الجائزة الكبرى للشعر الأجنبي في فرنسا لنجوان درويش وعبد اللطيف اللعبي
تاريخ النشر: 4th, December 2024 GMT
فاز الشاعر الفلسطيني نجوان درويش بـ"الجائزة الكبرى للشعر الأجنبي" في دورة عام 2024 مع مترجم عمله إلى اللغة الفرنسية الشاعر المغربي عبد اللطيف اللعبي.
الجائزة التي يقدمها "بيت الشعر/ مؤسسة إميل بليمونت" في باريس، تمنح لشاعر عالمي عن مجمل تجربته، ونالها درويش بمناسبة صدور مختارات شعرية من أعماله بترجمة اللعبي تحت عنوان "لست شاعرا في غرناطة" (Tu n’es pas un poète à Grenade) عن دار "لو كاستور أسترال" الباريسية العام الماضي، بحسب بيان وصل الجزيرة نت نسخة منه.
يأتي هذا الفوز بعد وصول الكتاب نفسه إلى القائمة القصيرة لـ"جائزة مالارميه للشعر الأجنبي" المترجم إلى الفرنسية (le Prix Mallarmé étranger) التي تمنحها "أكاديمية مالارميه".
الكتاب هو مختارات من خمسة دواوين شعرية، ويحمل عنوان أحدها "لست شاعرا في غرناطة" الصادر عام 2018، ويستعيد إبادة شعب الأندلس التي كان سقوط غرناطة عام 1492 آخر عناوينها بوصفها مقدمة لإبادات استعمارية عديدة اجتاحت العالم منذ ذلك الوقت ولم تتوقف، وصولا إلى الإبادة المستمرة في قطاع غزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقد صرح الشاعر الفرنسي سيلفستر كلانسييه رئيس "بيت الشعر/ مؤسسة إميل بليمونت" (تأسست عام 1927) ورئيس "أكاديمية مالارميه" (تأسست عام 1937)، بأن "الجائزة الكبرى للشعر الأجنبي" تهدف إلى "إبراز أهمية عمل نجوان درويش الشعري وجودته العالية، كما تظهر في كتابه الجميل والمؤثر الذي تمكّن عبد اللطيف اللعبي من ترجمته بشكل رائع. ولأن نجوان درويش أيضا أحد مرشحي القائمة النهائية لـ"جائزة مالارميه للشعر الأجنبي" فهذا أمر يشكل علامة مميزة في فرنسا، حيث ثمة العديد من الشعراء الذين يقدرون عمله".
إعلانوستقام مراسم تسليم الجائزة غدا الخميس، الموافق الخامس من ديسمبر/كانون الأول الجاري، في حفل يحتضنه البيت التاريخي للشاعر إميل بليمونت (Fondation Emile Blémont) مترافقة مع تسليم "جائزة رامبو" و"جائزة فيرلين" التي تمنح سنويا لشعراء فرنسا.
يذكر أن نجوان درويش من مواليد مدينة القدس، نشر عمله الشعري الأول عام 2000، وأصدر بعده 8 كتب، من بينها: "تعب المعلقون"، و"كلما اقتربت من عاصفة"، و"لست شاعرا في غرناطة"، و"كرسي على سور عكا"، و"استيقظنا مرة في الجنة". وترجمت بعض كتبه إلى قرابة 20 لغة، وحازت جوائز عالمية عديدة، من آخرها "جائزة سارة ماغواير" (بريطانيا 2022) و"جائزة تشيلنتو الدولية للشعر" (إيطاليا 2023)، كما رشح هذا العام في القائمة القصيرة لجائزة "متوسط ألبير كامو" (إسبانيا).
أما المترجم والشاعر عبد اللطيف اللعبي فهو من مواليد مدينة فاس، نشر أول أعماله "عهد البربرية" عام 1965 ليتبعه قرابة 60 كتابا بين الشعر والرواية والمسرحية والسيرة والترجمة. كما أسس مجلة "أنفاس" عام 1966 التي أصبحت واحدة من علامات الثقافة المغربية المعاصرة، وبسبب نضاله السياسي سجن بين عامي 1972 و1980 قبل أن يطلق سراحه بحملة دولية من شعراء وكتاب العالم.
وحاز اللعبي تكريمات عالمية عديدة من بينها "جائزة غونكور للشعر" (فرنسا 2009) و"الجائزة الدولية للشعر.. عصر ذهبي جديد" (المكسيك 2017)، و"جائزة محمود درويش" (فلسطين 2020). وقد ترجم إلى الفرنسية أعمالا أدبية عديدة من العربية، من بينها أعمال لغسان كنفاني ومحمود درويش ومحمد الماغوط وعبد الوهاب البياتي وسميح القاسم وحنا مينة وعيسى مخلوف، إلى جانب أنطولوجيتين من الشعر الفلسطيني والذي يعتبر من أبرز مقدميه إلى قراء اللغة الفرنسية، وهو يعكف الآن على ترجمة مختارات من شعراء غزة.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
عاطف عبد اللطيف : يضع تصورًا للاستثمار الأمثل للطيران في دعم السياحة المصرية
أكد الدكتور عاطف عبد اللطيف، نائب رئيس جمعية مستثمري السياحة بمرسى علم وعضو جمعية مستثمري جنوب سيناء، أن السياحة المصرية تنتظرها طفرة غير مسبوقة مع افتتاح المتحف المصري الكبير، وتطوير منطقة الأهرامات وطريق الكباش بالأقصر، وتفعيل الترويج لمدينة العلمين الجديدة، إلى جانب الاهتمام بالسياحة الشاطئية في مدن جنوب سيناء والبحر الأحمر. وأشار إلى أن وصول عدد السائحين إلى نحو 18 مليون سائح خلال عام 2025 يعكس بداية مرحلة توسع كبيرة، تتطلب جاهزية كاملة لقطاع الطيران حتى يكون قادرًا على مواكبة هذا النمو وتحقيق مستهدف الدولة بالوصول إلى أكثر من 30 مليون سائح بحلول عام 2030.
وأوضح عبد اللطيف أن أسطول مصر للطيران يعد الدعامة الأساسية لحركة السياحة الوافدة، وأن تحديثه خلال السنوات الأخيرة – بإضافة طرازات حديثة من عائلة Airbus وBoeing مثل A320neo وA220 وB787 – أسهم بشكل واضح في دعم المقصد السياحي المصري وربط البلاد بالأسواق العالمية، إلا أن حجم الأسطول مازال بحاجة إلى التوسع المستمر لمواجهة المنافسة الإقليمية الشرسة وزيادة الطاقة التشغيلية بما يتوافق مع حجم الطلب السياحي المتوقع.
وأشار إلى أن الطيران يمثل نصف قوة صناعة السياحة، وأن عدم توافر رحلات طيران كافية أو مباشرة للوجهات المستهدفة يعني ببساطة توقف استجلاب السائحين. وشدد على أن سمعة الطيران المصري اكتسبت احترامًا دوليًا واسعًا بعد الأداء الاحترافي لفرق الصيانة والهندسة في أزمة طائرات Airbus A320، حيث قام مدير الدعم الفني بشركة إيرباص، سيمون كونغ، بتغيير صورة غلاف صفحته على “لينكد إن” إلى صورة لطائرة مصر للطيران تقديرًا لما وصفه بـ“إنجاز تاريخي”، بعد نجاح الشركة في فحص وتحديث البرمجيات خلال 8 ساعات فقط دون الإخلال بانتظام التشغيل، إضافة إلى تحديث 15 طائرة بمعدل 3 ساعات للطائرة، في وقت كانت فيه شركات عالمية تعاني من توقف وتأخير واسع بسبب الخلل المرتبط بنظام ELAC الذي تسبب في استدعاء 6000 طائرة حول العالم.
وقال عبد اللطيف إن هذا النجاح يعزز مكانة مصر للطيران لكنه في الوقت ذاته يكشف حجم التحدي؛ فشركات كبرى مثل طيران الإمارات تمتلك أكثر من 260 طائرة حديثة، والخطوط التركية تغطي أكثر من 300 وجهة، والقطرية تمتلك ما يتجاوز 230 طائرة، والسعودية ما يزيد عن 150 طائرة، بالإضافة إلى شركات الطيران الاقتصادي مثل فلاي دبي بأسطول يزيد على 90 طائرة، وفلاي ناس التي تعتمد على أحدث طرازات A320neo، وكلها شركات تستغل أساطيلها الكبيرة وأسعارها التنافسية لجذب السائحين من أوروبا وآسيا وأفريقيا.
وأضاف أن الطيران الشارتر يمثل عنصرًا مهمًا في دعم السياحة الشاطئية إلى مدن الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، خاصة من أوروبا الشرقية ووسط أوروبا، حيث يعتمد السائح هناك على الباقات الشاملة. وأكد أن تعزيز هذا النوع من الطيران وفتح خطوط جديدة سيكون له تأثير مباشر على عدد السائحين الوافدين لمصر.
كما شدد على أهمية الأسواق الآسيوية مثل الصين والهند وكوريا وماليزيا وإندونيسيا؛ وهي أسواق ضخمة ذات قدرة شرائية متنامية، ويمكن لمصر استقطابها من خلال فتح خطوط مباشرة أو عقد تحالفات تشغيل مشتركة، خاصة أن هذه الأسواق أصبحت هدفًا رئيسيًا لمعظم شركات الطيران العالمية.
وأشار عبد اللطيف إلى أن مستقبل الطيران العالمي يتجه نحو التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات الكهربائية و”التاكسي الطائر”، وهي تقنيات بدأت بالفعل في عدة دول، ورأى أن إدخال نماذج مماثلة في المدن السياحية المصرية سيمنح السائح تجربة أكثر تطورًا وسرعة في التنقل، ويعزز من قدرة مصر على المنافسة طويل المدى.
وأكد أن مصر تمتلك ميزة استراتيجية تتمثل في مشروعات الدولة الضخمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث شهدت البلاد إنشاء وتطوير مطارات جديدة مثل سفنكس والعلمين وبرنيس والعاصمة الإدارية وسانت كاترين، بالإضافة إلى تطوير مطارات شرم الشيخ والغردقة والأقصر وأسوان. كما لعبت شبكة الطرق القومية الحديثة دورًا مهمًا في تحسين حركة السياحة الداخلية وربط المدن الساحلية بالصعيد، إلى جانب تطوير البنية الرقمية والإجراءات والتسهيلات داخل المطارات، ورفع مستوى الأمن والسلامة الجوية، وهي إنجازات وضعت مصر في موقع تنافسي متقدم عالميًا.
وأشار كذلك إلى ضرورة زيادة الربط الجوي الداخلي بين المدن السياحية، موضحًا أن رحلة شرم الشيخ – الأقصر التي لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة بالطيران المباشر قد تتحول إلى رحلة تصل إلى 8 ساعات عبر الترانزيت في القاهرة، وهو ما ينعكس سلبًا على تجربة السائح ويقلل من رغبته في زيارة أكثر من مقصد داخل مصر.
واختتم عبد اللطيف بأن تطوير أسطول مصر للطيران، وتوسيع شبكة الرحلات الخارجية، ودعم الطيران الشارتر، وفتح الأسواق الآسيوية، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، إلى جانب جهود الدولة الكبيرة في تطوير البنية التحتية والمطارات، كلها عوامل تجعل مصر مركزًا واعدًا للطيران والسياحة، وتمهد الطريق لتحقيق مستهدف 30 مليون سائح في السنوات المقبلة.