#ترامب #أسوأ #كوابيس_الأردن _ د. #منذر_الحوارات
عانى الأردن كثيراً من إدارة ترامب الأولى ابتداءً من نظرته الفوقية تجاه الدول الصغيرة والتي لا يستطيع إقامة صفقات كبيرة معها بسبب جهله بالطبيعة الجيوسياسية لها لكونه متمرداً على المفاهيم التقليدية للعلاقات الدولية وطبيعة الضوابط التي يفرضها القانون الدولي على العلاقة بينها سواء كانت كبيرة أو صغيرة، وفهمه القاصر هذا لم يسعفه في إدراك أهمية الأردن ومركزيته في الكثير من التفاعلات الحيوية في منطقة الشرق الأوسط، فكان موقفه من القضايا التي يعتبرها الأردن جزءا من مصلحته وأمنه الإستراتيجي مصدر قلق كبير ومدعاة للوقوف في وجه ترامب ورفض كل طروحاته وهذا ما تجسد بموقف الملك عبدالله الثاني باللاءات الثلاثة، فقد رفض الملك عبدالله قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل لما يؤدي إليه من نتائج مدمرة تمس بالأماكن المقدسة، ومثل ذلك رفض قرار التوطين وما يمكن أن تؤدي إليه صفقة القرن من تحقيق لفكرة الوطن البديل وكان موقفه في ذلك شديد الحزم.
والآن وبعد كل ذلك سيكون الأردن مضطراً لخوض مواجهة أخرى مع رجل قال (عندما تنظرون إلى خريطة الشرق الأوسط تجدون أن إسرائيل بقعة صغيرة جداً مقارنة بهذه الكتلة العملاقة من اليابسة المحيطة بها، لذلك تساءلت؛ هل ثمة طريقة للحصول على مزيد من المساحة؟)، والكلام لدونالد ترامب المرشح، هل بعد هذا الكلام كلام؟ فالمرشح ترامب لديه رؤية واضحة عن فكرة توسيع إسرائيل أو ما يطلق عليه اليمين الإسرائيلي المتطرف إسرائيل الكبرى، يؤكد هذه المخاوف التعيينات المتوقعة حيث سنجد أن فريقاً متكاملاً يتم إعداده لهذه الغاية فمن جهة إسرائيل نتنياهو ورون ديرمر ويحئيل لايتر والذين يشكلون كيانا سياسيا ومفاهيميا واحدا في إطار التوجه الجديد والأهم هو يحئيل لايتر السفير الإسرائيلي في واشنطن اليميني المتشدد والمؤيد للاستيطان، أما من جهة الولايات المتحدة فتبرز شخصيات تمتلك نفس هذا التوجه المفاهيمي تجاه إسرائيل الكبرى والتي تخدم ما قاله دونالد ترامب، وأهمهم مايك هكابي السفير الجديد في إسرائيل وهو قس وسياسي من المحافظين الإنجيليين والداعم المطلق لإسرائيل والذي قال في زيارة لإسرائيل عام 2017 (لا يوجد شيء اسمه الضفة الغربية، لا يوجد شيء اسمه المستوطنات إنها مجتمعات إنها أحياء إنها مدن، لا يوجد شيء اسمه الاحتلال) ألا تكفي تلك لتبيان أن الرجل جاء لينفذ رؤية إسرائيل وليس إلا، والثاني هو ستيف ويتكوف الذي تم تعينه مبعوثاً للشرق الأوسط، والذي أدان إدارة بايدن عندما أوقفت شحن القنابل 2000 رطل لإسرائيل وهو مؤيد مجنون لإسرائيل يضاف إليهم ممثلة إسرائيل في الأمم المتحدة أليس ستيفانيك وهي داعمة متصلبة لإسرائيل.
ما سبق يؤشر بوضوح أن الأردن سيكون في مواجهة قرارات أميركية أحادية تستثنيه ولا تأخذ بعين الاعتبار مخاوفه ومصالحه الإستراتيجية، وهذا يطرح السؤال الكبير كيف يمكن أن تواجه الحكومة الأردنية هذا التحدي الذي يأخذ طابعاً وجودياً إن تم تنفيذه على الأرض؟ لا أحد يشك بقدرة القيادة الأردنية على التكيف مع التبدلات الدولية بشكل بارع، والذي قرر هذه المرة أن ينطلق من الداخل عندما أتاح الفرصة لانتخابات أكد الجميع على نزاهتها وهذا أعطى القيادة السياسية في البلد غطاءً داخلياً ذا بعد إستراتيجي في مواجهة التحديات الخارجية، وفي سبيل مواجهة القادم الخطير قام بتأمين قاعدة دعم قوية خارجياً فكان شريكاً أساسياً في كل التفاعلات الإقليمية والدولية سواء على صعيد المؤتمرات أو اللقاءات الثنائية، ويمكن للملك عبدالله الثاني استثمار علاقته القوية مع المعتدلين في الحزبين الديمقراطي والجمهوري والمعارضين لترامب وكذلك الموالين له في تشكيل قوة ضغط داخل لجان الكونغرس المختلفة بالذات لجنة العلاقات الخارجية ويمكن استثمار بعض النافذين العرب والأردنيين في ذلك ويمكن أيضاً القيام بمحاولة للوصول إلى ترامب ومحاولة التأثير عليه.
مقالات ذات صلة بين أمواج القهر ورمال الصمود 2024/11/17من دون شك أن الأردن سيكون في مواجهة خطر كبير مع ترامب لأنه لن يتنازل عن ثوابته السابقة تجاه القدس والوصاية وقضية التهجير واللاجئين والدولة الفلسطينية، وهذا الموقف سيحتم عليه السير في الطريق الوعر، وفي سبيل ذلك سيكون واجباً عليه استثمار كل نقطة ضعف لدى ترامب وكل نقطة قوة لدى الأردن وعليه أن يجد حلولاً لأهم نقاط ضعفه وهو الاقتصاد ومحاولة جعله أكثر استقلالية عن أميركا وإن كانت الوصفات غير جاهزة لكن لا بد من الاعتراف بأنها نقطة ضعف كبيرة، بالتالي فإن مواجهة إدارة ترامب تحتاج إلى إستراتيجية متعددة الأبعاد تجمع بين التحالفات الإقليمية والدبلوماسية الدولية وتعزيز الدور الشعبي الداخلي، ورغم أن ترامب يعتبر أسوأ كوابيس الأردن لكن يمكن التعامل معه وفق منطق المرونة والصلابة فهذا سيكون السبيل الوحيد لسبر غور تعقيداته ومحاولة تفكيكها.
الغد
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
جدل في إسرائيل حول تغيرات الإدارة الأميركية تجاه تل أبيب
يدور داخل الأوساط السياسية في إسرائيل جدل حول ما يجري من تحوُّل في الإدارة الأميركية، عقب إقالة عدد من الموالين لإسرائيل من البيت الأبيض، الأمر الذي أثار مخاوف حقيقية في تل أبيب.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر قولها إن هناك قلقاً إسرائيلياً متنامياً من ما يوصف بـالتيار الانعزالي في الإدارة الأميركية، الذي يعمل وفق أجندة "أميركا أولاً"، وهو أمر تخشى إسرائيل أن يؤدي إلى تقليل تأثيرها على السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وأضافت المصادر أن مصدر القلق المتنامي يأتي بعد عزل مسؤولين يعدُّون "مؤيدون جداً لإسرائيل"، وسط خلافات بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن هجوم محتمل على إيران، وكذلك استمرار الحرب في قطاع غزة.
وحسب التقرير الإسرائيلي، فإن إقالة مسؤولين من مناصب رفيعة، وهم "مؤيدون جداً لإسرائيل" تسبب في إثارة الذعر لدى المسؤولين في إسرائيل المعنيين بالشأن الأميركي، بوصفهم متعاطفين وقريبين جداً من سياسات تل أبيب.
ولم تستبعد مصادر مطلعة إمكانية إقالة مزيد من "الموالين لإسرائيل". وقالت هذه المصادر للصحيفة الإسرائيلية إن كل شيء في إدارة ترامب يحدث "لحظة بلحظة"، ولذا لا يمكن استبعاد ذلك.
وتابعت المصادر بأن إقالة هؤلاء المسؤولين الكبار لم تأتِ من فراغ؛ بل هو جزء من التباعد بين إسرائيل وإدارة ترامب؛ حيث يبدو أن الأميركيين اختاروا هذه السياسة بناءً على اعتباراتهم الخاصة.
مصادر أخرى إسرائيلية قالت إن نقل مسؤولين من مواقعهم جاء في إطار أجندة الرئيس ترامب "أميركا أولاً"، وليس بالضرورة ضد إسرائيل تحديداً؛ بل ضد نفوذ أي دولة.
ووفقاً لهذه المصادر، فإن فصل موظفين من إدارة ترامب مقربين من إسرائيل يأتي في إطار توجه ترامب لإضعاف مجلس الأمن القومي، وتركيز إدارة السياسة الخارجية الأميركية في يديه.
والتقديرات في إسرائيل أن من يقود الخطوات الحالية هما ابن ترامب، دونالد جونيور، ونائب الرئيس جي دي فانس.
ووفق مسؤولين حكوميين كبار، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشعر بقلق بالغ إزاء التغيرات في الولايات المتحدة، وتأثير حركة "الانعزاليين" الذين ينشرون الشكوك تجاه إسرائيل، ويهمسون في أذن ترامب بأن الدولة العبرية تريد جر الولايات المتحدة إلى الحرب. وأضافوا: "هذه هي الولايات المتحدة الجديدة، وهذا أمرٌ مقلقٌ للغاية لنتنياهو".
المصدر: وكالات
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن