حقوق المرأة.. ما قبل تشريعها
تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT
كنتُ سأشارك فـي «منتدى المرأة فـي التشريع والتطبيق القضائي»؛ الذي أقامته جامعة مسقط بمحافظة مسقط، بدعوة ممن يعز عليّ رفض طلبه؛ وهو الصديق القاضي خليفة بن سيف الهنائي، فوجدتها فرصة بأن أتحدث عن جانب من رؤيتي لحقوق المرأة، بيد أن الوضع حال دون مشاركتي. المقال.. يلقي ضوءًا على مسألة حقوق المرأة ما قبل تشريعها.
لباس المرأة.. فـي عالمنا الإسلامي أثار جدلًا عريضًا فـي المنظومة الفقهية التقليدية، فكتبت عام 2010م مقالًا بعنوان «لباس المرأة.. ما قبل حقوقها»، حينها دار نقاش حول اللباس فـي أحد منتديات الحوار الإلكترونية قبل أن تحل محلها نوافذ التواصل الاجتماعي، أكدت فـيه بأن اللباس من هُوية المرأة التي ينبغي أن تدخل ضمن حقوقها؛ لأنه ليس شيئًا زائدًا كالزينة، وإنما هو أصيل فـي كينونتها.
إن لباس المرأة حق طبيعي، وقرار تتخذه بنفسها، خاضع لمبدأ التدافع الاجتماعي، وينبغي أن يحظى بنقاش أخلاقي وفلسفـي، فهو يأتي ضمن منظومة ذات أبعاد حضارية واجتماعية، أسمى من كونه تقليدًا للغرب الذي وصل إلى حد الابتذال، وأبعد أن يكون ورقة سياسية للتنافس بين الأحزاب، ومع ذلك؛ شكّل لدى المسلمين صراعًا سياسيًا فـيما عرف بـ«معركة الحجاب». ففـي تركيا.. ضمّنه كمال أتاتورك (ت:1938م) استراتيجيته فـي علمنة الدولة الجديدة بعد حله الخلافة العثمانية، بدعوة النساء إلى خلعه، ثم حظرته الحكومة العلمانية عام 1984م، ثم استعمله رجب أردوغان فـي دعايته لحزبه الإسلامي عام 2007م برفع الحظر عنه. وفـي مصر.. كانت البداية عندما أصدر قاسم أمين (ت:1908م) كتابه «تحرير المرأة»؛ بضغط من أميرة القصر الخديوي نازلي فاضل (ت:1913م)، ثم تحولت القضية إلى مناكفة بين حركات الإسلام السياسي ومناوئيهم العلمانيين. وفـي تونس.. عمل الرئيس الحبيب بورقيبة (ت:2000م) على مواجهة الإسلام السياسي بتشريع حظر الحجاب. وفـي إيران.. إبان ثورتها الإسلامية كان الحجاب من أدوات المتظاهرين لإزاحة نظام الشاه عام 1979م، ويعاني الآن النظام الإسلامي من حركة معارضة للحجاب. ودول الخليج أيضًا استعملت الحجاب فـي أوراقها السياسية، والآن تشهد انقلابًا عليه. لقد دخلت جميع حقوق الإنسان فـي عالمنا الإسلامي فـي دائرة الصراع السياسي، وما ذكري للباس المرأة إلا مثال لكونه يمثّل إثارة اجتماعية من السهل على السياسي أن يستغله.
وبعد.. فـيقال «حقوق المرأة» ولا يقال «حقوق الرجل» -بغض النظر عن وجود حركات هامشية تنادي بحقوقه- كأن حقوقه متقررة بالأصل، وإلا لِمَ لَمْ يُكتفَ بـ«حقوق الإنسان»! إن إضافة الحقوق إلى المرأة تُعد إشكالًا اجتماعيًا وقانونيًا وسياسيًا.. بل إشكالًا فـي حقها الطبيعي، فالمرأة.. تُذكر باستحضار الرجل، فهو «المرجعية القيمية» لها باعتباره معيارًا على الواقع؛ سواءً السياسي أم الاجتماعي أم الاقتصادي أم الأخلاقي، فمثلًا؛ ليُدلَّل على عدم قدرتها على إدارة الشأن السياسي، يُستدعى عدم امتلاكها قدرات الرجل، بما فـي ذلك عقلها؛ فهي أنقص منه عقلًا وأضعف رشدًا، وهذا لا يتوجه للثقافة الإسلامية فحسب، فضعف تولي المرأة الشأن السياسي تعاني منه كثير من المجتمعات؛ بما فـيها أمريكا، فهي حتى اليوم لم تحكمها امرأة؛ وخسرت الانتخابات مرتين أمام ترامب.
إن المرأة غالبًا لم تُقرَّر حقوقها نتيجة نضالها، وإنما الجدل الفلسفـي هو الذي أحدث وعيًا بذلك.. بل إن منظومة الحقوق التي قررت حقوقها بناها الرجل. هذا الإشكال الفلسفـي لا يخفق بجناحيه فـي سماء التجريد، وإنما يسعى على أرض الواقع، فالمرأة.. عمليًا تابعة للرجل. عندما تقرر البشرية أن حقوق الإنسان واحدة لا تتجزأ إلى حقوق امرأة وحقوق رجل، وهي الحقوق الطبيعية التي منحها الله للإنسان تكوينًا، حينها تكون قد تخلّصت المرأة من معيارية الرجل القيمية، وأصبحت الحقوق الطبيعية ذاتها معيارًا لهما معًا.
هذا لا يعني إلغاء المرجعية الدينية للحقوق، فنحن البشر لا نتعامل مع قضايا الاجتماع مجردة من خلفـيتها المعرفـية وحاضنتها الاجتماعية، فالغرب.. وهو يفرض منظومة حقوق الإنسان؛ لديه مرجعيته وهي «النظرية المعرفـية العلمانية»، ولذا؛ عندما نريد أن نبني منظومة لحقوق الإنسان فعلينا أن نضعها بناءً على نظريتنا المعرفـية الإسلامية، فالمنطق الحضاري.. يلزمنا أن نعود إلى ثقافتنا، وهذا لا يكون إلا بعد التأسيس الأخلاقي، وهو تأسيس دعا إليه الإسلام قبل إن يقرر أحكامه التفصيلية.
فإن قلتَ: نحن ندين بالإسلام منذ مبعث رسوله الخاتم.. فلماذا بعد هذه القرون الطوال نناقش مسألة حقوق المرأة؟
قلتُ: المشكلة ليست فـي تقرير هذه الحقائق، فهي -على حد تعبير الفقهاء- (من المعلوم من الدين بالضرورة). وإنما المشكلة فـي النظرية المعرفـية التي استنبطتْ أحكامنا وبرمجتْ مجتمعاتنا وصنعتْ ضمائرنا. فالإسلام.. تنزيل إلهي، وإنما إنزاله على الواقع شأن بشري، خاضع للنظرية المعرفـية التي تقرر أحكامه، فهي التي جمّدت الاستنباط وحجرت إعادة النظر فـي الأحكام الفقهية. ولأن موضوع الحقوق شأن قانوني، والقانون نَبَتَ من الاجتماع ولأجله، فهو متغيّر بالضرورة، ولذلك؛ قال الفقهاء: (تتغيّر الأحكام بتغيّر الزمان والمكان). ولأن الأحكام لا تصدر إلا عن نظرية معرفـية فعلينا إعادة النظر فـيها.
لنأخذ مثالًا ميراث المرأة، لا أتحدث عن منعها من حقها فـيه، أو التحايل عليه أو على بعضه، فهذه مسألة تختص بالقضاء وتنفـيذ أحكامه، وحرمانها منه يرجع إلى المجتمع ووضعها فـيه. ذات أمسية رمضانية.. وبعد أن نقدتُ النظرية المعرفـية لدى المسلمين سألني المحاوِر: ما تقول فـي ميراث المرأة؟ -ويقصد الجدل الدائر الآن فـي الفكر الإسلامي- هل تأخذ نصف ما يأخذه شقيقها الرجل، أم تأخذ بالتساوي معه؟ كان المحاوِر ينتظر مني إجابة حاسمة؛ بنعم أو لا. فجاءت إجابتي بأن الأحكام لا تقرر هكذا، وإنما وفقًا لمرجعيتها، وسؤالك لا توجد حتى الآن نظرية للجواب عليه إلا وفق النظرية التقليدية.
إن إحدى معضلاتنا الحضارية إننا نحل مشاكلنا المعاصرة بأدوات قديمة، كأن الزمن لا أثر له. ورغم أن المشرعين المسلمين أدركوا ذلك مبكرًا، إلا أن نظريتهم المعرفـية لم تتطور، وظلت يُنتَج بها الأحكام حتى اليوم، كما أنها ما زالت تُدرَّس فـي الجامعات، وهذه معضلة أخرى فـي حقلنا الأكاديمي، فبدلًا أن يكون الرائد فـي التغيير؛ أصبح هو القالب الصلب الذي ينتج الجمود. بنظري؛ أن نظريتنا المعرفـية التقليدية انتهت صلاحيتها، ولا ينبغي أن نستنبط بها الأحكام، لكن لا توجد حتى الآن نظرية معرفـية جديدة.
لقد مرَّ الفقه الإسلامي بمرحلتين:
- النظرية المعرفـية النبوية.. كانت ديناميكية، تصدر أحكامها وفقًا لمصالح الناس والآيات المحكمات فـي القرآن؛ وهي المبادئ الأخلاقية العليا للتشريع. ولم تكن «مشكلة النسخ» موجودة، والتي سيجري عليها النزاع لاحقًا، لأنه ليست ثمة أحكام ثابتة تُنسَخ، وإنما هي معالجة لأوضاع متغيّرة.
- النظرية المعرفـية الفقهية.. مع الاختلاف بين مذاهب المسلمين فـي تفاصيلها؛ تقوم على ثلاث منظومات هي: الرواية وأصول الفقه وعلم الكلام، وهي نظرية نضجت فـي القرن الثاني الهجري، ومستمرة حتى اليوم.
المشكلة فـي حقوق المرأة الآن لدى المسلمين؛ أنها تتنازعها النظرية المعرفـية الفقهية والنظرية المعرفـية العلمانية، الأولى منتهية الصلاحية، والثانية لا تنتمي إلى حقلنا الاجتماعي، والمسلمون.. عاجزون عن إنشاء نظرية معرفـية تقوم على أساس الحق الطبيعي من الناحية الإنسانية، ومرجعية الإحكام القرآني من الناحية الأخلاقية. إن أية معالجة لحقوق المرأة وفق الوضع الحالي لن تخرج بحل، وسيظل الظلم كامنًا فـيها، وإن رضيت المرأة بحالها فهو ناتج عن عدم إدراكها لحقيقة التشريع الإلهي الذي جاء ليقر الأخلاق الإنسانية؛ وفـي مقدمتها العدل والرحمة. ولذا؛ فإنه قبل التشريع القانوني علينا أن نبني نظرية معرفـية تتجاوز النظرية الحالية؛ التي تشكّلت منذ أكثر من ألف عام.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: حقوق الإنسان حقوق المرأة
إقرأ أيضاً:
هل سيحيي أحمد الطنطاوي مشروعه السياسي بعد تحرره؟
أخيرا أفرجت السلطات المصرية عن السياسي المصري أحمد الطنطاوي بعد إنهاء فترة عقوبته؛ سجنا لمدة عام، على خلفية تحرك حملته لجمع توكيلات شعبية عوضا عن التوكيلات الرسمية المطلوبة للترشح للانتخابات الرئاسية والتي حُرم منها أنصاره بقوة السلطة.
قرار الإفراج رغم أنه مستحق إلا أنه كان مفاجئا للكثيرين، وذلك انطلاقا من خبرات وسوابق في تعامل السلطة مع خصومها السياسيين المعتقلين الذي أنهوا فترات حبسهم الاحتياطي، أو حتى فترات العقوبات المحكوم بها من القضاء، ومع ذلك تم إعادة تدويرهم في قضايا جديدة من داخل محابسهم، وتم حبسهم على ذمة تلك الاتهامات الجديدة ليدخلوا دورة حبس جديدة لا يعرف أحد متى ستنتهي.
شيء من هذا القبيل كان متوقعا بدرجة كبيرة مع الطنطاوي، خاصة أن السلطات وجهت له بالفعل في محبسه اتهامات في قضايا جديدة، وحققت معه النيابة لكنها لم تأمر بحبسه، وإن ظلت تلك القضايا مفتوحة يمكن استدعاؤه لاستكمال تحقيقاتها في أي وقت، ويمكن حبسه مجددا، فنحن أمام نظام لا يمكن التنبؤ بسلوكه.
هذه المفاجأة دفعت الكثيرين للتساؤل عن السبب الذي دفع السلطة للالتزام هذه المرة بالقانون، ومن ثم إطلاق سراح الطنطاوي عقب انتهاء محكوميته! لا أحد يعرف الأسباب على وجه الدقة، ولكن يمكن تخمينها في اكتفاء السلطة بهذه العقوبة (غير المبررة أصلا)، مع ما يصاحبها من عقوبة تكميلية تتعلق بحرمان الطنطاوي من ممارسة حقوقه السياسية لمدة خمس سنوات، بما يعنيه ذلك من حرمانه من الترشح للانتخابات البرلمانية التي ستجري في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
كما أن السلطة تنهدت الصعداء عقب إفشالها لخطة الطنطاوي في الترشح للانتخابات الرئاسية أواخر العام 2023، حيث كان هو المنافس الحقيقي للسيسي في تلك الانتخابات (لو تمكن من إكمال أوراق ترشحه). وربما لأن نهاية عقوبة الطنطاوي جاءت أيضا مواكبة لمعركة الأمعاء الخاوية التي تخوضها الدكتورة ليلى سويف، والدة المعتقل السياسي علاء عبد الفتاح؛ الذي أنهى عقوبته قبل 8 أشهر لكن السلطات رفضت الإفراج عنه، بحجة أن اكتمال المدة سيكون في كانون الثاني/ يناير المقبل، كما رفضت السلطة كل الوساطات الدولية لصالحه سواء من الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، أو رئيس الوزراء البريطاني الذي حضر إلى مصر خصيصا في قمة المناخ على أمل أن يصطحب علاء في رحلة العودة، وهو ما لم يتم، وبناء على ذلك دخلت والدة علاء إضرابا عن الطعام منذ 8 أشهر حتى فقدت ما يقارب نصف وزنها، كما انخفض السكر في الدم إلى مستويات الخطر، وهي معرضة الآن للفظ أنفاسها الأخيرة بين لحظة وأخرى.
ومن شأن تكرار السلطات للتجربة مع الطنطاوي مضاعفة التوتر والضغوط، لأن أنصار طنطاوي كانوا سيتحركون بطريقة قوية أيضا للدفاع عنه، وربما أرادت السلطة تجنب الصدام مع التيار القومي الذي ينتسب له الطنطاوي بعد صدامها مع التيار اليساري الذي ينتسب له علاء، ناهيك بطيعة الحال عن الاضطرابات الإقليمية التي تثير هواجس النظام المصري.
حرمان أحمد الطنطاوي من مباشرة حقوقه السياسية لمدة خمس سنوات كجزء من العقوبة ليس ذا قيمة تذكر، فالحقيقة أن كل النشطاء والساسة الجادين في مصر محرومون من مباشرة حقوقهم السياسية بإرادة السلطة الحاكمة وليس وفقا لأحكام قضائية حتى لو كانت هزلية، بل إن أحمد نفسه حُرم من الترشح للانتخابات الرئاسية قبل أن يصدر حكم قضائي بالحرمان، وحرم غيره من قبله مثل سامي عنان وأحمد شفيق وهشام جنينة، وغيرهم، ولم تسمح السلطة بالترشح إلا لمن دعته للعب دور المنافس الشكلي (كومبارس)، وهو ما حدث مع المرشح حمدين صباحي في انتخابات 2014، ثم موسى مصطفى في انتخابات 2018، وأخيرا فريد زهران وحازم عمر وعبد السند يمامة في انتخابات 2023.
وفي الانتخابات البرلمانية فإن السلطات أصدرت مؤخرا قانون الانتخابات الذي فرض مجددا القائمة الانتخابية المطلقة، وهو ما يعني عمليا حرمان الأحزاب السياسية المعارضة من أي نواب من خلال هذه القائمة التي ستجري ترتيباتها في غرف أمنية مغلقة، كما حدث في الانتخابات الماضية عامي 2015 و2020، وستتبقى لهم فرص ضئيلة في المقاعد الفردية التي يصعب عليهم الفوز فيها. والخلاصة هي حرص النظام على استمرار الانسداد في الحياة السياسية والحزبية.
في ظل هكذا مشهد مغلق خرج الطنطاوي من محبسه، فهل سيستطيع إحياء مشروعه السياسي (تيار الأمل)، وهو التيار الذي تجمع حوله من خلفيات سياسية متنوعة إبان استعداده للترشح للانتخابات الرئاسية أواخر العام 2023؟
الحقيقة أن الطنطاوي نجح في صناعة مساحة للأمل في تلك الانتخابات، والتف العديد من الشباب وحتى الكبار من داخل مصر وخارجها خلفه، ووقفوا بالساعات والأيام، وتعرضوا لاعتداءات بدنية ولفظية أمام مكاتب التوثيق (الشهر العقاري) لتحرير توكيلات لصالحه. وحسب بيانات حملته فقد تمكنت من جمع 14 ألف توكيل ( كان المطلوب 25 ألف توكيل)، وفي تحرك سياسي رمزي دعت الحملة إلى تحرير توكيلات شعبية رمزية، وأعدت برنامجا الكترونيا لذلك، لكن السلطة اعتبرت ذلك تزويرا لأوراق رسمية وأحالت بسببه طنطاوي وعشرين من أعضاء حملته للمحاكمة. وخلال تلك المعركة القصيرة طاف الطنطاوي العديد من المحافظات والمدن والمصرية، وأحدث حالة من الحراك السياسي، وطرح خطابا سياسيا وطنيا جامعا قبل أن تعتقله السلطة وتحيله للمحاكمة لتجرؤه على هذا الترشح!
خروج الطنطاوي من محبسه يعيد الروح والتفاؤل للكثيرين ممن أصابهم اليأس والإحباط عقب حبسه، وأعتقد أن الطنطاوي -وبعد فترة نقاهة قصيرة- سيعود لإعادة ترتيب تيار الأمل، عبر مواصلة التحرك لجمع التوكيلات اللازمة لتأسيس الحزب، اعتمادا على الكوادر الشبابية التي ناصرته في انتخابات الرئاسة، وإن كانت الشكوك قائمة في سماح السلطة بجمع توكيلات لتأسيس الحزب، وربما تتم المساومة مع طنطاوي ليترك رئاسة الحزب لشخص غيره، وفي هذه الحالة سيبقى الطنطاوي رئيسا شرفيا للحزب، أو لنقل المرشد الأعلى له، فلا القانون ولا الحكم القضائي يمنعه من ذلك.
ستكون الانتخابات البرلمانية المقبلة فرصة جديدة لطنطاوي للتحرك في محافظات مصر دعما لبعض المرشحين في المقاعد الفردية، وليس معروفا بعد كيف ستتعامل معه السلطة في هذه الحالة، وهل ستسمح له بذلك، أم ستعرقل هذه التحركات، أو تمنعها تماما، هذا ما ستكشفه الأيام.
x.com/kotbelaraby