بغداد اليوم - بغداد

على الرغم من أن أساليب التجسس والتنصت موجودة في أغلب المجتمعات على مستوى العالم، إلا أنها تفشت في العراق بشكل كبير، حيث اصبحت التسريبات الصوتية ظاهرة طارئة وأسلوب عصري بدأت تتبعه القوى السياسية في إسقاط خصومها، مستفيدة من التطور التكنولوجي وجهل البعض بتقنياته وسلوك الفساد لدى بعض السياسيين.

المحلل السياسي علي البيدر، يعلق على الملف الذي أطلق عليه مؤخرا "حرب التسريبات الصوتية"، ويبيّن ما إذا كانت استهدافًا سياسيًا أم محض صدفة.

وأوضح البيدر في حديث لـ"بغداد اليوم" الأحد (10 تشرين الثاني 2024)، أن "هذه التسريبات تأتي كجزء من الصراع السياسي ومحاولة لتسقيط الخصوم".

وأضاف، أن "بعض هذه التسريبات تم التلاعب بها وفبركتها بهدف خلق أزمة سياسية تزعزع الاستقرار في البلد، لكن جزءًا منها يعكس واقعًا يؤكد وجود خروقات وخلل لا يمكن التغاضي عنه".

وأشار إلى أن "هذه التسريبات تكشف عن عدم اكتمال النضج في الأداء السياسي الحالي".

هدف نشرها في هذا التوقيت

وأخذت عاصفة التسريبات بالانتشار على نطاق واسع في الآونة الاخيرة، إذ تضمنت تسجيلات صوتية لبعض المسؤولين العراقيين الحاليين والسابقين يتحدثون فيها عن قضايا سياسية، اقتصادية، وأمنية حساسة، لتثير تلك التسريبات تساؤلات حول دوافع الجهات التي تقف وراءها، والهدف من نشرها في هذا التوقيت.

وفي حين يؤكد مراقبون أن "التسريبات كشفت عن صراعات داخلية بين بعض الجهات السياسية والأمنية، ما أدى إلى اهتزاز الثقة بين المواطنين وبعض المسؤولين، غير أن آخرين يعتبرون التسريبات وسيلة ضغط وإضعاف للخصوم السياسيين، حيث يتم نشرها غالبا لإحراج المسؤولين وتشويه صورتهم أمام الرأي العام أو "حرب مبكرة" بدأت باستهداف حكومة محمد شياع السوداني، قبل الانتخابات، لما حققته من نجاحات كبيرة على مختلف المستويات الداخلية والخارجية".

دور الأمن السيبراني

وأيا ما كان الأمر، فإن تلك التسريبات الصوتية تعد جزءا من صراعات معقدة في المشهد العراقي، لتفتح الباب أمام تساؤلات حول الأمن السيبراني وقدرة الأجهزة العراقية على حماية المعلومات، وتميط اللثام عن تحديات تواجه العراق في تحقيق استقرار سياسي وأمني طويل الأمد.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي في مواجهة البشر.. من ينجو ومن يُستبدل؟

انطلق في صباح اليوم الأربعاء، ندوة نظمها المركز المصري للدراسات الاقتصادية بعنوان: "الذكاء الاصطناعي في مواجهة البشر.. من ينجو ومن يُستبدل؟" والتي ناقشت تأثير التحول الرقمي على مستقبل الوظائف ودور الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي، وذلك بحضور العديد من الشخصيات وهم مها عبدالناصر، عضو مجلس النواب المصري، ماجد عز الدين، الشريك التنفيذي لمكتب برايس وترهاوس كوبرز مصر، أكرم القصاص، الكاتب الصحفي، و الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي ومدير البحوث بـ المركز المصري للدراسات الاقتصادية.

 

وتناول المؤتمر الحديث عن، أن العالم يقف اليوم أمام مرحلة فاصلة قد تعيد رسم خريطة التوظيف، وتثير تساؤلات جادة حول قدرة الإنسان على الصمود أمام زحف الآلات، على الرغم من التوسع الكبير في قدرات الذكاء الاصطناعي، فإن بعض المجالات ما زالت تتطلب ذكاًء عاطفيًا وتفاعلًا إنسانيًا لا يمكن للآلات تقليده، وفي ظل هذا الواقع المتغير، يشدد الخبراء والضيوف على ضرورة الاستعداد المبكر لموجة التحول الرقمي عبر تطوير مهارات يصعب على الذكاء الاصطناعي تقليدها، مثل:التفكير النقدي والتحليلي، والذكاء العاطفي، والمرونة الرقمية والتعلم المستمر.

كما ينصحون بالتوجه نحو القطاعات المقاومة للأتمتة، مثل الرعاية الصحية والتعليم، والمطالبة بإطلاق برامج تدريبية لإعادة تأهيل القوى العاملة بما يواكب احتياجات سوق العمل المستقبلية.

وفي بداية الحديث تحدث أكرم القصاص، الكاتب الصحفي، قائلا: أنه بدأ عمله المهني في ١٩٨١، وكان شاهد على بداية الكتابة الصحفية البدائية، بداية من الكتابة على الورق وتجمعيه بحروف رصاص، ثم تطور إلي الجمع التصويري، ومع ظهور الكمبيوتر ثم الابل ماكنتوش والتي تعمل الجريدة كلها لظهور الفيلم الخاص بالجريدة الورقية، لذا كانت كل مرحلة من تلك المراحل كانت الصحافة مهددة بالانتهاء، بداية من ظهور الإذاعة والتلفزيون والإنترنت إلا أن الصحافة الورقية لم تنتهي، وبرغم التطور التكنولوجي إلا أن الصحافة تقاوم وتطور من نفسها وتتكيف مع هذا التطور.

 

ولفت إلي أن الصحافة الرقمية لم تعد هي الصحافة المكتوبة، كما أن دور الصحافة الرقمية ظهرت مع ظهور الأحداث الحالية ونشرها في نفس اللحظة، لذا اخذت في فترة من الفترات لقب العهد الذهبي لها، وكانت تتقدم بسرعة مهولة، كما أن الموبايل أصبح واجهة الإنسان على العالم، كما أن برغم ظهور الصحافة الرقمية إلا أنها أظهرت وظائف شاغره جديدة مثل المحلل السياسي والاقتصادي والدولي ومهنة الجرافيك ديزاينر، وهذا يعني أن التطور لم يمحي وظائف بل يستطيع الإنسان أن يقاوم التطور التكنولوجي ويطور من إمكانياته الذاتية للتكيف مع الواقع التكنولوجي، لذا فإن التطور التكنولوجي يقع مابين الفرص والمخاوف الكبيرة.

 

ومن جانبها، أكدت الدكتورة عبلة عبد اللطيف، المدير التنفيذي ومدير البحوث بـ المركز المصري للدراسات الاقتصادية، أهمية تدخل الحكومة لمواجهة التحولات المتسارعة في سوق العمل الناتجة عن انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، من خلال تأهيل الشباب بالمهارات المطلوبة في مختلف التخصصات، بما يتماشى مع متطلبات الاقتصاد الرقمي الحديث.

 

وأوضحت "عبد اللطيف" أن التحول الكامل نحو الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يتطلب استثمارات ضخمة لا تتوافر في الوقت الحالي داخل مصر، مشيرة إلى أن ذلك يمثل فرصة لتعزيز وتطوير القدرات البشرية بدلاً من استبدالها بالتقنيات الحديثة، مؤكدة أن البشر سيظلون عنصرًا محوريًا في عملية التنمية مهما تقدمت التكنولوجيا.

 

ودعت إلى الاستفادة من التجربة السنغافورية التي ركزت على تطوير التعليم الفني ودعم المتميزين فيه، معتبرة أن تطبيق نموذج مماثل في مصر من شأنه أن يسد الفجوة بين التعليم وسوق العمل، ويؤهل الشباب للمنافسة في بيئة عمل مستقبلية قائمة على التكنولوجيا والابتكار.

 

وفي نفس الإطار، أكدت النائبة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب المصري، أن وظائف خدمة العملاء تُعد من أكثر المهن عرضة للاستبدال بتقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن هذا التحول قد يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة بين الشباب والخريجين العاملين في هذا المجال داخل مصر.

 

وأوضحت "عبد الناصر" خلال مشاركتها في ندوة بعنوان "الذكاء الاصطناعي في مواجهة البشر.. من ينجو ومن يُستبدل؟"، أن الوظائف القائمة على مهارات التواصل، والتحليل، وحل المشكلات ستظل قادرة على الصمود أمام التطور التكنولوجي، لأن الذكاء الاصطناعي لا يمكنه استبدال القدرات الإنسانية في الإبداع والتفاعل.

 

ودعت عضو مجلس النواب إلى ضرورة تدخل الدولة لتأهيل  الشباب واكتسابهم المهارات الرقمية والتقنية التي تتماشى مع متطلبات سوق العمل الحديثة، مؤكدة أن الاستثمار في التعليم والتدريب يمثل حجر الأساس لحماية الوظائف وضمان استمرارية النمو الاقتصادي.

 

كما أشارت إلى أن الزراعة الحديثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تمثل أحد المجالات التي قد تشهد تراجعًا في الاعتماد على العنصر البشري، ما لم يتم إعادة تأهيل العاملين وتطوير قدراتهم بما يواكب التحول الرقمي ويعزز الإنتاجية في هذا القطاع الحيوي.

 

 

ومن الناحية الاقتصادية، أكد ماجد عز الدين، الشريك التنفيذي لمكتب برايس ووترهاوس كوبرز – مصر، أنه مع اختلاف العقود هناك تطورات في مهنة المحاسبة والبنوك، ففي التسعينات الاستعانة بالأعمال اليدوية، ثم الاستعانه بالاله الحاسبة، ثم استخدام برنامج الاكسيل، ثم ظهور الأعمال من خلال اللاب توب والايفون أو ريموتلي من المنزل، وبرغم من التطور التكنولوجي، إلا أننا مازلنا في احتياج العنصر البشري، وذلك لأنه يعتمد على المشاعر والأحاسيس، وتلك غير متواجدة في برامج الذكاء الاصطناعي، لذا فبرغم أن الذكاء الاصطناعي هيغير من المهن، الا أنها من الممكن أن تظهر مهن أخرى ولكن لن تختفي المهن الاعتيادية.

ولفت"عز الدين"، إلى أن التطور التكنولوجي المتسارع ودخول تقنيات الذكاء الاصطناعي يهددان عددًا من الوظائف التقليدية مثل المحاسبة وغيرها، إلا أن الاحتياج إلى العنصر البشري سيظل قائمًا، موضحًا أن الوظائف تتطور مع الزمن تبعًا للتغيرات التقنية، غير أن الإنسان يظل محور العمل والإبداع، مشددًا على أهمية مواكبة التطور التكنولوجي لتجنب اختفاء الشركات والوظائف تدريجيًا.

 

وأشار "عز الدين" إلى أن مهنة المحاسبة، التي وُجدت منذ أكثر من 118 عامًا، ما زالت قائمة رغم جميع مراحل التحول الرقمي، مؤكدًا أن ذلك دليل واضح على استحالة استبدال الكائن البشري بالكامل في منظومة العمل الحديثة.

 

مقالات مشابهة

  • متابعة سير العمل وأعمال لجنة التصالح بالمركز التكنولوجي بالبحيرة
  • مى القاضي تدخل في صراعات مع أحمد فهمى في مسلسل 2 قهوة
  • مي القاضي تدخل في صراعات مع أحمد فهمى في مسلسل 2 قهوة
  • علامة مبكرة للخرف.. قد تظهر في الذراعين والساقين
  • الذكاء الاصطناعي في مواجهة البشر.. من ينجو ومن يُستبدل؟
  • الذكاء الاصطناعي يزاحم العمالة في مصر
  • الإفراط في تناول الطعام علامة على مشاكل نفسية مبكرة لدى الفتيات
  • رنا سماحة تكشف سبب حذف صورة الزفاف بعد دقائق من نشرها
  • رئيس جامعة سمنود: التعليم التكنولوجي بوابة المستقبل لصناعة العقول المنتجة
  • بعد نشرها بدقائق.. رنا سماحة تثير الجدل بحذف صورتها بفستان الزفاف