عمق العلاقات بين الشعبين الليبي والمغربي
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
لا شك أن العلاقات بين الشعبين الليبي والمغربي كانت في أبهى أيامها منذ أقدم العصور، يدعم ذلك التواجد المغاربي في شمال أفريقيا والإسلام المغاربي المختلف عن لعقلانية المشارقة، إضافة إلى الأصول الجينية الواحدة للشعبين، واشتراكهم تاريخيا كجزء من ممالك شمال أفريقيا المغاربية، ناهيك عن طموح البلدين إلى السير قُدما لبناء دولة المؤسسات في البلدين والتعاون المشترك لصالح الشعبين الشقيقين.
بعد استقلال ليبيا كانت هناك علاقة وطيدة بين المملكة المغربية والمملكة الليبية، تم تفعيل التعاون بعدة اتفاقيات منها قيام شركات مغربية للبناء بتنفيذ مشروع إدريس للإسكان، وهو مشروع كبير على مستوى ليبيا كاملة، وتلك المساكن بنمطين لازالت تساهم في إسكان قطاع كبير من الشعب الليبي، إضافة إلى مساهمة العمالة المغربية الماهرة في بناء المساجد ومقرات الدولة، حيث يبرز المغاربة في زخارف الجبس بلا منازع الى الان.
عند وصول القدافي للحكم في سنة 1969 ساءت العلاقات الليبية المغربية إلى درجة كبيرة بسبب التوجهات الناصرية للقدافي، وفي أول زلاته قام القدافي بتأييد انقلاب أوفقير في 16-8-1972م لإغتيال الملك الحسن الثاني، وهو تدخل سافر في شؤون دولة مستقلة لها قيادة حكيمة، ذلك الانقلاب قوبل بالرفض من الحكومة المغربية فاستقبلت المعارضين الليبيين الفارين من أتون الحكم العسكري في ليبيا، أدى ذلك إلى صناعة القذافي لجبهة البوليساريو في 20-5-1973م وإغداقها بالمال والسلاح، حيث أتذكر جيدا مئات الشاحنات التي تتجه من طرابلس غربا لتصل إلى الساقية الحمراء على بعد قرابة 2000 كم، وبذلك تم إهدار أموال الشعب الليبي وخلق القلاقل للشعب المغربي، واستمر دعم القدافي للبوليساريو لأكثر من 20 عاما. بالمقابل، لم تجد المعارضة الليبية سندا سواء المغرب التي دعمتها وفتحت لها الأبواب لايصال صوتها إلى الشعب الليبي ووفرت لهم سبل العيش الكريم، عندما تنكر لهم الجميع,
بعد ثورة 17-2-2011م في ليبيا، كانت الفرصة سانحة لتوطيد العلاقات الليبية المغربية، وكانت المغرب بمؤسساتها العتيدة، خير سند للشعب الليبي سياسيا وثقافيا، وكان التعامل الشعبي سهلا لوجود أواصر قديمة تم احيائها، قدمت المغرب مساعدات عينية، وأهم من ذلك المساعدات الثقافية والتعليمية، منها البعثات الليبية للدراسة العليا بالمغرب في العلوم الإنسانية وخاصة القانون، ومنها إرسال أساتذة مغاربة للتدريس في ليبيا، والأكثر من ذلك أهمية محاولات المغرب المتعددة لجمع الفرقاء الليبيين من أجل الوصول إلى حلول توافقية، ولقد كلل ذلك بالعديد من الاتفاقيات، منها اتفاق الصخيرات بتاريخ 17-12-2015م والذي نتج عنه إنشاء حكومة الوفاق الوطني بعد 9 أشهر من المداولات في الكثير من دول العالم، وهناك تفاهمات بوزنيقة وغيرها من الاجتماعت والاتفاقيات.
للأسف، رغم عمق العلاقات الوطيدة بين الشعبين، نرى هناك مناكفات بين الحكومتين الليبية والمغربية في الأشهر الماضية، والتي لا مبرر لها، وقد عكرت صفو المواطنين في البلدين، فمن الجانب الليبي فان حكومة الوحدة الوطنية لم تضع كل جهودها لتنمية التبادل التجاري بين البلدين والذي لم يتجاوز 178 مليون دولار سنة 2022م حتى بعد الاتفاق بين وزير الإقتصاد الليبي محمد الحويج ووزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور في نوفمبر سنة 2023 لزيادة التبادل التجاري بين البلدين، ولم يتم إشراك الشركات المغربية كما هو مع الشركات المصرية في إعادة الاعمار والتي ستستمر في إحتكار المشاريع طالما هناك حكومة خاصة للشرق الليبي لاسباب جيوسياسية، رغم شهرة المغرب بالعمالة الماهرة التي لها فرص واعدة مع الحكومة المعترف بها دوليا ومنها المغرب. بالمقابل غياب السفارة والقنصلية المغربية عن مقرها بطرابلس فاقم الوضع للمغاربة المتواجدين في ليبيا مثل تجديد جوازات سفرهم وإقاماتهم، وأن إتصالهم بسفارتهم بتونس به مشقة كبيرة. هناك عمل كبير يتحثم على الحكومتين المضي فيه لتطوير الشراكة بين البلدين ووضع حلول عملية للمشاكل القائمة، منها دعوة الشركات المغربية للعمل في ليبيا وفتح خط جوي وأخر بحري بين المواني المغربية وطرابلس والغاء الضرائب الجمركية عن البضائع الوطنية المصدر في البلدين، ومنها إلغاء التاشيرات بين البلدين كما كانت سابقا. أخيرا أن القبول والتفاهم بين الشعبين لا نظير له، والذي يمكن البناء عليه دون الدخول في مناكفات سياسية تكتيكية لا طائل منها.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: بین الشعبین بین البلدین فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
النظام الجزائري يصاب بالسعار ويتحسر على إعلان المملكة المتحدة دعمها مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية
زنقة20| علي التومي
في حلقة جديدة من مسلسل ردود الفعل المضحكة، لم تجد الجزائر أمام الموقف البريطاني الداعم لمبادرة الحكم الذاتي المغربية سوى إصدار بيان هزلي، تُغلفه بخيبة دبلوماسية جديدة، تؤكد مرة أخرى أن تورطها في النزاع ليس بدافع مبادئ، بل بدافع أطماع إقليمية مكشوفة.
وعقب الندوة الصحفية التي جمعَت وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي بنظيره المغربي ناصر بوريطة اليوم الأحد، والتي عبّر خلالها المسؤول البريطاني عن دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي واصفًا إياها بـ”الأكثر واقعية ومصداقية”، سارعت الجزائر إلى التباكي، معتبرة أن لندن “لم تعرض المقترح المغربي يوما على الصحراويين كأساس للتفاوض”، مضيفة في بيانها أن “الغرض من المبادرة المغربية هو شغل الساحة الدولية وفرض أمر واقع استعماري”.
واكتفى البيان الجزائري، الذي خلا من أي موقف عملي أو مبادرة واقعية كما الشأن للموقف تجاه الإعلان الفرنسي الداعم لسيادة المغرب، بمحاولة التقليل من أهمية الدعم البريطاني، مسجلاً أن لندن “لم تعترف صراحة بسيادة المغرب على الصحراء”، في محاولة لتبرير العزلة المتزايدة التي تجد الجزائر نفسها فيها كلما أعلنت دولة كبرى دعمها للمقترح المغربي.
وتتوالى هذه الردود العقيمة لنظام العسكر، في وقت تتسع فيه دائرة الدعم الدولي لمغربية الصحراء، بينما تزداد الجزائر إرتهانًا لخطاب خشبي لا يقنع أحدا سوى جبهة البوليساريو التي باتت حتى هي تفتقد للدعم الميداني والسياسي الحقيقي في استغلال بشع ومهين من الجيش الجزائري.
هذا، وفي النهاية، تبدو الجزائر غارقة في بلاغاتها ودموعها السياسية، كلما خسرت موقعا دبلوماسيا جديدا، فيما يواصل المغرب حصد المواقف الدولية المؤيدة لحل الحكم الذاتي تحت سيادته بتبصر وتحت قيادة دبلوماسية ملكية متزنة وحكيمة.