ماسك يبحث مع كبار المستثمرين الخليجيين تمويل شركته للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 31st, October 2024 GMT
يجري إيلون ماسك محادثات مع بعض أكبر المستثمرين في الشرق الأوسط بشأن والتي يمكن أن تضاعف تقريبا تقييم الشركة التي يبلغ عمرها عاما واحدا إلى 45 مليار دولار.
قالت صحيفة فايننشال تايمز، في تقرير ترجمته "عربي21" إن الملياردير إيلون ماسك، يجري محادثات مع أكبر المستثمرين السعوديين والقطريين في الشرق الأوسط، لجمع الأموال لشركته الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
ووفقا لستة أشخاص على دراية بالمحادثات، تجري إكس إيه آي محادثات مبكرة مع مستثمرين جدد وحاليين، بحثا عن رأس مال جديد للتنافس مع أوبن إيه آي، التي جمعت مؤخرا أكثر من 10 مليارات دولار في الديون والأسهم، بالإضافة إلى منافسي بيغ تيك أنثروبيك بما في ذلك ميتا وغوغل.
وتواصل ماسك مع المستثمرين في قطر والسعودية بشأن دعم شركته الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وفقا لثلاثة من الأشخاص. كما تحدث إلى مستثمرين حاليين.
وتم طرح تقييم محتمل بقيمة 45 مليار دولار مع المستثمرين، وهو ما يقرب من ضعف المستوى الذي تم التوصل إليه في جولة تمويل هذا الصيف، وفقا لاثنين من الأشخاص. ومن المتوقع أن تقود شركة فالور الجولة وأن تشارك سيكويا، وفقا لشخصين آخرين على دراية بالمناقشات، الذين حذروا من أنهم في مرحلة أولية وأن تقييم الهدف والمشاركة قد يتغيران.
وتدهورت علاقة ماسك بالسعودية خلال محاولة رجل الأعمال المتسلسل الفاشلة لتحويل تيسلا إلى شركة خاصة في عام 2018. وتورط في خلاف مع صندوق الثروة السيادية السعودي، صندوق الاستثمار العام، ومحافظه ياسر الرميان، بعد أن غرد بأنه لديه تمويل جاهز لتحويل تيسلا إلى شركة خاصة.
وبعد أيام، قال ماسك إن صندوق الاستثمارات العامة وافق على تمويل الصفقة، لم تتحقق الصفقة أبدا، واتهم ماسك الرميان بإلقائه "تحت الحافلة"، وفقا لملفات المحكمة اللاحقة.
لكن ماسك، الذي أصبح حليفا وثيقا للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، كان يعمل على إشراك المملكة الخليجية في الأشهر الأخيرة وأثار احتمال الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، وفقا لشخص مطلع على المحادثات.
وفي إشارة إلى أن العلاقة تم إصلاحها إلى حد كبير، تحدث ماسك في مؤتمر مبادرة الاستثمار المستقبلية في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع.
وقال شخص مطلع على محادثات ماسك مع المستثمرين السعوديين: "لقد تم طرح الأمر. هؤلاء الرجال على استعداد دائما لإجراء محادثة حول فرص الاستثمار الجديدة وهو يبني واحدة من شركات الذكاء الاصطناعي القليلة على نطاق واسع، لذلك لا ينبغي أن يكون هناك أي مفاجأة أنهم يتحدثون عنها، لكنني لا أعتقد أنها متقدمة جدا. في الأشهر القليلة الماضية، كان يحاول المشاركة والحوار مرة أخرى بعد الخلاف مع تيسلا".
ويوم الثلاثاء، قال الرميان في نفس المؤتمر إنه يقلل من تخصيص صندوق الثروة السيادية المستهدف البالغ 930 مليار دولار للاستثمارات الدولية، على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يمثل أولوية للمملكة.
وأضاف الرميان أيضا ان صندوق الاستثمارات العامة يجري محادثات مع مستثمرين محتملين ويريد أن يجعل المملكة العربية السعودية "مركزا عالميا" للذكاء الاصطناعي.
كما تواصل ماسك مع مستثمرين قطريين، وفقا لأحد الأشخاص المطلعين على المحادثات. ساعد صندوق الثروة السيادية للدولة، هيئة الاستثمار القطرية، سابقا في تمويل استحواذ ماسك على تويتر.
وأعربت دول الخليج الغنية بالنفط، بما في ذلك قطر والسعودية والإمارات، عن طموحاتها لتصبح من اللاعبين الرائدين في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تتمتع بقوة مالية كبيرة وموارد طاقة وفيرة.
في الشهر الماضي، قالت شركة Groq الأمريكية للذكاء الاصطناعي إنها تخطط لإنشاء أكبر مركز بيانات استدلالي في العالم في المملكة العربية السعودية بعد توقيع صفقة مع أرامكو ديجيتال، الذراع التقنية لشركة النفط المملوكة للدولة في المملكة.
يقوم ماسك بمبادرات إلى الشرق الأوسط في نفس الوقت الذي أصبح فيه محوريا بشكل متزايد في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. حيث تبرع بعشرات الملايين من الدولارات لحملة ترامب والمجموعات التابعة لها، وظهر في تجمعات ترامب واستخدم منصة التواصل الاجتماعي إكس لتضخيم الرسائل المؤيدة لترامب.
وكان انفجر مجال تمويل الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي منذ أن أطلقت أوبن إيه آي روبوت الدردشة الشهير ChatGPT في أواخر عام 2022. في النصف الأول من هذا العام، اجتذبت الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي أكثر من 40 في المائة من إجمالي تمويل المشاريع في الولايات المتحدة، وفقا لـ PitchBook.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ماسك الذكاء الاصطناعي الاستثمارات الخليجية الخليج استثمارات ذكاء اصطناعي ماسك سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الناشئة فی مجال الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل يخفي الذكاء الاصطناعي عنصرية خلف خوارزمياته الذكية؟
مؤيد الزعبي
بما أننا مقبلون على مرحلة جديدة من استخدامات الذكاء الاصطناعي وجعله قادرًا على اتخاذ القرارات بدلًا عنَّا يبرز سؤال مهم؛ هل سيصبح الذكاء الاصطناعي بوابتنا نحو مجتمع أكثر عدلًا وإنصافًا؟ أم أنه سيعيد إنتاج تحيزاتنا البشرية في قالب رقمي أنيق؟ بل الأخطر من ذلك: هل سيغدو الذكاء الاصطناعي أداة عصرية تمارس من خلالها العنصرية بشكل غير مُعلن؟
قد تحب- عزيزي القارئ- تصديق أن هذه الأنظمة "ذكية" بما يكفي لتكون حيادية، لكن الحقيقة التي تكشفها الدراسات أكثر تعقيدًا؛ فالذكاء الاصطناعي في جوهره يتغذى على بياناتنا وتاريخنا، وعلى ما فينا من تحامل وتمييز وعنصرية، وبالتالي فإن السؤال الحقيقي لا يتعلق فقط بقدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات عادلة، بل بمدى قدرتنا نحن على برمجتها لتتجاوز عيوبنا وتاريخنا العنصري، ولهذا في هذا المقال نقترب من هذه المنطقة الرمادية، حيث تتقاطع الخوارزميات مع العدالة، وحيث قد تكون التقنية المنقذ أو المجرم المتخفي.
لنقرّب الفكرة بمثال واقعي: تخيّل شركة تستخدم الذكاء الاصطناعي لفرز السير الذاتية واختيار المتقدمين للوظائف. إذا كانت خوارزميات هذا النظام مبنية على بيانات تحمل انحيازًا ضد جنس أو لون أو جنسية معينة، فقد يستبعد المرشحين تلقائيًا بناءً على تلك التحيزات. وهذا ليس ضربًا من الخيال؛ فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها جامعة واشنطن (أكتوبر 2024) أن نماذج لغوية كبيرة أظهرت تفضيلًا واضحًا لأسماء تدلّ على أصحاب البشرة البيضاء بنسبة 85%، مقابل 11% فقط لأسماء مرتبطة بالنساء، و0% لأسماء تعود لأشخاص من ذوي البشرة السوداء، تُظهر هذه الأرقام المقلقة كيف أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تستخدمها نحو 99% من شركات "فورتشن 500"، يمكن أن تؤثر سلبًا على فرص ملايين الأشخاص الباحثين عن عمل، لا لسبب سوى أنهم وُلدوا بهوية مختلفة، أي أن تحيّز هذه الأنظمة يمكن أن يمس ملايين الباحثين عن العمل.
الأمر يزداد خطورة عند الحديث عن أنظمة التعرف على الوجوه، والتي تُستخدم حاليًا في تعقب المجرمين ومراقبة الأفراد. دراسات عديدة أثبتت أن هذه الأنظمة تخطئ بنسبة تصل إلى 34% عند التعامل مع النساء ذوات البشرة الداكنة، كما تُسجَّل أخطاء في التعرف على الوجوه الآسيوية، ما قد يؤدي إلى اعتقالات خاطئة أو مراقبة غير مبررة لأشخاص أبرياء، فقط لأن الخوارزمية لم تتعلم بشكل عادل، وتخيل الآن كيف سيكون الأمر عندما يدخل الذكاء الاصطناعي- بكل تحيزاته- إلى قاعات المحاكم، أو إلى أنظمة القضاء الإلكترونية، ليصدر أحكامًا أو يوصي بعقوبات مشددة، وحينها بدلًا من أن نصل لقضاء عادل سنصل لعدالة مغلفة بواجهة من الحياد الزائف.
ولننتقل إلى السيناريو الأكثر رعبًا: الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. ما الذي قد يحدث إذا تم برمجة أنظمة قتالية لتحديد "العدو" بناءً على لون بشرة أو جنسية؟ من يتحمل المسؤولية حين ترتكب هذه الأنظمة مجازر على أساس تحيز مبرمج مسبقًا؟ تصبح هذه الأنظمة أداة للقتل بعنصرية عقل إلكتروني، ومن هنا ستتفاقم العنصرية، وستصبح هذه الأنظمة بلا شك أداة لقتل كل ما تراه عدوًا لها ليأتي اليوم الذي تجدنا فيه نحن البشر ألذ أعدائها.
في قطاع الرعاية الصحية أيضًا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون عنصريًا خصوصًا لو تم برمجتها لتتحكم بمستحقي الدعم الصحي أو حتى استخدامها في أنظمة حجز مواعيد العمليات، فلو وجد أي عنصرية بهذه الأنظمة؛ فبالطبع ستعطي الأولوية لأصحاب بشرة معينة أو جنسية معينة مما سيحرم الكثيرين من الوصول للعلاج في الوقت المناسب.
حتى نكون منصفين هنا نحتاج إلى تمييز دقيق بين نوعين من عنصرية الذكاء الاصطناعي: العنصرية المقصودة: الناتجة عن برمجة متعمدة تخدم مصالح أو توجهات محددة، والعنصرية غير المقصودة: الناتجة عن تغذية الأنظمة ببيانات غير عادلة أو تمثل واقعًا عنصريًا، فتُصبح الخوارزميات انعكاسًا له.
وأيضًا هناك مشكلة مهمة يجب معالجتها فلو عدنا لموضوع الرعاية الصحية؛ فلو قمنا بإدخال بيانات المرضى على هذه الأنظمة وكان حجم البيانات لفئة معينة أكثر من فئة أخرى فربما يعالج الذكاء الاصطناعي هذا الأمر على أن فئة معينة لا تحتاج للعلاج أو تحتاج لرعاية صحية أقل من غيرها وبالتالي يستثنيها من علاجات معينة أو مطاعيم معينة مستقبلًا، ولهذا يجب أن نعمل على تنقيح بيناتنا من العنصرية قدر الإمكان لتجنب تفاقم الأزمة مستقبلا.
يجب ألا نعتقد أبدًا بأن الذكاء الاصطناعي سيكون منصفًا لمجرد أنه آلة لا تفاضل شيء على شيء، فهذا سيمكن الصورة النمطية الموجودة حاليًا في مجتمعاتنا، فالذكاء الاصطناعي تقنية مازالت عمياء وليست واعية بما يكفي لتميز أية التمييز وتحذفه من برمجياتها، إنما تأخذ الأنماط الموجودة وتبني عليها، وسنحتاج وقت أطول لمعالجة هذه الفجوة كلما مضى الوقت.
إذا سألتني عزيزي القارئ ما هي الحلول الممكنة نحو ذكاء اصطناعي عادل وشامل، فالحلول كثيرة أهمها أن نوجد أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إيجاد العنصرية وتبدأ بمعالجتها واستثنائها في خوارزمياتها، وهذه مسؤولية الشركات الكبرى التي تبني نماذج الذكاء الاصطناعي، وثانيًا يجب أن نطور أنظمة ذكاء اصطناعي مبنية على العنصرية فهذه الأنظمة ستطور من نفسها وستكون عدوة للبشرية في قادم الأيام، أيضًا يجب أن يكون هناك تنويع في البيانات فكلما انعكس التنوع في البيانات والتصميم، كلما انخفضت احتمالية انتشار النتائج العنصرية وحققنا الإنصاف المطلوب.
في النهاية يجب القول إن الذكاء الاصطناعي ليس عدوًا بالضرورة، لكنه قد يكون كذلك إذا تركناه يتغذّى على أسوأ ما فينا وأقصد هنا العنصرية.
رابط مختصر