#سفينة_النجاة من غفلة الغثاء
بقلم/ #حمزة_الشوابكة
عندما ازدادت اللأواء على الأمة، كان لا بد وأن يكون هناك من ينقذها من فجوة باعدت بين أواصرها، فازدادت اللأواء على عقلائها من غثائها، فكان لا بد وأن نسلط الضوء على مفاهيم وأفكار؛ روجت لها غثائية، أدت إلى تشعب في طرائق الفهم والتصرف، حتى بات الواحد في حيرة من أمره، ما خلط بين الحابل والنابل.
ومن أخطر هذه المفاهيم المروج لها من قبل الغثاء؛ هي محاولة إقناع الناس بأن المقاومة تمثل نفسها والشعب، وأن انتقاد تصرفات المقاومة، هو انتقاد لمقاومة الشعب أيضا، مع أنني مع المقاومة المشروعة، المقاومة القائمة على التنظيم والتخطيط السليم، المقاومة المرتكزة على مراعاة المصالح والمفاسد، وأنا أشجع على المقاومة مع القدرة؛ دفاعا عن حق في أرض وحياة شعب، ولكن مع مراعاة ما سبق ذكره، كي لا ننتقل من مقاومة إلى إلقاء بالتهلكة، فانتقادي لمن لم يأخذ ما سبق في عين الاعتبار، ما جعل الكثيرين يأخذون بمن ينتقد إلى خانة الخيانة والعمالة للعدو، للخلط بين المعنيين والقصدين، ولذا؛ لا بد وأن نفرق بين المقاومة المتمثلة بجماعة أو حزب، وبين المقاومة المدروسة والمخطط لها ضمن حدود الله وشرعه، والتي تكون دفاعا عن أرض وشعب، إذ لايجب أن نمزج بين من ينتقد عملا أوتصرفا يضر بأمن بلده القومي، وبين دعم يحاول فيه التخفيف عن أناس تضرروا لغثائية هوجاء؛ فالخلط بين الإنسانية والواجب الديني، وبين السياسة والأمن القومي، مرفوض في جميع صوره وحالاته، فعندما نرفض دعم مقاومة ممثلة بحزب، ذلك ليس إلا دفاعا عن أمن بلدنا وشعبنا، وعندما نحيي مقاومة شعبية، فهذا دلالة على الحس الديني والإنساني تجاه هذا الشعب، وليس كما يروج له غثائية عمياء، فلا يجب أن نغفل عن أحزاب باعت الغالي والنفيس، من أجل أرخص الرخيص، فشتان شتان بين من أراد الآخرة بالدنيا، وبين من أراد الدنيا بالآخرة! أعمى بصر وبصيرة من أراد الثانية، فقد صارت أطماعه -من أراد الثانية- أغلى من دم مسلم برئ، فلو أمعن النظر في الحديث الذي معناه؛ أن هدم الكعبة أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم برئ، لعرف أن الدم مقدم على الأرض حال عدم القدرة، فكيف إذا كان الدم لمدنيين وغير مكلفين وأبرياء؟! فإنقاذ الإنس أولى من إنقاذ الأرض وغيرها، لذلك: إن سفينة النجاة من هؤلاء الغثاء، هي الرجوع لعلماء فهموا الواقع بفقه سلف الأمة، والابتعاد عن شعارات مزجت بدماء بريئة زكية، لتنفيذ مخططات خبيثة خفية، ليحقق فيها أعداء الأمة من داخلها وخارجها؛ ما تصبوا إليه رؤوس الفتنة والكذب من فرس ويهود، آخذين بالأمة إلى هاوية لا مفر منها إلا إليها، فاحذروا واعتبروا، وحافظوا على أمن دينكم، ووطنكم، وولدكم، وأهلكم وعروبتكم، باتباع نهج رسولكم وسلفكم، كما أراد الله ونبيكم، فاحذروا سبل الشيطان، فما مآلها؛ إلا إلى دولة الدجال! سائلين الله بأن يقينا فتنته وأعوانه.
مقالات ذات صلة سورية ستتنفس كلها حرية 2024/12/05المصدر: سواليف
كلمات دلالية: من أراد
إقرأ أيضاً:
وسقطوا هنالك في غزة وانقلبوا منافقين
يمانيون| بقلم: صفوة الله الأهدل
معركة طوفان الأقصى أسقطت الأقنعة؛ كل من تغنّى بغزة والدفاع عن فلسطين، ودعا لتحرير مقدسات الأمة من دنس اليهود، وقاد حملات تبرع لصالح المقاومة بالأمس، يقف اليوم في صف العدو الصهيوني ويدعم إسرائيل ضد حركات المقاومة!
كانوا يشككون سابقًا في بداية العدوان بأحقية المشروع القرآني ومصداقية شعار الصرخة، ويقولون عن أنصار الله لو كانوا صادقين في عقيدتهم لمَ لم يذهبوا لقتال الأمريكي والإسرائيلي؟ لو كانوا صادقين في شعارهم لمَ لم ينطلقوا لتحرير فلسطين؟ لوكانوا صادقين في أقوالهم لساندوا أبطال المقاومة ودعموا حركات حماس والجهاد وأرسلوا صواريخهم وطائراتهم كما يزعمون لضرب إسرائيل ومحاصرتها؟! لو تأكدنا من صدقهم فسنقف معهم ونتحرك مجاهدين في صفهم؛ لتحرير فلسطين ومقدسات الأمة وطرد المحتل الإسرائيلي من المنطقة. أقوال كثيرة من هذه قيلت للتشكيك بالقيادة وبأحقية المشروع القرآني، وما إن بدأنا بتحقيق مطالبهم باستهداف البارجات والمُدمِّرات والأساطيل الحربية الأمريكية في البحر، والوقوف مع غزة ومساندة أبطال المقاومة، بدأت ألسنة السوء تبث سمومها بين الناس تنشر الأباطيل والأكاذيب، ومن ثم انطلقت للتثبيط والإرجاف تقول: مالنا ولغزة، وما شأننا بها، لماذا يقحمونا بحرب مع إسرائيل، نحن لسنا فداء لغزة ولا لأحد، لتذهب غزة للجحيم: {لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ}، وترهات كثيرة لازالات تقال إلى اليوم، هذه النوعية من الناس لن يسلم لهم دينهم ودنياهم وسيخسروا آخرتهم في النهاية.
غزوة تبوك فضحت المنافقين وغزة فضحت المتأسلمين والمتشدقين، رأينا من لم ينطلق لمواجهة العدوان السعوصهيوأمريكي على اليمن ويتصدى له ويقف مع اليمن في الداخل والخارج لم يتضامن مع غزة اليوم ولم يتحرك لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة وإنهاء جرائم الإبادة والتجويع: {فَاسْتَأَذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَدًا وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوًّا إِنَّكُمْ رَضِيتُمْ بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الْخَالِفِينَ}.
عندما أخذ الشيعة الراية للدفاع عن دين الله ومقدسات الأمة ولمساندة غزة انشق أهل السنة عنهم وتخلّوا عن هذه الأمة بدلًا من أن يتحدوا مع الشيعة ويوحّدوا الصف؛ بسبب علماء السوء الذين زرعوا الخلاف وخلقوا الفرقة بين المسلمين وجعلوها حرب طائفية سنية شيعية طوال هذه السنين كما قال السديس، بل وأفتوا بأن اليهودي أقرب لهم من الشيعي، وافتروا على رسول الله ونسبوا له أحاديث مكذوبة لاتمد له بصلة لامن قريب ولا بعيد منها: أنه توضأ بقربة يهودي، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي، وأنه جاور يهودي…إلخ ،هذه الأحاديث التي كبلوا بها الأمة وجمدوها بها حتى لاتقوم بمسؤلياتها:{وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}.
رأينا علماء دين محسوبين على هذه الأمة يصلون على جثامين يهود ويدعون لهم، رأينا علماء دين يكفّرون حركات المقاومة ويتبرأون من أفعال حماس والجهاد، رأينا علماء دين يستبيحون حرمات الشيعة -دمائهم وأموالهم وأعراضهم- ويدافعون عن اليهود ومغتصباتهم، رأينا سياسيين ونشطاء وإعلاميين وأنظمة يجرمون حماس والجهاد ويقفون مع اليهود الصهاينة رأينا من أبناء هذه الأمة من يصطف مع الباطل ضد الحق.