ازدواجية واشنطن حيال قرارات الجنائية الدولية بين بوتين ونتنياهو
تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT
الثورة / متابعات
باتت ازدواجية المعاير سمة بارزة للإدارة الأمريكية وأعضاء بالكونغرس في تعاطيهم مع قرارات المحكمة الجنائية الدولية، إذ سبق وأن رحبت واشنطن بإصدار المحكمة مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنها أبدت انزعاجها عندما تعلق الأمر برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت.
فالتصريحات الصادرة عن الإدارة الأمريكية والعديد من أعضاء الكونغرس الرافضة لقرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن نتنياهو، أعادت إلى الأذهان ردود أفعالهم المعاكسة تجاه قرار المحكمة نفسه بحق بوتين العام الماضي.
والعام الماضي أعلن صناع القرار في واشنطن وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، والمتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير والعديد من أعضاء الكونغرس، ترحيبهم بقرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن بوتين.
وفي مارس 2023، صرح بايدن بأنه سعيد بمذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق الرئيس الروسي بوتين بسبب ما أسماه جرائم الحرب في أوكرانيا.
فيما قال وزير خارجيته بلينكن إنه يجب على جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية الالتزام بهذا القرار والوفاء بمذكرة الاعتقال ضد بوتين.
عضو مجلس الشيوخ ليندسي غراهام، الذي استنكر بشدة قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو، بل وتحدث عن فرض عقوبات على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، ادعى أيضًا في تصريحاته في ذلك الوقت أن «بوتين مجرم حرب ويجب القبض عليه ومحاكمته في لاهاي».
في الوقت الذي يبرر أعضاء الإدارة الأمريكية دفاعهم عن نتنياهو بأن إسرائيل ليست عضو في الجنائية الدولية وأنّ المحكمة ليست لها سلطة على تل أبيب لم يسوقوا نفس المبررات تجاه بوتين وكون روسيا ليست عضو أيضا في الجنائية الدولية.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم تتعلق بـ «ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية» خلال حرب الإبادة المتواصلة على غزة منذ 412 يوما.
وقالت المحكمة، في بيان عبر حسابها على منصة إكس، إن «الغرفة التمهيدية الأولى (بها) رفضت الطعون التي تقدمت بها إسرائيل بشأن الاختصاص القضائي، وأصدرت مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت».
وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان طلب في 20 مايو الماضي إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت لمسؤوليتهما عن «جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية» ارتكبها الجيش الإسرائيلي بغزة منذ 7 أكتوبر 2023.
كما طلب خان مرة أخرى في أغسطس الماضي، من المحكمة سرعة إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 148 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
استطلاع رأي: العالم يقول «لا ثقة» في إسرائيل.. ولا احترام لـ نتنياهو
في استطلاع رأي عالمي جديد أعده مركز بيو للأبحاث وشمل 24 دولة حول العالم، أظهرت النتائج أن معظم المشاركين لديهم نظرة سلبية تجاه إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، مع تراجع ملحوظ في صورة إسرائيل على الساحة الدولية، وخاصة في الدول الغربية والديمقراطيات الصناعية الكبرى.
بحسب التقرير، في 20 من أصل 24 دولة، عبر حوالي نصف المشاركين أو أكثر عن رأي سلبي تجاه إسرائيل. وسجلت أعلى نسب المعارضة في دول مثل أستراليا، واليونان، وإندونيسيا، واليابان، وهولندا، وإسبانيا، والسويد، وتركيا، حيث وصلت نسبة غير المؤيدين إلى ثلاثة أرباع السكان أو أكثر.
في المقابل، ظهرت مواقف أكثر توازنًا في دول مثل الهند، حيث توزعت الآراء بين 34% مؤيدين و29% معارضين. أما في نيجيريا وكينيا، فقد عبر نصف المشاركين تقريبًا أو أكثر عن آراء إيجابية تجاه إسرائيل.
وكشف التقرير عن تغيرات لافتة في مواقف بعض الدول مقارنة بسنوات سابقة، فعلى سبيل المثال، في الولايات المتحدة، ارتفعت نسبة الرافضين لإسرائيل بـ11 نقطة مئوية بين مارس 2022 ومارس 2025. كما شهدت دول مثل بريطانيا قفزة كبيرة في المواقف السلبية، حيث ارتفعت نسبة الرافضين من 44% في عام 2013 إلى 61% اليوم.
وأشار التقرير إلى أن الفئة العمرية الأصغر سنًا (18-34 عامًا) تميل إلى إبداء مواقف أكثر سلبية تجاه إسرائيل مقارنة بكبار السن، لا سيما في الدول ذات الدخل المرتفع مثل كندا، فرنسا، كوريا الجنوبية، أستراليا، والولايات المتحدة. وقد سجلت الولايات المتحدة أكبر فجوة عمرية في النظرة إلى إسرائيل.
على المستوى الأيديولوجي، يلاحظ التقرير أن الأشخاص الذين يصنفون أنفسهم ضمن التيار اليساري في معظم الدول يميلون بشكل واضح إلى رفض إسرائيل مقارنة بمن هم على اليمين.
وفي ما يخص صورة نتنياهو، فقد أظهرت البيانات أن مستويات الثقة بقيادته منخفضة بشكل حاد في غالبية الدول التي شملها الاستطلاع. باستثناء نيجيريا وكينيا، لم تتجاوز نسبة الذين يثقون بنتنياهو في أي دولة نسبة الثلث.
أما في دول مثل فرنسا، ألمانيا، اليونان، إندونيسيا، اليابان، السويد، وأستراليا، فقد عبر ثلاثة أرباع السكان أو أكثر عن انعدام الثقة الكامل بنتنياهو.
كما هو الحال مع النظرة إلى إسرائيل، فإن الفئة الشبابية في عدة دول تميل إلى عدم الثقة بنتنياهو، مثل ما رصد في المجر، حيث أبدى 40% من البالغين فوق سن الخمسين ثقتهم به، مقابل 20% فقط من الشباب.
على الرغم من محاولة حكومةالاحتلال الإسرائيلية تصدير صورة "الدولة القوية"، إلا أن الإسرائيليين أنفسهم لا يرون بلادهم تحظى بالاحترام العالمي.
فقد قال 58% من الإسرائيليين إن دولتهم "ليست محترمة كثيرًا أو على الإطلاق" في العالم، مقابل 39% فقط قالوا إنها محترمة.
واللافت أن نسبة من يرون أن إسرائيل "غير محترمة إطلاقًا" ارتفعت من 15% في العام الماضي إلى 24% هذا العام.