توجيه السياسة العراقية، يريد وزير الدفاع الأمريكي أن يقود حركة التغيير وإعادة الهيمنة الأمريكية على المنطقة من خلال العراق.
على الرغم من دعوى واشنطن أنها ما زالت تقدم الدعم والمشورة والمساعدة من أجل تمكين قوات الأمن العراقية في حربها ضد الإرهاب، إلا أننا لم نجد هذا الدعم على أرض الواقع، فلا دعم واقعياً للقوات الأمنية في حربها ضد الإرهاب الداعشي طوال سنتين.. وتبقى مثل هذه الدعاوى مجرد شعارات تسعى لها واشنطن من أجل أن تربح على المستوى الداخلي الأمريكي أو تعطي صورة عن واقعها المزيف.
ينظر في هذا الاجتماع إلى ما هو أبعد من هزيمة داعش، وهو ثمرة زيارة قام بها أوستن إلى بغداد في مارس الماضي، وأكدته نائبة مساعد وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط خلال مقابلة تلفزيونية الأسبوع الماضي بقولها: "نحن مهتمون بعلاقة دفاعية دائمة ضمن شراكة إستراتيجية".. وهنا لا بد من طرح تساؤل، هل هذه الشراكة بديل عن الاتفاقية الإستراتيجية التي وقعت بين بغداد وواشنطن بعيد الاحتلال الأمريكي للعراق، أم أن هناك أمراً جديداً يحدث في المنطقة يستوجب تدخلاً أمريكياً محتملاً؟
العديد من المسؤولين العراقيين يعتبرون أن الاتفاق الجديد يمهد لإقامة علاقة جديدة بين العراق وواشنطن، والتهيؤ لإقامة علاقات إستراتيجية مع الحكومة العراقية لسنوات قادمة، حيث يبحث هذا الحوار "التعاون الأمني المشترك"، وسبل تطبيع العلاقات الثنائية بين جيش الولايات المتحدة والجيش العراقي، والذي يشمل برنامج التدريب للقوات العراقية التي بدأت تأخذ دورها الحقيقي في الدفاع عن العراق وشعبه، ليس بدعم من واشنطن بل بإيمانها بالدفاع عنهما أمام تنظيمات إرهابية جاءت بأجندات خارجية لرسم خارطة جديدة للمنطقة.
التحركات الأمريكية الأخيرة ودخول بارجتين أمريكيتين بمعية 3000 جندي أمريكي، جاءت ليس من أجل تقديم الدعم للعراق وشعبه، وهو أمر ليس معتاداً من قبل واشنطن، بل جاءت من أجل ضرب الاستقرار الحاصل في المنطقة، وتحديداً بعد التقارب المهم بين سوريا والمملكة العربية السعودية وتبادل الزيارات بين البلدين، إلى جانب المناقشات والحوارات المهمة بين طهران والرياض، التي مكنت بإرادة البلدين من خلق جو آمن بعيداً عن سيطرة واشنطن وتأثيرها السلبي على المنطقة.
من الضروري استثمار وهج الاستقرار من أجل إحياء الاتفاقيات الاقتصادية والسياسية بين الدول العربية والإسلامية، وتفعيل دور الدفاع العربي المشترك، بالإضافة إلى إيجاد التفاهمات الضرورية من أجل قبول طهران كلاعب مهم في المنطقة وكسبها كصديق أكثر من عدو.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة وزیر الدفاع فی المنطقة من أجل
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: واشنطن لم تدر ظهرها للعراق
7 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: أكد وزير الخارجية فؤاد حسين، في مقابلة موسعة مع وكالة الأنباء العراقية، أن العلاقات العراقية – الأمريكية راسخة ومبنية على أسس تاريخية واستراتيجية، نافياً وجود أي تراجع في الاهتمام الأمريكي بالعراق، ومشدداً على أن أولويات واشنطن تغيّرت باتجاه ملفات عالمية أخرى من دون أن يؤثر ذلك على طبيعة التعاون الثنائي.
وتناول حسين في حديثه ملفات السياسة الخارجية العراقية والعلاقات مع دول التحالف الدولي والجوار الإقليمي، إلى جانب استعراض مسار الديمقراطية والتحضيرات الجارية للانتخابات المقبلة.
وكما تناول وزير الخارجية أزمة المياه والتحديات المناخية التي تواجه العراق والمنطقة، مشيراً إلى تحركات دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى تفاهمات تضمن زيادة تدفق المياه في نهري دجلة والفرات.
وتطرق حسين في المقابلة إلى ملف التصويت على السفراء الجدد، وكشف عن وجود فكرة لتغيير اسم وزارة الخارجية إلى وزارة الخارجية والعراقيين في المهجر، بما يعكس اهتمام الدولة بمواطنيها في الخارج، الذين يقدّر عددهم بنحو ستة ملايين.
وقال وزير الخارجية في المقابلة إن “واشنطن لم تدر ظهرها للعراق لأن العلاقات الامريكية العراقية تستند على مجموعة امور اولها العلاقات التاريخية، وكذلك بوجودهم عسكرياً في إقليم كردستان منذ عام 1991 وبغداد منذ 2003 والذي خلق علاقات واسعة بين الطرفين، لأن الالاف من الامريكان برتب مختلفة عاشوا في العراق وعملوا فيه والان قسم كبير منهم عادوا الى بلدهم، فضلاً عن مجموعة من اعضاء الكونجرس ممن كانوا دبلوماسيين او كضباط”.
وأضاف أن “العراق والولايات المتحدة يرتبطان بسلسلة تفاهمات واتفاقات شاملة تغطي مجالات متعددة، تشمل الطاقة والاقتصاد والثقافة والتعليم والصحة، إلى جانب التعاون الأمني والعسكري. ومع اجتياح عصابات داعش الإرهابية للعراق عام 2014، بادرت واشنطن إلى تأسيس التحالف الدولي وقيادته دعماً للعراق في حربه ضد الإرهاب، ما يعكس عمق العلاقات الثنائية وتشعبها”.
ولفت إلى أن “الإدارة الأمريكية الحالية تركز أولوياتها على ملفات أخرى تتعلق بعلاقاتها مع الصين وروسيا وأوكرانيا، فضلاً عن الشؤون الداخلية الأمريكية، فيما يشهد العراق اليوم مرحلة استقرار وأمن، تختلف جذرياً عن الوضع ما بعد سقوط النظام السابق وظهور الإرهاب والحرب على القاعدة وداعش”.
وأكد أن “العلاقات العراقية – الأمريكية لم تشهد إهمالاً، بل تغيرت طبيعتها بما يتناسب مع المرحلة الراهنة، لتصبح علاقات طبيعية ومتوازنة قائمة على المصالح المشتركة والتعاون المتبادل”.
وبين، أن “اجتماع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع 8 دول عربية وإسلامية خصص لغزة وفلسطين والحديث عن ما يسمى بـ “حل الدولتين”، ومن هذا المنطلق لم يحضره العراق إذ موقفه ليس مع ما يسمى بحل الدولتين، والقانون العراقي يمنع الدخول في هكذا مناقشات، ولا يوجد أي عزل لنا”.
واستطرد، ان “كل الدول العربية بما فيهم الشعب الفلسطيني يطالبون بمسألة حل الدولتين، وهذا موقف يحتاج الى دراسة من قبل الاحزاب الوطنية العراقية والكتل في البرلمان”.
وأضاف حسين في حديثه أن “موقف العراق ثابت وواضح في دعم حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وهو حق مشروع نؤيده بالكامل، وخلال جميع مراحل العدوان على غزة، كان العراق من أوائل الداعين إلى وقف الحرب وفتح الممرات لإرسال المساعدات الإنسانية، مع رفضٍ قاطعٍ لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني”.
وعن مستوى التمثيل الدبلوماسي الأمريكي في بغداد، أوضح حسين أن “الإدارة الجديدة للرئيس ترامب تركت عدداً من المناصب شاغرة، خصوصاً في المستويات الوسطى داخل الوزارات، بما في ذلك وزارة الخارجية الأمريكية التي شهدت إبعاد عدد كبير من الموظفين الذين عملوا في عهد الرئيس السابق جو بايدن، من دون تعيين بدلاء عنهم حتى الآن”.
وأضاف أن “جزءاً من هذه الأزمة يتعلق بتعيين السفراء الأمريكيين في الخارج، إذ يتطلب ذلك موافقة الكونغرس وهي عملية معقدة وطويلة، الأمر الذي جعل العديد من السفارات حول العالم بلا سفراء رسميين، وفي العراق يتولى حالياً قائم بالأعمال إدارة البعثة الدبلوماسية الأمريكية”.
وعن العلاقة مع دول التحالف الدولي، أشار حسين إلى أن “هناك نحو 85 دولة في التحالف ولدى العراق مع العديد من هذه الدول علاقات مهمة وقوية في عدة جوانب من بينها الأمني والعسكري، وهناك حاليا مباحثات لتعزيز التعاون مع فرنسا وبريطانيا وهولندا وايطاليا ودول أوروبية أخرى وايضاً الجانب الأمريكي، وهذه العلاقات تتحول من علاقات مع تحالف الى ثنائية من خلال الوصول الى تفاهمات امنية وعسكرية سواء على شكل مذكرات تفاهم او على شكل اتفاقيات”.
ولفت إلى أن ” قوات التحالف جاءت بدعوة من الحكومة العراقية لمحاربة داعش وليست قوات محتلة، وتواجد التحالف لم يكن كبيرا واقتصر على التدريب، وفي النهاية ستتحول هذه العلاقات الى امنية وعسكرية ثنائية”.
ونوه حسين الى أن “سياسة العلاقات العراقية بدأت بالأولويات مثل بناء العلاقات مع دول الجوار الجغرافي والدول العربية والإسلامية، وبعد سقوط النظام السابق بدأت العلاقات أولا مع الدول الغربية وحاولنا ان نكوِّن علاقات متوازنة في كثير من المراحل، واصبحنا الوسيط لإعادة تطبيع العلاقات بين بعض الدول ومثال ذلك السعودية وإيران، حيث احتضنت بغداد خمس جولات من الحوار بينهما، وكذلك كان أول اجتماع لإعادة العلاقات بين مصر وقطر وكذلك بين مصر وإيران في بغداد”.
وأكد أن “العراق تحول من بلد يعاني من المشاكل والتحديات الى بلد مستقر يساهم في حل المشاكل بين الدول، وعلاقاته قوية مع الكثير من الدول ويلعب دورا مهماً في كثير من الساحات”.
وعن العلاقات مع إيران أوضح وزير الخارجية أن “العراق تربطه حدود طويلة مع إيران ولدينا علاقات مشتركة مجتمعية وثقافية ودينية واقتصادية كثيرة ونفهم المجتمع الايراني ايضا سواء بالثقافة المشتركة او بحكم الجوار”.
وعن العلاقات مع سوريا قال حسين إن “التقييم العراقي للوضع في الدول المجاورة يقوم على إبداء الآراء ومتابعة التطورات دون التدخل المباشر، لأن استقرار هذه الدول يؤثر إيجاباً علينا، وعدم استقرارها يؤثر سلباً، وبالنسبة لسوريا فإنه لا يزال هنالك عناصر لعصابات داعش متواجدين في بعض المناطق القريبة من الحدود العراقية، ما يشكل تهديداً مباشراً لنا، لذا نحتاج إلى تنسيق وعمل مشتركين مع الجانب السوري لمواجهتهم”.
وأضاف: “وجهة نظرنا أن سوريا تحتاج إلى مسيرة سياسية شاملة تشرك جميع مكوناتها لخلق سلم مجتمعي حقيقي، عبر شراكة وثقة متبادلة، فالمكونات السورية اليوم تحتاج إلى الثقة فيما بينها، ويجب جمع الأطراف من الشمال إلى الجنوب ـ بما في ذلك الطائفة الدرزية ـ قبل أن تستغل قوى إقليمية هذا الفراغ، وهو ما نبهنا إليه الجانب السوري، إذ التقيت نظيري السوري نحو 8 مرات”.
ولفت إلى أن “المسيرة الديمقراطية في العراق متواصلة عبر التداول السلمي للسلطة، إذ تشهد البلاد استعدادات لإجراء سادس انتخابات تشريعية ديمقراطية، وحرية التعبير والتنظيم والصحافة، إلى جانب نشاط الأحزاب والتظاهرات، تمثل جميعها ركائز أساسية في بناء النظام الديمقراطي”.
وأضاف أن “العراق خطا خطوات كبيرة في مسيرة الديمقراطية، وسيواصل ترسيخ هذا المسار، لأن لا بديل للمجتمع والسياسة العراقية عن الديمقراطية، لقد جُرِّبت أشكال الحكم كافة من ملكية وجمهورية وعسكرية وحكم الحزب والفرد الواحد، وكلها أدت إلى الدمار والحروب”.
وأوضح أن “الديمقراطية تبقى الطريق الأمثل لبناء الإنسان والاستثمار فيه والنمو الاقتصادي، وبعد زوال الديكتاتورية أصبح المواطن العراقي حراً؛ يستطيع السفر والتعبير عن رأيه، في حين كان مجرد التفكير بذلك في السابق يُعد جريمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، أما الآن فالمظاهرات تُقام أمام الوزارات وترفع فيها شعارات ناقدة للحكومة بكل حرية”.
الانتخابات ومخاوف التأجيل
وأكد حسين في رده على مخاوف تأجيل الانتخابات أنه “لا توجد حالياً أي مخاوف داخلية بشأن تأجيل إجراء الانتخابات، والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات تواصل عملها بانتظام، والحملة الإعلامية للمرشحين انطلقت بالفعل ومع ذلك، يبدي البعض قلقه من احتمال اندلاع حرب في المنطقة، إذ لا يمكن التنبؤ بتصرفات رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، خصوصاً في ظل التهديدات المتصاعدة تجاه إيران. ومن هذا المنطلق، يرى البعض أن اندلاع نزاع إقليمي واسع قد يؤثر على العملية الانتخابية، إلا أن التقديرات تشير إلى عدم وجود مخاطر فعلية تهدد الانتخابات في الوقت الراهن”.
أزمة المياه
وأشار وزير الخارجية إلى أن “العراق يواجه تحديات مناخية جسيمة لا تقتصر عليه فحسب، بل تشمل المنطقة والعالم بأسره، غير أنها أكثر خطورة على بلدنا، فالجفاف والتصحر يضربان المنطقة بشدة، حتى أن الرئيس الإيراني طرح فكرة نقل العاصمة طهران إلى منطقة أخرى بسبب أزمة المياه، كما تأثرت تركيا أيضاً بتغير المناخ وتراجع مواردها المائية”.
وبيّن أن “العراق لم يتخذ عبر العقود الماضية إجراءات كافية لمواجهة آثار التغير المناخي، والتحديات المناخية والجفاف في كل من إيران وتركيا انعكست سلباً على نهري دجلة والفرات والتدفقات الواصلة للعراق، وقد اختفت معظم الروافد القادمة من إيران، بينما واصلت تركيا منذ ثمانينيات القرن الماضي بناء السدود لأغراض توليد الطاقة وتنظيم المياه، ما أثر على حصة العراق المائية، ورغم المفاوضات المستمرة، لم يتم التوصل إلى اتفاق واضح يحدد تلك الحصة”.
وأوضح أن “الحكومة تجري حواراً دائماً مع الجانب التركي، وقد قرر مجلس الوزراء قبل أسبوعين تشكيل وفد رفيع المستوى برئاستي وعضوية وزيري الموارد المائية والزراعة، إضافة إلى المختصين في مجالات المياه والبيئة والخارجية، وسنتوجه إلى أنقرة خلال الأيام المقبلة للتوصل إلى اتفاق مرحلي يضمن زيادة تدفق المياه، لأن الاتفاق الدائم صعب حالياً، إذ أن الموضوع يتطلب تفاهمات قانونية، حيث يرى الجانب التركي أن الأنهار محلية، فيما نعتبرها عابرة للحدود، ومع ذلك نحاول التوصل بالحوار إلى حلول عملية تضمن استمرار تدفق المياه في نهري دجلة والفرات”.
حصر السلاح
ولفت إلى أن “وجود أي سلاح خارج إطار الدولة أمر غير صحيح، ويجب أن يكون كل السلاح ضمن الدولة، ولحماية العراق نحتاج الى تنظيم هكذا أمور داخلية وهي بحاجة إلى أن تطرح بجدية وتناقش للتوصل إلى حلول “.
قائمة السفراء
وتابع أن “آلية اختيار السفراء جرى تنظيمها بحيث يكون جزء منهم من داخل الوزارة وآخر من خارجها، ونحن نواجه أزمة مزمنة، إذ لم يتم تعيين أي سفير جديد منذ عام 2009 باستثناء تعيين السيد جعفر الصدر في عام 2016، فيما يبلغ عدد السفراء 27 سفيراً، من بينهم 10 وصلوا إلى سن التقاعد، في حين تضم الوزارة 20 دائرة يحتاج كل منها إلى إدارة على مستوى سفير”.
وأضاف أن “إجراءات الاختيار تبدأ بتقديم وزارة الخارجية قائمة بالأسماء إلى مجلس الوزراء للموافقة، ثم تُحال إلى مجلس النواب للتصويت عليها، وموضوعة تقديم قوائم للسفراء سبق وأن تعرضت للرفض المتكرر سابقاً، إذ قُدمت قوائم في عهد الوزيرين السابقين إبراهيم الجعفري ومحمد علي الحكيم وتم رفضها، وكذلك القوائم التي قدمناها خلال الحكومة السابقة”.
وأشار إلى أنه “خلال الفترة الحالية تم التوصل إلى توافق سياسي أتاح المضي في عملية اختيار وتعيين السفراء الجدد، الذين ستبدأ مسيرتهم الدبلوماسية من خلال خضوعهم أولاً لدورات تدريبية وتثقيفية مكثفة”.
ولفت إلى إن “التصويت الأخير على تعيين السفراء أسهم في سد النقص في 73 تمثيلاً دبلوماسياً وبعثة خارجية، بينهم بعثات لدى منظمات دولية، وهو تطور مهم لتعزيز العلاقات الثنائية مع الدول، وخدمة ملايين العراقيين المقيمين في الخارج الذين يعتمدون على هذه البعثات في إدارة شؤونهم”.
وأوضح أنه “خلال اجتماعات الوزارة طُرحت فكرة إنشاء دائرة خاصة تُعنى بشؤون الجاليات العراقية في الخارج، إلا أن ذلك يتطلب صلاحيات غير متوفرة حالياً، لذا تم الاكتفاء بتأسيس قسم متخصص لمتابعة أوضاع العراقيين في الخارج”.
وأضاف أن “من بين المقترحات أيضاً تحويل اسم وزارة الخارجية في الحكومة المقبلة إلى وزارة الخارجية والعراقيين في المهجر، بما يعكس اهتمام الدولة بمواطنيها خارج البلاد، ويعزز التواصل معهم على المستويين الإنساني والمؤسسي”.
وبيّن أن “العراق لم يُجرِ حتى الآن تعداداً سكانياً دقيقاً للعراقيين المقيمين في الخارج، لكن وفق دراساتي الميدانية يُقدَّر عددهم بنحو 6 ملايين شخص”، مشيراً إلى أن “هناك سعياً لتأسيس جالية عراقية منظمة ودائمة في الخارج، على غرار ما هو معمول به في دول مثل لبنان والمغرب والجزائر ومصر، التي تحمل وزاراتها تسميات تجمع بين الخارجية والمهجر”.
ولفت إلى أن “الجالية العراقية في الخارج يمكن أن تؤدي دوراً مهماً في مستقبل البلاد، لاسيما أن بين أفرادها شرائح واسعة ممن أكملوا دراستهم هناك واكتسبوا خبرات في تخصصات مهمة، وبإمكانهم أن يسهموا في بناء الاقتصاد ونقل المعرفة والتكنولوجيا إلى العراق، بما يقلل الحاجة إلى الخبراء الأجانب”.
وأضاف أن “العراقيين في الخارج يمتلكون أيضاً ميزات أخرى، منها إتقان اللغات الأجنبية والانفتاح على الحركات المجتمعية، ما يجعلهم جسراً حيوياً للتواصل والانفتاح”.
وأشار إلى أنه “من الضروري أن تتحول وزارة الخارجية في الحكومة المقبلة إلى وزارة الخارجية والمغتربين، لتُعنى ليس فقط بالعمل القنصلي، بل ببناء جسور التعاون بين العراقيين في الخارج وأبناء الوطن في الداخل”.
ورأى وزير الخارجية إن “استكمال التعداد السكاني ليشمل الخارج سيتيح إشراكهم في العملية الانتخابية، ليكونوا جزءاً فاعلاً من المسار السياسي، لكن ذلك يتطلب أولاً بناء قنوات تواصل حقيقية ومستدامة معهم”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts