ودّع الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، اليوم، الدكتور مؤمن حسن بري، وزير الشئون الإسلامية والأوقاف في جيبوتي، الذي حلَّ ضيف شرفٍ في المسابقة الدولية للقرآن الكريم في دورتها الحادية والثلاثين، وذلك خلال ختام فعاليات المسابقة التي استضافها مسجد مصر الكبير بالعاصمة الإدارية الجديدة.  

وزير الأوقاف يتابع الانضباط الإداري والدعوي بقنا وزير الأوقاف: تجمعنا أخوة بالأشقاء في جيبوتي ونعتز بها

وعبّر وزير الأوقاف عن تقدير مصر للعلاقات المتميزة التي تجمعها بجيبوتي، مشددًا على أهمية التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات، وأشاد بدور المسابقة الدولية في تعزيز قيم الأخوة والتواصل، وتكريم حفظة القرآن الكريم من أنحاء العالم.

  

وقدّم الدكتور مؤمن حسن بري شكره لمصر على الدعوة الكريمة وحسن الاستقبال، معربًا عن إعجابه بالتنظيم المتميز للمسابقة، وأكد أن هذه الفعالية تمثل نموذجًا مشرفًا لدعم حفظة كتاب الله (عز وجل)، مشيرًا إلى أهمية الاستمرار في هذه الجهود المباركة.  

واتفق الوزيران على تعزيز التعاون الثنائي من خلال برامج عمل مشتركة وزيادة التنسيق خلال المرحلة المقبلة، بما يسهم في توثيق العلاقات الأخوية وتوسيع مجالات العمل المشترك بين البلدين.

صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان.. موضوع خطبة الجمعة القادمة

حددت وزارة الأوقاف المصرية، موضوع خطبة الجمعة القادمة ١٣ من ديسمبر ٢٠٢٤م بعنوان: "صناعة العقول وأثرها في بناء الإنسان"، وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف من هذه الخطبة هو توعية جمهور المسجد بأهمية صناعة العقل الواعي المفكر المبدع.

وفي ما يلي نص خطبة الجمعة:

صِنَاعَةُ العُقُولِ وَأَثَرُهَا فِي بِنَاءِ الإِنْسَانِ
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، حَمْدًا كثيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، حَمْدًا يُوَافِي نِعَمَهُ وَيُكَافِئُ مَزِيدَهُ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لَا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا وَبَهْجَةَ قُلُوبِنَا وَقُرَّةَ أَعْيُنِنَا وَتَاجَ رَؤُوسِنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، فَشَرَحَ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ قَدْرَهُ، وَشَرَّفَنَا بِهِ، وَجَعَلَنَا أُمَّتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:

فَإِنَّ صِنَاعَةَ العُقُولِ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ شِعَارٍ يُرفَعُ، بَلْ إِنَّهَا مَنْهَجُ حَيَاةٍ وَوَاقِعٌ مَلْمُوسٌ تَجَسَّدَ في الإِنْجَازَاتِ العِلْمِيَّةِ والحَضَارِيَّةِ الهَائِلَةِ الَّتِي زَخِرَتْ بهَا الحَضَارَةُ الإِسْلَامِيَّةُ، وَوَقَفَ أَمَامَهَا التَّارِيخُ مَوْقِفَ إِعْزَازٍ وَاحْتِرَامٍ وَإِكْبَار. 
أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ صِنَاعَةَ العُقُولِ صِنَاعَةٌ ثَقِيلَةٌ حَازَتْ إِشْرَافًا تَامًّا وَعِنَايَةً فَائقَةً مِنَ الجَنَابِ المعُظَّمِ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، فَقَدْ تَفَقَّدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُقُولَ أَصْحَابِهِ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ مُنَقِّبًا عَنِ الَّلآلِئِ وَالدُّرَرِ والمَوَاهبِ وَالقُدْرَاتِ العَبْقَرِيَّةِ الفَذَّةِ فِيهِمْ، مُسْتَخْدِمًا فِي ذَلِكَ الوَسَائِلَ وَالأَسَالِيبَ النَّاجِعَةَ لِلْبَحْثِ عَنْ أَيِّ إِنْسَانٍ تَلُوحُ عَلَيْهِ بَوَادِرُ النُّبُوغِ وَالعَبْقَرِيَّةِ وَالنَّجَابَة. 
وَلْتَتَأَمَّلُوا هَذَا المَجْلِسَ النَّبَوِيَّ الشَّرِيفَ الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَصحَابِهِ الكِرَامِ لِيَسْتَثِيرَ هِمَمَهُمْ وَيُنَشِّطَ عُقُولَهُمْ وَيَسْتَنْفِرَ إِبْدَاعَهُمْ، وَيُذْكِي رُوحَ التَّنَافُسِ بَيْنَهُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ هَذَا السُّؤَالَ العَجِيبِ: «إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَهِيَ مثلُ المُؤْمِنِ، حَدِّثُونِي مَا هِيَ؟ فَقَالَ سَيِّدُنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: فَوَقعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَوَادِي، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقَالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: هِيَ النَّخْلَةُ»، أَرَأَيْتُمْ أَيُّهَا الكِرَامُ هَذَا العَصْفَ الذِّهْنِيَّ الفَرِيدَ الَّذِي يَصْنَعُ العَقْلِيَّةَ الُمفكِّرَةَ الَّتِي تَتَفاعَلُ مَعَ البِيئَةِ وَالكَوْنِ وَأَجْنَاسِهِ؟!
ثُمَّ إِلَيْكُمْ تِلْكَ الرَّائعَةَ النَّبَوِيَّةَ فِي اسْتِخْدَام الرُّسُومِ التَّوْضِيحِيَّةِ الَّتِي تَفْتَحُ بَابَ التَّأَمُّل وَالبَحْثِ وَالتَّفَكُّرِ، حَيْثُ خَطَّ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ لِأَصْحَابِهِ الكِرَامِ خَطًّا مربَّعًا، وخَطَّ في وَسطِ الخطِّ خَطًّا، وخَطَّ خَارِجًا مِنَ الخطِّ خَطًّا، وَحَوْلَ الَّذي فِي الوَسَطِ خُطُوطًا، فَقَالَ: «هَذَا ابْنُ آدمَ، وَهَذا أجلُهُ مُحيطٌ بِهِ، وَهَذا الَّذي فِي الوَسَطِ الإِنْسَانُ، وَهَذِهِ الخطُوُطُ عُرُوضُهُ، إِنْ نَجَا مِن هَذَا يَنْهَشُهُ هَذَا، وَالخَطُّ الخاَرجُ الأمَل».
أَيُّهَا اللَّبِيبُ، فَتِّشْ فِي ذَاتِكَ وَفِيمَنْ حَوْلَكَ عَنِ المَوَاهِبِ الفَذَّةِ وَالقُدْرَاتِ العَبْقَرِيَّةِ وَالنُّبُوغِ المُبْدِعِ، فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ العُقُولِ العَظِيمَةِ تَحْتَاجُ إِلَى صَيْرَفِيٍّ خَبِيرٍ يُبْرِزُ إِبْدَاعَهَا وَيُشَجِّعُ إِنْتَاجَهَا؛ لِتَتَحَوَّلَ تِلْكَ المَوْهِبَةُ إِلى شَمْسٍ مُشْرِقَةٍ وَغَيْثٍ مِدْرَارٍ أَيْنَمَا حَلَّ نَفَعَ، وَحَادِيكَ فِي ذَلِكَ الجَنَابُ الأَنْوَرُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ الَّذِي مَنَحَ سَيِّدَنَا سَلْمَانَ الفَارِسِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ رُتْبَةً عَلِيَّةً وَمَنْزِلَةً سَامِيَةً سَامِقَةً، لَا رُتْبَةَ فَوْقَهَا، حَيْثُ نَسَبَهُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ إِلَى نَفْسِهِ الشَّرِيفَةِ وَإِلَى بَيْتِهِ الكَرِيمِ الطَّاهِرِ؛ تَقْدِيرًا لِفِكْرَتِهِ المُبْدِعَةِ، فِكْرَةِ الخَنْدَقِ يَوْمَ الأَحْزَابِ، لِيَحُوزَ هَذَا الشَّرَفُ العَظِيمُ الَّذِي مَا فَرِحَ بِشَيْءٍ بَعْدَ الإِسْلَامِ مِثْلَ فَرَحِهِ بِهِ «إِنَّمَا سَلْمَانُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ».
أَيُّهَا السَّادَةُ، إِنَّ الاسْتِثْمَارَ فِي العُقُولِ وَمَا تَحْمِلُهُ مِنْ مَوَاهِبَ هُوَ بَابُ التَّقَدُّمِ وَالرُّقِيِّ، فَحِينَمَا احْتَاجَتِ الأُمَّةُ لِسَفِيرٍ فَوْقَ العَادَةِ تَمَّ اخْتِيَارُ العَقْلِيَّةِ الدّبْلُومَاسِيَّةِ المُتَمَثِّلَةِ فِي سَيِّدِنَا مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سَفِيرًا إِلَى يَثْرِبَ الخَيْرِ، وَكَانَتِ العَبْقَرِيَّةُ العُمَرِيَّةُ حَاضِرَةً حِينَمَا وَقَعَ اخْتِيَارُ سَيِّدِنَا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى صَاحِبِ العَقْلِيَّةِ التَّرْبَوِيَّةِ سَيِّدِنَا رِبْعِيِّ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِيَكُونَ مُتَحَدِّثًا رَسْمِيًّا أَمَامَ قَائِدِ الفُرْسِ، فَيَعْرِضُ أَهْدَافَ وَمَرَامِيَ دِينِنَا الحَنِيفِ فِي مَشْهَدٍ لَيْسَ لَهُ فِي تَارِيخِ البَشَرِيَّةِ نَظِيرٌ. 
***
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَيَا أَيُّهَا اللَّبِيبُ تَأَمَّلْ: {أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} {أَفَلَا تَعْقِلُونَ}، {أَفَلَا تَنْظُرُونَ} دَعَوَاتٌ قُرْآنِيَّةٌ صَانِعَةٌ لِلْعُقُولِ، دَاعِيَةٌ لِاسْتِخْرَاجِ الَمَواهِبِ وَالقُدْرَاتِ فِي نَفْسِكَ وَفِي أَوْلَادِكَ وَفيمَنْ حَوْلَكَ، فَهَلْ آنَ لِلْأُسْرَةِ أَنْ تَقُومَ بِدَوْرِهَا العَاجِلِ أَمَامَ هَذَا الزَّخَمِ المَعْرِفِيِّ وَالمُحْتَوَى الرَّقَمِيِّ، لِتُبَصِّرَ أَبْنَاءَهَا بِالمُحْتَوَى الهَادِفِ الَّذِي يَصْنَعُ العَقْلَ وَيُحَرِّكُ الوِجْدَانَ وَيَسْتَثِيرُ المَعْرِفَةَ؟! أَلَمْ يَحِنِ الوَقْتُ أَنْ نَبْنِيَ عُقُولَ أَطْفَالِنَا وَشَبَابنَا مِنْ خِلَالِ بَرَامِجِ السُّوشْيَال مِيدْيَا وَتَطْبِيقَاتِ الذَّكَاءِ الاصْطِنَاعِيِّ المُبْدِعَةِ المَلِيئَةِ بِقِيَمِ الرَّحْمَة وَالتَّسَامُحِ والإِبْدَاعِ، حَتَّى لَا تُخْتَطَفَ عُقُولُ أَبْنَائِنَا أَوْ تُشحَنَ بِالتَّشَاؤُمِ وَالإِحْبَاطِ والسَّلْبِيَّةِ، وَحَتَّى نَصْنَعَ فِيهِم العَقْلِيَّةَ الفَارِقَةَ القَادِرَةَ عَلَى صَدِّ طُوفَانِ الإِلْحَادِ وَالانْتِحَارِ وَالتَّطَرُّفِ؟!
أَلَسْنَا نَحْتَاجُ فِي مُؤَسَّسَاتِنَا التَّعْلِيمِيَّةِ إِلَى تَنْمَيِةِ مَهَارَاتِ طَرْحِ وَبَلْوَرَةِ تَحْلِيلِ الأَفْكَارِ، وَتَعْزِيزِ قُدْرَاتِ الابْتِكَارِ وَالإِبْدَاعِ وَالاخْتِرَاعِ وَالاكْتِشَافِ فِي الطِّبِّ، وَالفَلَكِ، وَعُلُومِ التَّشْرِيحِ، وَعُلُومِ البَسْتَنَةِ، وَتَنْظِيمِ الحَدَائِقِ، وَعُلُومِ الحَيَاةِ، وَعُلُومِ الحَضَارَةِ، وَأَنْ نَحْكِيَ لِأَبْنَائِنَا القِصَصَ المُلْهِمَةَ الَّتِي تُبْرِزُ نُبُوغَ ابْنِ خَلْدُونَ، وَجَابِرِ بْنِ حَيَّان، وَالخَوَارِزْمِيِّ، وَالحَسَنِ بْن الهَيْثَمِ وَغَيْرهِمْ مِنْ أَصْحَابِ العَقْلِيَّاتِ الفَذَّةِ الصَّانِعَةِ لِلحَضَارَة. 
أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ صِنَاعَةَ العُقُولِ بِنَاءٌ لِلْإِنْسَانِ، وَإِحْيَاءٌ لِلْإِنْسَانِيَّةِ، {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَمَّا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.
اللَّهُمَّ افْتَحْ لَنَا أَبْوَابَ الفَهْمِ وَزَيِّنا بِالعِلْمِ وَالحِلْمِ .. وَاحْفَظْ بِلَادَنَا وَارْفَعْ رَايَتَهَا فِي العَالَمِين

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري القران الكريم المسابقة الدولية للقرآن الكريم وزیر الأوقاف الع ب ق ر ی الع ق ل ی الع ق ول ق د ر ات إ ب د اع ص ن اع ة إ ن س ان ى الله

إقرأ أيضاً:

تكريم شعائر الله.. وزارة الأوقاف تنشر خطبة عيد الأضحى 1446هـ

نشرت وزارة الأوقاف المصرية، خطبة عيد الأضحى المبارك 1446هـ، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. 

خُطْبَةُ عِيدِ الأَضْحَى المُبَارَكِ 1446هـ

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، نَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى نِعَمٍ أَتَمَّهَا، وَعَافِيَةٍ أَكْمَلَهَا، وَفَرْحَةٍ فِي القُلُوبِ أَنْبَتَهَا، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَنَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا وَسَنَدَنَا وَفَخْرَنَا وَذُخْرَنَا مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبهِ وَسَلَّمَ، خَيْرُ مَنْ طَافَ بِالْحَرَمِ، وَخَيْرُ مَنْ جَاءَ رَحْمَةً لِلْأُمَمِ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ، اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا،  وَالحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، صَدَقَ وَعْدَه، وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَأَعَزَّ جُنْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَلَا نَعْبُدُ إِلَّا إِيَّاهُ، نَدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى أَصْحَابِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلى أَنْصَارِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلى أَزْوَاجِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلى ذُرِّيَّةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَسَلِّم تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

دعاء يوم عرفة لقضاء الحوائج.. اغتنم الفرصة وردده بعد صلاة المغربلماذا سُمي يوم عرفة بهذا الاسم؟ .. اعرف السببأعمال يوم عرفة .. متى تبدأ وماذا نقول فيها؟فضل صيام يوم عرفة.. يكفر ذنوب سنتين

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ مِنْ جَمِيلِ فَضْلِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَتَمَامِ إِكْرَامِهِ لَهُمْ أَنْ مَنَّ عَلَيْهِمْ سُبْحَانَهُ بِهَذَا العِيدِ الأَكْبَرِ، واليَوْمِ الأَغَرِّ، يَوْمِ الفِدَاءِ الأَعْظَمِ الَّذِي تَتَجَسَّدُ فِيهِ مَعَانِي الفَرَحِ وَالسُّرُور، وَالبَذْلِ وَالتَّضْحِيَةِ، وَالتَّسْلِيمِ وَالتَّوَكُّلِ، فَبَيْنَ تَلْبِيَةِ الأَمْسِ وَتَكْبِيرِ اليَوْمِ عَطَاءٌ لَا حُدُودَ لَهُ {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ}.

أَيُّهَا الكِرَامُ، يَحْتَفِلُ المُسْلِمُونَ فِي مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِهَا بِعِيدِ الأَضْحَى المُبَارَكِ، وَحُجَّاجُ بَيْتِ اللهِ الحَرَامِ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ، مُنَعِّمُونَ بحَالِ شُهُودِ إِكْرَامِ اللهِ تَعَالَى لَهُمْ، حَيْثُ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيْدٍ وَاحِدٍ عَلَى اخْتِلَافِ أَلْسِنَتِهِمْ وَبِلَادِهِم وَأَجْنَاسِهِمْ وَأَلْوَانهِمْ وَلُغَاتِهمْ، فَيَفِيْضُ الْقَلْبُ مُتَذَلّلًا بِالرَّجَاءِ، وَتَمْتَدُّ اليَدُ طَامِعَةً بِالدُّعَاءِ، كُلُّ دَعْوَّةٍ تَجِدُ طَرِيْقَهَا إِلَى رَبٍّ كَرِيْمٍ جَوادٍ، وَقَدِ انْشَرَحَتِ الصُّدُورُ  بِمَا أَفَاضَ اللهُ عَلَيْهَا مِنْ قَضَاءِ الْحَوَائِجِ وَجَبْرِ الْخَوَاطِرِ، وَبِمَا أَنْعَمَ عَلَيْهَا مِنْ نِعْمَةِ الْأَمْنِ وَالْأَمَانِ؛ اسْتِجَابَةً لِدُعَاءِ الخَلِيلِ إِبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.

أَيُّهَا الكِرَامُ، هَذَا يَوْمُ عِيدِكُمْ، فَافْرَحُوْا واسْتَبْشِرُوا، وَتَقَرَّبُوا إِلَى رَبِّكُمْ بِالْأَضَاحِي؛ تَعْظِيمًا لِشَعَائِرِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ، وَابْتِغَاءً ِلمـَرْضَاتِهِ، وَامْتِثَالًا لِسُنَّةِ نَبِيِّهِ الْكَرِيْم صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «مَا عَمِلَ آدَمِيٌّ مِنْ عَمَلٍ يَوْمَ النَّحْرِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ إِهْرَاقِ الدَّمِ، إِنَّهَا لَتَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِقُرُوْنِهَا وَأَشْعَارِهَا وَأَظْلَافِهَا، وَإِنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ مِنَ الْأَرْضِ، فَطِيبُوا بِهَا نَفْسًا».
*
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ، وَبَعْدُ: فَيَا أَيُّهَا الكِرَامُ، وَسطَ هَذِهِ الْأَجْوَاءِ الرّوحَانِيَّةِ الْبَهِيجَةِ تَتَسَلَّلُ بَعْضُ الظَّوَاهِرِ السَّلْبِيَّةِ الَّتِي تُلْقِي بِظِلالِهَا عَلَى قُدْسِيَّةِ الْعِيدِ وَبَهْجَتِهِ، وَتَحْتَاجُ مِنَّا وَقْفَةَ تَأَمُّلٍ وَتَصْحِيحٍ؛ فاحْذَرُوا ذَبْحَ الأَضَاحِي خَارِجَ الْمَجَازِرِ الْمُخَصَّصَةِ؛ فَإِنَّ تِلْكَ الْـمُمَارَسَةَ تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا أَضْرَارًا صِحِّيَّةً جَسِيمَةً، وَتَتَنَافَى مَعَ قِيَمِ النَّظَافَةِ وَالْجَمَالِ الَّتِي يَدْعُو إِلَيْهَا دِينُنَا الْحَنِيفُ.

وَمَا أَشَدَّ الْأَلَمَ حِينَ تَتَلَطَّخُ بَهْجَةُ الْعِيدِ بِظَاهِرَةِ التَّحَرُّشِ! فِي انْتِهَاكٍ صَارِخٍ لِقُدْسِيَّةِ الْعِيدِ الَّذِي يَدْعُو إِلَى السَّتْرِ وَالْعِفَّةِ، وَيُحَوِّلُ الْفَرْحَةَ إِلَى مُعَانَاةٍ، وَيُفْقِدُ الْعِيدَ جَوْهَرَهُ، فَانْتَبِهُوا عِبَادَ اللهِ، وَاحْذَرُوا مِنَ الْأَلْعَابِ النَّارِيَّةِ الَّتِي قَدْ تَتَسَبَّبُ فِي حَرَائِقَ مُفْجِعَةٍ، وَإِصَابَاتٍ خَطِيرَةٍ، لَا سِيَّمَا بَيْنَ الْأَطْفَالِ الَّذِينَ يَفْتَقِرُونَ إِلَى الْوَعْيِ بِخُطُورَتِهَا، بِالْإِضَافَةِ إِلَى صَوْتِهَا الْمُزْعِجِ الَّذِي يُفْسِدُ الْهُدُوءَ، وَيُقْلِقُ رَاحَةَ الْمَرْضَى وَكِبَارَ السِّنِّ.

اجْعَلُوا العِيدَ- أَيُّهَا السَّادَةُ- عُنْوَانَ تَحَضّـُرٍ وَرُقِيٍّ، أَظْهِرُوا الْبَهْجَةَ وَالسُّـرُورَ، أَدْخِلُوا الْفَرَحَة عَلَى أَبْنَائِكُمُ وَأَزْوَاجِكُمْ وَذَويِ أَرْحَامِكُمُ وَالنَّاسِ جَمِيعًا، اجْعَلُوا الْأَيَادِيَ تَتَصافَحُ، والْقُلُوبَ تَتَعانَقُ.

اللَّهُمَّ امْلَأْ أَيَّامَنَا فَرَحًا ونَصْرًا وَعِزَّةً وَانْثُر بِسَاطَ الأَمَلِ والسَّعَادَةَ فِي بِلَادِنَا يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِين .

طباعة شارك وزارة الإوقاف خطبة عيد الأضحى عيد الأضحى

مقالات مشابهة

  • تكريم شعائر الله.. وزارة الأوقاف تنشر خطبة عيد الأضحى 1446هـ
  • وزارة الأوقاف ننشر نص خطبة عيد الأضحى 2025
  • رئاسة الشؤون الدينية توزع أكثر من مليون نسخة من القرآن الكريم على الحجاج
  • «الأوقاف» تطلق بالتعاون مع «المتحدة» أكبر مسابقة لتلاوة القرآن الكريم
  • تعاون بين الأوقاف "الشركة المتحدة "لإطلاق "برنامج لاكتشاف المواهب بتلاوة القرآن الكريم"
  • الأوقاف: تعاون مع المتحدة لاكتشاف أبرز المواهب في تلاوة القرآن الكريم
  • اختتام أنشطة الدورات الصيفية للقرآن الكريم بمدينة البيضاء
  • إطلاق مبادرة لتصحيح تلاوة زائرات المسجد النبوي للقرآن الكريم
  • وزير الأوقاف يشهد إحياء ذكرى الشيخ محمد رفعت في ساقية الصاوي
  • وزير الدولة للشؤون الخارجية يودع سفير الكويت