أنشطة متنوعة لذوي الهمم بمركز الطفل للحضارة والإبداع
تاريخ النشر: 23rd, October 2024 GMT
شهد مركز الطفل للحضارة والإبداع، عددا من الأنشطة الثقافية والفنية لذوى الهمم بجمعية "الحق في الحياة"، قدمتها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.
يأتي ذلك استمرارا لبرامج وزارة الثقافة بالمبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان".
أنشطة مكثفة
استهلت الفعاليات بلقاء للتعريف بأساليب الزراعة قديما وحديثا، وأهم المحاصيل الزراعية المصرية والتطور الذي شهدته الزراعة على مر العصور.
أعقب ذلك ورشة تصميم لوحة فنية عن الزهور بتقنية الكولاج تدريب سهام محمود، واختتم اليوم ببعض الألعاب الترفيهية والتعليمية بحديقة المركز، وسط تفاعل كبير من الأطفال.
جاءت الفعاليات ضمن الأنشطة المقامة بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، من خلال الإدارة العامة لثقافة الطفل برئاسة د. جيهان حسن، استمرارا لما تقدمه هيئة قصور الثقافة من أنشطة مكثفة للأطفال بالمحافظات.
كما استقبلت قرية بنجر "1" بمدينة برج العرب بمحافظة الإسكندرية، قافلة ثقافية للهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن أنشطة الوزارة في قرى مبادرة "حياة كريمة، حيث أقيمت الفعاليات في المدرسة الإعدادية بالقرية، التي شهدت تنفيذ عدد من الورش الفنية التي قدمها فنانو قصور الثقافة لتنمية مهارات طلاب المدرسة.
وتضمنت ورشة تلوين، وورشة تدوير خامات بالفوم جليتر والجبس بإشراف منى صلاح ودولت مصطفى، كما شهدت الفعاليات ورشة كروشيه قدمتها هيام عبد الحميد، ورشة لتصنيع نماذج الألعاب وميداليات بقماش الجوخ لوائل الجيار.
وأقيمت كذلك ورشة لتعليم الخط العربي بإشراف محمد جابر، وورشة استنسيل لهاني البغدادي، وورشة للمواهب نفذها وائل الشبكي، وشرحت لمياء نعينع طرق الوقاية من الفيروسات في لقاء توعوي.
وفي ختام اليوم قدمت فرقة الأنفوشي للإنشاد الديني بقيادة المايسترو محمد الأبياري عرضا فنيا تضمن مجموعة متنوعة من الأغاني الطربية والدينية مثل "مولاي"، "اللهم صل على محمد، لأجل النبي"، وسط تفاعل كبير من الجمهور.
أقيمت الفعاليات بحضور أحمد درويش، رئيس إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي، وتستمر القافلة في تقديم فعالياتها على مدار يومين بالقرية، وينظمها الإقليم وفرع ثقافة الإسكندرية برئاسة عزت عطوان، وبالتنسيق مع الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
«الطوق والأسورة».. مأساة تتناسل من رحم الفقر والخذلان
قدمت فرقة المسرح بقصر ثقافة طنطا العرض المسرحي الطوق والإسورة على مسرح المركز الثقافي بطنطا،
ضمن فعاليات المهرجان الإقليمي للمسرح بمحافظة الغربية، والذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن خطة عروض وزارة الثقافة المسرحية.
"الطوق والإسورة"، مقتبس عن رائعة يحيى الطاهر عبد الله، ويكشف عبر دراما ريفية مأساوية رحلة الفتاة "حزينة" وابنتها "فهيمة"، التي تموت بالحمى، وتترك طفلة تقع ضحية علاقة غير شرعية مع صديق الطفولة، قبل أن تنتهي القصة بجريمة قتل.
شارك في بطولة العرض عدد من أعضاء فرقة طنطا المسرحية، من بينهم: عبد الله صالح، مي الخولي، يارا علي، وكان الإعداد والإخراج لمحمد عفيفي.
ينتمي "الطوق والأسورة" للأدب المصري الجنوبي الذي تميز به يحيى الطاهر عبد الله، حيث يكتب عن البشر المهمشين، وعن نساء مقهورات في مجتمع ينهش أرواحهن ويجعل أجسادهن ساحة للفقر والعار والتضحية.
تمكّن العرض المسرحي من استلهام روح النص الأم، لكنه لم يركن إلى السرد فقط، بل أعاد بناء الشخصيات والمواقف على الخشبة، بما يناسب الحس المسرحي والبصري، بفضل دراماتورج واعٍ من محمد عبد الله.
تدور الأحداث حول "حزينة"، الأم المقهورة التي تمثل صوت الجبر والخذلان، وتمر عبرها مأساة كاملة تمتد إلى حفيدتها "نبوية".
المميز هنا هو أن العرض لم يتعامل مع الشخصيات كأنها مفعول بها، بل أعطاها أبعادًا إنسانية واضحة، خاصة مع شخصية "فهيمة" التي قُدمت بوصفها ضحية مؤامرة جسدها المجتمع ضد الأنثى.
أما نبويه، فهي ذروة هذه المأساة، والنقطة التي التقت فيها خيوط الظلم الاجتماعي والجنسي والطبقي.
برز عدد من الممثلين في تقديم أداء صادق ومؤثر، لا سيما: مي الخولي التي أدّت دور "حزينة" بانكسار حقيقي وصوت مشحون بالحزن، وعبد الله فتح الله في دور "البشاري" قدم أداء داخليًا عميقًا، بلا مبالغة، ومريم ماجد ونورين إبراهيم في أدوار "فهيمة" و"نبويه" على التوالي، نجحن في تجسيد الألم الأنثوي والبؤس الاجتماعي بجسدية واضحة وصدق شعوري لافت.
ونجح المخرج محمد عفيفي في قيادة فريق كبير معظمه من المواهب الشابة، وحافظ على توازن الأداء داخل مشاهد كثيفة بالعواطف.
فيما أعطت أشعار سامح رخا العرض بُعدًا تأمليًا ووجدانيًا، وساهمت في خلق جسر بين الماضي والحاضر، وموسيقى عاصم علاء جاءت ملائمة جدًا للبيئة الصعيدية، تحمل نكهة محلية دون ابتذال، وتخدم الإيقاع العام للعرض.
أما الاستعراضات والدراما الحركية التي وضعتها رضوى إيهاب كانت متقشفة وموحية، ولم تخرج عن الإطار الشعبي للمأساة، بل دعمته بصريًا، وديكور نهلة مرسي قدم بيئة فقيرة موحشة بأدوات قليلة لكن دلالية (مثل السرير، الحفرة، والمعبد).
كما ساعدت الإضاءة (محمود علاء) في الانتقال السلس بين الأزمنة النفسية للعرض، وأضاءت مشاهد الحلم والموت والذاكرة بحرفية.
فيما جاءت الرؤية الإخراجية للمخرج محمد عفيفي لتقدم معالجة إخراجية تعتمد على التوازي بين الواقعي والرمزي.
فلم يكتفِ بسرد المأساة، بل عبّر عنها بصريًا عبر تكوينات مسرحية قوية، مع توظيف الحركة والغناء والإنشاد في لحظات ذروية تُشبه الطقوس الجنائزية، ما ضاعف من تأثير القصة على المتلقي.
عرض "الطوق والأسورة" لفرقة قصر ثقافة طنطا هو تجربة مسرحية ناضجة وواعدة، تعيد للخشبة دورها الاجتماعي والتنويري، ونجح في أن يكون صرخة مكتومة ضد الفقر والتواطؤ المجتمعي، عبر توليفة فنية مشغولة بصدق رغم محدودية الموارد.
يُذكر أن المهرجان يُقام بإشراف الإدارة العامة للمسرح برئاسة سمر الوزير، والإدارة المركزية للشئون الفنية بقيادة الفنان أحمد الشافعي، وبالتعاون مع إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة محمد حمدي، وفرع ثقافة الغربية برئاسة وائل شاهين، وبحضور لجنة مشاهدة تضم النقاد يسري حسان، وطارق مرسي، ومهندس الديكور يحيى صبيح.