تشهد كوريا الجنوبية، تطورات متلاحقة منذ إعلان رئيس البلاد، يون سيوك يول،  مساء اليوم الثلاثاء، حالة الطوارئ وتطبيق الأحكام العرفية، وما أعقبها من عقد الجمعية الوطنية «البرلمان»، جلسة عامة، صوت من خلالها النواب، على تشريع يطالب برفع الأحكام العرفية.

شهدت الساحة الكورية الجنوبية، مطالبة «الحزب الديمقراطي» المعارض الرئيسي في البلاد، بمحاسبة الرئيس الذي أصبح أول رئيس كوري منذ 45 عامًا، يعلن الأحكام العرفية، لانتهاكه دستور البلاد.

رئيس كوريا الجنوبية ينتقد المعارضة

وكان الرئيس الكوري الجنوبي، انتقد في خطاب تليفزيوني، الذي أعلن خلالها فرض حالة الطوارئ وتطبيق الأحكام العرفية، المعارضة لجهودها الرامية إلى عزل الرئيس وميزانيتها قصيرة المدى، التي قال إنها تدمر أسس الدولة وتحول كوريا الجنوبية إلى بلد للمخدرات والفوضى الاجتماعية، وقال يول إنه أعلن الأحكام العرفية لحماية النظام الدستوري الحر. 

 مروحيات تحلق فوق العاصمة الكورية الجنوبية

وأوضح الرئيس الكوري الجنوبي، أنه تم تقديم 22 اقتراحا لعزل مسؤولين حكوميين منذ تنصيبه في مايو  2022، مع سعي المعارضة للمرة العاشرة إلى عزله من منصبه منذ انعقاد الجمعية الوطنية «البرلمان» الثانية والعشرين في يونيو الماضي.

آخر إعلان للأحكام العرفية في كوريا الجنوبية

وكان آخر إعلان للأحكام العرفية في كوريا الجنوبية يتعلق بأحداث 10 أكتوبر 1979، عندما توفي رئيس كوريا الجنوبية الأسبق، بارك تشونج هي.

في 17 مايو 1980، قام «المجلس العسكري الجديد» بقيادة تشون دو هوان وروه تاي وو، بتوسيع نطاق الأحكام العرفية التي بدأت في «جزيرة جيجو» لتشمل البلاد بأكملها وظلت الأحكام العرفية سارية حتى 24 يناير 1981، ولم يتم تطبيق أي قانون جديد منذ ذلك الحين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كوريا الجنوبية سول الرئيس الكوري الجنوبي رئيس كوريا الجنوبية الجمعية الوطنية البرلمان الكوري الجنوبي برلمان كوريا الجنوبية يون سيوك يول الأحکام العرفیة کوریا الجنوبیة

إقرأ أيضاً:

حديث شغور منصب الرئيس في تونس…

 المـؤكّد حاليا في تونس شيء واحد فقط: الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر، ومن غير المقبول أصلا أن يستمر.

مؤشرات عديدة بدأت في البروز تدريجيا متجاوزة الجدل العادي حول أداء الرئيس قيس سعيّد لتصل هذه المرة للحديث عن ضرورة رحيله لتجاوز حالة الانسداد القاتل وهو حديث لم يعد متداولا بين معارضيه فقط، خاصة في الخارج، بل اتسعت دائرته إلى أبعد من ذلك.

هذا الانتقال النوعي من انتقاد سعيّد إلى المطالبة برحيله أملته مجموعة عوامل على رأسها الوصول إلى اليأس الكامل والنهائي من إمكانية تراجع الرجل عن نهجه المنفرد في الحكم منذ انقلابه عن الدستور في يوليو 2021، إلى جانب وضعه الصحي، وأخيرا الخوف من انفلات الأمور والذهاب إلى حالة خطيرة من الفوضى أو عدم الاستقرار.

لكل ما سبق ازداد الحديث عن «شغور منصب رئيس الجمهورية» بعد أن ظل طوال أشهر من المحاذير التي يفضل الجميع تجنّب الخوض فيها علنا. لم يعد غريبا، على سبيل المثال لا الحصر، أن تجد أستاذا جامعيا في القانون الدستوري هو أمين محفوظ، الذي كان من مؤيدي سعيّد في انقلابه قبل أن يغيّر موقفه، يقول في مقابلة صحافية إنه في حال حدوث مثل هذا الشغور على رئيسة الحكومة تولي رئاسة الدولة مؤقتا إلى حين تنظيم انتخابات رئاسية سابقة لأوانها، في حين لا يتردّد الصحافي زياد الهاني في نشر تدوينة يقول فيها إن على الجيش الوطني أن يتولى ذلك بهدف «منع حصول الفراغ في أعلى هرم الدولة، ومن ثمّ رعاية مؤتمر حوار وطني جامع»، رغم الحذر الشديد من خيار الزج بالمؤسسة العسكرية في تسيير شؤون البلاد ولو مؤقتا.

مردّ هذا الاختلاف أن دستور قيس سعيّد الذي كتبه بنفسه عام 2022، وفرضه على البلاد باستفتاء هزيل، ينص على أنه في حال حصول شغور في منصب الرئاسة يتولى رئيس المحكمة الدستورية مقاليد الأمور حتى إجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها، لكن ما حصل هو أن سعيّد تعمّد عدم تشكيل هذه المحكمة إلى الآن، رغم مرور أكثر من ثلاثة أعوام على تصريح وعد فيه بأنه سيفعل ذلك «في أسرع وقت ممكن»!!

الحديث عن شغور منصب الرئاسة وضرورة معالجة هذه الثغرة الدستورية الخطيرة، التي تركها سعيّد متعمّدا وكأنه سيبقى رئيسا إلى الأبد، لا يعود فقط إلى ازدياد عدد المطالبين برحيل الرئيس، وإنما أيضا إلى معاينة وضعه الصحي الخطير، ليس النفسي فقط بل والجسدي كذلك، وسط تكتم رسمي عن حقيقة كل ذلك وما يشاع بين فترة وأخرى عن دخوله إلى المستشفى. المطالبة برحيله ظهرت كذلك في الشعارات التي رفعت في أكثر من مظاهرة أخيرة، بعد أن نفض الجميع اليد من إمكانية تعديل سياساته حين اتضح أنه غير مستعد أبدا لأي تراجع، أو حتى مراجعة، لاقتناعه المطلق أنه الوحيد على حق وكل من سواه خونة وعملاء.
في كل تاريخ تونس الحديث شكّل الإعلان عن إضراب عام مؤشرا بالغ الدلالة على تحوّل كبير في سير الأحداث
ما يعزز الزخم المتنامي رويدا رويدا في اتجاه رحيل قيس سعيّد نزول المركزية النقابية بثقلها معلنة عن الإضراب العام في البلاد في 21 يناير/كانون الثاني المقبل في جميع القطاعات بعد أن سجّلت في بيانها الأخير الصادر عن اجتماع هيئتها الإدارية «استمرار الاحتقان السياسي والاجتماعي وتدهور الوضع الاقتصادي في البلاد وإرساء منظومة استبداد منغلقة (…) وتواصل غلق أبواب الحوار ورفض التفاوض والتفرّد بالقرار والهروب إلى الأمام (..) وتنامي تدهور القدرة الشرائية للشغّالين وعموم الشعب بسبب التهاب الأسعار وغلاء المعيشة وتردّي خدمات المرافق العامة وتواصل الاحتكار وتقصّير الدولة من دورها الاجتماعي».

في كل تاريخ تونس الحديث شكّل الإعلان عن إضراب عام مؤشرا بالغ الدلالة على تحوّل كبير في سير الأحداث، سواء نُفّذ في كامل البلاد مثل 26 يناير /كانون الثاني 1978 زمن حكم الرئيس الحبيب بورقيبة، أو في بعض المحافظات الكبرى فقط مثل 14 يناير /كانون الثاني 2011 يوم مغادرة الرئيس زين العابدين بن علي وانتصار الثورة. هذه المرة، يأتي هذا الإضراب العام الجديد والرئيس سعيّد فاقد لكل سند سياسي، أو شعبي واضح ومقنع، مستقويا بأجهزة الدولة لا غير. إنه يعاني عزلة سياسية واضحة، بما في ذلك بين أنصاره الأوائل ومنهم نواب برلمان تحدث بعضهم في جلسات علنية عن «الزمن السياسي» لسلطته الحاكمة، وبعضهم الآخر عن «رئيس منفصل عن الواقع»، فضلا عن تناول محيطه العائلي باعتبارهم «طرابلسية جدد» في إشارة إلى فساد أصهار الرئيس بن علي.

هذه العزلة فاقمتها عزلة دولية وبيانات تنديد خارجية، رسمية ومن منظمات حقوقية كبرى، للمحاكمات السياسية وخضوع القضاء ووضع الحريات وحقوق الإنسان. المخيف أن سعيّد لا يواجه كل ذلك إلا بمزيد من العناد والتقوقع بعد أن تلبّسته حالة غير سويّة، سبق أن عبّر عنها بعظمة لسانه حين قال إنه يشعر أنه «قادم من كوكب آخر» وإنه سيكون «أحد صانعي التغيير في العالم كله»، بل وإنه يشعر كأنه «النبي صالح في قوم ثمود»!!.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • كوريا الجنوبية تلزم المعلنين بوسم الإعلانات المولدة بالذكاء الاصطناعي
  • الديموقراطيون ينتزعون رئاسة بلدية ميامي لأول مرة منذ 28 عاما
  • حديث شغور منصب الرئيس في تونس…
  • كوريا الجنوبية تنشر مقاتلات ردا على تدريبات جوية روسية صينية
  • كوريا الجنوبية تنشر مقاتلاتها بعد دخول طائرات روسية وصينية منطقة دفاعها الجوي
  • كوريا الجنوبية.. اندلاع حريق إثر انفجار في محطة تايان للطاقة الحرارية
  • كوريا الجنوبية: طائرات روسية وصينية دخلت منطقة دفاعنا الجوي
  • انتعاش الاستهلاك يدعم نمو اقتصاد كوريا الجنوبية رغم ضعف قطاع البناء
  • وزير الكهرباء وسفير كوريا الجنوبية يبحثان فرص الاستثمار في استخراج الخامات الأرضية
  • وزير الكهرباء يستقبل سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة لبحث الاستثمار في الطاقات المتجددة