صناعة بيوت الشعر.. تراث شتوي تتقنه مسنات الحدود الشمالية
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
المناطق_متابعات
مع دخول فصل الشتاء، تحافظ المسنات في منطقة الحدود الشمالية على حرفة صناعة بيوت الشعر التي توارثتها الأجيال، وتُعد رمزًا للكرم والأصالة. وتعتمد هذه المهنة التقليدية على شعر الماعز والضأن، بفضل الثروة الحيوانية الوفيرة في المنطقة التي تضم أكثر من 7 ملايين رأس من الإبل والماشية.
وتوضح الحرفية أم ندى أن السيدات يستعددن مبكرًا لهذه الصناعة، حيث يُنتجن بيوت الشعر بأحجام وألوان متنوعة باستخدام أدوات تقليدية مثل “المطرق” و”الأوتار”، وتتراوح مدة نسج بيت الشعر حسب خبرة الصانعة من ثلاثة أيام إلى أسبوع.
وترافق هذه الصناعة أجواء تقليدية يتبادل فيها الصانعات أبيات الشعر الشعبي، ويبلغ سعر بيت الشعر من 1600 إلى 6000 ريال حسب الحجم والإضافات.
وتفضل العديد من العائلات اقتناء بيوت الشعر وتزيينها بالنقوش التراثية لاستخدامها في البراري الشاسعة، خاصة مع اعتدال الأجواء في المنطقة الشمالية التي تجذب عشاق الرحلات البرية.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
إقرأ أيضاً:
” النادي الأدبي” و”الثقافة والفنون” بالحدود الشمالية يوثّقان تاريخ المنطقة
يتشارك النادي الأدبي الثقافي وجمعية الثقافة والفنون بمنطقة الحدود الشمالية من خلال معارض تعريفية ونشاطات توثيقية تهدف إلى حفظ تاريخ المنطقة، وإحياء تراثها في ذاكرة الأجيال.
ويعملان جنبًا إلى جنب على تنظيم فعاليات ومعارض تعريفية متخصصة، تستعرض الموروث الثقافي للمنطقة، وتوثق مراحل تطورها منذ النشأة الأولى.
وتحمل هذه المعارض طابعًا توثيقيًا بصريًا وفنيًا وأدبيًا، إذ تُعرض فيها صور نادرة، ووثائق قديمة، ولوحات فنية، ومجسّمات تمثل نمط الحياة القديم، إلى جانب مشاركات أدبية تحاكي الذاكرة الشفهية للمنطقة.
أخبار قد تهمك الثروة الحيوانية.. كنز الأمن الغذائي ومصدر الاستدامة في الحدود الشمالية 4 يوليو 2025 - 8:17 مساءً “محافظة طريف”.. تنوع تاريخي وثقافي يعود إلى عصور ما قبل الإسلام 2 يوليو 2025 - 6:35 مساءًوتحوّلت أروقة النادي الأدبي والجمعية إلى منصّات ثقافية تفاعلية تستقبل الزوّار والمهتمين، وتقدّم لهم سردًا حيًا عن سيرة المكان، من خلال مقتنيات وأعمال فنية تستعرض تطوّر الحياة الاجتماعية والتعليمية والعمرانية والأدبية في مدن المنطقة وقراها.
وأسهم النادي في توثيق نشأة المنطقة من خلال تأليف سبعة كتب، منها: التابلاين ودوره التنموي، والحدود الشمالية.. أصالة وحضارة، وقصر الملك عبدالعزيز بلينة، والتراث المادي وغير المادي، وإطلالة على العالم؛ إذ وثّقت هذه الأعمال أهم المراحل الإستراتجية في مسيرة المنطقة تعليميًا، وصحيًا، واجتماعيًا، وصناعيًا.
وتحتضن جمعية الثقافة والفنون العديد من المشاركات الوطنية في الموروث الشعبي للمنطقة، من أبرزها وأشهرها فن الدحة العريق الممتد منذ عقود طويلة، إضافةً إلى معرض التراث الذي يحكي عن الأعمال الحرفية التي اشتهرت بها المنطقة، مثل نسيج السدو الذي تتقنه السيدات الكبيرات في السن، وغيرها.
وتسعى هذه المبادرات لتكون جزءًا من المسؤولية الثقافية والوطنية تجاه المجتمع، من خلال تأصيل الهوية المحلية، وربط الجيل الحاضر بجذوره الثقافية.
ويقدمان العديد من المبادرات لإثراء المحتوى الثقافي، ودعم الحراك الإبداعي في المنطقة، وإتاحة الفرصة للمبدعين والباحثين والفنانين للتعبير عن ملامح تراثهم من خلال الفن التشكيلي، والتصوير، والمسرح، والشعر، والقصة.
وتُعد هذه الجهود امتدادًا لرؤية المملكة 2030 في دعم الثقافة كونها عنصرًا رئيسًا في التنمية الوطنية، حيث يسعى النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون بالحدود الشمالية إلى تحويل التراث المحلي من مادة أرشيفية إلى منتج ثقافي معاصر ينبض بالحياة، ويعكس تنوّع وثراء الإنسان في الشمال.