واشنطن – الوكالات
حذّر معهد بوينتر للصحافة المؤسسات الإخبارية الأميركية من التسرع في التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني الخاصة برجل الأعمال الراحل جيفري إبستين، والتي أثارت موجة واسعة من الجدل بعد نشرها مؤخرًا. وأكد المعهد ضرورة توخي الحذر الشديد، نظرًا لما قد تسببه أي معلومة غير دقيقة من دعاوى قضائية، خاصة في ظل حساسية المزاعم المتعلقة بعلاقة إبستين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وجاء هذا التحذير بعد قيام أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب بنشر رسائل بريد إلكتروني تشير – بحسب ادعائهم – إلى أن ترامب كان على علم بالاعتداءات الجنسية التي ارتكبها إبستين بحق فتيات قاصرات، وهو ما فجّر غضبًا داخل البيت الأبيض وأعاد الملف إلى الواجهة السياسية.

واستشهد الديمقراطيون بمراسلات بين إبستين والكاتب مايكل وولف وجيلين ماكسويل، التي تقضي حكمًا بالسجن لمدة 20 عامًا بتهم الاتجار بقاصر، كما أعيد تداول صور قديمة تجمع ترامب بإبستين تعود إلى عام 1992.

ورغم اتساع التغطية الإعلامية، تحرص معظم وسائل الإعلام الأميركية على تجنب تقديم استنتاجات مباشرة حول تورط ترامب، مؤكدة أنه لم يُتهم بأي جريمة مرتبطة بإبستين، ولم تثبت أي صلة له بالرسائل المتداولة.

تغطية إعلامية حذرة ومكثفة

• شبكة سي إن إن شددت على عدم مشاركة ترامب في المراسلات، لكنها واصلت تحليل الأبعاد السياسية للقضية، إذ كتب آرون بليك: "ترامب لم يُتهم بأي مخالفة، لكنه يتصرف وكأنه يخفي شيئًا".

واشنطن بوست نشرت تحليلًا بعنوان "إبستين هو القضية الوحيدة التي تفصل ترامب عن قاعدته"، معتبرة الملف الأكثر حساسية في المشهد السياسي الحالي.

• نيويورك تايمز خصصت أربع مواد على صفحتها الأولى للوثائق وتداعياتها.

• بوليتيكو أبرزت تقريرين تحت عنواني "ملفات إبستين تهز البيت الأبيض" و"أبرز 9 مفاجآت في الوثائق".

• مجلة أتلانتك سخرت من ارتباك البيت الأبيض بسؤال لافت: "هل أصبحت ملفات إبستين حقيقية الآن؟".

وأشار معهد بوينتر إلى أن القضية لن تتراجع قريبًا من العناوين العريضة، مؤكدًا أن أثرها السياسي واسع ويزداد تعقيدًا.

وفي ردٍّ على الضغوط المتزايدة، دعا الرئيس ترامب السلطات الفدرالية إلى فتح تحقيق في صلات إبستين بشخصيات ديمقراطية بارزة، ما عمّق المواجهة السياسية المحتدمة.

أما واشنطن بوست، فوصفت القضية في افتتاحيتها بأنها "كرة نار سياسية" يتبادلها الحزبان، لافتةً إلى أن وعود شخصيات مقربة من ترامب بنشر ما عُرف بـ"قائمة إبستين" تبيّن لاحقًا أنها بلا أساس، مما وضع الإدارة في موقف محرج وأعاد التركيز على العلاقة القديمة بين ترامب والممول الراحل.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وثائق جديدة تدفع ترامب لفتح تحقيق موسع في فضيحة إبستين

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الجمعة أنه طلب من وزارة العدل فتح تحقيق حول ارتباطات جيفري إبستين بكل من بيل كلينتون ولاري سامرز وريد هوفمان وبنك جيه.بي مورغان تشيس وآخرين، وذلك بعد نشر لجنة في الكونغرس آلاف الوثائق التي أعادت إثارة الأسئلة بشأن علاقة ترامب السابقة بالمتهم المدان في قضايا جرائم جنسية.

وجاء حديث ترامب بعدما أشارت الوثائق إلى صلات بين كلينتون وإبستين في أوائل العقد الأول من الألفية، فيما أوضح الرئيس الأمريكي أنه طلب من وزارة العدل النظر أيضا في علاقة إبستين بوزير الخزانة الأسبق لاري سمرز وريد هوفمان، مؤسس "لينكد إن" وأحد أبرز المتبرعين للحزب الديمقراطي.

ونشر ترامب على منصاته للتواصل الاجتماعي قائلا: "كان إبستين ديمقراطيا، مما يجعله يمثل مشكلة للديمقراطيين وليس الجمهوريين!... جميعهم يعرفون ما كان يفعل، لا تضيعوا وقتكم مع ترامب. لدي بلد أديره!".

وحتى الآن، لم تصدر وزارة العدل أي رد على طلب التعليق.

وفي سياق متصل، قال بنك جيه.بي مورغان في بيان عبر البريد الإلكتروني: "نأسف لأي علاقة ربطتنا بهذا الرجل، لكننا لم نساعده على ارتكاب أفعاله الشنيعة. أنهينا علاقتنا به قبل سنوات من اعتقاله بتهمة الاتجار بالجنس"، كما لم يرد كلينتون أو سمرز على طلبات التعليق، فيما تعذر الحصول على رد من هوفمان.

وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس في تشرين الأول/أكتوبر أن أربعة فقط من كل عشرة عبروا عن رضاهم عن تعامله مع ملفات إبستين، على الرغم من أن تسعة من كل عشرة جمهوريين أكدوا رضاهم عن أداء ترامب في البيت الأبيض بوجه عام، 

وكانت لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب قد كشفت عن أكثر من 33 ألف صفحة من السجلات والمراسلات والصور التي طلبتها من وزارة العدل.

وبالتوازي، يواصل نواب من الحزبين الدفع باتجاه إقرار قانون يُعرف بـ"قانون شفافية ملفات إبستين"، والذي ينص على نشر جميع الوثائق غير المصنفة المتعلقة بالقضية خلال 30 يوما، مع استثناء بعض البيانات لحماية أسر الضحايا.

وفي المقابل، يرفض عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الكشف الكامل عن هذه المواد، ما أثار اعتراضات داخل الحزب الديمقراطي الذي يرى أن هناك محاولات لإخفاء أجزاء من الملف عن الرأي العام.

مقالات مشابهة

  • فضيحة إبستين .. مرض مزمن يلازم رئاسة ترامب
  • واشنطن بوست: البيت الأبيض يكافئ ابن سلمان بـ عشاء دولة على أمل تطبيع العلاقات مع إسرائيل
  • اجتماعات سرية في البيت الأبيض لبحث عمل عسكري محتمل ضد فنزويلا
  • في قلب "فضيحة إبستين".. ترامب يحاول قلب الطاولة ضد كلينتون
  • البيت الأبيض يتهم علي بابا بدعم الصين في استهداف الولايات المتحدة
  • وثائق جديدة تدفع ترامب لفتح تحقيق موسع في فضيحة إبستين
  • البيت الأبيض: ترامب يعتزم حضور منتدى دافوس 2026
  • الشرع في البيت الأبيض: خلاصات حبالى يلدنَ كلّ عجيب
  • إسرائيل في حالة تأهب قصوى للقاء بن سلمان وترامب: “الصفقة التي ستحدد مسار نتنياهو”