عربي21:
2025-11-18@15:28:37 GMT

صفقة أم هدايا متبادلة بين نتنياهو وترامب؟

تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT

جرت العادة في الولايات المتحدة الأمريكية على تقييم أداء الإدارة الأمريكية الجديدة فور مرور 100 يوم على تسلمها صلاحياتها، الأمر الذي يجعل من الأشهر الثلاثة الأخيرة من عمر إدارة بايدن مجرد أيام وأسابيع يمضيها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في ترتيب أولوياته ورسم استراتيجياته للأشهر الثلاث الأولى من عمر إدارته التي تبدأ يوم تتويجه في 25 من كانون الثاني/ يناير 2025.



أولويات ترامب واستراتيجيته تكشفها اختياراته لأعضاء إدارته التي تحولت إلى محط اهتمام رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته الائتلافية، التي احتفت بفوز دونالد ترامب ولم تخف ذلك في العلن والسر، إلى حد إطلاق مسؤول كبير في حكومة نتنياهو، يُعتقد أنه وزير الشؤون الاستراتيجية "رون دريمر"، تصريحات ادعى فيها لصحيفة واشنطن بوست أن إسرائيل ستقدم هدية لترامب بمجرد وصوله إلى السلطة، تتمثل بوقف الحرب في لبنان، دون أن يحدد دريمر الشروط التي سيتم بموجبها وقف إطلاق النار، أو إن كان حزب الله سيقبل بها أم أنها هدية مجانية سيقابلها دونالد ترامب بهدية الاعتراف بسيادة كيان الاحتلال الإسرائيلي على الضفة الغربية، أو على أجزاء منها تشمل التجمع الاستيطاني في غوش عتصيون جنوب غرب القدس ومعاليه أدوميم شمال شرق القدس إلى جانب غور الأردن كحد أدنى.

هدايا متبادلة عبرت عنها التعينات المتبادلة للسفراء، إذ اختار نتنياهو الكاهاني المتطرف "يحيئيل ليتر" سفيرا للاحتلال في أمريكا، وهو صديق مقرب من باروخ غولدشتاين مرتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي في العام 1994 ومستوطن مقيم في غوش عتصيون، مقابل ترشيح ترامب الإنجيلي المتطرف "مايك هكابي"، أبرز دعاة ضم الضفة الغربية للاحتلال، كسفير للولايات المتحدة الأمريكية في الكيان الإسرائيلي.

التفاؤل المتولد عن نزعة الرئيس ترامب لإنهاء الحروب في أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي وجزيرة تايوان والمشرق العربي بما فيها غرب آسيا وإيران؛ قابلها نتنياهو بتوجيه وزيره المقرب للشوؤون الاستراتيجية "رون دريمر" لزيارة موسكو، أتبعها بزيارة إلى واشنطن ليلعب دور الوسيط وناقل الرسائل، لا بين الكيان والمقاومة، بل وبين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الأرجح، وهو انخراط مباشر وعميق في استراتيجية ترامب الهادفة للبحث في صفقة تنهي الحرب الأوكرانية وتحييد العناصر المناهضة لهذا التوجه في أوروبا والناتو والدولة العميقة في أمريكا، التي يتقن دريمر ونتنياهو التعامل معها بزعم نفوذهم الكبير على الرئيس الأوكراني زيلنسكي والدولة العميقة في أوروبا وأمريكا.

نتنياهو نشط ويحاول أن يضع نفسه في صلب عملية تشكيل وصياغة استراتيجية دونالد ترامب للسنوات الربع المقبلة كونه من أكبر الداعمين له في الانتخابات، والتي لعب فيها المستوطنون وعلى رأسهم رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية في رام الله "يوسي داغان" دورا مهما فيها، من خلال جولته في الولايات المتحدة قبيل أيام من اختتام عمليات التصويت.

صفقة ترامب نتنياهو تم إنجازها قبيل الانتخابات الأمريكية، واليوم هي قيد التنفيذ، تعكسها التعيينات التي قدمها ترامب في وزارة الخارجية (مارك روبيو) والدفاع (بيت هيجسيث) وفي كالة المخابرات المركزية CIA (مايك راتكليف)، فضلا عن مستشاره للامن القومي (مايك والتز) ومندوبه في الامم المتحدة (اليز ستفيانيك) ومبعوثه الرئاسي للشرق الأوسط (ستيف ويتكوف)، كلهم بلا استثناء مناصرون للكيان الإسرائيلي في حربه على غزة وفي ضمه للضفة وفي عدائه لإيران ولبنان والعراق واليمن.

صفقة ترامب نتنياهو لن تقتصر على المشرق العربي وغرب آسيا، بل ستمتد آثارها عميقا باتجاه أوكرانيا وبحر الصين الجنوبي والداخل الأمريكي، حيث يعد ترامب نفسه لمعركة أشد وأعنف مع خصومه في الدولة العميقة، أعلنها بترشيحه "مات غايتس" لمنصب وزير العدل، وهو يناظر "ياريف ليفين" وزير العدل الإسرائيلي الذي قاد ما سمي بالإصلاحات القضائية لتصفية نفوذ التيار القومي العلماني، وتكريس نفوذ نتنياهو والتيار الديني الحريدي القومي الصهيوني بقياة بتسلائيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.

ختاما.. ما اعتقده الكثيرون بأنه صفقة تحول إلى هدايا متبادلة للرجلين، فكلاهما ترامب ونتنياهو؛ مدين للآخر بالبقاء في السلطة والاحتفاظ بها لاطول فترة ممكنة، ومن الممكن أن يمتد الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك نحو تطهير الدولة العميقة وتمديد رئاسة ترامب بمنحة فرصة ثالثة للترشح، عودةً عن التعديلات الدستورية للمادة الثانية والعشرين في العام 1945 التي قصرت الفترة الرئاسية على دورتين فقط في حينها، ما يعني أن منطقتنا العربية ستواجه محنة طويلة لن تغيب عنها الحرب في ظل صفقات وهدايا ترامب ونتنياهو المتبادلة، فالسلام وإن ساد في أوكرانيا وجزيرة تايوان فإنه أبعد ما يكون عن منطقتنا العربية ومحيطها الإسلامي المباشر الذي سيعاني من ويلات الهدايا المتبادلة بين نتنياهو ورفيقه ترامب.

x.com/hma36

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب نتنياهو صفقة نتنياهو صفقة ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة رياضة صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دونالد ترامب

إقرأ أيضاً:

اتفاقيات دفاعية واقتصادية على طاولة بن سلمان وترامب

صراحة نيوز -يستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في زيارة رسمية إلى واشنطن تبدأ في 18 نوفمبر وتمتد لعدة أيام، هي الأولى لولي العهد منذ أكثر من سبع سنوات.

وتشهد الزيارة برنامجًا موسعًا يتضمن استقبالًا رسميًا صباحيًا، وعشاءً بحضور فرق موسيقية عسكرية، إضافة إلى اجتماعات ثنائية في المكتب البيضاوي، وتنظيم مؤتمر استثماري سعودي–أمريكي في العاصمة واشنطن.

وبحسب ما نقلته وسائل إعلام أمريكية وعربية، فإن الطرفين سيبحثان حزمة اتفاقيات تعاون دفاعي وأمني، تشمل صفقات جديدة لشراء طائرات مقاتلة وصواريخ أمريكية متطورة. كما يتصدر ملف التطبيع السعودي الإسرائيلي جدول المباحثات، ضمن مسار اتفاقيات أبراهام، حيث يشترط الجانب السعودي وجود رؤية واضحة لإقامة دولة فلسطينية للمضي قدماً في هذا المسار.

وتتزامن الزيارة مع إعلان الرياض نيتها ضخ استثمارات تصل إلى 600 مليار دولار داخل الولايات المتحدة، إلى جانب اتفاقيات اقتصادية كبيرة بين الجانبين، بعضها ما يزال قيد التنفيذ. وتشير تقارير إلى وجود مصالح مالية خاصة تربط إدارة ترامب وعائلته بالسعودية، منها مشاريع عقارية وصندوق استثمارات كبير يديره جاريد كوشنر بأموال سعودية.

وتأتي الزيارة في وقت تسعى فيه واشنطن لتعزيز تحالفها مع الرياض، وتوقيع تفاهمات استراتيجية تضمن أمن الخليج وتعمّق التعاون العسكري والاقتصادي، بالتزامن مع تراجع التوترات بعد حرب غزة وبدء تنفيذ وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يعلق على إقرار مجلس الأمن خطة ترامب بشأن غزة
  • النواب الأميركي يصوت اليوم على الإفراج عن ملفات إبستين وترامب يؤيد
  • تفاصيل خطة السلام الأمريكية في غزة التي اعتمدها مجلس الأمن
  • مادورو مستعد للتحدث وجها لوجه وترامب لا يستبعد "عملا عسكريا"
  • ترامب يوجه رسالة إلى دول العالم بعد إقرار مجلس الأمن الخطة الأمريكية بشأن غزة
  • اتفاقيات دفاعية واقتصادية على طاولة بن سلمان وترامب
  • إسرائيل تشترط التطبيع لتمرير صفقة F-35 بين واشنطن والرياض
  • سويسرا: لم نعقد صفقة مع الشيطان بشأن الرسوم الجمركية الأميركية
  • روسيا: لقاء بوتين وترامب تأجل لبعض الوقت ولكن الاتصالات حول اللقاء مستمرة
  • فضيحة إبستين تعود إلى الواجهة.. وترامب يلوّح بالقضاء