ارتفاع أعداد القتلى في الهلالية إلى 350 شخصًا بسبب الحصار
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
ارتفعت أعداد القتلى في الهلالية جراء الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع، حيث توفي العشرات نتيجة نقص الغذاء والرعاية الصحية، بينما تطالب المنصات المحلية برفع الحصار فورًا لتخفيف المعاناة..
التغيير: الخرطوم
ارتفعت أعداد القتلى في بلدة الهلالية بولاية الجزيرة إلى 350 شخصًا، وذلك نتيجة للأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهها المواطنون بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المنطقة.
وتراوحت أسباب الوفاة بين التسمم الغذائي، الجوع، العطش، تدهور الحالة الصحية، وعدم الحصول على الأدوية والرعاية الطبية.
وقالت منصة “نداء الوسط” في بيان لها الاثنين، إن الحصار الذي تفرضه “العصابات الإرهابية” على بلدة الهلالية لا مبرر له، مشيرة إلى أن الحصار يستهدف عشرات الآلاف من المواطنين الأبرياء العزل.
وطالبت المنصة برفع الحصار فورًا عن المدينة والقرى المجاورة، والسماح للمواطنين بالخروج لتلقي العلاج والإسعافات دون التعرض لهم أو المساس بهم.
كما دعت المنصة إلى توحيد الجهود الوطنية والإقليمية لرفع الحصار وإنقاذ الأرواح، مشيرة إلى أن عمليات الدفن باتت تتم بشكل جماعي بسبب تدهور الوضع الصحي والإنساني، في وقت يفتك فيه الجوع بأجساد الأطفال الصغار، بينما ينهار جسم كبار السن بسبب قلة الغذاء والعلاج.
ابادة جماعيةوأضاف البيان أن قوات الدعم السريع تواصل ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد المواطنين في الهلالية، مع استمرار محاولات بعض العائلات التي تمكنت من دفع الأموال للعصابات مقابل السماح لها بالخروج، وهو ما أدى إلى رصد وفيات إضافية بسبب الظروف القاسية.
واندلعت المعارك في السودان في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، وبين قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
وفي ديسمبر 2023، سيطرت قوات الدعم السريع بقيادة كيكل، على عدة مدن بالجزيرة بينها “ود مدني” مركز الولاية.
وحاليا، تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من الولاية عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
ومنذ انشقاق القائد أبوعاقلة كيكل، عن الدعم السريع وانضمامه إلى الجيش في 20 أكتوبر الماضي، تحولت ولاية الجزيرة إلى ساحة للهجمات الانتقامية للدعم السريع.
وخلفت هذه الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 11 مليون سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.
الوسومجرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع حرب الجيش والدعم السريع مأساة الهلاليةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع حرب الجيش والدعم السريع مأساة الهلالية قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
تحوّل استراتيجي شمال السودان.. الدعم السريع يسيطر على «المثلث» الحدودي مع مصر وليبيا
أعلنت قوات الدعم السريع السودانية، سيطرتها الكاملة على منطقة “المثلث” الاستراتيجية، الواقعة عند نقطة التقاء حدودية حساسة تربط السودان بليبيا ومصر، في تطور عسكري يُعد من أبرز التحولات الميدانية على جبهة الشمال.
وفي بيان رسمي، وصفت “الدعم السريع” هذا التقدم بأنه “اختراق نوعي” له تبعات استراتيجية على عدة محاور قتالية، وخاصة في عمق الصحراء الشمالية، معتبرةً أن “تحرير المنطقة يعزز جهود مكافحة الهجرة غير النظامية والاتجار بالبشر عبر الحدود الشمالية للسودان”.
معارك خاطفة.. وتقهقر العدو
ووفق البيان، فإن القوات نفذت عمليات “خاطفة وحاسمة” ضد من وصفتهم بـ”مليشيات الارتزاق وكتائب الإرهاب”، مؤكدة أن هذه المواجهات أسفرت عن انسحاب قوات العدو جنوباً بعد “خسائر فادحة في الأرواح والمعدات”، إضافة إلى الاستيلاء على عشرات المركبات القتالية.
وأضافت أن سكان المنطقة احتفلوا بالنصر وعودة الأمن والاستقرار، فيما اعتبرته “تأييداً شعبياً واسعاً لخطوات قوات الدعم السريع في تحرير الحدود وتأمينها”.
أهمية استراتيجية واقتصادية
وأشار البيان إلى أن منطقة “المثلث” ليست فقط نقطة تماس حدودي، بل تشكل حلقة وصل لوجستية وتجارية بين شمال وشرق إفريقيا، وتزخر بـ”موارد طبيعية هامة من النفط والغاز والمعادن”، مما يزيد من أهميتها الاقتصادية والسياسية في قلب النزاع الإقليمي.
كما أكدت القوات أن “الانفتاح على محور الصحراء الشمالي يمثل تحولاً في التمركز الدفاعي والهجومي”، معتبرةً أن هذه الخطوة ستُضعف نفوذ الجماعات المتحالفة مع الجيش السوداني، على حد تعبير البيان.
تبادل الاتهامات.. الجيش السوداني يرد
في المقابل، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بشن الهجوم على “المثلث” بدعم مباشر من وحدات من الجيش الليبي التابع للمشير خليفة حفتر.
وقال الجيش، في بيان له الثلاثاء، إن ما حدث هو “اعتداء سافر على السيادة السودانية، واختراق واضح للقانون الدولي”، محذراً من “تصعيد إقليمي غير محسوب العواقب”.
خلفيات النزاع وتداعياته
تشهد منطقة “المثلث” الحدودية منذ أسابيع توترات متصاعدة بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع، وسط تقارير عن تدفقات سلاح ومقاتلين من خارج الحدود، ما يعكس تعقيد الأزمة السودانية وتشابكها مع الأجندات الإقليمية، لا سيما في ظل فراغ أمني مستمر على امتداد الحدود مع ليبيا.
ويُخشى أن يُسهم التصعيد الأخير في زيادة رقعة النزاع وتحويله إلى صراع متعدد الأطراف، خاصة مع الاتهامات المتبادلة بين الخرطوم وطرابلس، واستمرار تدفق الأسلحة والمرتزقة عبر الحدود.
مراقبون: المثلث “أكثر من مجرد موقع”
ويرى محللون أن منطقة المثلث تمثل شرياناً جغرافياً بالغ الأهمية لأي طرف يسعى للسيطرة على شمال السودان، إذ تربط بين الممرات التجارية الإفريقية، وتُمكّن القوات المتمركزة فيها من فرض نفوذها على طرق التهريب التقليدية، وتأمين ممرات استراتيجية إلى أوروبا عبر ليبيا.
ويُتوقع أن تفرض هذه التطورات ضغوطاً إضافية على المجتمع الدولي، لا سيما المنظمات الإقليمية والاتحاد الإفريقي، الذي قد يجد نفسه مدفوعاً إلى التحرك الدبلوماسي العاجل لاحتواء النزاع قبل أن يمتد إلى ما وراء حدود السودان.
آخر تحديث: 11 يونيو 2025 - 16:41