مياه العراق الجوفية تنفد.. حفر الآبار يستنزف مياهًا عمرها الاف السنين ولن تعود
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
بغداد اليوم - ترجمة
أصدرت مجموعة من المنظمات الأجنبية اليوم الثلاثاء (15 آب 2023)، تحذيرات لحكومات الشرق الأوسط وخصوصًا العراق من "قرب نفاد" المياه الجوفية المخزنة في أراضيها اذا ما استمرت عمليات استثمارها دون رادع او تخطيط مسبق.
وقالت شبكة الدي دبليو الألمانية عبر تقرير ترجمته "بغداد اليوم"، ان دولا عربية عديدة واهمها العراق "لا تراقب" مستويات مياهها الجوفية ولا تملك الأدوات التي تمكنها من معرفة كميتها وما يتم الاستحواذ عليه منها عبر الابار التي يستخدمها المواطنون".
وأكدت نقلا عن الباحثة في معهد التنمية المستدامة الألمانية انابيل هورديت، ان المياه الجوفية هي مورد "يمكن استخدامه لمرة واحدة فقط، حيث تم جمعها عبر الاف السنين ولا يجوز استخدامها الا ضمن دراسة مسبقة تضمن تعافي نسبها".
مدير مركز التغير المناخي في معهد واشنطن للدراسات محمد محمود اكد للشبكة أيضا ان العديد من الدول العربية ومنها العراق لا تقوم بقياس نسب مياهها الجوفية، مبيناً ان الأردن والعراق من بين اكثر البلدان تأثرا بعمليات استغلال المياه الجوفية نظرا لعدم وجود دراسات محلية تتابع نسب المياه المخزنة وكمية ما يتم استخدامه منها الان.
وتابع مدير المعهد الألماني للموارد الطبيعية رامون برنفيوهرر ان المياه الجوفية الموجودة في بعض الدول العربية ومنها العراق والأردن هي "مياه احفورية"، موضحا ان التسمية اطلقت عليها لقدم تاريخ تواجدها تحت الأرض، حيث لا يمكن الاستعاضة عن هذه المياه في حال استغلالها كما هي العادة مع المياه الجوفية في مستوياتها الأعلى والتي يمكن تعويضها عبر الموارد الطبيعية الأخرى، بحسب وصفه.
برنفيوهرر اكد أيضا ان المياه الاحفورية في العراق والأردن يتم استخدامها الان، الامر الذي يمثل خطورة على التوازن البيئي وخصوصا في العراق الذي يعد الدولة الخامسة على مستوى العالم بالتأثر السلبي بالتغير المناخي الحالي، مشيرا الى صعوبة متابعة مستويات نسب المياه الاحفورية نظرا لتواجدها باعماق منخفضة جدا داخل القشرة الأرضية.
الشبكة اكدت أيضا نقلا عن منظمة ايسكوا التابعة للأمم المتحدة، ان الصور الفضائية التي حصلت عليها من خلال القمر الصناعي غرايس، أظهرت انخفاضا "شديدا" في مستوى المياه الجوفية في الدول العربية ومنها العراق، احد اكثر البلدان تأثرا، موضحة ان "غالب الحقول المائية أصبحت الان تستنفذ بشكل اسرع مما يمكن تعويضه"، بحسب وصفها.
تقرير الشبكة خلص الى ان البلدان العربية واهمها العراق أصبحت معرضة الان لــ"نفاد" مياهها الجوفية بشكل كامل خلال فترة قصيرة في حال استمرت عمليات استغلال المياه على النمط الحالي، مؤكدة "على الرغم من ان تحديد موعد لنفاد المياه الجوفية هو امر صعب جدا، الا ان الأدلة المتاحة حاليا تشير الى انخفاضها لمستويات خطيرة جدا".
يشار الى ان العراق يعاني للعام الرابع على التوالي من الجفاف المستمر نتيجة للارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة منذ عقود، والذي صاحبه غياب للامطار بالإضافة الى تضاؤل حصته المائية من بلدان المنبع لنهري دجلة والفرات خلال السنوات الأخيرة نظرا لانشاء تلك الدول سدودا على منابع النهرين، والذي اقترن بتهالك السدود المحلية للعراق.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: المیاه الجوفیة
إقرأ أيضاً:
لماذا “فشلت” القمة العربية في بغداد؟
لا شك أن زيارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الخليج الأسبوع الماضي، أشاحت بالأضواء بشكل كبير عن قمة بغداد العربية، التي عقدت في 17 مايو بحضور عدد محدود من القادة العرب.
قد أثار الغياب الجماعي للعديد من الرؤساء والملوك العرب تساؤلات حول أسباب ضعف التمثيل، ما دفع مراقبين إلى وصفها بـ”أضعف القمم” في تاريخ الجامعة العربية.
القمة طالبت في بيانها الختامي المجتمع الدولي بـ”الضغط من أجل وقف إراقة الدماء” في قطاع غزة. وحث المجتمعون المجتمع الدولي، ولا سيّما الدول ذات التأثير، “على تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والقانونية للضغط من أجل وقف إراقة الدماء وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق إلى جميع المناطق المحتاجة في غزة”.
وناقشت القمة قضايا عربية عديدة من أبرزها التحديات التي تواجه سوريا، والتطورات الميدانية في ليبيا واليمن ولبنان، إلى جانب الحرب في قطاع غزة.
لكن زيارة ترامب ليست العنصر الوحيد الذي ألقى بظلال على قمة بغداد، بل ثمة عناصر عديدة جرى تداولها، على أنها لعبت دورا في إحجام بعض القادة العرب عن المشاركة.
أبرز تلك العناصر، النفوذ الإيراني وزيارة إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس إلى العراق قبل القمة بأيام، الأمر الذي اعتُبر رسالة واضحة عن حجم التأثير الإيراني على الدولة العميقة في العراق، حتى وإن كان رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، يحاول أن يتمايز بمواقفه ويظهر انفتاحا على الدول العربية والخليجية.
كما أن السوداني، ورغم الاعتراضات الصادرة عن أصوات تدور في فلك إيران، التقى بالشرع في الدوحة. أضف إلى ذلك، غياب القرار السيادي في العراق، بسبب تنوع الولاءات السياسية وتأثير الفصائل المسلحة على القرارات السيادية العراقية، وهو ما جعل القادة العرب، بحسب مراقبين ومحللين سياسيين، يشككون في جدوى حضورهم لقمة تُعقد في بغداد، حيث لا يرون في الحكومة العراقية تمثيلاً حقيقياً للدولة.
وقد انعكس الأمر على التحضيرات للقمة، وعلى تفاعل الجمهور العراقي معها، حيث تصاعدت عبر وسائل التواصل الأصوات المتطرفة المرتبطة بالفصائل المسلحة، ما أدى على ما يبدو، إلى إرسال رسائل سلبية لقادة عرب بعدم ترحيب العراقيين بهم، خصوصاً الجدل الذي رافق دعوة السوداني للشرع لحضور القمة.
من جانب آخر، أثارت المحكمة الاتحادية العراقية الجدل بإلغاء اتفاقية تنظيم الملاحة في خور عبد الله مع الكويت، ما اعتبرته الأخيرة تنصلاً من التزامات دولية. هذا الخلاف قد يفسر بحسب محللين عراقيين، غياب بعض قادة دول الخليج عن القمة.
ولا يمكن، أثناء استعراض أسباب “فشل” قمة بغداد، اغفال مسألة أن القمم العربية الشاملة باتت أقل أهمية في ظل تفضيل الدول العربية للقمم الثنائية أو الإقليمية التي تتناول قضايا محددة، تماماً كما حدث في زيارة ترامب إلى السعودية وقطر والإمارات.
هذا النوع من الزيارات واللقاءات الثنائية، بات يفضله القادة العرب، وباتوا يبدون اهتماماً أقل بحضور القمم العربية لا تلبي أولوياتهم الوطنية المباشرة، والتي تنتهي غالباً إلى بيانات إنشائية، لا إلى قرارات عملية.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتساب