بوابة الوفد:
2025-10-13@18:55:27 GMT

حضارة تتحدى الزمن

تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT

كانت تقف هاتفة فى حماس وفخر بالإنجليزية وسط جروب سياحي.. يضم ما يقارب الـ 40 جنسية من كافة قارات الأرض.. أغلبهم من الصحفيين.. إلا أنها توقفت فجأة كآلة  انقطعت عنها الكهرباء.. وهى فاردة ذراعها مشيرة إلى أحد المبانى الأثرية.. لتحدق نحونا بحنق وغضب.. حيث كنت أنتحى جانبا من الجروب بصحبة شابين مصريين.. نناقش هدف محمد صلاح الأخير مع ليفربول (وليس منتخبنا بالطبع).

. توجهت نحونا ولهيب أنفاسها يلفح وجوهنا من على بعد عدة أمتار.. ممكن أسألك سؤالًا.. لماذا انتم المصريون تحديدا من بين شعوب الأرض عندما تأتون إلى هنا لا تبدون أى احترام أو انبهار بآثارنا.. ألاحظ ذلك فى كل فوج.. وبحكم السن تصدرت للإجابة.. وبصوت يشوبه الهدوء والسكينة رغم ارتفاع طبقته.. أما عن الاحترام فهو موجود وممتزج أيضا بشغف التعرف على حضارة وثقافة الآخرين.. أما الانبهار فعفوًا كم عمر هذا القصر التاريخي؟.. قالت بفخر وهى تشير له لقد جاوز المئتى عام.. بابتسامة يشوبها  الكبر الذى عجزت عن اخفائه.. قلت سيدتى جئنا من بلد حضاراتها تتخطى العشرة آلاف عام بكثير.. فكيف لنا الانبهار بمبنى مثيله فى مصر مازال أصحابه يقتنونه إلى يومنا هذا؟!. لدينا فى مصر مناطق وأحياء كاملة أطلق عليها وصف آلة زمان.. هنا انقلب الموقف تماما والتف حولى الفوج بأكمله لألعب دور المرشد السياحي.. فاستكملت حديثى بالقول لن أحدثك عن آثار قدماء المصريين فالجميع يعرفها.. لكن سأحدثك عن الآثار الإسلامية.. والتى يأتى فى مقدمتها شارع المعز بالقاهرة (حفظه الله وأعمى عنه أعين القبح وهمجية الجهل).. يستغرق المسير فيه وحده قرابة الساعتين.. وبمجرد دخولك هذا الشارع تشعرين بأنك انتقلت عبر بوابة زمنية إلى  ألف عام مضت بكل تفاصيلها.. عادت وسألت كيف استطعتم الحفاظ على مبانيكم كل هذه السنين.. فقلت.. الزمان ثم الهمجية التترية هما أخطر ما يواجه الآثار فى أى مكان.. أما الأول فاستطاع المصرى القديم التغلب عليه بالعلم وعظمة البناء.. أما التتار فاستطاع شعب مصر قديما حفظ تراثه منهم.. نجحوا فى احتلال اغلب بلاد العالم القديم وتدمير حضارته وتراثه.. إلا مصر.. فقد خرج لهم المصريون هزموهم وأنقذوا العالم من طوفانهم.. ومن لم يدهس التتار حضارته منكم فذلك بفضل المصريين فقط.. هنا ساد الصمت.. وبدأت الهمهمات عن ضرورة أن تكون الرحلة القادمة إلى مصر.. وأمضيت بقية يومى فى إجابات عبثية.. عن تكلفة الرحلة والإقامة وشروط التأشيرة إلى مصر.
قبل تلك الواقعة بعامين جاءتنى دعوة فى إحدى الدول العربية لزيارة متحف.. اعتذرت فى البداية بكل أدب عن الحضور.. إلا أن صديقى موجه الدعوة استطاع اقناعى بسهولة عندما أخبرنى أن إدارة المتحف أعدت لنا عشاء فاخرا يحتشد بالذبائح.. هنا فقط قبلت الدعوة.. وكان ما حسبته بالضبط.. عدة آنية وجهاز راديو وجرامفون وزجاجات مياه غازية.. بنادق كتلك التى يحملها الغفر فى قرانا.. وبضعة سكاكين وسيوف ملأها الصدأ.. إلا أننى استفقت من تداعى الذكريات والتعجب على ضجيج غثاء إعلامي.. عن كلب بلدى صعد لقمة الهرم.. وتحول لدعاية سياحية لدولة يزيد سكانها علي 100 مليون إنسان.. يزيد العاملون على السياحة بها على 3 ملايين شخص يترأسهم وزير ورؤساء هيئات.. ويحمل تاريخها كل ما هو مقدس للإسلام والمسيحية واليهودية وحتى الملحدين وعبدة الشيطان.. فشكرا للكلب! 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبدة الشيطان لوجه الله حماس

إقرأ أيضاً:

الزمالك يسابق الزمن لتسوية مستحقات الأجانب قبل مهلة 15 أكتوبر

كشف الإعلامي أحمد شوبير، عبر برنامجه على إذاعة "أون سبورت إف إم"، أن إدارة نادي الزمالك تتحرك بشكل عاجل خلال الساعات المقبلة لتوفير جزء من مستحقات اللاعبين الأجانب بالفريق، لتفادي تصعيد شكواهم ضد النادي.

وقال شوبير: "الزمالك بيسابق الزمن خلال 48 ساعة عشان يسدد مستحقات الأجانب. الإدارة وجون إدوارد بيحاولوا بكل الطرق يوفروا جزء من المستحقات، خاصة إن الأجندة الدولية خلصت، واللاعبين بنتايك وبيزيرا مش عاوزين يصعدوا شكواهم لو حصل تأخير".

وأضاف: "اللاعبون أخطروا إدارة الزمالك بإنذار رسمي بمهلة تنتهي يوم 15 أكتوبر للحصول على مستحقاتهم، والزمالك بيحاول يعمل كل اللي يقدر عليه عشان يتجنب الكارثة، لأن لو اللاعبين دول طلبوا فسخ عقدهم، العقود فعلاً هتتفسخ، ودي أزمة كبيرة".

وأوضح شوبير أن موقف اللاعبين الأجانب منطقي من الناحية الاحترافية، قائلاً: "مفيش لاعب أجنبي جاي عشان سواد عيون النادي. هو محترف، بياخد فلوس في المغرب أو التشيك، ولما يتفق معاك على رقم لازم ياخده. لما ميقبضش، طبيعي يطالب بحقه".

وتابع: "اللاعب مش من مواليد الجزيرة ولا ميت عقبة، هو محترف عمره في الكرة محدود، لازم يأمن نفسه. الزمالك محتاج يشوف حل سريع وجذري للموضوع ده، لأن التأخير ممكن يكلفه كتير".

واختتم شوبير تصريحاته مؤكدًا أن إدارة الزمالك أمام سباق مع الزمن لإنهاء الأزمة خلال اليومين المقبلين، حفاظًا على استقرار الفريق وتجنب أي عقوبات أو فسخ تعاقدات محتملة.

مقالات مشابهة

  • الصين تتحدى.. سلاح المعادن النادرة في مواجهة هيمنة الدولار
  • «واقعية» كوزمين تتحدى «مثالية» لوبيتيجي
  • الزمالك يسابق الزمن لتسوية مستحقات الأجانب قبل مهلة 15 أكتوبر
  • كنوز مدفونة منذ 2500 عام.. اكتشاف مقبرة غامضة تروي حكاية حضارة مجهولة
  • ثمانينية تتحدى المستحيل في بطولة العالم للرجل الحديدي
  • “هوس السوشيال” يشعل معركة مرور.. فتاة تتحدى سائقا أمام الكاميرات في السلام
  • قيادات جامعة الأزهر يفتتحون ندوة "الإسلام حضارة بين التأصيل والمعاصرة واستشراف المستقبل"
  • قيادات جامعة الأزهر يفتتحون ندوة الإسلام حضارة بين التأصيل والمعاصرة بكلية الوافدين
  • مانشيستر يونايتد يسابق الزمن لضم نجم كريستال بالاس
  • لطيفة: مصر ليست غربة.. بل حضارة في وجدان كل العرب