الفن في العالم الإسلامي.. تأثيرات تاريخية ومعاصرة في عالم معاصر مشوش
تاريخ النشر: 25th, November 2024 GMT
شهد الفن في العالم الإسلامي تطورًا عميقًا على مر العصور، حيث كان له دور بارز في تشكيل هوية ثقافية ودينية في مناطق متنوعة تمتد من إسبانيا إلى جنوب شرق آسيا. ومع أن العديد من الأعمال الفنية الإسلامية التاريخية تُعتبر معالم فنية مرموقة، إلا أن تأثيراتها في العصر المعاصر تثير جدلًا كبيرًا. فبينما يراها البعض جزءًا من التراث الثقافي الذي يجب الحفاظ عليه، يرى آخرون أن الفن في العالم الإسلامي قد شهد تغييرات جذرية تجعله يتوافق مع المعايير الحديثة.
ويسلط جريدة وموقع الفجر الضوء في هذا المقال عن الفرق بين الفن الإسلامي في الماضي والحاضر
في الماضي، تميز الفن الإسلامي بتوظيف الرمزية والتجريد في الأشكال الهندسية والنباتية، حيث كان يُنظر إليه على أنه وسيلة للتعبير عن الإيمان والتقديس. أما في العصر الحديث، فقد بدأت التوجهات الفنية المعاصرة في العالم الإسلامي تتحدى الحدود التقليدية للفن، مما أتاح للفنانين اكتشاف طرق جديدة للتعبير عن قضايا مثل الهوية، السياسة، والدين.
لكن هذا التحول في مفاهيم الفن يثير الكثير من الجدل في المجتمع الإسلامي، حيث يرى بعض المفكرين أنه من الضروري العودة إلى الجذور التاريخية للفن الإسلامي التي تُعلي من شأن التقشف وتجنب التماثيل والتصوير الشخصي. بينما يعتقد آخرون أن التطور الفني هو ضرورة ملحة لمواكبة التغيرات الاجتماعية والسياسية في العالم الإسلامي.
وفيما يخص الفن المعاصر، تتعدد المواقف من لوحات الفنانين مثل شيرين نشأت أو يوسف أحمد، الذين استخدموا وسائل فنية غير تقليدية مثل الفيديو والتصوير الفوتوغرافي، مما يثير أسئلة حول ما إذا كانت هذه الأعمال تحترم القيم التقليدية للإسلام أو تخضع لمدارس فكرية أخرى.
قد يعتقد البعض أن القضايا السياسية، مثل الاحتلال والنزاعات الإقليمية، قد أثرت في الفن الإسلامي المعاصر، من خلال تحفيز الفنانين على التعبير عن واقعهم المؤلم. في حين يرى آخرون أن الفن الإسلامي قد أصبح وسيلة لتحدي الأنظمة الحاكمة والتعبير عن الأصوات المعارضة، وهو ما يتضح جليًا في الأعمال الفنية التي تطرقت إلى الحريات الفردية والدينية.
النقاش حول الفن الإسلامي في العصر الحديث يظل مثيرًا للجدل، حيث يسعى البعض للحفاظ على تراث الفن الإسلامي بينما يحاول البعض الآخر تحديثه ليتماشى مع عالم اليوم المتغير. في النهاية، يمكن القول إن الفن في العالم الإسلامي هو مزيج معقد من التأثيرات التاريخية والمعاصرة، التي تعكس التوترات بين التقليد والتحديث، وبين الحفاظ على الهوية والبحث عن تجارب جديدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الفجر الفني
إقرأ أيضاً:
تأمّلات في الخطاب الأدبي العربي المعاصر.. إصدارٌ يتناول الظاهرة الأدبية المعاصرة في الوطن العربي
الجزائر "العُمانية": يجمع كتاب "تأمّلات في الخطاب الأدبي العربي المعاصر" الصادر عن دار خيال للنشر والترجمة بالجزائر، بين دفّتيه عددا من الأعمال النّقدية التي تشكلت حول الظاهرة الأدبية المعاصرة في الوطن العربي. وتناول مؤلّفا الكتاب، لمجد بن رمضان ورقية بنت محمد، بالدراسة والتحليل أجناسا سرديّة مختلفة، كالرواية، والقصة القصيرة، والسيرة الذاتية.
ويتكوّن الكتاب من تسعة فصول، يهتمُّ كلُّ فصل منها بنوع أدبي معين، وجاءت عناوين فصول الكتاب كالتالي الفصل الأول: الترحال وأثره في صياغة الخطاب الروائي لدى صنع الله إبراهيم، والفصل الثاني: الرّواية في الخليج العربي على ضوء المقاربة التداولية لتحليل الخطاب، والفصل الثالث: الرواية وكسر أفق الانتظار "كلاب جلجامش" لشاكر نوري أنموذجا، والفصل الرابع: الخطاب القصصي عند ليلى العثمان، "فتحية تختار موتها" أنموذجا، والفصل الخامس: من ملامح الكتابة النسوية لدى وداد الحبيب، والفصل السادس: من خصائص الكتابة القصصيّة عند خيرة الساكت، والفصل السابع: من خصائص الكتابة النسوية في ليبيا نجوى بن شتوان أنموذجا، والفصل الثامن: كتابة السيرة الذاتية عند علي فهمي خشيم بين ذاكرة الذات وذاكرة الثقافة الليبية في "هذا ما حدث"، والفصل التاسع: الروائي مؤرخًا رواية "يا فاطمة الجبل" لمحمد سعيد القشاط أنموذجا.
وقال الباحث لمجد بن رمضان، في حديث، لوكالة الأنباء العُمانية: "لقد اختيرت النصوص بين ما هو إصدار قديم نسبيا، يعود إلى منتصف القرن المنصرم، لكنه مازال لم ينل حظه من الدراسة كفاية، وإصدار جديد لم تمض عليه بضع سنوات، وهي أعمال بكر لم تختبر بعد في الخطاب النقدي. هذه النصوص تتوزع على أقطار عربية، كمصر، ودول الخليج العربي، وتونس، وليبيا".
وأضاف: "لقد تم الاستئناس في هذا الكتاب بالمنظور البنيوي، الذي لا يزال رغم الانتقادات التي وجهت إليه، من أهم طرق معالجة النصوص السردية، والمقاربة التداولية لتحليل الخطاب، والمنهج السوسيولوجي، والنقد الثقافي، إضافة إلى المقاربة التأويلية، وهي محاولة منّا كباحثين للتوفيق بين المقاربات النّصانيّة والأخرى السياقيّة".
ويرى المؤلفان، في تقديم هذا الإصدار، أنّ الاختيار مناسبٌ لأنه يغطي جزءا مهمًّا من البيئات الثقافية العربية. وتنوّعت أساليب التعامل مع النصوص، إذ تتبع المؤلفان مسالك منهجية متعددة حسب طبيعة كل نصّ، وحسب الغاية التي سعيا إلى بلوغها من دراسته.
كما حاول مؤلفا الكتاب، أن يتعاملا مع المقاربات الغربيّة المنشأ وتعاملا نقديا حتى تكون استفادتهما منها واعية، لا تطبيقا أعمى لها على نصوص عربية تختلف حتما عن أصل الثقافات التي أنتجتها واختبرتها في نصوصها.
يُذكر أن الغاية من إصدار هذا الكتاب، حسب المؤلفين، تتمثل في تقديم بعض ملامح الظاهرة الأدبية المعاصرة والكشف عن أهم التطورات التي بلغتها، إلى جانب التعريف ببعض الأعمال التي أسقطت من دائرة اهتمام الخطاب النقدي، رغم ما فيها من طرافة في شكلها ومضمونها، إضافة إلى الرغبة في تجديد الخطاب النقدي من خلال الانفتاح على مختلف المقاربات النقدية المعاصرة.