بوابة الوفد:
2025-06-18@02:16:26 GMT

حفظ القرآن الكريم وبيان فضل حافظه

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية، إن حفظ القرآن واجبٌ كفائيّ على أهل كل بلدة ليظل القرآن الكريم محفوظًا بينهم، وهو واجب عيني على كل فرد فيما يتأدى به فرض الصلاة، ومن المقرر أن "الوسائل لها أحكام المقاصد"؛ فإذا تعينت وسيلةٌ ما لأداءِ واجبٍ ما فهي واجبةٌ؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وإذا ضاق الأمر اتسع.

الإفتاء توضح معنى النهي الوارد في الشرع عن صبر البهائم حكم الصدقة الجارية عن الميت.. الإفتاء توضح

أضافت دار الإفتاء، أن من مقاصد الشرع تيسير حفظ القرآن الكريم؛ فقد قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: 17]، قال الإمام الرازي في "تفسيره": [فيه وجوه؛ الأول: للحفظ، فيمكن حفظه ويسهل، ولم يكن شيء من كتب الله تعالى يُحفظ على ظهر القلب غير القرآن، وقوله تعالى: ﴿فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ أي: هل مَن يحفظ؟]، وقال الإمام القرطبي في "تفسيره": [أي: سهَّلناه للحفظ وأعنَّا عليه مَن أراد حفظه، فهل مِن طالبٍ لحفظه فيعان عليه؟.. وقال سعيد بن جبير: ليس مِن كُتُبِ الله كتابٌ يُقرَأُ كلُّه ظاهرًا إلا القرآن].

أوضحت الإفتاء، أن ما يسر الله تعالى حفظَه إلا واقتضى ذلك تيسير الوسائل لدرك هذه الغاية الشريفة، والمسلمون مكلَّفون بما في وسعهم وطاقتهم، ولم يحمِّلهم الشرع إلَّا على قدر ما آتاهم الله من الوسائل لتحقيق المقاصد؛ قال الله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286]، وقال سبحانه: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا﴾ [الطلاق: 7]، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذا أَمرتكُم بِأَمْر فائتوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُم» رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

فضل حافظ القرآن الكريم

أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن متعلمَ القرآن ومعلِّمَه خيرُ الأمة؛ فقال: «خَيْرُكُمْ -وفي رواية: إِنَّ أَفْضَلَكُمْ- مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ» رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.

قال الإمام أبو الحسن بن بطال في "شرح البخاري": [حديث عثمان يدل أن قراءة القرآن أفضل أعمال البر كلها؛ لأنه لما كان مَن تعلم القرآن أو علَّمه أفضلَ الناس وخيرَهم دلَّ ذلك على ما قلناه؛ لأنه إنما وجبت له الخيريةُ والفضلُ مِن أجل القرآن، وكان له فضلُ التعليم جاريًا ما دام كلُّ مَن علَّمه تاليًا].

وبيَّن النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أن حافظ القرآن وقارئَه مع الملائكة في المنزلة؛ فقال: «مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ» رواه الإمام البخاري في "صحيحه" من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

واختتمت: وحافظ القرآن لا تمسه النار؛ فروى الإمام أحمد في "مسنده" والدارمي في "سننه" عن عقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَوْ أَنَّ الْقُرْآنَ جُعِلَ فِي إِهَابٍ ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ مَا احْتَرَقَ»، قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه: [«في إهابٍ» يعني: في قلب رجل، هذا يُرْجَى لمَن القرآنُ في قلبه أن لا تمسه النار].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حفظ القرآن القرآن الكريم دار الافتاء صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه قال الإمام

إقرأ أيضاً:

الإجازة في تلاوة القرآن الكريم.. التحديات والفوائد وأهميتها في التعليم الإسلامي

الحصول على الإجازة في تلاوة القرآن الكريم يمثل حلمًا لكثير من المسلمين الذين يسعون إلى إتقان التلاوة وفق أصول التجويد والقراءات. هذه الإجازة ليست مجرد شهادة أكاديمية، بل هي إثبات للتمكن من نقل القرآن الكريم كما تلقاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم من جبريل عليه السلام. في هذا المقال، سنستعرض التحديات والفوائد في الحصول على الإجازة في تلاوة القرآن الكريم، بالإضافة إلى دورها المحوري في التعليم الإسلامي، مع تسليط الضوء على الجوانب العملية والروحية لهذه الرحلة.

ما هي الإجازة في تلاوة القرآن الكريم؟

الإجازة في تلاوة القرآن الكريم هي إثبات رسمي من شيخ مُجاز بأن الطالب قد أتقن تلاوة القرآن الكريم وفق قواعد التجويد المحددة، سواءً برواية حفص عن عاصم أو غيرها من القراءات المتواترة. تحمل هذه الإجازة سندًا متصلًا بسلسلة من المشايخ حتى تصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مما يعطيها قيمة دينية وعلمية عالية.

تتطلب الإجازة في تلاوة القرآن الكريم عدة عناصر أساسية:

- إتقان أحكام التجويد (الظاهرة والمخفيّة).

- حفظ القرآن كاملًا أو جزءًا منه حسب نوع الإجازة.

- القراءة على شيخ مُجاز للتأكد من ضبط النطق والوقف والابتداء.

- الالتزام بالأخلاق الإسلامية خلال رحلة التعلم.

التحديات في الحصول على الإجازة في تلاوة القرآن الكريم

رغم الفوائد العظيمة، فإن طريق الإجازة في تلاوة القرآن الكريم ليس سهلًا، بل يواجه الدارس عدة تحديات، منها:

- صعوبة إتقان التجويد: خاصةً في الأحكام الدقيقة مثل التفخيم والترقيق، أو أحكام النون الساكنة والتنوين.

- التزام الوقت: يحتاج الطالب إلى مواظبة يومية على التلاوة والمراجعة، مما قد يصعب على من لديه التزامات عمل أو دراسة.

- البحث عن شيخ مُجاز: ليس كل المشايخ معتمدين في منح الإجازات، مما يجعل العثور على شيخ موثوق تحديًا في بعض المناطق.

- التكلفة النفسية: قد يواجه الطالب فترات من الملل أو الإحباط، خاصةً إذا واجه صعوبة في حفظ بعض السور.

الفوائد الروحية والعلمية للإجازة في تلاوة القرآن الكريم

على الرغم من التحديات، فإن الإجازة في تلاوة القرآن الكريم تحمل فوائد عظيمة، منها:

- ضمان صحة التلاوة: حيث تصبح القراءة خالية من الأخطاء وفق أصول التجويد.

- نيل الأجر العظيم: فالقارئ المُجاز يكتسب أجرًا مضاعفًا لتلاوته القرآن كما أُنزل.

- الحفاظ على السند المتصل: مما يساهم في حفظ القرآن من التحريف أو التغيير عبر الأجيال.

- التميز في التعليم الإسلامي: حيث تُفتح أمام الحاصل على الإجازة أبواب التدريس والإمامة في المساجد.

دور الإجازة في تلاوة القرآن الكريم في التعليم الإسلامي

تلعب الإجازة في تلاوة القرآن الكريم دورًا محوريًا في التعليم الإسلامي، فهي:

- أساس تعليم التجويد: حيث يعتمد المعلمون على الإجازات لضمان جودة المدرسين.

- تعزيز الثقة بين الطلاب والمشايخ: فالإجازة تُعتبر دليلًا على الجدارة العلمية.

- نشر القراءات الصحيحة: خاصةً في المناطق التي تنتشر فيها لهجات قد تؤثر على نطق القرآن.

- تشجيع الحفظ والمراجعة: لأن الإجازة تتطلب التزامًا مستمرًا بالقرآن.

نصائح للحصول على الإجازة في تلاوة القرآن الكريم

لتحقيق النجاح في رحلة الإجازة في تلاوة القرآن الكريم، يمكن اتباع النصائح التالية:

- اختيار شيخ خبير: يفضل البحث عن شيخ معروف بسنده القوي وأسلوبه الواضح في التعليم.

- الالتزام بجدول يومي: تخصيص وقت ثابت للحفظ والمراجعة.

- المشاركة في حلقات القرآن: حيث تساعد المنافسة الإيجابية على التحفيز.

- الصبر والمثابرة: لأن الإجازة تحتاج إلى وقت وجهد طويل.

أهمية الإجازة في تلاوة القرآن الكريم في العصر الحديث

في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة الإسلامية، تبرز الإجازة في تلاوة القرآن الكريم كحصن يحفظ هوية الأمة ويربطها بمصدر تشريعها الأول. ففي عصر انتشرت فيه القراءات الإلكترونية والعشوائية للقرآن، أصبحت الإجازة ضمانة لحماية النص القرآني من التحريف أو سوء الفهم.

كما أن الإجازة في تلاوة القرآن الكريم في زماننا هذا لم تعد مجرد وسيلة لإتقان التلاوة فحسب، بل أصبحت أداة فعالة في مواجهة التيارات الفكرية التي تحاول تشويه صورة القرآن الكريم. فالقارئ المجاز يصبح سفيرًا للقرآن، قادرًا على تصحيح المفاهيم الخاطئة ونقل العلم الصحيح.

الفرق بين الإجازة في التلاوة والإجازة في القراءات

من المهم التفريق بين الإجازة في تلاوة القرآن الكريم برواية واحدة (كرواية حفص عن عاصم) وبين الإجازة في القراءات العشر. فالأولى تركز على إتقان تلاوة القرآن برواية معينة مع تطبيق أحكام التجويد، بينما الثانية تتطلب دراسة أعمق تشمل القراءات المتواترة المختلفة مع معرفة الفروق بينها.

لكل نوع من هذه الإجازات مميزاته الخاصة:

- الإجازة في رواية واحدة تكون أيسر وتحقق الغرض الأساسي من ضبط التلاوة.

- إجازة القراءات تفتح آفاقًا أوسع في العلم ولكنها تحتاج جهدًا مضاعفًا.

- كلتاهما تسهمان في حفظ التراث القرآني ولكن بدرجات متفاوتة.

الإجازة في تلاوة القرآن الكريم بين الأصالة والتطوير

تشهد الإجازة في تلاوة القرآن الكريم في العصر الحالي تطورًا في الوسائل مع الحفاظ على الأصالة في المنهج. فبينما ظل الشرط الأساسي هو التلقي المباشر من الشيخ المجاز، إلا أن التقنيات الحديثة سهلت العملية عبر:

- المنصات الإلكترونية للتعليم عن بعد.

- تطبيقات الذكاء الاصطناعي للمساعدة في التقييم.

- وسائل التواصل للاستمرار في المتابعة مع المشايخ.

لكن يبقى التحدي الأكبر هو الحفاظ على روح الإجازة التقليدية التي تعتمد على العلاقة المباشرة بين الشيخ والطالب، والحرص على عدم تحويلها إلى مجرد عملية تقنية جافة.

تأثير الإجازة في تلاوة القرآن الكريم على المجتمع

لا تقتصر فوائد الإجازة في تلاوة القرآن الكريم على الفرد فقط، بل تمتد إلى المجتمع بأكمله. فالمجازون يصبحون:

- نواة لحفظ القرآن في المجتمع.

- مرجعية في تصحيح التلاوات في المساجد.

- قدوة للشباب في الالتزام الديني.

- جسرًا بين الأجيال في نقل العلم.

كما أن انتشار حاملي الإجازات في المجتمع يسهم في رفع المستوى العام لتلاوة القرآن، ويحد من الأخطاء الشائعة في التلاوة التي قد تنتشر بسبب عدم وجود مرجعية علمية.

الخاتمة

الحصول على الإجازة في تلاوة القرآن الكريم يمثل إنجازًا عظيمًا يجمع بين الأجر الديني والتميز العلمي. رغم التحديات التي قد تواجه الطالب، إلا أن الفوائد الروحية والعملية تجعل هذه الرحلة تستحق العناء. سواءً كان الهدف هو تعليم الآخرين أو ضمان صحة التلاوة، تبقى الإجازة في تلاوة القرآن الكريم حلقة وصل بين الأجيال في حفظ القرآن الكريم ونقله بلا تحريف.

مقالات مشابهة

  • أريد التوبة من تتبع عورات الناس فماذا أفعل؟.. الإفتاء تجيب
  • اليمن يمثل سيف الإمام علي عليه السلام في هذا العصر
  • بدء إذاعة المصحف المعلم للشيخ الحصري عبر إذاعة القرآن الكريم
  • هل يوم القيامة يتم النداء علينا باسم الأم أم الأب؟.. الإفتاء تجيب
  • الإجازة في تلاوة القرآن الكريم.. التحديات والفوائد وأهميتها في التعليم الإسلامي
  • رئاسة الشؤون الدينية تحتفي بالفائزين بمسابقة القرآن الكريم لحجاج بيت الله الحرام
  • كيف أجيب على سؤال أين الله؟.. الإفتاء توضح الرد الشرعي
  • فتاوى وأحكام| حكم الصلاة بسرعة للرد على التليفون.. حكم قول رزق الهبل على المجانين
  • لماذا سُمِّي سيدنا جبريل عليه السلام بالروح القدس؟.. الإفتاء توضح
  • حكم قول رزق الهبل على المجانين.. الإفتاء ترد