السيد عبد الباري: هذا ما يفعله الإيمان بالقلب والنفس والصدر والعزة
تاريخ النشر: 28th, October 2024 GMT
أكد الدكتور السيد عبد الباري، من علماء الأزهر الشريف، أن الاعتقاد التام والإيمان بالله، هو المنجاة من صعوبات الحياة، لافتا إلى أن الشخص الذي لا يؤمن بالله سيجد نفسه محاصرًا بالأمواج المتلاطمة من الفتن، ولا يستطيع النجاة إلا من خلال الإيمان المطلق والتسليم.
وأشار العالم الأزهري، خلال تصريح له، إلى قول الله لسيدنا إبراهيم: "أسلم"، فقال إبراهيم: "أسلمت لرب العالمين"، مما يعني أن الإيمان يدفع الشخص للاقتداء في جميع أموره.
كما أوضح أن الإيمان يتيح للإنسان أن يعيش بسلام وراحة، لأن الشعار الذي يرفعه هو: "لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا"، مشيرا إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق الناس بمختلف الألوان والأشكال لأسباب حكيمة، وأنه لا يريد بهم إلا الخير.
ولفت إلى أن الأمان الذي يشعر به الإنسان أثناء نومه، إذ يترك نفسه في رعاية الله، مؤكدا أن الله هو الذي يحفظنا حتى أثناء النوم، وأن آية الكرسي هي مثال على ذلك، فهي تذكرنا بأن الله لا تأخذه سنة ولا نوم.
وأوضح أن الإيمان يساعد في تحقيق أربعة أمور مهمة: راحة القلب، طمأنينة النفس، انشراح الصدر، والعزة، مضيفا أن الإيمان يضمن أن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، مما يبعث على الاطمئنان.
وأنهى حديثه بالإشارة إلى أهمية التوكل على الله والثقة في قدره، مستشهدًا بكلمات سيدنا المرسي أبو العباس، الذي قال إن الله لا يخرج عبده إلى المواقف الصعبة إلا بعد أن يضمن له رزقه، مما يوجب على العبد أن يكون راضيًا بقضاء الله واثقًا في رحمته.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الإيمان صعوبات الحياة الفتن أن الإیمان
إقرأ أيضاً:
حسن يحيى: الإسلام ليس طقوسًا فردية بل منهجا شاملا ينظم حياة الإنسان
أكد الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن الإسلام دين شامل، لم يأتِ لتنظيم علاقة الإنسان بربه فقط، وإنما جاء بمنهج متكامل يغطي جميع أطوار حياة الإنسان ومناحيها، من الميلاد إلى الوفاة، بل ومنذ كان الإنسان في "عالم الذر" إلى أن يُبعث يوم القيامة.
وأوضح الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، خلال تصريح، اليوم الثلاثاء، إن الشريعة الإسلامية تصوغ الحياة البشرية بصبغتها الربانية، وتوجهها وجهتها الأخلاقية، وتضع لها الإطار الذي يحفظها من الانحراف أو التشتت، مستشهدًا بقوله تعالى:
"وما أُمِروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة"، مؤكدًا أن مفهوم "العبودية" في الإسلام مفهوم شامل، يتعدى العبادات الشعائرية ليشمل كل شؤون الحياة.
وأوضح أن الإسلام تدخل في تنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والوجدانية وحتى النفسية، فأرشد إلى الأخلاق، وضبط السلوك، ووجّه إلى ما يضمن استقرار المجتمع وسلامه،لافتا إلى أن الإسلام لا يترك أمرًا في حياة الإنسان بلا توجيه أو تقويم، بل هو نظام إلهي مُحكم يرعى مصالح الإنسان في الدنيا والآخرة.
وفي جانب الحياة الاجتماعية، أشار إلى أن الإسلام وضع أسسًا واضحة في العلاقة بين الرجل والمرأة، قبل الزواج وبعده، وفي حال الخلاف أو الطلاق، واهتم بأدق التفاصيل التي تضمن استقرار الأسرة، من الخطبة إلى التربية.
وأضاف: "نجد في الحديث الشريف أن المرأة تُنكح لأربع: لمالها، ولجمالها، ولحسبها، ولدينها، ثم يأتي التوجيه النبوي: فاظفر بذات الدين تربت يداك، وعلى الجانب الآخر، يقول ﷺ: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه... كل ذلك يبيّن كيف أن الإسلام يعتني بتأسيس البيت من منطلق قيمي متين".
وتابع: "بل حتى في مرحلة الخطبة، يُنظّم الإسلام المسألة بقوله: لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه. وبعد الزواج، يتدخل في أحكام الولادة، والرضاعة، والتنشئة، والتعليم، وكل ما يخص بناء الإنسان منذ صغره".
أما عن الحياة الاقتصادية، فقد أوضح الأمين العام المساعد أن الإسلام وضع قواعد واضحة لضبط المعاملات المالية، مستشهدًا بقوله تعالى: "وأحل الله البيع وحرّم الربا"، وهي قاعدة تضبط الأسواق وتحفظ الحقوق وتمنع الاستغلال، وتوازن بين الربح والمصلحة العامة.
وأكد أن هذه الشواهد وغيرها كثير، ما هي إلا دلائل قاطعة على أن الإسلام لم يكن يومًا دين عزلة أو شعائر فردية، بل هو دين بناء ونهضة، يهتم بالمجتمع والاقتصاد، ويرعى الحقوق وينظم الواجبات، ويجعل من الإنسان خليفة في الأرض مسؤولاً عن إعمارها بمنهج الله.
وتابع: "من يتأمل في القرآن الكريم والسنة النبوية يجد عشرات، بل مئات، من الشواهد التي تدل على دور الإسلام الحضاري والتنظيمي في حياة الفرد والمجتمع، وهذا ما يجعل الإسلام صالحًا لكل زمان ومكان، لا يقف عند حدود الماضي، بل يدفع نحو المستقبل برؤية ربانية متوازنة".