كشف تحقيق أوروبي عن إمداد روسيا لمليشيا الحوثي بشحنات قمح مسروقة من أوكرانيا، في الوقت الذي زعمت فيه المليشيا مؤخرًا نفاد المخزون من هذه المادة في مناطق سيطرتها.

وكشفت شركة المحسن إخوان للتجارة، التي يديرها أحد القيادات الحوثية، في وثيقة رسمية صادرة عنها، نفاد مخزون القمح كليًا من مطاحن وصوامع البحر الأحمر بمدينة الحديدة، وتوقفها عن العمل.

وقالت الشركة، في مذكرة رسمية موجهة إلى القائم بأعمال وزير الصناعة في حكومة مليشيا الحوثي بتاريخ 22 أكتوبر الجاري، إنها سبق أن نبهت إلى قرب نفاد المخزون وضرورة السماح بدخول شحنات جديدة، متهمة الوزارة الحوثية بتجاهل تلك التحذيرات، ومشيرة إلى أن "المخزون نفد كليًا يوم أمس (21 أكتوبر الجاري)، وتوقفت المطاحن اليوم بشكل كامل"، محملة الوزارة كامل المسؤولية.

هذا الإعلان الحوثي بنفاد مادة القمح أثار شكوك عدد من الناشطين والمهتمين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين أكدوا عدم صحة ذلك.

المحلل الاقتصادي رشيد الأنسي أكد، في تعليق له على الوثيقة في حسابه بمنصة "فيسبوك"، أن كميات كبيرة من مادة القمح وصلت إلى ميناء الصليف الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي من عدد من التجار، مؤكدًا أن هذه الكميات تكفي احتياج مناطق سيطرة المليشيا لعدة أشهر، معتبرًا أن إعلان المليشيا نفاد مخزون مادة القمح مجرد تضليل.

اللافت أنه بعد مرور يوم واحد فقط من إعلان مليشيا الحوثي نفاد مخزون القمح، كشف تحقيق أوروبي عن تزويد روسيا بكميات من الحبوب (القمح) من شبه جزيرة القرم التي تحتلها في روسيا إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن.

وكشفت تحقيقات فريق منصة Bellingcat للصحافة الاستقصائية، ومقرها هولندا، عن استمرار سفن شحن روسية في تهريب الحبوب إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، عبر التحايل على العقوبات الغربية من خلال تضليل بيانات رحلات هذه السفن.

إحدى هذه السفن تُدعى "إيرتيش"، كشف التحقيق أنها عطّلت نظام تتبع موقعها في طريقها من وإلى ميناء سيفاستوبول في جزيرة شبه القرم الأوكرانية، حيث أشار التحقيق إلى أن السفينة حملت كميات من "القمح المسروق" من ميناء سيفاستوبول أواخر أغسطس الماضي، ورست مطلع سبتمبر في ميناء جيبوتي للحصول على تصريح من آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM).

وأضاف التحقيق أن السفينة غادرت ميناء جيبوتي ورست في ميناء الصليف، الخاضع لسيطرة مليشيا الحوثي، في 10 سبتمبر، وظلت فيه لعشرة أيام لإفراغ حمولتها، لتعود أدراجها إلى ميناء سيفاستوبول في 18 أكتوبر الجاري.

أما السفينة الثانية، التي كشف عنها التحقيق وتُدعى "ماتروس بوزينيتش"، فلا تزال راسية في ميناء الصليف بالحديدة منذ 14 أكتوبر وحتى لحظة نشر التحقيق (23 أكتوبر).

فيما السفينة الثالثة، وتُدعى "زفر"، فقد حملت كميات من الحبوب المسروقة من شبه جزيرة القرم، وترسو حاليًا قبالة ميناء الإسكندرية في مصر، ويتوقع التحقيق أن تُبحر نحو ميناء الصليف بعد المرور على ميناء جيبوتي للخضوع للتفتيش الأممي.

يُذكر أن السلطات الأوكرانية كانت قد اتهمت روسيا عام 2022 بسرقة 500 ألف طن من القمح من المناطق التي تحتلها، وقالت إن موسكو زودت منها نظام بشار الأسد حينها بنحو 100 ألف طن.

وفي أواخر عام 2024، كشفت المنصة الهولندية نفسها Bellingcat عن غضب أوكراني من قيام سفينة روسية بشحن كميات من القمح الأوكراني المسروق إلى مليشيا الحوثي في اليمن للمرة الثانية خلال أشهر.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: ملیشیا الحوثی میناء الصلیف نفاد مخزون کمیات من

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تعلن إسقاط 72 طائرة مسيرة روسية خلال الليلة الماضية

 أعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 72 طائرة مسيرة روسية من بين 128 استهدفت مناطق عدة من البلاد الليلة الماضية.

وكانت  إدارة الطوارئ الأوكرانية أعلنت مقتل شخص وإصابة 10 في قصف روسي استهدف مدينة خيرسون.

وقدمت القوات المسلحة الأوكرانية (قيادة قوات الدعم) طلبا رسميا  إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) للحصول على مساعدات دولية عاجلة، بهدف مواجهة التداعيات الإنسانية والدمار الواسع الذي خلّفته الحرب الروسية على أوكرانيا، والذي طال البنية التحتية في مختلف أنحاء البلاد.

وأوضح الحلف، في بيان صادر عن المركز الأوروبي-الأطلسي لتنسيق الاستجابة للكوارث (EADRCC)، أن المركز قام، بموجب التزاماته، بتعميم الطلب الأوكراني على نقاط الاتصال في الدول الأعضاء والشركاء في الناتو، داعيًا الدول القادرة على المساهمة إلى التواصل المباشر مع قيادة قوات الدعم الأوكرانية، مع إرسال نسخة من الرد إلى المركز لتنسيق الجهود وضمان سرعة الاستجابة.

وأشار البيان إلى أن المركز الأوروبي-الأطلسي لتنسيق الاستجابة للكوارث سيظل الجهة الرئيسة لمتابعة الطلب وتنظيم العروض وتوصيل المساعدات، موضحًا أن الدعم المطلوب يأتي لمواجهة الأضرار الجسيمة التي لحقت بالبنية التحتية المدنية، بما في ذلك تدمير شبكات المياه والكهرباء والتدفئة والمساكن والمنشآت العامة جراء القصف الروسي المستمر.

وأكدت أوكرانيا في طلبها أن المساعدة تهدف إلى تعزيز القدرات الإنسانية في المناطق المتضررة، خاصة في مجالات توفير المياه والغذاء والوقود للمجتمعات المنكوبة، في ظل الشتاء القارس وتزايد أعداد النازحين داخليًا.

وتضمّن الطلب الأوكراني قائمة مفصلة بالمعدات الحيوية المطلوبة لضمان استمرار عمليات الإغاثة، وتشمل:

520 شاحنة صهريج مياه مزوّدة بمضخات وخراطيم لنقل المياه إلى المناطق المحرومة من الإمدادات.

1,100 مقطورة صهريج مياه لتوزيع المياه في المناطق المتضررة.

600 شاحنة تخزين غذاء متساوي الحرارة بسعة 220 طنًا لضمان حفظ المواد الغذائية وفق معايير السلامة.

1,500 مقطورة لتخزين الغذاء لضمان النقل الآمن للمؤن.

2,448 شاحنة نقل وقود مزوّدة بمضخات ومقاييس تدفق لتأمين احتياجات المولدات وخدمات الطوارئ.

568 جرارا مزودا بصهاريج وقود مقطورة لتوصيل الوقود إلى المناطق النائية والمتضررة.

وأوضح المركز أن هذه المعدات أساسية لاستمرار عمل الخدمات الحيوية مثل محطات المياه، والاتصالات، والنقل، إضافةً إلى دعم عمليات الإنقاذ والإغاثة في أنحاء البلاد.

وأكد الناتو التزامه بتنسيق جهود المساعدات الدولية والإشراف على إيصالها بشكل آمن ومنظّم إلى أوكرانيا، لضمان وصولها إلى المناطق الأكثر تضررًا، مشددًا على أن الأمن الإنساني يُعد جزءًا لا يتجزأ من دعم الحلف لأوكرانيا في مواجهة تداعيات الحرب.
 

رئيس الوزراء البريطاني: بوتين ليس جادا بشأن إنهاء الحرب في أوكرانياالخارجية الروسية: أهدافنا في أوكرانيا كما هي ولم تتغيرإسبانيا: نعتزم تمويل شراء أسلحة أمريكية لصالح أوكرانيا طباعة شارك روسيا أوكرانيا القوات الجوية الأوكرانية مسيرة روسية

مقالات مشابهة

  • مسيرات وصواريخ روسية تقتل 3 وتصيب العشرات في أوكرانيا
  • بعد ضربات روسية عنيفة.. أوكرانيا تدعو شركاءها لحماية أجوائها
  • العمالقة تستقبل قياديًا حوثيًا في الساحل الغربي بعد إعلان انشقاقه
  • بريطانيا تطالب تحالف الراغبين باستخدام أصول روسية لدعم أوكرانيا
  • تعنت حوثي يفاقم الأزمة.. عرقلة دخول القمح يقطع شريان الغذاء في اليمن
  • روسيا تسيطر على 4 قرى شرق أوكرانيا.. والكرملين يستعد لقمة روسية أمريكية
  • أزمة غذاء وشيكة في مناطق الحوثيين.. شركة تجارية تعلن نفاد مخزون القمح
  • أوكرانيا تعلن إسقاط 72 طائرة مسيرة روسية خلال الليلة الماضية
  • هام : أزمة غذاء محتملة… شركات تحذر من نفاد مخزون الدقيق