23شهيدا في غزة والاحتلال يواصل حصار وتدمير شمال القطاع
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
الثورة /وكالات
استشهد 23 فلسطينيا منذ فجر أمس الجمعة، بسلسلة غارات إسرائيلية على جميع أنحاء قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية منذ أكثر من عام، في حين يواصل جيش الاحتلال حصار شمالي القطاع لليوم الـ35 على التوالي وسط قصف مدفعي متواصل.
وتفيد الأنباء من مناطق شمال القطاع، أن عشرات جثامين الشهداء لم تنتشل بعد بسبب حظر الاحتلال عمل الدفاع المدني.
وواصلت طائرات الاحتلال ومدفعيته غاراتها وقصفها العنيف -امس الجمعة- على أرجاء متفرقة من قطاع غزة، مستهدفة منازل وتجمعات النازحين وشوارع، موقعة عشرات الشهداء والجرحى.
وتواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح، منذ 7 مايو الماضي، وعدة محاور من غزة وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة، وعمليات نسف لمنازل المواطنين في مخيم جباليا.
ولليوم الـ 35 تواليا، يرزح شمال غزة ومخيم جباليا وبيت لاهيا على وجه الخصوص، تحت حصار وتجويع إسرائيلي وسط قصف جوي ومدفعي عنيف، وعزل كامل للمحافظة الشمالية عن غزة.
وتواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 17 تعطيل عمل الدفاع المدني قسرا في مناطق شمال قطاع غزة بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنون هناك بدون رعاية إنسانية وطبية.
ووجه مستشفى المعمداني نداء عاجلا لكل من هو قادر على التبرع بالدم بالتوجه للمستشفى لتغطية النقص الحاد في وحدات الدم اللازمة لإنقاذ حياة الجرحى.
واستشهد الصحفي والمراسل الرياضي خالد أبو زر، جراء قصف إسرائيلي وسط قطاع غزة.
وارتقى شهيد بقصف الاحتلال محيط حي أصلان مقابل مدرسة تل الزعتر في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 39 شهيدا و123 إصابة خلال الـ (24 ساعة الماضية).
وقالت الوزارة في تحديثها اليومي: لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأكدت ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 43,508 شهداء و102,684 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
وارتقى 4 شهداء وعدد من المصابين إثر استهداف الاحتلال تجمعا لفلسطينيين في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
وارتقى 4 شهداء في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا قرب فندق المشتل شمال غرب مدينة غزة.
واستشهد صياد وأصيب 3 آخرون جراء قصف زوارق الاحتلال فجر أمس لساحل بحر مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأصيب عدد من المواطنين في قصف جوي صهيوني استهدف منزلًا في منطقة “أبو معلا” شمال غربي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وارتقى شهداء وأصيب آخرون في قصف للاحتلال محيط صالة حمدان بمنطقة الجنينة في رفح جنوب القطاع
واستشهد أربعة مواطنين وأصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال منزلا في حي المنشية ببلدة بيت لاهيا، شمال القطاع.
واستشهد أب وابنه جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة عمران في منطقة التحلية شرق خانيونس.
واستشهد 9 مواطنين من عائلة حمادة جراء قصف الاحتلال منزلهم في حي الدرج في مدينة غزة الليلة الماضية.
وكثف جيش الاحتلال عمليات تدمير المباني والمربعات السكنية بمخيم جباليا وبيت لاهيا، حيث سُمعت أصوات الانفجارات من مدينة غزة وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد.
وفي وقت سابق ، وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن إسرائيل ارتكبت مجزرتي مخيم الشاطئ ومخيم جباليا بغطاء أمريكي، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي عمليات الإبادة والتطهير العرقي منذ أكثر من شهر شمال القطاع، ويُجبر المواطنين على النزوح القسري تحت وطأة القصف والحرمان من الماء والدواء والطعام في ظل انهيار المنظومة الصحية.
وأفادت قناة الأقصى الفضائية بأن زوارق حربية إسرائيلية نفذت، صباح أمس الجمعة، قصفا مكثفا لشاطئ بحر مخيم النصيرات ومدينة رفح وسط وجنوبي القطاع.
وعلى صعيد الفعل المقاوم، قالت كتائب عز الدين القسام إنها قامت “بالاشتراك مع كتائب عمر القاسم بدك قوات العدو جنوب شرق حي الشجاعية بمدينة غزة بقذائف الهاون”.
كما بثت ” القسام” مشاهد من تفجير مقاتليها آلية عسكرية إسرائيلية شمال غرب مدينة غزة.
وأظهرت المشاهد تجهيز مقاتلي القسام عبوة شديدة الانفجار من نوع “شواظ 3″، ومن ثم زرعها في الطريق الذي ستسلكه آليات إسرائيلية في محيط منطقة “الخزندار” شمال غرب غزة.
ومن جهتها ذكرت سرايا القدس أنها قصفت “بقذائف الهاون تمركزا لجنود العدو الصهيوني على خط الإمداد في محور نتساريم وسط قطاع غزة”.
وكانت السرايا أعلنت في وقت سابق أن مقاتليها دمروا “دبابة ميركافا بتفجير عبوة ثاقب شديدة الانفجار”، قرب بركة أبو راشد وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية قالت كتائب القسام إنها حققت إصابات في قوات الاحتلال بعد إيقاع آلية إسرائيلية في كمين بعبوات ناسفة داخل الحي الشرقي في جنين بالضفة الغربية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
يواصل حملته العسكرية واسعة النطاق في القطاع.. الاحتلال يؤسس للتهجير وتفكيك غزة تحت غطاء الحرب
البلاد – غزة
في أحدث تصريحاته، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو النقاب عن بُعد جديد في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه قطاع غزة، بالإشارة إلى “عمل الحكومة على إيجاد بلدان تستقبل سكان غزة”. رغم صياغة التصريح بلغة تبدو إنسانية، فإن السياق السياسي والعسكري المحيط به يُشير إلى محاولة إحياء مشروع الترحيل القسري للفلسطينيين، أو ما يمكن تسميته بـ”النكبة الجديدة”، لكن هذه المرة تحت عباءة “النقل الطوعي”.
إسرائيل التي تواصل حملتها العسكرية واسعة النطاق في القطاع، والتي وصفها نتنياهو بأنها ستدخل غزة “بكل قوتها”، لا تُخفي رغبتها في تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي لغزة. هذه الرغبة ظهرت مبكرًا مع حديث بعض المسؤولين الإسرائيليين عن “تفريغ” القطاع من سكانه عبر الضغط العسكري والاقتصادي والإنساني، في ظل صمت دولي وتواطؤ سياسي إقليمي ضمني.
وطرحت تل أبيب سابقًا، ضمن ما تسرب من خطط ما بعد الحرب، تصورات تتضمن نقل سكان غزة إلى دول ثالثة، مع الادعاء بأن هذه العملية ستكون طوعية. إلا أن الوقائع على الأرض – من تجويع ممنهج، وتدمير شامل للبنية التحتية، وحرمان الملايين من أساسيات الحياة – تُظهر أن البيئة التي تُهيأ في غزة تهدف إلى دفع الفلسطينيين للهروب منها بحثًا عن الحياة، ما يجعل أي “نقل طوعي” في الحقيقة شكلًا من أشكال الترحيل القسري المحظور دوليًا.
تصريحات نتنياهو بعدم وجود “أي سيناريو لوقف الحرب”، تزامنت مع تحرك دبلوماسي إسرائيلي في الدوحة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس عبر وساطة قطرية وأميركية، في ملف تبادل الأسرى. هذا التناقض بين استمرار القتال والانخراط في مفاوضات، يكشف عن ازدواجية تكتيكية تهدف إلى تعزيز المكاسب الميدانية من جهة، وتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى تتعلق بإعادة تشكيل غزة ديموغرافيًا وسياسيًا من جهة أخرى.
في هذا الإطار، جاءت عملية “عربات جدعون” العسكرية، التي تهدف إلى السيطرة البرية على مزيد من مناطق القطاع. وبينما أعلنت تل أبيب تعليقها مؤقتًا بانتظار زيارة الرئيس الأمريكي، فإن الرسالة واضحة: استمرار الاحتلال الفعلي لغزة وتجذير الوجود العسكري الإسرائيلي فيها قد يكون جزءًا من خطة بعيدة المدى لتحويل القطاع إلى منطقة غير قابلة للحياة، ما يدفع السكان إلى خيار “الخروج الطوعي”.
وفي الجانب الإنساني، تحذر الأونروا والجهات الدولية من خطر المجاعة الشامل، حيث بات أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر الموت جوعًا، في ظل الحصار الكامل الذي تفرضه إسرائيل منذ مارس، ورفضها إدخال المساعدات، بما فيها الغذائية والطبية. تقارير المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، تشير إلى أن “الضرر غير القابل للعكس” بدأ يصيب المجتمعات المحلية داخل غزة، نتيجة النزوح المتكرر والدمار الواسع.
وفي الوقت الذي تؤكد فيه الأونروا أن لديها آلاف الشاحنات الجاهزة للدخول إلى القطاع، تُصر إسرائيل على نفي وجود أزمة إنسانية، في تجاهل صارخ للواقع، ما يعزز فرضية أن خلق هذه الأزمة جزء من هندسة استراتيجية لتفريغ القطاع من سكانه بوسائل غير مباشرة.
ما يبدو على السطح كحرب على حماس أو عملية أمنية واسعة النطاق، يندرج فعليًا ضمن مشروع سياسي أعمق يتبنى فرضية “الحل السكاني” لقضية غزة، عبر الضغط العسكري والإنساني لتهجير السكان. ما يجري اليوم ليس فقط حملة عسكرية، بل إعادة تشكيل جيوسياسية لسكان القطاع وحدوده ودوره في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وفي هذا السياق، يُعاد إحياء مفاهيم تعود إلى 1948، لكن ضمن أدوات حديثة، تدمج بين الحرب والدبلوماسية والتجويع، لفرض واقع ديموغرافي جديد يخدم المصالح الإسرائيلية الاستراتيجية في الإقليم.