مع تصاعد الأحداث في سوريا بشكل درامي، أصبح مصير الرئيس السوري بشار الأسد محورًا للعديد من التساؤلات. تطورات الساعات الأخيرة تشير إلى تغييرات جذرية في البلاد، مع إعلان سقوط النظام في دمشق وتحركات غير مسبوقة من الفصائل المسلحة. وبينما تؤكد تقارير مغادرة الأسد من دمشق، لا يزال الجدل مستمرًا حول وجهته النهائية، ما يثير التكهنات بشأن مستقبل سوريا وشكل الحكم القادم.

اختفاء بشار الأسد: تصريحات وتكهنات

في تصريح غير مسبوق، أعلن رئيس الحكومة السورية، محمد غازي الجلالي، أنه لا يملك معلومات مؤكدة عن مكان وجود بشار الأسد منذ آخر تواصل بينهما مساء أمس. وأكد أن الأسد اكتفى بتعليق مقتضب حول الأوضاع قائلًا: "غدًا نرى". وأشار الجلالي إلى أنه على الرغم من التواصل مع إدارة العمليات العسكرية، فإن قرار البقاء في البلاد كان أمرًا مبدئيًا للحكومة بهدف الحفاظ على المؤسسات وضمان استمرارية الخدمات العامة.

تقارير متضاربة: هل غادر الأسد سوريا؟

وفقًا لموقع أكسيوس، غادر الأسد دمشق ليلة أمس وتوجه إلى قاعدة حميميم العسكرية، مع تلميحات بأنه كان يخطط للسفر إلى موسكو. ومع ذلك، لا توجد مؤشرات قاطعة على مغادرته سوريا، مما يزيد الغموض حول تحركاته وخططه المستقبلية.

وفي الوقت نفسه، أكدت مصادر عسكرية سورية أن السيطرة على العاصمة دمشق انتقلت بالكامل للفصائل المسلحة، مما يعني فعليًا سقوط النظام الحاكم. هذا التطور وضع الحكومة السورية أمام اختبار حقيقي، حيث دعا الجلالي إلى ضرورة الحفاظ على المؤسسات ومقدرات الشعب.

المشهد السوري: تصريحات واستعدادات


في كلمته المصورة، أكد الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة جديدة يختارها الشعب، مشيرًا إلى أن الحكومة ستقدم جميع التسهيلات الممكنة لضمان انتقال السلطة بسلاسة. وأضاف: "هذا البلد قادر على استعادة مكانته الطبيعية وبناء علاقات إيجابية مع العالم".

كما دعا الشعب السوري إلى التحلي بالعقلانية والحفاظ على الممتلكات العامة باعتبارها ملكًا مشتركًا للجميع. وأبدى أمله في تحقيق مصالحة وطنية شاملة بين كافة فئات الشعب.

مستقبل سوريا: أسئلة بلا إجابات واضحة

مع سقوط النظام السوري، بدأت مرحلة جديدة في تاريخ البلاد. يبقى السؤال حول كيفية إدارة الفترة الانتقالية، ومن ستكون القيادة الجديدة التي ستقود سوريا نحو الاستقرار. بالإضافة إلى ذلك، يُطرح تساؤل آخر حول دور المجتمع الدولي في دعم إعادة إعمار سوريا وضمان تحقيق العدالة الانتقالية.


إن مصير بشار الأسد لا يزال غامضًا، لكنه بات يعكس تحوّلًا تاريخيًا في سوريا. ومع انتهاء 13 عامًا من الحرب، تقف البلاد أمام فرصة نادرة لبناء مستقبل جديد قائم على الوحدة الوطنية والعدالة. ورغم التحديات الكبرى، فإن المرحلة القادمة ستحدد ملامح سوريا الجديدة ودورها في المنطقة والعالم.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: بشار الأسد سقوط النظام السوري دمشق الفصائل المسلحة المرحلة الانتقالية الحكومة السورية مستقبل سوريا قاعدة حميميم المصالحة الوطنية بشار الأسد

إقرأ أيضاً:

روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك ما نعرفه

وصل وزير الخارجية في الإدارة السورية الجديدة، أسعد الشيباني، إلى روسيا، الخميس، والتقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، في أول زيارة لمسؤول سوري رفيع بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.

ما اللافت؟

تعتبر الزيارة إلى روسيا بعد أشهر فقط على سقوط نظام الأسد، أمرا لافتا، كون الأخير لاجئ في روسيا حاليا، وكانت موسكو حليفته في قمع المعارضة والثورة في سوريا على مدى عقد كامل قبل أن يصبح معارضو الأسد في السلطة اليوم.

ماذا تريد سوريا من موسكو؟

تريد سوريا "تصحيح العلاقة" مع موسكو في الوقت الحالي، كما تريد دعم روسيا في الوصول إلى "سوريا موحدة وقوية" وذلك وسط دعوات لتقسيم البلاد على شكل فيدرالية، إلى جانب نزاعات طائفية مع العلويين في الساحل، والدروز في الجنوب، والأكراد في شمال شرق البلاد.

انفتاح مبكر؟

بعد أشهر فقط على سقوط الأسد، وبالتحديد في نيسان/ أبريل الماضي، أكد الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقابلة مع صحيفة "نيويورك تايمز" أن  روسيا تحتفظ بوجود عسكري على الأراضي السورية، وأن  حكومته تجري مفاوضات مع موسكو بهذا الشأن، مشيرًا إلى احتمالية تقديمها دعما عسكريا لدمشق. 

وأكد في هذا السياق أن حكومته أبلغت موسكو بضرورة التزام الوجود العسكري الأجنبي بالقانون السوري، وأن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يحفظ سيادة البلاد وأمنها.



وأشار الرئيس السوري إلى أن موسكو كانت ولا تزال أحد أبرز مزوّدي الجيش السوري بالسلاح، فضلاً عن تقديمها الدعم الفني لمحطات الطاقة. وقال: "لدينا اتفاقيات في مجالي الغذاء والطاقة مع روسيا منذ سنوات، ويجب أخذ هذه المصالح بعين الاعتبار".

ماذا عن تسليم الأسد؟

بشأن الأسد، رفضت السلطات الروسية تسليم الأسد الذي قدم طلب لجوء إلى موسكو "لأسباب إنسانية".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس بوتين هو من قرر بصفة شخصية منح حق اللجوء الإنساني للرئيس السوري السابق بشار الأسد وعائلته.

متى بدأ التدخل العسكري الروسي في سوريا؟

بدأ الدعم السياسي لنظام الأسد منذ اليوم الأول لاندلاع ثورة شعبية ضد نظام حزب البعث في عام 2011.

وكانت أولى الضربات العسكرية الروسية ضد المعارضة في سوريا في أيلول/ سبتمبر من عام 2015 بطلب من رئيس النظام المخلوع آنذاك بشار الأسد.

وافق مجلس الاتحاد الروسي على تفويض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استخدام القوات المسلحة خارج البلاد.

وقال الائتلاف السوري المعارض آنذاك أن الضربات الروسية استهدفت المدنيين، وليس مقاتلين من تنظيم الدولة كما زعمت وزارة الدفاع الروسية.

لاحقا، بدأت روسيا بتعزيز حضورها العسكري في البلاد من ذلك الوقت عبر قواعد برية، وجوية، وبحرية.

ماذا حصل بعد سقوط الأسد؟

سحبت روسيا قواتها من الخطوط الأمامية في شمال سوريا ومن مواقع في جبال الساحل لكنها لم تغادر قاعدتيها الرئيسيتين حميم الجوية، وطرطوس البحرية.

 وبعد أيام من سقوط الأسد، أظهرت صور التقطتها أقمار صناعية طائرتين على ما يبدو من طراز أنتونوف إيه.إن-124، وهي من بين أكبر طائرات الشحن في العالم، في قاعدة حميميم وكانت مقدمتاهما مفتوحتين استعدادا للتحميل.



وقالت مصادر عسكرية وأمنية سورية على اتصال بالروس إن موسكو تسحب قواتها من الخطوط الأمامية وتسحب بعض المعدات الثقيلة وضباطا سوريين كبارا.

لاحقا، ذكر معهد دراسات الحرب في واشنطن، أن صور الأقمار الصناعية تظهر سحب روسيا أسطولها من  قاعدة طرطوس البحرية.

وأظهرت الصور إخلاء روسيا ثلاث فرقاطات حربية وغواصة وسفينتين مساعدتين من القاعدة البحرية.

ماذا قالوا؟

◼ قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إن هناك فرص عديدة لسوريا موحدة وقوية، ونأمل أن تقف روسيا إلى جانبنا في هذا المسار.

◼ تابع الشيباني: اتفقنا مع وزير الخارجية الروسي على تشكيل لجنتين لإعادة النظر في جميع الاتفاقيات السابقة مع النظام البائد وإعادة تقييمها بما يصب في مصلحة شعبنا.

◼ قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو مهتمة بالتعاون مع دمشق وتم مناقشة عمل السفارتين واتفقنا على تشكيل لجنة روسية سورية مشتركة للنظر في المسارات الاقتصادية متبادلة المنفعة.

◼ تابع لافروف بأن موسكو تعارض أن تتحول سوريا إلى ساحة للمنافسات الجيوسياسية للدول الكبرى.

ماذا عن إيران؟

وليست روسيا وحدها هي من دعم الأسد في وجه المعارضة المسلحة، حيث وقفت طهران بكامل ثقلها خلف الأسد بشكل رسمي، إلى جانب المليشيات الإيرانية المسلحة.

لكن إيران قالت إنها ليست في عجلة من أمرها لإقامة علاقات مع السلطات السورية الجديدة، واكتفت بتمني الخير لسوريا وشعبها في ظل الإدارة الجديدة.

وعليه لم تبد أيضا السلطات السورية الجديدة أي رغبة في علاقات سريعة مع إيران، على غرار ما تفعله مع موسكو.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن العلاقات مقطوعة حاليا بين إيران وسوريا، و"لسنا على عجلة، لإقامة العلاقات".



وأوضح عراقجي، أنه في حين ترى الحكومة السورية، مدى قدرة العلاقات مع إيران، على مساعدة الشعب السوري، فنحن مستعدون للرد على طلبها.

والمتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في حينه على احترام بلاده لخيار الشعب السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وقال بقائي إن "مواقف إيران تجاه سوريا واضحة، ومنذ بداية التطورات تم التأكيد على أن إيران تحترم خيار السوريين، وأي شيء يقرره الشعب السوري يجب أن تحترمه جميع دول المنطقة".

وشدد بقائي على ضرورة أن "تكون سوريا قادرة على تقرير مصيرها ومستقبلها دون التدخل المدمر للأطراف الإقليمية أو الدولية، وألا تصبح مكانا لتزايد الإرهاب والتطرف العنيف"، بحسب تعبيره.

ماذا ننتظر؟

ربما تنتقل العلاقات الروسية السورية إلى مستوى جديد إذا قرر الرئيس الشرع تلبية الدعوة الروسية وحضور "القمة العربية الروسية" في موسكو في تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
وقال لافروف إن موسكو تأمل حضور الشرع إلى القمة.

مقالات مشابهة

  • السودان والاتحاد الإفريقي.. تطورات المشهد..!!
  • تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
  • لافروف يلتقي نظيره السوري في موسكو ويدعو الشرع لحضور القمة الروسية العربية
  • الشيباني: سوريا تريد علاقة سليمة مع روسيا قائمة على التعاون
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك ما نعرفه
  • باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل
  • أنباء عن ظهور إعلامي قريب لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد
  • وزير الخارجية السوري يترأس وفداً إلى موسكو
  • العراق والسعودية تبحثان الأوضاع في سوريا
  • عودة 72 لاجئاً سورياً عبر معبر جديدة يابوس بريف دمشق ضمن برنامج العودة الطوعية من لبنان إلى سوريا