مدير مركز المعلومات الوطني في “سدايا”: تجاوزنا في المملكة مفهوم المدن الذكية لنصل إلى أعتاب المُدن المعرفية
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
أكد معالي مدير مركز المعلومات الوطني في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” الدكتور عصام بن عبدالله الوقيت، أهمية الاستخدام الأمثل والفعّال لتقنيات الجيل القادم من البنية التحتية والذكاء الاصطناعي والبيانات وإنترنت الأشياء لإيجاد بيئة قادرة على التكيف ومستدامة يكون فيها الإنسان أولًا.
وقال في كلمة له خلال مشاركته في الجلسة الرئيسة للمؤتمر والمعرض العالمي للمدن الذكية الذي تستضيفه مدينة برشلونه حاليًا: لقد تجاوز عالمنا اليوم مفهوم المدن الذكية نحو المدن المعرفية والتي أعادت تعريف آلية عمل البيئات الحضرية بوصفها مُدنًا لا تستجيب فقط للتغيرات بل تتوقعها أيضًا وتتعلم وتتطور لتلبية احتياجات سكانها، كما تقوم التقنية، لا سيما التقنيات المعرفية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بدور حاسم في تعزيز استدامة المدن وجعلها أكثر شمولية.
وأضاف معاليه أن دور التقنيات الناشئة لا يقتصر اليوم على تعزيز البنية التحتية بل يمتد إلى إنشاء مُدن قادرة على التكيف تتميز بالاستباقية وبالكفاءة في معالجة التحديات، حيث صُممت المدن المعرفية للاستفادة من الكميات الضخمة من البيانات التي تُنتَج داخل منظومتها، ليس لتحسين الخدمات المقدمة فحسب بل أيضًا لتوقع الاحتياجات المستقبلية.
وأفاد أنه بدءًا من أنظمة إدارة المرور الذكية التي تسهم في تقليل الزحام وتحسين السلامة على الطرق وصولًا إلى المنصات الرقمية التي توفر خدمات متكاملة للمواطنين أصبحت التقنية ركيزة أساسية للتطور الحضري الحديث، منوهًا بأن الحلول التقنية المصممة بشكل مسؤول والمعتمدة على أحدث التقنيات تساعد المدن لتصبح أكثر مرونة في مواجهة الصدمات، سواء كانت بيئية أو اقتصادية أو اجتماعية، وتُعتبر هذه الحلول ضرورية لجعل المدن صالحة للعيش وصديقة للبيئة وجاهزة للمستقبل، مبينًا أن المملكة وفي ظل رؤية السعودية 2030 تسعى إلى تطويع التقنية لإضفاء طابع عصري على مدنها وتعزيز جودة الحياة فيها ليتمتع الجميع بحياة زاهرة فيها.
ولفت الدكتور الوقيت النظر إلى أن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” تقوم بجهود كبيرة في مجال المدن الذكية وتقود جزءًا كبيرًا من هذا التقدم التقني المذهل من خلال دعم مختلف الجهات الحكومية وإطلاق العديد من المبادرات المتعلقة بالمدن الذكية، مستشهدًا معاليه بإنشاء منصات مبتكرة مثل المنصة الوطنية للمدن الذكية “Smart C” التي تشكل الأساس لجميع مبادرات المدن الذكية في المملكة والتي تهدف إلى تنفيذ حلول استباقية وذكية لتحسين المشهد الحضري والتخفيف من الزحام المروري والحد من الحوادث المرورية الخطيرة.
وعرّج في كلمته على عدد من المبادرات التي أطلقتها الهيئة وأسهمت في دعم جهودها في مجال المدن الذكية مثل السحابة الحكومية “ديم” التي لم يقتصر دورها على تسريع التحول الرقمي لأكثر من 200 جهة حكومية بل ساعدت أيضًا في خفض استهلاك الطاقة بمقدار 64 ميجاوات وتقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 608 كيلوات طن، وبنك البيانات الوطني “NDB” الذي يُعد مبادرة رئيسية أخرى تعزز عملية اتخاذ القرارات المدعومة بالبيانات في كلا القطاعين العام والخاص من خلال دمج أكثر من 370 نظامًا و420 خدمة مشاركة بيانات مما أسهم في تحسين مستوى مشاركة البيانات بين الجهات الحكومية والإسهام في بناء اقتصاد رقمي قائم على البيانات الأمر الذي يعزّز من مكانة المملكة في المشهد العالمي للمدن الذكية.
وأشار في هذا الصدد إلى منصة “استشراف” في “سدايا” كمثال بارز يؤكد النهج الاستباقي للمملكة في توقع التحديات الحضرية المستقبلية من خلال تسخير التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، حيث لا يقتصر دور المنصة على تقديم رؤى في الوقت اللحظي لصانعي القرار فحسب، بل تقوم أيضًا بدور محوري في تقليل التكاليف، إذ أسهمت هذه المنصة حتى الآن في تحقيق وفورات تزيد عن 51 مليار ريال سعودي “13.6 مليار دولار أمريكي” في الكفاءات التشغيلية مما يحسن قدرة المملكة على التكيف والابتكار للاستجابة للاحتياجات الحضرية المستجدة.
وتطرق معاليه إلى تطوّر تطبيق “توكلنا” في “سدايا” الذي أُطلق في البداية كجزء من الاستجابة لجائحة “COVID-19” ليصبح اليوم تطبيقًا وطنيًا شاملًا مصممًا ليكون الرفيق الرقمي للأفراد في جميع أنحاء المملكة، مبينًا أن التطبيق يهدف إلى تحسين جودة الحياة لأكثر من 30 مليون مستخدم في المملكة من خلال تقديم أكثر من 315 خدمة حكومية، مما يُثري تجربة المواطنين والمقيمين والزوار، ويجعله جزءًا أساسيًا من إستراتيجية التحول الرقمي للمملكة.
اقرأ أيضاًالمملكةوزير الإعلام اليمني: المملكة الداعم الأول لليمن في تحقيق التنمية المستدامة
وأشاد معاليه بما وصلت إليه مدن المملكة من مكانة رائدة على المستوى العالمي حيث دخلت خمس مدن سعودية في مؤشر “IMD” للمدن الذكية، وحصلت العاصمة الرياض على المركز الخامس والعشرين عالميًا والثالث إقليميًا مرسخة مكانتها كمدينة رائدة في التحول الحضري، وفي صميم النجاح الذي حققته مدينة الرياض، يقع مركز عمليات الرياض الذكية “Smart ROC” والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لمراقبة البنية التحتية الحضرية وإدارة حركة المرور وضمان السلامة، وأسهمت حلول الزحام القائمة على الذكاء الاصطناعي في تقليل الزحام بنسبة 36% خلال المناسبات الكبرى، مما جعل المدينة نموذجًا يحتذى به في مجال المرونة الحضرية.
وتطرق الدكتور الوقيت في كلمته إلى مشروع “نيوم” أحد مشاريع المملكة الطموحة التي تجسد مستقبل الحياة الحضرية، ومن خلال اعتمادها على الجيل القادم من البنية التحتية والتوائم الرقمية والخدمات القائمة على الذكاء الاصطناعي، مفيدًا أن نيوم تفتح الآفاق لعصر جديد من المدن المستدامة والخالية من الكربون، ويظهر هذا المشروع الطموح التزام المملكة بإنشاء مدن معرفية قادرة على توقع الاحتياجات وتقديم حلول مبتكرة للمستقبل.
وأشار معاليه في ذلك السياق إلى بروز “تروجينا” في نيوم كواحدة من المدن المعرفية والوجهات العالمية المستقبلية والتي من المقرر أن تستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية عام 2029م، وقال معاليه: تسير تروجينا في رحلة رائعة لدمج التقنيات المعرفية وتقديم تجارب استثنائية للمستقبل، كما أنها تمثل رمزًا للابتكار، حيث تجمع بين حلول المدن الذكية والتجارب السياحية والرياضية الفريدة، لتضع معايير جديدة للوجهات العالمية، أما مشروع البحر الأحمر -القائم كليًا على الطاقة المتجددة- فيُعد رائدًا في مجال السياحة المستدامة، إذ يعيد تعريف مفهوم التنمية الصديقة للبيئة.
وشدد معاليه على أن التزام المملكة نحو المدن الذكية يمتد إلى ما هو أبعد من حدودها، ففي فبراير 2024، استضافت المملكة المنتدى العالمي للمدن الذكية الذي جمع باحثين ومستثمرين وخبراء الصناعة وقادة الفكر العالميين لمناقشة مستقبل المدن، ولقد أظهر هذا المنتدى التزام المملكة الراسخ بتعزيز الحوار العالمي حول المرونة الحضرية والاستدامة و مستقبل الحياة الحضرية، لافتًا النظر إلى أن المملكة ستستفيد من التقنيات المتقدمة لتقديم تجارب عالمية المستوى للحضور الدولي لمعرض إكسبو 2030، ولن يركز المعرض على التقنيات التي تحقق رفاهية الأفراد فحسب، بل سيعزز أيضًا أجندة الاستدامة وجودة الحياة العالمية، مما يرسّخ مكانة الرياض كرائدة في ابتكارات المدن الذكية.
وخلص معاليه إلى القول إن رؤية المملكة 2030 لمُدن المملكة ليست مجرد رؤية للتقدم التقني بل هي رؤية للمسؤولية العالمية المشتركة حيث تتماشى الجهود في المدن الذكية مع الأهداف العالمية التي تعطي الأولوية للاستدامة، والمرونة، وجودة الحياة من أجل خير البشرية.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية والذکاء الاصطناعی البنیة التحتیة للمدن الذکیة المدن الذکیة فی مجال من خلال أکثر من
إقرأ أيضاً:
شراكة استراتيجية بين إعلانات يانغو “Yango Ads” وشركة “دكتور نيوترشن” لخصيص الإعلانات الصحية من خلال حلول إعلانية متخصصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي
أبرمت يانغو آدز “Yango Ads”، منصة تكنولوجيا الإعلانات الرائدة في مجموعة يانغو، شراكة استراتيجية مع “دكتور نيوترشن”، أكبر علامة تجارية متخصصة في برامج الحمية، والمنتجات الطبيعية، ومكملات التغذية في الشرق الأوسط. في إطار هذا التعاون، ستتضافر جهود منصة يانغو آدز “Yango Ads” الشاملة للحلول الإعلانية على منصات البيع بالتجزئة مع المنظومة الرقمية لشركة “دكتور نيوترشن”، مما يفتح آفاقاً جديدة لتعزيز الإيرادات والتفاعل الشخصي مع العملاء في سوق تجارة التجزئة للرعاية الصحية الذي يتمتع بالنمو السريع والاعتماد على البيانات.
يسخّر هذا التكامل الشامل بيانات الطرف الأول لاستهداف الجمهور من خلال إدارة الإعلانات، وعرضها، ودعم المخزون، وزيادة قاعدة الجمهور، وتحليل بيانات وتفاعلات المستخدمين، بالإضافة إلى الإشراف التشغيلي الحصري من يانغو آدز “Yango Ads”، مما يضمن حصول العملاء على توصيات بالمنتجات، ومحتوى مناسب، وعروض ذات صلة خلال التسوّق أونلاين لمنتجات الصحة والعافية.
وبهذه المناسبة، صرّح إيفجيني بافلوف، المدير العام لشركة يانغو آدز “Yango Ads” في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: “يعتمد سوق المستهلكين بصورة كبيرة على الأبحاث، مما يؤكد أهمية التوقيت الدقيق والرسائل ذات الصلة في إحداث أكبر فرق. تُساهم الحلول الإعلانية المصممة لقطاع التجزئة بمساعدة العلامات التجارية على التواصل مع المستهلكين المهتمين بالصحة. تجمع شراكتنا مع ”دكتور نيوترشن” بين الدقة المُعتمدة على الذكاء الاصطناعي والرؤية المُتعمّقة لسلوكيات المستهلكين لتقديم تجربة إعلانية أكثر ذكاءً مع تحقيق أقصى فائدة لجميع الأطراف. من خلال هذه الشراكة، ستتمكّن الشركة من تلبية احتياجات عملائها بشكل أفضل، وتقديم التوصيات والدعم الأكثر صلة في الوقت المناسب. يُعدّ الشرق الأوسط أحد أكثر الأسواق الديناميكية لهذا التحوّل، حيث يتسوّق 44% من المستهلكين الآن عبر الإنترنت يومياً أو أسبوعياً، وهو ما يفوق المتوسط العالمي بكثير.”
تُركّز شركة “دكتور نيوترشن”، التي تضم أكثر من 200 متجر في 10 دول في دول مجلس التعاون الخليجي وشمال أفريقيا، بشكل متزايد على التخصيص لتلبية التوقعات المُتطورة للمستهلكين اليوم. سيُتيح الحل الجديد للشركة تقديم اقتراحات مُستهدفة للمنتجات ونصائح صحية بصورة آنية، مما يرتقي بتجربة كل مستخدم ويُعزز ريادة الشركة في قطاع الصحة والمكملات الغذائية. ومع التوقعات بأن تصل إيرادات التجارة الإلكترونية في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى 8 مليارات دولار أمريكي في عام 2025، تأتي هذه الشراكة مع شركة “دكتور نيوترشن” في أفضل وقت للاستفادة من هذا النمو من خلال الإعلانات الرقمية المخصصة.
ومن جهته، قال السيد أشرف جمال، رئيس قسم التجارة الإلكترونية في شركة “دكتور نيوترشن”: “في قطاع صحي تنافسي وسريع التغير، تُقدّم لنا الحلول الإعلانية المتخصصة في قطاع التجزئة الأدوات اللازمة للتميز بخدماتنا وتقديمها بأسلوب أكثر تخصيصاً. تتمحور رسالتنا في “دكتور نيوترشن” حول تسهيل الوصول إلى خدمات ومنتجات الصحة والعافية المخصصة لتلبية احتياجات كل فرد وجعلها أكثر ارتباطاً بحياة العملاء. فبدلاً من الرسائل العامة، تُمكّننا رؤى يانغو آدز القائمة على البيانات من التواصل مع الجمهور بناءً على اهتمامهم وأهدافهم، مما يُساعدنا على تعزيز دورنا كشريك موثوق في مجال الصحة والعافية يُدرك الأهداف الفريدة لكل عميل ويدعمه في كل مرحلة من مراحل رحلته الصحية.”
وفي تعليقه على الشراكة، أضافت يوليا كيم، رئيسة شراكات العلامات التجارية في يانغو آدز “Yango Ads” في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: “تعتمد المزيد من العلامات التجارية في المنطقة على الحلول الإعلانية المتخصصة في قطاع التجزئة لسد الفجوة بين وعي العملاء وتحويلهم إلى العلامة التجارية. مع “دكتور نيوترشن”، ينصب التركيز على بناء تجربة إعلانية عالية الأداء تُركز على العملاء، وذلك عبر تحويل البيانات إلى رؤى عملية لتحقيق قيمة طويلة الأجل للعلامة التجارية ومستخدميها.”