خبير: مصر قدمت خطة خلال قمة «بريكس» لتعزيز العمل الجماعي الدولي
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
قال أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن الرئيس السيسي شارك اليوم الأربعاء في جلستي عمل ضمن فعاليات قمة البريكس التي بدأت أعمالها أمس، وتستمر حتى يوم غد الخميس في مدينة قازان.
وأوضح «أحمد»، أن الجلسة الأولى تعقد بشكل مغلق بمشاركة زعماء دول البريكس، بينما ستكون الجلسة الثانية موسعة بحضور زعماء ورؤساء ووفود دول التجمع، وذلك لمناقشة التطورات الدولية والتعاون الاقتصادي، فضلا عن إعلان قازان الذي سيصدر في ختام القمة.
وأضاف «سيد»، خلال مداخلة هاتفية على قناة «إكسترا نيوز»، أن كلمة الرئيس السيسي في الجلسة قدمت تشخيصا دقيقا للأزمات التي يعاني منها النظام الدولي، فضلا عن تداعيات هذه الأزمات وهذا العجز، لافتا إلى أن مصر قدمت خطة لتعزيز العمل الجماعي الدولي وتحقيق هدفين، أولهما حفظ الأمن، وتحقيق السلام العالمي، وثانيهما تحقيق التنمية والازدهار العالمي، فضلا عن تعزيز منظومة التعاون الدولي.
ولفت، إلى أن النظام الدولي السياسي في حالة من الاستقطاب الشديد، خاصة بين القوى الكبرى، وانعكس ذلك بشكل سلبي على آلية عمل النظام الدولي التي يتمثل في الأمم المتحدة.
وتابع: «كان آخر هذه الأزمات،والمستمرة حتى الوقت الحالي منذ أكثر من عام، قضية استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة»، مؤكدا أن مجلس الأمن الدولي فشل في وقف هذا العدوان، وإصدار قرارات لحفظ السلام ومنع ما تقوم به دولة الاحتلال من جرائم الحرب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: البريكس السيسي مصر
إقرأ أيضاً:
مفتي نظام البراميل
أثار الظهور الأخير لأحمد بدر الدين حسون، آخر مفتي عام للجمهورية العربية السورية في عهد النظام السوري البائد، أمام قاضي التحقيق في قصر العدل بدمشق الكثير من النقاشات وردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي وفي حوارات السوريين داخل سوريا والمهجر، وقد فتح هذا الظهور مع ثلاثة آخرين من مسؤولي النظام البائد الباب واسعا للحديث عن مسألة العدالة الانتقالية ومحاسبة من تورطوا في دعم نظام الفارّ بشار الأسد وحرضوا على قتل السوريين وإبادتهم، وكانوا جزءا لا يتجزأ من الماكينة الأمنية والعسكرية التي استُخدمت وبكل عنف وهمجية لإخماد جذوة الثورة السورية التي انتصرت بعد كلفة بشرية باهظة جدا.
شغل أحمد بدر الدين حسون منصب مفتي الجمهورية العربية السورية منذ العام 2005 وحتى العام 2021، بعد قيام رأس النظام السوري بإصدار المرسوم رقم 28 الذي ألغى بموجبه منصب المفتي لأول مرة منذ استقلال سوريا. وقد تزامن ذلك مع إعادة هيكلة وزارة الأوقاف واستحداث بدعة ما يسمى بالمجلس العلمي الفقهي الذي أنيط به إصدار الفتاوى، ووضع الأسس والمعايير والآليات اللازمة لتنظيمها وضبطها.
لم يقتصر دوره على ذلك إنما تعداه لتبرير الوجود العسكري الإيراني والمليشيات المرتبطة به، وكيل المدائح للمجرم قاسم سليماني الذي قاد عمليات التهجير الطائفي والتغيير الديمغرافي في سوريا
خلال الأعوام الثلاثة عشر الماضية ظهر المفتي السابق أحمد بدر الدين حسون في مناسبات عديدة بشكل انحاز كليا لدعم منظومة الحكم البائد، والتسويق لنظرية المؤامرة الكونية والأسطوانة المشروخة حول العصابات الإرهابية المسلحة. ولم يقتصر دوره على ذلك إنما تعداه لتبرير الوجود العسكري الإيراني والمليشيات المرتبطة به، وكيل المدائح للمجرم قاسم سليماني الذي قاد عمليات التهجير الطائفي والتغيير الديمغرافي في سوريا.
ومن الوجود الإيراني إلى التدخل العسكري الروسي المباشر في العام 2015، استمرّ أحمد بدر الدين حسون على نهجه الذي اختاره في مواجهة إرادة الشعب وثورته، ليخرج بتصريحه الشهير الذي ناشد فيه الدولة السورية والجيش السوري ومتوعدا مناطق ريف حلب بأن كل قذيفة ستسقط على حلب ستباد المنطقة بأجمعها.
في العام 2017 أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا بعنوان "المسلخ البشري" (Human Slaughterhouse) تحدثت فيه عن عمليات الإعدام في سجن صيدنايا، وقد ورد في الصفحة 19 من هذا التقرير أن المفتي كان أحد الأشخاص الثلاثة المفوضين من قبل رئيس الجمهورية للتوقيع على قرارات الإعدام، وهم وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان ومفتي الجمهورية.
في مسيرة أحمد بدر الدين حسون محطات عديدة ظهر فيها بموقع شيخٍ من مشايخ السلطان وقدم فيها الولاء والطاعة لمنظومة الحكم الطائفي في سوريا؛ مدافعا عنها على كل المنابر داخل البلاد وخارجها ومتخذا عددا من المواقف فُسرت في السابق على أنها زلات رجل عالم وهفوات إنسان محب لدينه، لكن مواقفه من الثورة السورية اتخذت موقع الشريك الأساسي في معركة مصيرية دخلها بالتكافل والتضامن مع منظومة الحكم، وتسبب بخسارة الحاضنة الشعبية التي تآكلت تدريجيا حيث صرف رصيده كاملا في خدمة تلك المعركة غير الأخلاقية.
النظام وحلفاؤه زورا وبهتانا لنظرية طائفية الثورة، علما أنها لم تكن يوما إلا ثورة حرية وعدالة لكامل السوريين لا فئة بعينها دفعت الثمن الأكبر من دماء أبنائها وتهجير بشرها وتدمير حجرها
كلمات كثيرة ومقابلات وتصريحات صحفية أدلى بها أحمد بدر الدين حسون لا زالت محفورة في ذاكرة الناس وأهالي الضحايا، رغم أن النظام انتهى وسطوته أصبحت من الماضي الأسود في تاريخ سوريا، وهذه عبرة لكل من اعتلى المنابر الإعلامية أو الدينية أو الاجتماعية للتفكر فيما يقولون ويكتبون كما قال يوما الشاعر ذو النون المصري:
وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداه
فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
لقد روج النظام وحلفاؤه زورا وبهتانا لنظرية طائفية الثورة، علما أنها لم تكن يوما إلا ثورة حرية وعدالة لكامل السوريين لا فئة بعينها دفعت الثمن الأكبر من دماء أبنائها وتهجير بشرها وتدمير حجرها. ويأتي موقف الثورة وأهلها ومن سار في ركبها؛ من أحمد بدر الدين حسون جليا واضحا ليقول إنها ثورة حق وكرامة لم تغض الطرف عن شخص حتى لو كان ذلك الشخص في أرفع موقع ديني رسمي لأهل السنة والجماعة في الجمهورية العربية السورية.
مع انتصار الثورة السورية وإشراقة فجر الحرية على تراب سوريا الحبيبة حكم الشعب السوري على المفتي المعزول حكما مبرما ونهائيا غير قابل للنقض أو الاستئناف، حكما مكتوبا بدماء الأبرياء والضحايا ودموع الأيتام والثكالى والأرامل، حكما ممهورا بخاتم الدولة السورية الجديدة وعلمها ذي النجوم الثلاث؛ أن لا حصانة لعمامة شاركت نظام البراميل في عدوانه على الشعب الأعزل وأن لا لقب لآخر مفتٍ في عهد النظام البائد إلا مفتي نظام البراميل.