دراسة أكسفورد: الأطعمة النباتية الخيار الأفضل للصحة والبيئة
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
ديسمبر 4, 2024آخر تحديث: ديسمبر 4, 2024
المستقلة/- كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة أكسفورد عن نتائج مثيرة، حيث قدمت أدلة واضحة على أن التحول نحو نظام غذائي نباتي يمكن أن يكون الخيار الأفضل لصحة الإنسان وحماية البيئة.
مقارنة البدائل الغذائيةركزت الدراسة على تحليل 24 نوعًا من بدائل اللحوم ومنتجات الألبان، مع مراعاة تأثيرها على الصحة العامة، البيئة، والتكلفة.
في المقابل، كانت الأطعمة المصنعة مثل البرغر النباتي وبدائل اللحوم الأخرى أقل فاعلية في تحقيق الفوائد المناخية والصحية. أما اللحوم المزروعة في المختبر، فقد جاءت في أدنى قائمة الخيارات بسبب محدودية فوائدها الصحية والبيئية.
الفوائد الصحية والبيئيةأكدت الدراسة أن استبدال اللحوم ومنتجات الألبان ببدائل نباتية يمكن أن يقلل من معدل الوفاة المبكرة بنسبة تتراوح بين 5% و6%. وكانت البازلاء على رأس قائمة البدائل، حيث ساهمت في تقليل الوفاة المبكرة بنسبة 6.1%، تليها الفاصوليا وفول الصويا بنسبة تتراوح بين 5.1% و5.7%. أما حليب الصويا، فقد تفوق على بقية البدائل، حيث ساهم في خفض معدلات الوفاة بنسبة 5.2%.
وعزا الباحثون هذه النتائج إلى زيادة استهلاك الألياف بنسبة 44%، وهي عنصر غذائي حيوي يعزز الصحة العامة.
التحديات البيئيةأشارت الدراسة إلى أن قطاع الثروة الحيوانية يعد من أكبر مصادر انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وأكد الباحثون أن تقليل استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان، خصوصًا في البلدان ذات الدخل المرتفع، أمر ضروري للحد من تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي.
تأثير التغيير الغذائيخلص الباحثون إلى أن استبدال اللحوم ومنتجات الألبان بالبقوليات يمكن أن يقلل من الاختلال الغذائي في البلدان ذات الدخل المرتفع بنسبة تصل إلى 50%. كما يمكن أن يساهم هذا التحول في تقليل التأثير البيئي المرتبط بالإنتاج الحيواني بأكثر من النصف، وتحقيق انخفاض كبير في الوفيات المبكرة يصل إلى 10%.
رسالة واضحةصرّح الدكتور ماركو سبرينغمان، قائد الدراسة من معهد التغير البيئي في أكسفورد، بأن “تقليل استهلاك اللحوم ومنتجات الألبان يعد أمرًا ضروريًا للحد من تغير المناخ وتحسين الصحة العامة”.
دعوة للتغييرتسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية التحول نحو أنظمة غذائية مستدامة وصحية. وهي دعوة للمجتمعات، خاصة في البلدان ذات الدخل المرتفع، لإعادة النظر في خياراتها الغذائية بما يخدم الإنسان والبيئة على حد سواء.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: اللحوم ومنتجات الألبان یمکن أن
إقرأ أيضاً:
كيف يسهم التغير المناخي في انتشار الأوبئة والجوائح؟
تشير دراسة جديدة إلى أن الظروف المناخية، من ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة معدلات هطول الأمطار السنوية، وندرة المياه، تسهم في زيادة احتمالات تفشي الأوبئة والأمراض الحيوانية المنشأ الجديدة بوتيرة سريعة في مختلف أنحاء العالم.
وأكدت الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينس أدفانس" أن التغيرات المناخية التي تؤدي بدورها إلى تغيرات بيئية كاستخدام الأراضي، والتعدي البشري على المناطق الحرجية، وزيادة الكثافة السكانية، وفقدان التنوع البيولوجي، كلها عوامل تزيد من مخاطر انتشار الأمراض.
اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3مفاهيم مناخية.. ما العلاقة بين الاحتباس الحراري وتغير المناخ؟list 2 of 3تغير المناخ يهدد حمية البحر المتوسطlist 3 of 3تغير المناخ يرهق إمدادات الدم العالميةend of listوقدمت الدراسة خريطة عالمية ومؤشرات لمخاطر الأوبئة الخاصة بكل دولة وقدراتها على الاستعداد والاستجابة للتهديدات الحيوانية المنشأ. وأشارت إلى أن تلك العوامل جعلت الأوبئة والجوائح الناجمة عن انتقال مسببات الأمراض من الحيوانات إلى البشر، والانتشار الحيواني، أكثر تواترًا.
وجمع الباحثون بيانات عن تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ المُدرجة على قائمة الأولويات لدى منظمة الصحة العالمية خلال الفترة من 1975 إلى 2020، اعتمادًا على بيانات الشبكة العالمية للأمراض المعدية والوبائيات.
كما حددت الدراسة 9 أمراض حيوانية المنشأ تتمثل في العدوى التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر وذات قدرة عالية على التسبب في حالات طوارئ صحية عامة حادة. ومن بينها: فيروس زيكا، وإيبولا، ومتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس).
بشكل عام، يوجد أكثر من 200 مرض حيواني المنشأ معروف، تنتقل عندما يعبر العامل المُمْرِض، مثل الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات أو الفطريات، من الحيوان إلى الإنسان، سواء من خلال اللدغات، أو ملامسة الدم، أو اللعاب، أو البراز. ومن أبرز الأمثلة على هذه الأمراض: داء لايم، وداء الكلب، وإنفلونزا الطيور، وكوفيد-19 الذي استبعدته الدراسة.
وحسب الدراسة، يتزايد عدد الأمراض الحيوانية المنشأ الجديدة بوتيرة سريعة بفعل جملة عوامل يأتي على رأسها المناخ. وتزدهر أيضا مسببات الأمراض، وكذلك الحيوانات التي تحملها، في المناخات الدافئة والرطبة.
إعلانويُعد الاتصال المتكرر بين البشر والحيوانات عاملا رئيسيا آخر. فعندما يعيش الناس بالقرب من مناطق ذات تنوع بيولوجي غني، مثل الغابات، يزداد خطر انتقال الأمراض.
وحدّد الباحثون 131 تفشيا مرتبطا بأمراض ذات قابلية للتحول إلى أوبئة أو جوائح، خلال الفترة المذكورة، واستخدموا بيانات الأقمار الاصطناعية لتحديد 9 عوامل خطر محتملة تسهم في انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ، معظمها مرتبطة بتغير المناخ وتأثيراته.
ومن بين هذه العوامل: الحد الأقصى السنوي لدرجة الحرارة، والحد الأدنى السنوي لدرجة الحرارة، وعجز المياه، وإجمالي هطول الأمطار السنوي، وكثافة الثروة الحيوانية، وتغير استخدام الأراضي، والتغير في القرب بين البشر والغابات، وفقدان التنوع البيولوجي، والكثافة السكانية البشرية.
وحلّلت الدراسة كيف تؤثر العوامل البيئية والمناخية المختلفة على خطر تفشي الأمراض، حيث اعتمد المؤلفون على نموذج تنبؤي قائم على تقنيات التعلم الآلي لدمج هذه المتغيرات.
وخلصت النتائج إلى أن معدل تفشي الأمراض في أميركا اللاتينية يعد الأكبر بنسبة 27.1%، تليها أوقيانوسيا بنسبة 18.6%، وآسيا بنسبة 6.9%، وأفريقيا بنسبة 5.2%، ثم وأوروبا بنسبة 0.2%، وأميركا الشمالية بنسبة 0.08%.
كما وجدت الدراسة أن ما يصل إلى 20% من السكان في العالم يعيشون في مناطق ذات مخاطر متوسطة، بينما يعيش 3% في مناطق ذات مخاطر عالية وعالية جدا.
وبيّنت النتائج أن التغيرات المناخية مثل ارتفاع درجات الحرارة وزيادة هطول الأمطار يرفعان من احتمالات انتقال العدوى، إذ إن العوائل الطبيعية للمُمْرِضات تتكيّف غالبا مع البيئات الحارة والرطبة، خصوصا في المناطق الاستوائية.
كما وجد الباحثون أن ندرة المياه مرتبطة بأعلى خطر لتفشي الأمراض، ربما بسبب تجمع الحيوانات حول مصادر المياه القليلة المتبقية، مما يسهل انتقال المُمْرِضات، أما الظروف القاحلة للغاية فقد تؤدي إلى انقراض العوائل، وبالتالي توقف انتشار المُمْرِض.
وأكدت الدراسة أن إزالة الغابات وتغير استخدام الأراضي يزيدان من فرص التواصل بين البشر والحيوانات البرية، مما يفتح الباب لانتقال مسببات الأمراض. وترتبط أيضا الكثافة السكانية، سواء للبشر أو للماشية، بزيادة احتمال تفشي الأمراض الحيوانية المنشأ، إذ تسهّل هذه الكثافة انتقال المُمْرِضات وانتشارها.