عندما تولى دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية للمرة الأولى، تبنى في الشرق الأوسط توجهاً جريئاً، كان مثيراً للجدل.

وذكرت صحيفة "لوس انجليس تايمز"،  أن ترامب قام حين ذاك بنقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل آبيب إلى القدس، وعقد اتفاقات بارزة بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وألغى الاتفاق النووي الدولي مع إيران.

وفرض ترامب إرادته باستخدام أسلوب دبلوماسية قائم على أساس المعاملات وعضلات القوة الأمريكية، حتى عندما كان يعني ذلك تحدي الاجماع الدولي وتجاهل المخاوف الفلسطينية.

ولكن الخبراء يقولون إن "هذه الاستراتيجية الفظة ربما لا تجدى نفعاً هذه المرة، خاصة في ظل إعادة تركيز الاهتمام الدولي على معاناة الفلسطينيين وتصاعد الانتقادات لإسرائيل".

هل عودة #ترامب إلى البيت الأبيض "شيك على بياض" لـ #إسرائيل؟https://t.co/dwFH69uwzP pic.twitter.com/pOhCcFKruX

— 24.ae (@20fourMedia) November 16, 2024 شرق أوسط مختلف

ويبدو أن الشرق الأوسط أصبح مكاناً مختلفاً بصورة كبيرة منذ أن غادر ترامب البيت الأبيض خلال عام 2021، فالحروب تستعر الآن في غزة ولبنان، في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل محاولتها لتدمير حماس وحزب الله.

وتهدد هذه الصراعات بتوسيع نطاق الحرب، مما قد يضع الولايات والمتحدة وإسرائيل في مواجهة ضد إيران وحلفائها. فقد تبادلت إسرائيل وإيران إطلاق الصواريخ خلال الأشهر الأخيرة في ظل تكثيف لتواجد القوات الأمريكية في المنطقة.

وقد أثبتت هذه الأزمات المتعددة أنها شائكة للغاية بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن لذلك لم يتمكن من حلها. ودفعت عدم كفاءته الدبلوماسية بعض الدول بالشرق الأوسط  للشعور ببعض العزاء في تولى ترامب لفترة رئاسة ثانية.

4 خطوط عريضة توضح سياسة ترامب تجاه إسرائيل - موقع 24رجّح لورانس هاس، الزميل في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، أن يعمل الرئيس المنتخب دونالد ترامب على تحويل العلاقات الأمريكية الإسرائيلية والعلاقات الأمريكية في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، عبر تقديم المزيد من الدعم العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، والعمل على إضعاف خصومها، والسعي للمزيد من صنع السلام بين ...

وعندما كان ترامب رئيساً خلال الفترة الأولى، وجد قضية مشتركة مع الكثير من قادة الشرق الأوسط.  فقد عمق هو وأفراد أسرته العلاقات التجارية مع دول عربية ، في بعض الأحيان من خلال الاتفاقات المتعلقة بالعقارات.

وكان ترامب قد قال إنه يعتزم توسيع نطاق هذه الاتفاقيات، والجائزة الكبرى ستكون المملكة العربية السعودية، التي بدت في وقت من الأوقات منفتحة على التوصل لاتفاق مع إسرائيل، من شأنه أن يتضمن اتفاقاً دفاعياً مع الولايات المتحدة وتقديم الدعم للمملكة لبناء مفاعل نووي للاستخدام المدني.

ولكن بعد هجوم  السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وبدء غزو إسرائيل لقطاع غزة، حيث تقول التقارير الرسمية إنه أسفر عن مقتل نحو 44 ألف شخص. جعلت الحرب احتمالية التوصل لاتفاق أكثر صعوبة.

وقال المعلق السياسي السعودي علي الشهابي:"الفظائع التي تحدث في غزة ولبنان أدت لتأجيج الرأي العام، وجعلت أي تطبيع للعلاقات أكثر صعوبة بدرجة كبيرة".

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد قال في خطاب في سبتمبر (أيلول) الماضي "المملكة لن تتوقف عن جهودها الحثيثة نحو إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، ونحن نؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل بدون تحقق ذلك".

وفي خطاب خلال قمة للدول العربية والإسلامية هذا الشهر في الرياض، أدلى بن سلمان بتصريحات تعد الأكثر قوة بشأن حرب غزة، منتقداً إسرائيل لما وصفه بارتكابها "لأعمال إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق".

البيان الختامي.. قمة الرياض تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة - موقع 24ندد البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض، مساء اليوم الإثنين، بـ"جرائم مروعة وصادمة" يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة "في سياق جريمة الإبادة الجماعية" بحق الفلسطينيين، مؤكداً ضرورة التزام المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان. المساومة الإسرائيلية

وفي نفس الوقت، ربما تبدو إسرائيل أقل استعداداً للمساومة، خاصة في ظل وجود ترامب بالبيت الأبيض، إذا كانت فترته الأولى مؤشراً على ذلك.

وعلاوة على نقل السفارة الأمريكية والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتملة، دفع ترامب لتطبيق ما يطلق عليه " اتفاق القرن"، الذي يعد بمثابة خطة سلام من شأنها جعل الفلسطينيين بدون دولة، كما يتيح لإسرائيل ضم مساحات كبيرة من أراضي الضفة الغربية المحتلة. كما تبنى توجها أكثر عدوانية مع إيران، حيث انسحب من الاتفاق النووي عام 2015، وفرض عقوبات واسعة النطاق، بالإضافة إلى  اغتيال الجنرال قاسم سليماني الذي كان قائداً لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وأبدى القادة الإسرائيليون سعادة بالغة لدى فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية .

ويبدو الآن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي رفض فكرة إقامة دولة فلسطينية، يستعد لترسيخ سيطرته على الأراضي الفلسطينية.  

نتانياهو يشعر بحرية التحرك ضد إيران بعد وصول ترامب - موقع 24تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عما إذا كان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد طور عقيدة جديدة لضرب البرنامج النووي الإيراني بعد النجاحات العسكرية ضد حركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة، وتنظيم "حزب الله" في لبنان، وأيضاً ضد طهران، مشيرة إلى أنه ربما يكون أكثر ...

ومن ناحية أخرى، اختار ترامب شخصيات متشددة موالية لإسرائيل لشغل مناصب دبلوماسية بارزة، تتعلق بالتعامل مع الشرق الأوسط. وعلى سبيل المثال، اختياره لحاكم اركانساس سابقا مايك هاكابي، الذي يرفض مطالبة الفلسطينيين بالأرض والسيادة، لمنصب سفير أمريكا في إسرائيل.

ومع ذلك، فإن الفلسطينيين ربما تكون لديهم نافذة أمل مع ترامب مقارنة ببايدن، حسبما قال معين رباني، المحلل والزميل بمركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالدوحة، وأشار إلى أن بايدن لم يتراجع عن أي من سياسات ترامب تجاه إسرائيل أو تمكن من التوصل لاتفاق لوقف إطلاق نار دائم، موضحاً أن ترامب ربما يحاول استخدام نفوذه مع نتانياهو بطريقة أكثر قوة لإنهاء الصراع.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل إيران ترامب ترامب حزب الله إسرائيل وإيران عودة ترامب ترامب إسرائيل غزة وإسرائيل إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله إيران الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

لافروف: لا دليل على أن إيران كانت تعد لهجوم ضد إسرائيل

روسيا – صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الثلاثاء بأنه لم يتم تقديم أي دليل على أن إيران كانت تعد لهجوم ضد إسرائيل.

وقال الوزير خلال مشاركته في فعاليات “قراءات بريماكوف” بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية في موسكو: “أعتقد أن الإشارات إلى حق الدفاع عن النفس لا يمكن أن تخدع أحدا، لأنه لم يتم تقديم أي دليل، ولا حتى أي شبهة تدعم الرواية القائلة إن إيران إما هاجمت أو كانت تعد لهجوم ضد إسرائيل”.

كما أشار إلى أنه من الصعب حاليا استخلاص استنتاجات نهائية حول استقرار وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط.

وأضاف: “ترد أنباء عن أن الأمريكيين أقنعوا إسرائيل بالموافقة على وقف إطلاق النار وإعلان هدنة دائمة كما لعب أصدقاؤنا القطريون دورا مماثلا تجاه طهران… ولكن بعد الإعلان عن ذلك، ترددت أنباء عن ضربات وتبادل للضربات بين إسرائيل وإيران. لذلك دعونا لا نستخلص استنتاجات متسرعة بناء على معلومات مجتزأة”.

وأكد أن روسيا ترحب باتفاقات وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط: “نحن مع السلام”.

المصدر: نوفوستي

مقالات مشابهة

  • للمرة الثانية في الشرق الأوسط وأفريقيا.. 4X4 تحت الصفر يعود من جديد |شاهد
  • كريسبو يبدأ ولايته الثانية مع ساو باولو
  • وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. نواب: خطوة لاحتواء التصعيد.. وتجسيد لصواب الرؤية المصرية في إدارة الأزمات الإقليمية
  • لافروف: لا دليل على أن إيران كانت تعد لهجوم ضد إسرائيل
  • التنفيذ خلال 6 ساعات .. ترامب: التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
  • 40 ألف جندي.. تعرف علي تفاصيل تواجد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط
  • الضربات الأمريكية لإيران.. كيف ترسم واشنطن حدود الأمن في الشرق الأوسط؟
  • أين توجد القواعد العسكرية الأمريكية الرئيسية في الشرق الأوسط؟
  • مجدي الجلاد: ترامب بيحب الشو.. وما يحدث خطوة بتشكيل الشرق الأوسط الجديد
  • توترات الشرق الأوسط تطيح بسوق العملات المشفرة.. البيتكوين ينخفض أكثر من 2%