ماذا لو نجحت "صفقة الممر الآمن" وعادت غزة للسلطة الفلسطينية؟
تاريخ النشر: 3rd, November 2024 GMT
مر أكثر من عام كامل على الحرب التي دمرت قطاع غزة، ولم تتوقف دولة الاحتلال الإسرائيلي عن قتل المدنيين وترويع الصغير والكبير، واعتقال الشباب، وتحويل القطاع إلى كومة ركام، ومكان غير صالح للعيش، ونعلم جميعا مدى تغير المشهد في غزة بعد اغتيال إسرائيل ليحيى السنوار زعيم حركة حماس، وكذلك استهداف عناصر ومقرات الحركة في رفح وجميع ربوع غزة، وفي خضم هذه الأحداث عادت من جديد جهود الوساطة المصرية والقطرية برعاية الولايات المتحدة الأميركية من أجل التهدئة في غزة ووقف الحرب، ولكن تصر إسرائيل على شروطا غير قابلة للنقاش لوقف هذه الحرب الشعواء.
ومن بين شروط إسرائيل، هو إبرام صفقة تبادل أسرى مع حماس تشمل الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين "دفعة واحدة"، ومنح قادة حماس ممراً آمناً للخروج من غزة إذا ألقوا أسلحتهم، وفي المقابل يتم الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، ولكن بشرط تسليم القطاع إلى السلطة الفلسطينية.
وفي الحقيقة، فإن هذا الشرط هو الأنسب والأفضل لأهالي غزة، لأنه يمكن أن يوقف الحرب التي زادت عن العام، هذا إضافة إلى أن السلطة الفلسطينية هي سلطة حكيمة وراشدة وتستطيع أن تتعامل بدبلوماسية مع إسرائيل، حتى تحصل على حقوق أهالي غزة في العودة لبيوتهم مع وقف الحرب، واستمرار التهدئة، لتقوم بعد ذلك بتنفيذ خطة إعمار غزة بشكل تدريجي، كما تستطيع الحصول على الدعم المادي من جميع بلدان العالم والمنظمات الدولية من أجل دعم وتعزيز إعادة إعمار القطاع مجددا وحق أهله في العودة إلى بيوت آمنة.
وأعلنت بعض قيادات الحركة أن حماس منفتحة على أي اتفاق أو أفكار تُنهي معاناة شعب غزة، وتوقف إطلاق النار بشكل نهائي، وتؤدي إلى انسحاب الاحتلال من كامل القطاع ورفع الحصار وتقديم الإغاثة والدعم والإيواء لأهالي القطاع، وأيضا قد تدرس الخروج الآمن لها ولجميع مقاتليها من غزة إلى السودان، مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، ووقف الحرب تماما، وإتمام صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين، على أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، خاصة وأن فرص حماس في حكم قطاع غزة بعد أن تضع الحرب أوزارها باتت شبه مستحيلة.
وهنا قد تحصل الحركة على مكاسب مالية وسياسية، خاصة مع إبداء الجيش السوداني موافقته على استضافة جميع قادة حماس، ومقاتليها على أراضيه، مع تحرير أموالهم المحتجزة في البنوك السودانية، وتسليمهم كل العقارات والأموال والمحطة التلفزيونية التي كانت تملكها الحركة في الخرطوم، إبان حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
أما عن وسطاء الصفقة، فهم يعملون الآن على إقناع حماس وإسرائيل بمقترح لوقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة وتبادل محدود للأسرى، والتي تعتبر هي الصفقة الجزئية كعلامة على حسن النية من الطرفين، على أن تبدأ المفاوضات الفورية لوقف إطلاق النار بشكل دائم في غزة في ظل عدم وجود اشتباكات جارية، وقد تثمر هذه الصفقة عن شيوع الهدوء في المنطقة سواء على صعيد فلسطين ولبنان وتحسين الظروف الاقتصادية لباقي دول منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد أن تسببت الاضطرابات الجيوسياسية في أزمات اقتصادية متتالية.
وإذا تمت الصفقة بالفعل، فهنا يبقى أهل الأرض وسكانها الأصليون، وتنسحب قوات جيش الاحتلال من غزة، وتخرج حماس عبر معبر رفح إلى مصر، وبعدها إلى السودان، بعد أن تتولّى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، والتي يجب عليها من الآن أن تفتح باب الحوار والمشاركة أمام نخبة غزة المهاجرة ومنظمات المجتمع المدني من أجل الإعداد للمرحلة المستقبلية لما بعد الحرب، وهي الورقة الكفيلة بقطع الطريق أمام مخطط عودة السلطة العسكرية الإسرائيلية ومن هنا يأتي الخير للبلاد والعباد.
لكننا لا نعرف حتى الآن النية الإسرائيلية الحقيقية لهذه الصفقة، فدائما ما يراودني سؤال وهو، هل نية إسرائيل في الإنسحاب من غزة حقيقية، وفي حالة إذا انسحبت حماس فهل تنسحب إسرائيل بشكل كامل هي الأخرى، ويتركا الشعب الفلسطيني في حاله؟ وتنتهي الخطة الإسرائيلية لتدمير البيوت ومراكز الإيواء والمستشفيات وغيرها، ويعود الأهالي إلى العيش بدون حرب وتحت مظلة السلطة الفلسطينية، أم أنها مجرد أحلام، ويظل نتانياهو مستمرًا في نهج الهروب إلى الأمام، وإلقاء الكرة في ملعب حماس، ويُرحِل حسم وقف إطلاق النار في غزة إلى ما بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية؟
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة السلطة الفلسطینیة إطلاق النار من غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل وأميركا تبحثان اليوم التالي بغزة ولبيد يندد بـحرب أبدية
أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الاثنين وجود جهود أميركية لوضع تصور لليوم التالي للحرب في قطاع غزة، في ظل انتقاده اعتراف الدول الأوروبية بدولة فلسطينية، وفي حين شدد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد على أن القيادة السياسية تريد خوض "حرب أبدية"، يعقد الثلاثاء اجتماع لحسم القرار بشأن الحرب.
وفي مؤتمر صحفي في القدس المحتلة، شدد ساعر على أن تل أبيب تبحث مع واشنطن ما يعرف بتصور اليوم التالي في غزة.
وقال إن إسرائيل تريد إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح جميع المحتجزين لكن دون شروط.
وأفاد بأن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحاول أن تفرض شروطا للبقاء في الحكم بقطاع غزة، وفق تعبيره، مضيفا "يجب ألا يكون لحماس دور في مستقبل قطاع غزة وعليها إلقاء السلاح".
وفي حديثه عن اعتراف دول أوروبية بدولة فلسطينية، شدد ساعر على أن الخطوات التي اتخذتها فرنسا وبريطانيا وكندا ودول أخرى هي "مجرد هدية لحماس"، بحسب زعمه.
وقال إن "على الدول التي اتخذت خطوات ضد إسرائيل أن تدرك عواقب أعمالها التي من شأنها إطالة الحرب".
وكانت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية نقلت عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أن الحكومة الإسرائيلية تبحث مع الإدارة الأميركية مقترحا لتوسيع الهجوم إلى مناطق إضافية في قطاع غزة.
"حرب أبدية"
وفي ظل عدم وجود خطة لإنهاء الحرب التي يطالب معظم الإسرائيليين بإنهائها، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية إن وزيري المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير يريدان احتلال غزة واستغلال أموال دافعي الضرائب الإسرائيليين لتمويل "تعليم أطفال القطاع".
ووصف الحرب على قطاع غزة بـ"الأبدية وبلا جدوى"، قائلا إن القيادة السياسية تريدها كذلك.
أتى ذلك في حين طالب النائب الإسرائيلي نيسيم فاتوري باحتلال قطاع غزة، معتبرا ذلك إحدى الطرق لإعادة المحتجزين، مشددا على أن الحرب يجب أن تستمر لمدة عامين على الأقل حتى ما وصفها بهزيمة حماس.
حسم القراربدورها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد غدا الثلاثاء اجتماعا لحسم القرار بخصوص استمرار الحرب على غزة.
إعلانوالأحد، حذر رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير من أن أي عملية عسكرية واسعة النطاق في غزة قد تُعرض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن هذا التحذير يأتي في وقت تتجه فيه الحكومة لتوسيع العمليات في غزة، بعد تعثر المفاوضات مع حركة حماس.
ووفق المصادر، يدرس الجيش الإسرائيلي خيار السيطرة على مناطق إضافية في غزة، منها مدينة غزة ومخيمات الوسطى، أو تطويقها وعزلها، للضغط على حماس.