كيف تغير موقف ترامب تجاه بوتين من الإعداد لقمة بودابست لمعاقبة روسيا؟.. مصادر تكشف لـCNN
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
(CNN) -- عندما أغلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الهاتف بعد محادثته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، كان مقتنعًا تمامًا بإحراز تقدم كافٍ لدرجة أنه أعلن توجهه قريبًا إلى العاصمة المجرية، بودابست، لحضور قمة معه.
وبعد 5 أيام، ألغيت القمة وفُرضت عقوبات جديدة على موسكو - وهي الأولى منذ إدارة ترامب الثانية.
وما حدث خلال ذلك هو إدراك مطرد من جانب الرئيس وكبار المسؤولين الأمريكيين بأن موقف بوتين من إنهاء الحرب على أوكرانيا لم يتغير كثيرًا منذ آخر لقاء جمعهما في قاعدة جوية أمريكية في ولاية ألاسكا الأمريكية، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.
إن استمرار بوتين في شن غارات على المدنيين في أوكرانيا، ومطالباته المبالغ فيها من كييف بإنهاء الحرب، ورفضه الموافقة على وقف فوري لإطلاق النار، كل ذلك في رأي ترامب، يُشير بوضوح إلى أن شيئًا لم يتغير حقًا.
وقال ترامب، الأربعاء: "لم أشعر بالراحة، لم نشعر بأننا سنصل إلى الهدف المنشود، لذا ألغيتُ القرار".
ولقي هذا التراجع الشامل ترحيبًا حارًا من حلفاء ترامب الأوروبيين والعديد من مؤيديه، بينما أدانه بوتين واعتبره "غير مفيد".
وبعد أشهر من التهديد باتخاذ إجراءات جديدة ضد روسيا، ثم التراجع عنها، ذهب ترامب الآن إلى أبعد من أي وقت مضى في معاقبة روسيا على حربها في أوكرانيا.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الإدارة الأمريكية الحكومة الأوكرانية الحكومة الروسية العقوبات على روسيا الناتو دونالد ترامب فلاديمير بوتين
إقرأ أيضاً:
موسكو تؤكد استمرار التحضيرات لقمة بوتين-ترامب
أكدت موسكو، اليوم الأربعاء، أن التحضيرات لعقد قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب لا تزال قائمة، رغم إعلان ترامب، أمس الثلاثاء، إرجاء اللقاء إلى "أجل غير مسمى" بسبب ما وصفه بـ"غياب الجدوى" من المحادثات في ظل تشدد الموقف الروسي تجاه الحرب المستمرة في أوكرانيا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، "إن التحضيرات للقمة مستمرة"، مضيفا: "لا أرى أي عقبات كبيرة".
وأوضح أن "المعايير التي حددها الرئيسان في قمة أنكوريج لا تزال تتبلور"، في إشارة إلى الاجتماع الذي جمع الزعيمين في ألاسكا في أغسطس/آب الماضي، دون تحقيق أي اختراق يُذكر في ملف الحرب الروسية-الأوكرانية.
موسكو منفتحة على الحوارومن جانبه، شدد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على أن "لا أحد يرغب في هدر الوقت، لا الرئيس ترامب ولا الرئيس بوتين"، مضيفا، أن موسكو لا تزال منفتحة على الحوار، شرط أن يكون "مبنيا على أسس واقعية".
وكان ترامب قد صرح للصحفيين في البيت الأبيض، أمس الثلاثاء، أنه قرر تأجيل لقائه المرتقب ببوتين في بودابست، والذي كان مقررا خلال الأسبوعين المقبلين: "لا أريد عقد اجتماع فارغ… لا أريد إضاعة الوقت".
وأضاف الرئيس الأميركي، الذي يسعى إلى تسوية النزاع منذ عودته إلى البيت الأبيض، أن موسكو لم تُبدِ أي مرونة: "توصلنا إلى صفقات سلام عظيمة باستثناء هذه… روسيا وأوكرانيا يقتل بعضهما بعضا، وتخسران من 5 إلى 7 آلاف جندي أسبوعيا. قلت لهما تراجعا وخذا بعض الوقت، وسنرى ما سيحدث".
وثيقة "غير رسمية" وشروط قديمةوكشفت تقارير أميركية، نقلا عن مسؤولين في واشنطن، أن موسكو بعثت أخيرا ما وُصف بـ"الوثيقة غير الرسمية" إلى البيت الأبيض، جددت فيها شروطها السابقة للتوصل إلى اتفاق سلام، وعلى رأسها السيطرة الكاملة على منطقة دونباس، ورفض أي وجود عسكري لحلف شمال الأطلسي (الناتو) على الأراضي الأوكرانية.
إعلانوأكد مسؤول أميركي أن "الرسالة الروسية لم تأتِ بأي جديد، بل أعادت التأكيد على المواقف القديمة التي تتعارض مع رؤية الرئيس ترامب"، والتي تقوم على تجميد خطوط القتال الحالية وبدء مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا "أصبحت أقل اهتماما بالدبلوماسية" بعد تأجيل الإدارة الأميركية قرار توريد صواريخ "توماهوك" إلى كييف، محذرا من أن موسكو تراهن على فتور الدعم العسكري الغربي لإجبار كييف على تقديم تنازلات.
وأشار زيلينسكي إلى أن بلاده تسعى حاليا لتوقيع اتفاقيات دفاعية طويلة الأمد مع شركائها الأوروبيين، معتبرا أن موسكو تحاول إفشال الجهود الدولية الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار.
خطة أوروبية بديلةوفي ظل تعثّر القنوات المباشرة بين موسكو وواشنطن، كشفت مصادر دبلوماسية أن دولا أوروبية، بالتنسيق مع كييف، تعمل على وضع خطة سلام من 12 نقطة، تقوم على وقف إطلاق النار على خطوط التماس الحالية وتوفير ضمانات أمنية ومالية لأوكرانيا، إلى جانب خارطة طريق للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتتضمن الخطة، التي لم تُنشر رسميا حتى اللحظة، مقترحا يمنح ترامب دورا رئيسيا في الإشراف على تنفيذها من خلال مجلس سلام دولي، بالإضافة إلى تخفيف تدريجي للعقوبات على روسيا، مقابل مساهمتها في إعادة إعمار أوكرانيا، بما فيها الإفراج المشروط عن نحو 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة.
وتبقى جهود الوساطة الأوروبية -التي تراهن على دور ترامب كـ"صانع سلام"- مجرد محاولة جديدة ضمن سلسلة مبادرات دبلوماسية لم تفلح، حتى الآن، في إنهاء أطول حرب تشهدها القارة منذ الحرب العالمية الثانية.