د. ليلى الضو أبو شمال
أصحاب الدعاية يستخدمون عبارة قبل الاستخدام وبعد ومرفق معها صور قد تكون صادقة وقد تكون مصنوعة وكاذبة في اشارة إلى جذب انتباه المستهلك لجودة المنتج كمثال علاج الصلع الوراثي أو القضاء على الشيب، أو برامج التخسيس وغيرها.
ولكن ما أود اقوله هنا لا علاقه له بالدعاية والإعلان، إنما علاقته بالنفس البشرية وتقلباتها وتأثير الأحداث والوقائع عليها، فالإنسان بعافيته ليس كبدونها، والإنسان بفرحه ليس كما يكون عند شقائه ، والإنسان بعقله وهو مقبل في حياته ليس كما وهو مدبر منها.
نحتاج أن تكون في ذاكرتنا صور لقبل الحرب وبعدها ، لقد تغيرت ملامحنا وشاخت نفوسنا وهرمت عقولنا ، إن هول يوم القيامة حين ذكره الله سبحانه وتعالى وأوصفه في كتابه العظيم دلالة على مشاهد هذا اليوم العظيم وتاثير هذه المشاهد على المخلوق وفي سورة المزمل ذكر الآية الكريمة ( فكيف تتقون إن كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا)، فسرها العلماء وأهل الدين بهول يوم القيامة وعظمته بأن الغلام يشيب شعر رأسه من هول ما يراه، وهو في الأثر أن رجلا فاحم الشعر أسوده أصبح عليه صباح وشعره أبيض كبياض الثلج، ولما سألوه قال نام في ليلته فرأى مشهدا ليوم القيامة ومن هول ما رآه أصبح فوجد رأسه شيبا، اذن فعظمة الحدث لها تأثير قوي على الإنسان فمهما بلغت به القوة لا يتحمل الإنسان عظائم الأمور ، بل ان الأمر يتسبب أحيانا كثيرة في موت الفجاءة من الحزن والقهر وما أكثره في عصورنا هذه ربما لهول ما نراه ولضعف ما نحمل من إيمان في دواخلنا ولقلة حيلتنا وسكوتنا وصمتنا حيث أن لا حياة لمن تنادي.
إن ما نمر به من مصيبة وابتلاء، وما أعظم البلاء حين يشتد الظلم والجور بالأمم كما يحدث في دول كثيرة منها السودان، الذي أصبح عليه صباح تبدلت فيه الأحوال وتزعزع فيه الأمن والسلام فمن كان في ظل بيته وبين جدرانه حكم عليه الزمان واخرجه مكسورا مكرها محزونا كما خرج أهل مكة حين ضاقت بهم السبل فأذن الله لهم بالهجرة فخرجوا طاعة لله ولرسوله، لكن خروج شعب السودان في هذا البلاء لم يكن بإرادتهم ولا لطاعة ولاة أمرهم وانما باكراه وظلم وجبروت من قوم لا يشبهون البشر يأتي يوم يحكي فيه الرجل لأحفاده أنه في ذات يوم حكم القدر على شعب السودان وأهله بجماعة تنتمي إلى سلالة الوحوش لا هم بأنس ولا هم بجن ، لاهم يمشون على أربع ولا على اثنين ، لاهم يملكون عقلا ولا يفكرون،، يتفنون في التعذيب والتقتيل والتشريد ، يحطمون الأنفس البشرية،، يذلون ويقهرون الرجال ويغتصبون النساء ويرعبون الأطفال ،يقول الرجل لأحفاده سمعنا من قبل يابني بأفعال التتار بالمسلمين كما سمعنا بأفعال الظلمة على مر التاريخ، لكننا لم نشاهد فقط حكى لنا التاريخ ،، ولكننا هنا شاهدنا وعاصرنا من هم أسوأ من ذلك واخزى وأقسى، شاهدنا نفوسا حاقدة حانقة لا ترحم حيث أنها منزوعة الإنسانية مجردة منها ،، فلا عجب إن شاب شعر رأسنا وهرمنا قبل وقتنا ومع ذلك المؤمن ينظر بعين الرضا لأمر الله ونقول شكرا لكم ايها الأغبياء لقد أهديتمونا فرصة الوقوف أمام المراة لنرى قبل وبعد فكانت المشاهد:
رجل كان يجري وراء المال من أجل أن يوفر لأبنائه كل شي فراح كل شي وبقي أبناءه، فاكتشف أنه لم يكن يفعل لهم في شي
أم كانت تبحث عن سفاسف الأمور وتوافها من أجل مظاهر خداعة وهاهي قد زوجت ابنتها على بلح في مسجد يحرسه شباب خوفا من اقتحام القتلة قبل أن تكتمل مراسم العقد
وشابة ضاع حلمها بالمستقبل الواعد بالدنيا وصخبها على يد غادر فأصبح القران رفيقها،،
وطفل كان يحلم بأن يحمل تابا ليلعب عليه
أصبحت أحلامه بندقية يدافع بها عن قتلة أبيه
وشباب ضاعت سنوات من عمره على الجنبات ومع الحفلات ورفقاء افتراضيين على الهاتف الجوال
تحولت حياتهم للدفاع والزود عن اهلهم وجيرانهم وأوطانهم شعارهم اما نصر أو شهادة
ساحة المعركة الآن مساحات ممتدة لنتكشف أمرنا ونراجع أنفسنا،،ونجيب على سؤال
لو عادت الحياة وعدنا لديارنا هل سنعيش بنفس العقلية والتفكير في أمور حياتنا وفي تدابيرها وفي ما نحمل لغيرنا وعلى غيرنا ؟؟
إن كانت الإجابة نعم فلتستمر الحرب، وإن كانت الإجابة لا،،ستتوقف الحرب فجأة كما بدأت،،
وإن كنت محايد فابحث لك عن وطن لايوجد في كوكب الأرض
*همسة أخيرة؛*
طوبى لمن اتخذ من الحرب طريقا إلى الجنة
leila.eldoow@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
برلمانية: توطين صناعة محطات تحلية المياه فى مصر أصبح أمرا ضروريا
قالت النائبة إيفلين متى ، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن توطين صناعة مكونات محطات تحليه المياه فى مصر أصبح أمر ضرورى فى إطار تعزيز المنتج المحلي بدلا من الإستيراد من الخارج.
وأضافت متى لـ"صدى البلد" أننا لدينا من الأيدى العاملة القادرة على تحقيق ذلك من خلال العمل على توطين المنتج المحلي في مصر بالنسبة للمهمات الكهربائية.
وكان قد التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء أمس بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، ليو تشنج جون، نائب رئيس مجموعة "سيتك" الصينية (CITIC)؛ لاستعراض فرص الشراكة المُمكنة مع المجموعة في عدد من المجالات المختلفة، وذلك بحضور المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وهشام شتا، رئيس مجلس إدارة شركة "إنكوم"، ويانج جيان تشيانج، رئيس مجلس إدارة شركة "سيتك" للإنشاءات، إحدى شركات مجموعة "سيتك" الصينية، وعمرو شتا، الشريك التنفيذي لشركة "أنكوم"، والدكتور سيد إسماعيل، نائب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، والمهندس أحمد عمران، نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية للمرافق.
في بداية الاجتماع، رحّب رئيس الوزراء بـ ليو تشنج جون، نائب رئيس مجموعة "سيتك" الصينية والوفد المرافق له، مُعربًا عن تقديره للشركة ومشروعاتها المهمة التي تنفذها حول العالم في المجالات المختلفة.
وأكد الدكتور مصطفى مدبولي اعتزازه بالشراكات المصرية الصينية التي تم عقدها على مدار الأعوام الماضية، قائلًا: مختلف الشراكات التي عقدناها مع الجانب الصيني كُتب لها النجاح، لذا كلنا ثقة في الشركاء الصينيين وقدرتهم على تنفيذ المشروعات المختلفة على أعلى مستوى.
وخلال اللقاء، قدّم ليو تشنج جون، نائب رئيس مجموعة "سيتك" الصينية، عرضًا حول نشاط المجموعة، مشيرًا إلى أن المجموعة تأسست قبل 40 عامًا وتصل محفظتها الاستثمارية حاليًا إلى نحو 1.7 تريليون دولار، وموضحًا أن استثمارات الشركة تتجاوز حدود دولة الصين إلى الكثير من الأسواق العالمية.
وأشار ليو تشنج جون إلى أن المجموعة يعمل بها الآن نحو 234 ألف موظف في شركاتها التي توجد في 250 دولة حول العالم، موضحًا أن المجموعة تعمل في العديد من القطاعات أبرزها التمويل والتأمين وإدارة الأصول والتعدين والإنشاءات والبنية التحتية والنقل والزراعة والنشر، فضلًا عن تميزها في تصنيع مكونات محطات تحلية المياه.
وأكد نائب رئيس مجموعة "سيتك" الصينية أن المجموعة منفتحة على عقد شراكات مع الدولة المصرية في مجالات عملها المختلفة مثل تشغيل منطقة الأعمال المركزية (CBD) بالعاصمة الإدارية الجديدة، وكذا التعاون في إنشاء وإدارة وتشغيل المطارات المصرية.
وعرض ليو تشنج جون إمكانية التعاون مع الحكومة المصرية في توطين مكونات محطات تحلية المياه العاملة بتقنية التناضح العكسي "ممبرين" (Reverse Osmosis)، مؤكدًا أن المجموعة مستعدة أيضًا لتوفير التمويل اللازم لإقامة هذا المشروع، كما أنها على استعداد للتعاون مع شركاء مصريين في هذا المشروع.
وتعقيبًا على ذلك، أعرب رئيس الوزراء عن ترحيبه بما طرحه نائب رئيس مجموعة "سيتك" الصينية بشأن التعاون مع الحكومة المصرية في توطين مكونات محطات تحلية المياه بتقنية التناضح العكسي "ممبرين"، لاسيما أن هذا يتماشى مع توجهات الدولة المصرية للتوسع في مشروعات تحلية مياه البحر، مشيرًا إلى أن الحكومة تستهدف أن تصل الطاقة الإنتاجية لتحلية مياه البحر إلى 5 ملايين متر مكعب يوميًا وذلك خلال 5 سنوات مع وجود خطة طموحة لوصول هذه الكمية إلى 10 ملايين متر مكعب يوميًا.
وأكد مدبولي أن هذه مستهدفات ضخمة وتتطلب إقامة محطات تحلية عملاقة بتقنية التناضح العكسي "ممبرين"، ولا يُمكن مع ذلك استمرار الاعتماد على استيراد مكونات هذه المحطات، لذلك سيكون شغلنا الشاغل خلال الفترة المقبلة هو توطين صناعة مكونات هذه المحطات.
وقال رئيس الوزراء: نرحب بعقد شراكة مع مجموعة "سيتك" الصينية لإقامة مصنع لها في مصر لتوطين صناعة مكونات محطات تحلية مياه البحر، ومستعدون للدخول في شراكة مع المجموعة الصينية في هذا الاستثمار عبر توفير الأراضي اللازمة وإقامة الإنشاءات المدنية الخاصة بهذا المصنع.
وأكد أنه مستعد لمنح المجموعة جميع صور الدعم المطلوبة لسرعة إنجاز هذا المشروع، قائلًا: لدى الشركة فرصة مهمة للغاية في أن تحظى بشكل حصري بتوفير مستلزمات ومكونات محطات التحلية التي ستنشئها الدولة بتقنية التناضح العكسي "ممبرين"، موجهًا المهندس/ شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بعقد اجتماع مع مسئولي المجموعة لوضع تصور نهائي لهذا المشروع وعرضه عليه في أقرب وقت.
كما أعرب رئيس الوزراء عن تطلعه إلى التعاون مع المجموعة الصينية في مجال إنتاج البذور، لما يتوافر لدى الشركة من خبرة كبيرة في هذا المجال.