آمال وعقبات أمام مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية «كوب 29»
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بعد أن استضافت مصر قمة الأمم المتحدة للتغيرات المناخية رقم 27، فى نوفمبر 2022، فى مدينة شرم الشيخ، واستضافت دولة الإمارات العربية المتحدة الدورة 28 فى مدينة دبي، انطلق المؤتمر رقم 29 فى باكو عاصمة دولة أذربيجان اعتباراً من أمس 11 نوفمبر الجارى حتى 22 من الشهر نفسه.. العنوان الذى اختارته الأمم المتحدة لمؤتمر الأطراف هذا العام هو «استثمر اليوم لإنقاذ الغد - Invest today to save tomorrow».
الهدف من القمة هذا العام هو تحقيق أهداف اتفاقية باريس (2015) الخاصة بتوفير الأموال اللازمة لتحقيق انخفاض فى الانبعاث الحرارى والتحول التدريجى فى استخدام الطاقة «Energy Transition» من مصادر ملوثة للبيئة إلى مصادر صديقة للبيئة.
هذه القمة سوف تبنى على نجاح مصر فى تنظيم مؤتمر العام قبل الماضي، وإصرارها على تحقيق التزام الدول الغنية (المتسببة فى زيادة الانبعاث الحراري) بتقديم مبلغ ١٠٠ مليار دولار سنوياً إلى الدول النامية (المتضررة من الاحتباس الحراري) للإنفاق على فاتورة التغيرات المناخية، وتعويض الخسائر الاقتصادية الناتجة عن الكوارث الطبيعية التى سببتها التغيرات المناخية. هذه الدورة هدفها الأول هو زيادة التمويل، حيث إن هناك حاجة إلى تريليونات الدولارات لكى تتمكن الأسرة الدولية من حماية كوكب الأرض وخفض انبعاث الغازات الناجمة عن النشاط البشري، وهى فى الأساس غاز ثانى أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النتروجين والكربون الهالوجيني. أو الانبعاث الكربونى الناتج عن حرق الوقود الأحفورى (الفحم والنفط والغاز الطبيعي)، الذى يستخدم فى توليد الكهرباء والنقل (البرى والجوى والبحري) والصناعة. وهناك مصدر آخر لثانى أكسيد الكربون وهو إزالة الغابات للزراعة والتوسع العمرانى والإخلال بالتوازن البيئى «echo system» الذى خلقه الله سبحانه وتعالى.
هدف الخبراء فى المنظمة الدولية هو منع درجة حرارة الأرض من تجاوز واحد ونصف «1.5» درجة مئوية، فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. حيث يبلغ ارتفاع درجة حرارة الأرض الآن «1.1» درجة مئوية فوق ما كانت عليه فى القرن التاسع عشر.
الدول الصناعية الأكثر تسبباً فى الانبعاث الحرارى هى الصين والولايات المتحدة الأمريكية والهند وروسيا. وهذه الدول الأربعة تدخل ضمن أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للمناخ.
للأسف الشديد، وفى خطوة ضارة جداً لمجهودات المنظمة الدولية، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الجمعة 8 نوفمبر، بأن الفريق الانتقالى للرئيس ترامب يعد أوامر تنفيذية وبيانات حول الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، والسماح بمزيد من أعمال التنقيب والتعدين، وإلغاء الإعفاء الذى يسمح للولايات بتطبيق معايير أكثر صرامة لمكافحة التلوث.
أما الدول المتضررة من الانحباس الحرارى فهى الدول النامية بصفة عامة، (مثل جنوب السودان وأفغانستان والفلبين وباكستان) ومجموعة الجزر الكائنة فى المحيطات (مثل مدغشقر وهايتي)، ودلتا بعض الأنهار (مثل مصر والكونغو وبنجلاديش).
الآثار الناتجة عن الانحباس الحرارى وزيادة درجة حرارة الأرض كارثية، حيث تؤثر فى جودة الهواء والماء والتربة، وتسبب كوارث طبيعية مثل الجفاف والفيضانات والحرائق والأعاصير وغيرها. ارتفاع درجات الحرارة يجعل المناطق القطبية الجليدية أكثر دفئاً، ويسبب ذوبانها زيادة مستوى ارتفاع المياه فى البحار والمحيطات، مما يهدد بغرق المدن الساحلية مثل الإسكندرية ودلتا النيل فى مصر.
ارتفاع حدة هطول الأمطار نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، تنتج عنه فيضانات وأعاصير مدمرة كتلك التى شهدتها المدن الساحلية فى أمريكا مؤخراً. وكذلك يؤدى ارتفاع درجة الحرارة إلى التصحر والجفاف وموت الكائنات الحية واشتعال حرائق الغابات. أما الآثار الصحية المترتبة على زيادة الانبعاثات الكربونية فحدث ولاحرج، فهى تؤثر فى جودة الهواء والماء والتربة وتنتج عنها أمراض ومشاكل صحية كثيرة، وخاصةً فى المجتمعات الأكثر فقراً، والتى لا تساهم بأكثر من 1٪ فى انبعاثات الغازات الدفيئة. وتغير أنماط هطول الأمطار سوف يقلل من إنتاج الأغذية الأساسية ويزيد من مخاطر سوء التغذية. وارتفاع مستوى سطح البحر يسبب الفيضانات مما قد يستوجب تهجير السكان. كذلك تزداد فرصة انتقال الأمراض المنقولة بالحشرات مثل الملاريا وغيرها.
تمنياتى بنجاح قمة باكو رغم الصعوبات التى من الممكن أن تواجهها مع إدارة ترامب القادمة.
*رئيس جامعة حورس
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: كوب 29 الاحتباس الحراري الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط يؤكد وقوف اليمن إلى جانب إيران في حقها بالدفاع عن سيادتها
وقال الرئيس المشاط "لا يوجد أي ميثاق دولي يخول لأحد إطلاق كلبه المسعور على من يريد، فميثاق الأمم المتحدة هو العقد الناظم لعلاقات الدول ولن نسمح بتجاوزه".
وأشار إلى أن تجاوز ميثاق الأمم المتحدة يعني تحول العالم إلى غابة لا يعيش فيها إلا القوي.. مؤكدًا أن الواجب على بعض الدول صون الأمن والسلم الدوليين لا الانخراط في العدوان والتدخل في سيادة الدول الأخرى.
وأضاف "إذا انفرط العقد بين دول العالم بسبب عبيد الصهيونية فإن لغة القوة هي البديل".. لافتًا إلى أن غبار المعركة في نهاية المطاف سينقشع على عالم جديد ولا أحد يستطيع اليوم تحديد النتائج وكيف سيكون هذا العالم.
ودعا فخامة الرئيس، جميع دول العالم المحبة للسلام إلى أن ترفع صوتها في وجه التغول الصهيوني قبل أن تصل ناره إلى كل دولة.. مضيفًا "يجب أن تنخرط جميع الدول المحبة للسلام في العمل على وقف العدوان الصهيوني السافر على إيران ودول المنطقة، وفق ميثاق الأمم المتحدة بالطرق التي حددها لوقف أي عدوان على أي بلد عضو حتى يتحقق السلم والأمن".
واختتم الرئيس المشاط تصريحه بالقول "استغلال ميثاق الأمم المتحدة من قبل من يفترض بهم حمايته يدفعنا وكثير من دول العالم إلى تعزيز هذا الميثاق، وسنتخذ كافة الإجراءات لتحقيق السلم والأمن".