شهد الفن في العالم الإسلامي تطورًا عميقًا على مر العصور، حيث كان له دور بارز في تشكيل هوية ثقافية ودينية في مناطق متنوعة تمتد من إسبانيا إلى جنوب شرق آسيا. ومع أن العديد من الأعمال الفنية الإسلامية التاريخية تُعتبر معالم فنية مرموقة، إلا أن تأثيراتها في العصر المعاصر تثير جدلًا كبيرًا. فبينما يراها البعض جزءًا من التراث الثقافي الذي يجب الحفاظ عليه، يرى آخرون أن الفن في العالم الإسلامي قد شهد تغييرات جذرية تجعله يتوافق مع المعايير الحديثة.

 

ويسلط جريدة وموقع الفجر الضوء في هذا المقال عن الفرق بين الفن الإسلامي في الماضي والحاضر 

 

في الماضي، تميز الفن الإسلامي بتوظيف الرمزية والتجريد في الأشكال الهندسية والنباتية، حيث كان يُنظر إليه على أنه وسيلة للتعبير عن الإيمان والتقديس. أما في العصر الحديث، فقد بدأت التوجهات الفنية المعاصرة في العالم الإسلامي تتحدى الحدود التقليدية للفن، مما أتاح للفنانين اكتشاف طرق جديدة للتعبير عن قضايا مثل الهوية، السياسة، والدين.

لكن هذا التحول في مفاهيم الفن يثير الكثير من الجدل في المجتمع الإسلامي، حيث يرى بعض المفكرين أنه من الضروري العودة إلى الجذور التاريخية للفن الإسلامي التي تُعلي من شأن التقشف وتجنب التماثيل والتصوير الشخصي. بينما يعتقد آخرون أن التطور الفني هو ضرورة ملحة لمواكبة التغيرات الاجتماعية والسياسية في العالم الإسلامي.

وفيما يخص الفن المعاصر، تتعدد المواقف من لوحات الفنانين مثل شيرين نشأت أو يوسف أحمد، الذين استخدموا وسائل فنية غير تقليدية مثل الفيديو والتصوير الفوتوغرافي، مما يثير أسئلة حول ما إذا كانت هذه الأعمال تحترم القيم التقليدية للإسلام أو تخضع لمدارس فكرية أخرى.

قد يعتقد البعض أن القضايا السياسية، مثل الاحتلال والنزاعات الإقليمية، قد أثرت في الفن الإسلامي المعاصر، من خلال تحفيز الفنانين على التعبير عن واقعهم المؤلم. في حين يرى آخرون أن الفن الإسلامي قد أصبح وسيلة لتحدي الأنظمة الحاكمة والتعبير عن الأصوات المعارضة، وهو ما يتضح جليًا في الأعمال الفنية التي تطرقت إلى الحريات الفردية والدينية.

النقاش حول الفن الإسلامي في العصر الحديث يظل مثيرًا للجدل، حيث يسعى البعض للحفاظ على تراث الفن الإسلامي بينما يحاول البعض الآخر تحديثه ليتماشى مع عالم اليوم المتغير. في النهاية، يمكن القول إن الفن في العالم الإسلامي هو مزيج معقد من التأثيرات التاريخية والمعاصرة، التي تعكس التوترات بين التقليد والتحديث، وبين الحفاظ على الهوية والبحث عن تجارب جديدة.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفجر الفني

إقرأ أيضاً:

"العالم الإسلامي": العدوان الإيراني على قطر انتهاك لكل القيم والمبادئ

أدانت رابطة العالم الإسلامي بشدة العدوان الإيراني على دولة قطر.
وفي بيانٍ للأمانة العامة، أكدت الرابطة أن هذا العدوان يُعد انتهاكًا صارخًا لكل القيم والمبادئ الإسلامية والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية، ولا يمكن تسويغه تحت أي ذريعة.صواريخ إيرانمن ناحية أخرى، أكدت قطر الاثنين أن الأوضاع الأمنية في البلاد "مستقرة"، في أعقاب إطلاق صواريخ من إيران على قاعدة أميركية في الدوحة، ردا على الهجوم الأمريكي على ثلاثة مواقع نووية في الجمهورية الإسلامية.
أخبار متعلقة مجلس التعاون: الهجوم الصاروخي الإيراني على قطر انتهاك صارخ لسيادتهاموجز أهم أحداث الهجوم الإيراني على قطر والعراق.. وردود الفعلبعد الهجوم الإيراني.. قطر: الأوضاع الأمنية في البلاد مستقرةوقالت وزارة الداخلية القطرية في بيان إن "الأوضاع الأمنية في البلاد مستقرة، ولا يوجد ما يدعو للقلق".

مقالات مشابهة

  • الزراعة: التغيرات المناخية الحالية تُحدث تأثيرات واضحة على المحاصيل
  • يوم دراسي بالرباط يناقش ظاهرة الشعبوية في العالم المعاصر
  • رابطة العالم الإسلامي ترحب بإعلان ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران
  • وسام أبو علي يسطع بثلاثية تاريخية في كأس العالم للأندية
  • جولة لسلام في متحف الفن الإسلامي في الدوحة
  • الهلال يخطط لصفقة تاريخية: تحركات جادة للتعاقد مع ليونيل ميسي
  • رغم الخروج المُبكر.. 10 أرقام تاريخية للأهلي في كأس العالم للأندية 2025
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين الهجوم الإيراني على قطر
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين العدوان الإيراني على دولة قطر
  • "العالم الإسلامي": العدوان الإيراني على قطر انتهاك لكل القيم والمبادئ