أكد الكرملين، اليوم الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ قادة دول مجموعة بريكس المجتمعين في مدينة قازان بأنه "يرحب" بعرض عدد منهم التوسط لإنهاء الحرب مع أوكرانيا، لافتا إلى تحقيق قواته تقدما ميدانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "دولا عدة أبدت رغبتها في المساهمة بشكل أكثر فاعلية في مسار الحل، مبدية استعدادها لأداء دور الوسيط، وهو ما رحّب به الرئيس الروسي".

وأضاف، وفق ما نقلته وكالات أنباء روسية، أن بوتين يرى "دينامية إيجابية على الجبهة" بالنسبة إلى القوات الروسية.

وفي سياق مواز، حذّر الرئيس الروسي أمام قادة دول مجموعة بريكس، اليوم الأربعاء، من أن اللجوء المتزايد للعقوبات الاقتصادية والحمائية يهدد بإثارة "أزمة" عالمية.

وقال بوتين: "يبقى احتمال نشوب أزمة بالغة. وهي لا ترتبط بالتوترات الجيوسياسية الدائمة التزايد، لكن أيضا.. توسع اللجوء إلى العقوبات الأحادية الجانب، والحمائية والمنافسة غير العادلة".

بورصة الحبوب

إضافة إلى ذلك، اقترح الرئيس الروسي إنشاء بورصة للحبوب بين الدول الأعضاء في مجموعة بريكس، مهمتها توفير وضمان إمدادات موثوقة للأعضاء.

وذكر أن المجموعة تمتلك دولا "من كبار منتجي الحبوب حول العالم.. لذا، أقترح أن يتم تدشين بورصة لتداول الحبوب بين الأعضاء، وقد تتسع لاحقا لتشمل سلعا أخرى".

وتعتبر روسيا والصين من أكبر منتجي الحبوب حول العالم، بصدارة القمح والذرة، وفق بيانات وزارة الزراعة الأميركية.

وأضاف الرئيس الروسي أنه "من شأن تدشين البورصة أن يدفع إلى ظهور أسعار عادلة للحبوب بين الدول الأعضاء.. باعتبارها عنصرا مهما في الأمن الغذائي القومي لمختلف الدول.. مهمتنا حماية أسواقنا".

وأشار إلى أن مرحلة لاحقة من التعاون بين الأعضاء تقتضي "ضرورة إنشاء بورصة لتداول المعادن النادرة والنفيسة، التي تشهد طلبا عالميا متزايدا، وسط نمو الطلب بما يفوق النمو في المعروض".

وتعقد قمة بريكس الـ16، التي تعد الحدث الرئيسي لرئاسة روسيا للرابطة، في قازان في الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وأُسست مجموعة بريكس عام 2006 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين، وانضمت إليها جنوب أفريقيا عام 2011، وفي الأول من يناير/كانون الثاني 2024، أصبحت مصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات أعضاء كاملين بالمجموعة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الرئیس الروسی مجموعة بریکس

إقرأ أيضاً:

هجمات إيران وإسرائيل تشعل أسواق الطاقة.. الغاز يقفز وتحذيرات من أزمة إمداد عالمية

تشهد أسواق الطاقة العالمية حالة من الارتباك المتزايد مع استمرار المواجهات المفتوحة بين إيران وإسرائيل، التي دخلت يومها الرابع وسط تحذيرات متصاعدة من توسع رقعة الصراع وتأثيره العميق على إمدادات الغاز والنفط، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط الغنية بالطاقة.

ففي بداية تعاملات اليوم الإثنين، واصلت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا ارتفاعها الملحوظ، مدفوعة بمخاوف المستثمرين من احتمال تعطُّل حركة شحن الغاز المسال عبر مضيق هرمز، الشريان الحيوي لتجارة الطاقة العالمية.

ووفقاً لما نقلته وكالة بلومبرغ، ارتفعت العقود الآجلة الهولندية– المؤشر القياسي لأسعار الغاز في أوروبا – بنسبة 1.8% لتسجّل 38.85 يورو لكل ميغاواط/ساعة، وهو أعلى مستوى تصل إليه منذ أبريل الماضي، وذلك بحلول الساعة 08:15 صباحًا بتوقيت أمستردام. يأتي هذا بعد قفزة قوية بنسبة 4.8% يوم الجمعة، و2.2% إضافية في تعاملات اليوم.

القلق يتصاعد في أوروبا

المخاوف تتزايد من أن تؤدي أي ضربة صاروخية إيرانية أو رد إسرائيلي إلى تهديد أمن ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي تمر عبر مضيق هرمز، الذي تنقل عبره قرابة خُمس الإنتاج العالمي من الغاز، ورغم أن الإمدادات لم تتأثر فعلياً حتى الآن، إلا أن الأسواق تتفاعل سريعاً مع كل إشارة تصعيد، في ظل حساسية أوروبا تجاه أمن الطاقة قبل موسم الشتاء.

 مصر تفعل “طوارئ الغاز”

في سياق متصل، أعلنت مصر حالة “الطوارئ الغازية” بعد اضطراب في إمدادات الشرق، مما يعكس القلق الإقليمي المتزايد إزاء استدامة تدفق الغاز في ظل تفجر الوضع الأمني.

الحرب تشعل الأسواق

بدأ التصعيد يوم الجمعة الماضي حين شنت إسرائيل غارات مكثفة على مواقع عسكرية ونووية داخل إيران، من بينها منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، مما أسفر عن مقتل قيادات بارزة في الحرس الثوري، وردت إيران بهجمات صاروخية ومسيّرات على مناطق واسعة في إسرائيل، تسببت في خسائر بشرية ومادية ضخمة، بينما أعلنت إسرائيل تدمير أكثر من 120 منصة صواريخ إيرانية.

مناورات على خط النار

في الوقت نفسه، تترقب الأسواق تطورات أعمال الصيانة الجارية في مرافق الغاز النرويجية، والتي تُعد أكبر مصدر للغاز الطبيعي عبر الأنابيب إلى أوروبا، بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة في القارة العجوز وزيادة الطلب على التكييف والطاقة الكهربائية.

ماذا يعني ذلك للمستهلك الأوروبي؟

رغم أن أوروبا استطاعت حتى الآن تعويض خسائر الغاز الروسي عبر مصادر بديلة، إلا أن أي اضطراب في مضيق هرمز– أو في الإمدادات النرويجية– قد يعيد شبح أزمة الطاقة مجددًا إلى الواجهة، خصوصًا مع استمرار التوتر وعدم وجود أي أفق لوقف إطلاق النار بين الخصمين الإقليميين.

مقالات مشابهة

  • ترامب يخاطب بوتين: أوقف الحرب على أوكرانيا قبل التوسط في صراع إسرائيل وإيران
  • قوى عالمية تدفع بالعالم نحو الهاوية (1- 3)
  • ترامب عن وساطة بوتين بين إيران وإسرائيل: توسط في أوكرانيا أولا
  • أمين التحالف الإسلامي يبحث مع رئيس هيئة الأركان البحريني سبل تعزيز التعاون في محاربة الإرهاب
  • مجموعة السبع تتخلى عن إصدار بيان مشترك بشأن أوكرانيا
  • تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يشعل أسعار الذهب.. هل نحن على أبواب أزمة عالمية؟
  • السفير الروسي في مصر: الغرب يستخدم أوكرانيا لضرب روسيا و”المنطقة العازلة” تحمي أمننا القومي
  • القائم بأعمال سفير المملكة في بنغلاديش يبحث سبل التعاون مع الجامعة الإسلامية للتكنولوجيا
  • هجمات إيران وإسرائيل تشعل أسواق الطاقة.. الغاز يقفز وتحذيرات من أزمة إمداد عالمية
  • انضمام فيتنام إلى مجموعة “بريكس”