مؤتمر باريس لدعم لبنان يسعى لجمع 500 مليون دولار وتحقيق وقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 24th, October 2024 GMT
تجتمع قوى عالمية في العاصمة الفرنسية باريس اليوم الخميس بهدف جمع 500 مليون يورو على الأقل لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للبنان والدفع من أجل وقف إطلاق النار، بينما أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أن العدوان الإسرائيلي خلق أزمة إنسانية وأضرارا كبيرة لم يسبق لها مثيل.
ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين قولهم إنهم "لا يتوقعون تحقيق تقدم يذكر"، مع تركيز الولايات المتحدة على الجهود التي تبذلها هي بنفسها.
وقالت الوكالة إن "فرنسا ترتبط بعلاقات تاريخية مع لبنان وتعمل مع واشنطن في محاولة للتوصل لوقف إطلاق النار، لكن نفوذها أصبح محدودا منذ شنت إسرائيل هجوما واسع النطاق على جماعة حزب الله المدعومة من إيران في أيلول/ سبتمبر وما أعقبه من نزوح الآلاف ومقتل أكثر من ألفي شخص".
وأضافت "عملت باريس للإعداد للمؤتمر على عجل في مسعى لإظهار أنها لا تزال تتمتع بنفوذ في دولة كانت تحتلها في الماضي، ولكن رغم مشاركة 70 وفدا و15 منظمة دولية في المؤتمر فإن عدد الوزراء المشاركين من الدول ذات الثقل قليل".
وحذر مبعوث فرنسا الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان من أن عدم توقف الصراع يهدد بنشوب "حرب أهلية"، قائلا: "إذا استمر هذا فلبنان معرض لخطر الفناء"، بحسب قناة "إل سي آي" التلفزيونية.
وقام وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بجولة في الشرق الأوسط في محاولة أخيرة لوقف إطلاق النار قبل الانتخابات الأمريكية التي ستجري الشهر المقبل.
وسيتغيب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود الذي يبدو أن بلاده مترددة في الانخراط في الشأن اللبناني في هذه المرحلة وسترسل الرياض وكيل وزارة لحضور الاجتماع.
ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي وكذلك الوزراء الذين يشاركون في جهود الإغاثة، إلا أنه لم تتم دعوة إيران ولا "إسرائيل"، حيث انتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المؤتمر.
وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن المؤتمر يهدف إلى جمع 500 مليون يورو على الأقل لتقديم يد المساعدة بالأساس لما يتراوح بين 500 ألف ومليون نازح.
وتقول الحكومة اللبنانية إنها تحتاج إلى 250 مليون دولار شهريا للتعامل مع الأزمة.
وبحسب وثيقة إطارية أرسلت إلى الوفود فإن المؤتمر يهدف إلى التأكيد على ضرورة وقف "الأعمال القتالية" على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الصادر عام 2006 والذي يدعو إلى أن يكون جنوب لبنان خاليا من أي قوات أو أسلحة غير تلك التابعة للدولة اللبنانية.
لتحقيق ذلك، يسعى المؤتمر أيضا إلى تكثيف الدعم للقوات المسلحة اللبنانية، التي تعتبر الضامن للاستقرار الداخلي، والتي لها كذلك دور محوري في تنفيذ القرار 1701.
وقال مصدر دبلوماسي إيطالي "الهدف النهائي هو تجنيد وتدريب وتسليح ستة آلاف وحدة جديدة في القوات المسلحة اللبنانية" مضيفا أن روما سترتب قريبا مؤتمرا خاصا بها يركز على تلك النقطة.
ولإيطاليا نحو ألف جندي يشاركون في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل".
ويقول دبلوماسيون إن تلك القوة ستحتاج إلى تقويتها أكثر بمجرد التوصل لوقف إطلاق النار.
وتضغط باريس أيضا على الأطراف الرئيسية في لبنان، رغم تردد البعض، للمساعدة في المضي قدما لانتخاب رئيس لملء المنصب الشاغر منذ عامين قبل التوصل لوقف إطلاق النار.
وقال دبلوماسيون إن ما يمكن تحقيقه على الصعيد السياسي غير واضح، رغم أن فرنسا تروج لاتصالاتها المباشرة مع حزب الله وإيران باعتبارها ميزة مقارنة بجهود الوساطة الأمريكية.
واتسمت محاولات التنسيق بين باريس وواشنطن بالتعقيد والصعوبة في الأسابيع القليلة الماضية.
وتنتقد دول أوروبية وعربية عدم دعوة واشنطن إلى وقف فوري لإطلاق النار ويخشون ألا تغير الإدارة موقفها قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني.
وقال بيان صادر عن تحالف يضم 150 منظمة غير حكومية قبل اجتماع باريس "الحكومات يجب أن تبذل كل ما بوسعها لإنهاء هذه الكارثة المتفاقمة ودورة الإفلات من العقاب... الإخفاق في التحرك الآن هو خيار... خيار لن يؤدي إلى وقف ومنع الفظائع في المستقبل".
بدوره، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كلمته خلال افتتاح المؤتمر: إن العدوان الإسرائيلي على بلاده خلق أزمة إنسانية وأضرارا كبيرة "لم يسبق لها مثيل، والهجوم على القطاع الصحي انتهاك واضح للقانون الدولي".
وأضاف ميقاتي أن "العدوان الإسرائيلي على لبنان أدى إلى نزوح مليون و400 ألف شخص".
من ناحية أخرى، جدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، دعوته إلى وقف إطلاق النار في لبنان وعبر عن شعوره بالأسف لأن إيران زجت بجماعة حزب الله اللبنانية إلى مواجهة مع إسرائيل.
في الوقت نفسه انتقد ماكرون العمليات الإسرائيلية في جنوب لبنان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية اللبنانية فرنسا لبنان فرنسا بيروت مؤتمر باريس المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لوقف إطلاق النار وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
جنوب لبنان: قتيل وثلاثة جرحى في غارة إسرائيلية خرقت وقف إطلاق النار مجدداً
قُتل شخص وأُصيب ثلاثة آخرون في غارة جوية إسرائيلية استهدفت بلدة بيت ليف جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية. اعلان
في تصعيد خطير جديد يُهدد اتفاق وقف إطلاق النار الهش، قُتل شخص وأُصيب ثلاثة آخرون بجروح اليوم في غارة إسرائيلية استهدفت بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل جنوب لبنان، وفق ما أفادت به وزارة الصحة اللبنانية.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن "مسيّرة تابعة للعدو الإسرائيلي شنت غارة على باحة أحد المنازل في بلدة بيت ليف، ما أدى إلى سقوط شهيد وثلاثة جرحى". وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن أحد الصواريخ أصاب سيارة صاحب المنزل، ما أدى إلى احتراقها بالكامل وتدمير أجزاء من محيط المكان.
وتأتي هذه الغارة بعد أقل من 24 ساعة على مقتل شخصين في بلدة شبعا الجنوبية، في غارة مماثلة قالت إسرائيل إنها استهدفت أحد عناصر حزب الله وآخر ينشط في "سرايا المقاومة"، وهي مجموعة مسلّحة تصفها إسرائيل بأنها تعمل تحت إشراف مباشر من الحزب.
Relatedدمار واسع في القرى الحدودية بعد الانسحاب الجزئي للجيش الإسرائيلي من جنوب لبناناليونيفيل ليورونيوز: التطورات في جنوب لبنان مقلقة وهناك خروقات يومية من جانب إسرائيلوسائل إعلام إسرائيلية: الولايات المتحدة وإسرائيل قررتا إنهاء عمل اليونيفل في جنوب لبنانورغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 27 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والذي وضع حداً لأكثر من عام من التصعيد العسكري ومرحلة من الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية، وتؤكد أنها تستهدف منع التنظيم المسلّح من إعادة بناء قدراته العسكرية.
وينص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني – أي على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود – وتفكيك منشآته العسكرية هناك، مقابل تعزيز وجود الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية (يونيفيل) في المنطقة، بالتوازي مع انسحاب إسرائيل من الأراضي التي توغلت إليها خلال الحرب.
ورغم هذه التفاهمات، لا تزال الدولة العبرية تحتفظ بمواقع عسكرية في خمس تلال لبنانية حدودية، وهو ما تعتبره بيروت انتهاكاً صارخاً لسيادتها، مطالبة المجتمع الدولي بتحرك عاجل لوقف الغارات الإسرائيلية وسحب القوات المحتلة.
في ظل هذا المشهد المتوتر، يبقى الجنوب اللبناني عرضة لتدهور أمني قد يجرّ المنطقة مجدداً إلى دائرة المواجهات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة