القطاع المالي الإماراتي.. ريادة عالمية في تبني الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
نجحت دولة الإمارات في ترسيخ مكانتها كواحدة من أبرز الدول الرائدة في تبني التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في القطاع المالي، وذلك تماشياً مع رؤيتها الاستراتيجية للتحول الرقمي وتعزيز الابتكار في هذا المجال الحيوي.
واستناداً إلى تقارير ودراسات دولية وإقليمية، حققت الإمارات تميزاً في تبني الحلول الذكية التي تهدف إلى تعزيز الكفاءة المالية وتحقيق التنمية المستدامة، وأثبتت ريادتها العالمية في مجال الابتكار التكنولوجي بشكل عام، الأمر الذي أسهم في دفع المؤسسات المالية للاستفادة بشكل متزايد من الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
وأكد عاصم جلال، مستشار العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في "جي أند كي" للاستشارات الإدارية، أن استخدام الإمارات للذكاء الاصطناعي سبق مرحلة الطفرة الخاصة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، لافتاً إلى أن استخدامه في القطاع المالي كان يتم في العديد من المجالات لا سيما منها الخاص بالتعرف على الأنماط، وبشكل مكثف في كشف عمليات غسيل الأموال ومحاولات الاحتيال.
وأضاف، أن الكثير من الرواد في عالم الذكاء الاصطناعي والعديد من المؤسسات البحثية حول العالم يشيدون بمكانة الإمارات في هذا المجال، كما أن العديد من كبريات الشركات العالمية تضخ استثمارات في شركات إماراتية، الأمر الذي يعزز مكانة الإمارات في عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأوضح، أن الإمارات سباقة في تطوير البنى التحتية الرقمية في القطاع المالي بجوانبه كافة، سواء على مستوى الاستراتيجيات والتشريعات، أو الممكنات والمكونات الرقمية كالحوسبة السحابية وسرعة الاتصالات وأمن المعلومات. محرك رئيسي
من جانبه أكد جورج نداف، المدير الإداري لتطوير الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى منصة "إيتورو"، أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بات محركاً رئيسياً في القطاع المالي، مشيراً إلى قدرة الذكاء الاصطناعي على الإسهام في تقديم تحليلات دقيقة في عالم المال كالأسهم بشكل فوري ودقيق، ما يلغي الحاجة إلى فرق كبيرة من المحللين التقليديين.
وأكد أن الإمارات تعد من الدول الرائدة في تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين والعملات الرقمية، ما يعزز مكانتها كمركز عالمي للابتكار المالي.
ونوه بمرونة التشريعات في الإمارات وأسبقيتها والتي أسهمت في خلق بيئة داعمة للتطور التكنولوجي والنمو السريع.
ووفق أكاديمية أبوظبي العالمي "ADGM"، فقد وضعت دولة الإمارات نفسها كرائدة عالمية في مجال الابتكار التكنولوجي، مدفوعة بمبادرات بعيدة النظر وبيئة تنظيمية مواتية.
وتعد الإستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة للذكاء الاصطناعي 2031، محورية في تعزيز تبني الذكاء الاصطناعي في العديد من قطاعات الصناعة، بما في ذلك التمويل.
وبحسب الأكاديمية، تستفيد المؤسسات المالية بشكل متزايد من الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين الكفاءة وتعزيز تجربة العملاء واكتساب ميزة تنافسية في السوق.
وتقول "إنوفيت فايننس" للتكنولوجيا المالية، إنه بينما تراجعت الاستثمارات العالمية في التكنولوجيا المالية خلال 2023 بنسبة 42% ارتفعت هذه الاستثمارات في الإمارات بنحو 92%، مدعومة باللوائح التنظيمية الصديقة للتكنولوجيا المالية والاعتماد على نطاق واسع للخدمات المصرفية الرقمية.
وترى "كي بي أم جي" العالمية للخدمات المهنية والتدقيق، أن دولة الإمارات تواصل تطورها لتصبح مركزاً إقليمياً للتكنولوجيا المالية.
وتصف التقدم الذي أحرزته دولة الإمارات في مجال التكنولوجيا بأنه رحلة تحول رائعة، حيث وضعت دولة الإمارات نفسها كقوة عالمية في العصر الرقمي.
وتفيد "كي بي أم جي"، بأن الإطار التنظيمي في الإمارات يمهد الطريق للابتكارات في مجال التكنولوجيا المالية والمدفوعات الرقمية، كما أن أمن المعلومات يبرز كمحفز رئيسي يدفع التحول الرقمي، لافتة إلى أن الإمارات قدمت العديد من قوانين خصوصية البيانات لحماية المعلومات الشخصية وبيانات الأفراد، ومنها على سبيل المثال قانون حماية البيانات لمركز دبي المالي العالمي، وكذلك لوائح حماية البيانات لأبوظبي العالمي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الإمارات الذکاء الاصطناعی فی القطاع المالی دولة الإمارات الإمارات فی عالمیة فی العدید من فی تبنی فی مجال
إقرأ أيضاً:
إطلاق برنامج «آفاق» لتمكين التربويين من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
دبي (الاتحاد)
على هامش مشاركتها في معرض جيتكس العالمي للتقنية 2025 ضمن جناح حكومة أبوظبي، أعلنت كلية الإمارات للتطوير التربوي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، عن إطلاق برنامجها التدريبي «آفاق» لتمكين التربويين والمعلمين من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، ودمج تقنياتها في البيئة التعليمية على نحو فعّال وأخلاقي ومستدام، بما يواكب التوجهات الاستراتيجية لدولة الإمارات نحو مستقبل التعليم.ويأتي البرنامج لتعزيز مجالات الذكاء الاصطناعي السبعة التي ضمّنتها وزارة التربية والتعليم في المناهج وهي؛ المفاهيم الأساسية، والبيانات والخوارزميات، واستخدام البرمجيات، والوعي الأخلاقي، والتطبيقات الواقعية، والابتكار وتصميم المشاريع، والسياسات والارتباط المجتمعي.
ويرتكز البرنامج الذي يستهدف في مرحلته الأولى تدريب 5000 معلم ومعلمة في الدولة، على أحدث تقرير TALIS 2024، وهو استبانة عالمية أجرتها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية حول بيئة التعلم وظروف عمل المعلمين، والذي يشير إلى أن 75% من المعلمين في دولة الإمارات، يستخدمون الذكاء الاصطناعي في عملهم، ما يعكس ريادة الدولة في مجال الابتكار في التعليم.
ويُعَد البرنامج الأول من نوعه في الدولة من حيث اعتماده على أحدث الأطر الوطنية والدولية، إذ طُوّر بعناية علمية من قبل نخبة من الأكاديميين والخبراء التربويين في الكلية، مستنداً إلى الإطار الوطني للكفاءات التخصصية للتربويين (NECF)، وإطار كفاءات المعلمين في مجال الذكاء الاصطناعي الصادر عن منظمة اليونسكو، حيث يهدف البرنامج إلى تمكين التربويين من توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل عملي وفعّال في تصميم تجارب تعليمية شاملة ومتنوعة، تستند إلى فهم مستويات تطور الطلبة، وتعزز التفاعل والمشاركة في التعليم، وتطوير كفاءات التربويين لتصميم مهام تقييم مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتفعيل حلقات تغذية راجعة تأملية تدعم التفكير النقدي والتعلُّم الذاتي لدى الطلبة، مع مراعاة الأبعاد الأخلاقية وضمان عدالة التقييم وشموليته.
وفي هذا الصدد، قال سليمان الكعبي المدير التنفيذي لقطاع جودة الحياة الطلابية وزارة التربية والتعليم: «يأتي برنامج (آفاق) في إطار استراتيجياتنا الرامية إلى رفع كفاءة المعلمين والتربويين في مدارس الدولة بأساسيات ومفاهيم واستخدامات ومبادئ الذكاء الاصطناعي، مما يساهم في بناء مجتمعات تعليمية متكاملة، تواكب تطلعات الدولة نحو الريادة في المجال الرقمي، وتعزز الثقة المجتمعية في تدريس وتبني الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، وصولاً إلى منظومة تعليمية أكثر مرونة وابتكاراً وشمولية واستدامة، تدعم اقتصاد المعرفة وتحقق أهدافنا الوطنية».
وأوضح: «نحرص في وزارة التربية والتعليم على توفير برامج نوعية بالتعاون مع شركائنا، لتطوير مهارات وقدرات المعلمين في صياغة رؤى استراتيجية مستدامة، وتطوير خطط تعليمية مبتكرة تدعم الطلبة، وتلبي احتياجاتهم مع استحداث مادة الذكاء الاصطناعي وإدراجها كمقرر دراسي ضمن المنظومة التعليمية للمدارس الحكومية في الدولة».
ومن جانبها، قالت الدكتورة مي ليث الطائي، مدير كلية الإمارات للتطوير التربوي: «يمثل برنامج (آفاق) خطوة نوعية نحو تمكين التربويين من دمج إمكانات الذكاء الاصطناعي في تطوير ممارساتهم التعليمية على نحو يعزز جودة التعليم، ويرسخ في الوقت ذاته القيم الإماراتية في التعامل الواعي والأخلاقي مع التكنولوجيا، ويعزز مكانة دولة الإمارات الرائدة على مستوى العالم في مجال تبني الذكاء الاصطناعي في التعليم، حسب ما أظهره تقرير TALIS 2024، الذي يشير إلى أن 75% من المعلمين في دولة الإمارات يتبنون الذكاء الاصطناعي، مما يؤكد دورنا الاستراتيجي في الابتكار التعليمي. نحن نعمل في الكلية على إعداد جيل من التربويين القادرين على تحقيق رؤية قيادتنا الرشيدة نحو تعليم المستقبل، وصياغة رؤى استراتيجية مبتكرة، وتصميم تجارب تعليمية متقدمة، تواكب أولوياتنا الوطنية في دولة الإمارات».
وأضافت الطائي: «يعزز البرنامج جهود تمكين التربويين من بناء ثقافة مدرسية تشاركية داعمة لتكامل الذكاء الاصطناعي، وصياغة رؤية استراتيجية منبثقة من السياق المحلي، تستند إلى الفهم التربوي، وتواكب متطلبات التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تطوير سياسات مدرسية أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، تعكس القيم الأصيلة لدولة الإمارات، وتضمن الاستخدام المسؤول والأخلاقي لأدوات الذكاء الاصطناعي، وتعزز الثقة المجتمعية في تبني الذكاء الاصطناعي في التعليم، ومساعدة التربويين على توظيف معارفهم المكتسبة في تطوير خطط ابتكارية تعليمية مستدامة، مدعومة بالبيانات والذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون المهني عبر المدارس لتوسيع أثر التحوّل التربوي بما ينسجم مع الأهداف الوطنية».
وتشمل محاور البرنامج التدريبي «آفاق» الذي يتضمن 5 ورش تدريبية مدة الواحدة منها 4 ساعات بإجمالي 20 ساعة تدريبية؛ بناء ثقافة مدرسية داعمة للذكاء الاصطناعي، وتصميم بيئات تعلّم شاملة وتكيفية باستخدام الذكاء الاصطناعي، ودمج ممارسات التقييم البناء مع آليات تقديم التغذية الراجعة والتأمل المهني المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وإعداد سياسات مدرسية أخلاقية تعزز الشفافية، والعدالة، وتدعم الثقة المجتمعية، بالإضافة إلى تخطيط الابتكار المؤسسي المستدام، وبناء شبكات مدرسية للتعلم والتطوير التربوي التشاركي.
وتتضمن منهجية البرنامج ورشاً عملية قائمة على توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفيديوهات قصيرة وأنشطة إلكترونية تفاعلية، وأنشطة جماعية تعزز العمل التعاوني وأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي، وأنشطة تفاعلية وتقييمات مُصغرة، وجلسات تغذية راجعة تهدف إلى تطوير ممارسات المشاركين في استخدام الذكاء الاصطناعي.
ومن المصادر المعتمدة الأخرى التي تدعم تصميم البرنامج؛ نموذج هاريس وهولت التربوي للذكاء الاصطناعي في التعلُّم، وإطار عمل منهج الذكاء الاصطناعي من IBM، كما يدمج البرنامج التدريبي محاور كلية الإمارات للتطوير التربوي والتي تشمل؛ القيم الإماراتية الشخصية والثقافة في عالم متغير، والدمج في التعليم، والتنمية المستدامة، والذكاء الاصطناعي في التعليم.