ورقة عمل لـ ملتقى التأثير المدني ومرصد الحوكمة الرشيدة: لبنان في يومِه التّالي- الفُرصة الأخيرة؟
تاريخ النشر: 19th, December 2024 GMT
نشر كل من "مرصد الحوكمة الرشيدة والمواطنة" في الجامعة الأميركية في بيروت و"ملتقى التأثير المدني" في إطار الشراكة، ورقة عمل بعنوان"لبنان في "يومه التالي الفرصة الأخيرة؟".
وجاء في مقدمة الورقة التي أعدها كل من الدكتور سيمون كشر وزياد الصائغ والتي صدرت باللغتين العربية والإنكليزية: "بعد أكثر من عام على زج لبنان في حرب غزة (تشرين الأول 2023)، في ما أسماه "حزب الله" مشاغلة وإسنادا دعما لفلسطين وأهلها، وتلاقيا مع محور "وحدة الساحات" الذي تقوده إيران، بعد أكثر من عام أتى وبالا على لبنان واللبناني جراء آلة عدوانية إسرائيل، تصاعدت سرديات هنا وثمة تساند أو تنتقد، تشجع أو ترفض، سرديات ركزت على الآني وقاربت لماما اليوم التالي، مع الإشارة إلى أن المقاربات حول اليوم التالي تمحورت حول البحث في تقنيات رفع الأنقاض، وإعادة الأعمار، وعودة النازحين، واستدامة توفير الرعاية الصحية للمصابات والمصابين، إلى التفكر على الدور الواجب أن يلعبه "حزب الله" في شراكته مع "حركة أمل" ضمن النظام السياسي، من ضمن الثنائية التي يكونانها.
وركز الكاتبان في القسم الأول على: " المسؤولية مع المساءلة والمحاسبة، مشتركات الذاكرة الوطنية الجماعية، الخيارات الدستورية والدفاعية والديبلوماسية".
واستعرض الكاتبان في القسم الثاني الأسس الواجبة لبناء دولة المواطنة: " تطبيق الدستور والقانون، الحوكمة الرشيدة، إعادة بناء المؤسسات، التعليم والمواطنة، المجتمع الأهلي والشراكة الوطنية"
وختم الكاتبان: "يواجه لبنان مأزقا كيانيا لا مناص لإنقاذه منه سوى بقيادة جديدة تتبنى رؤية إصلاحية سيادية، بما يعيد إنتاج المناعة الوطنية للهوية اللبنانية حيث الحرية، والتنوع، والديموقراطية أسس بنيوية. كل هذا لا يستقيم سوى ببناء دولة المواطنة، واستعادة ثقة الشعب اللبناني بها. إن بناء دولة المواطنة في لبنان يتطلب مسارا طويلا ومعقدا، لكنه ممكن إذا توفرت الإرادة السياسية والتعاون في ما بين جميع مكونات المجتمع اللبناني. يبدأ هذا المسار بتطبيق الدستور بشكل كامل وفعال مع كل مندرجاته الإصلاحية، مع ضمان الحوكمة الرشيدة والشفافية في إدارة الدولة. بالإضافة إلى ذلك، يتطلب الأمر إعادة بناء المؤسسات بحيث تكون قادرة على خدمة المواطنين بفعالية وعدالة. وعلى التعليم والمجتمعين المدني والأهلي أن يلعبا دورا كبيرا في تعزيز القيم الوطنية، وتحقيق التفاهم المشترك بين جميع اللبنانيين. في النهاية، يبقى الأمل في بناء لبنان جديد يتجاوز مخاضاته العنيفة ويبني مستقبلا مزدهرا للبنانيين جميعا، مقيمين ومغتربين، فهل نستفيد من هذه الفرصة الأخيرة؟".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
لبنان على طاولة إعادة تقييم أميركية
كتبت امل شموني في" نداء الوطن": ألقى الوضع السوري بظلاله على زيارة المبعوث الأميركي توم برّاك الأخيرة إلى لبنان، فقد تناولت تصريحاته الكثير من الترابط العضوي بين دمشق وبيروت. وإذا كانت درة تاج محادثات برّاك الضغط لوضع خطة زمنية واضحة لنزع سلاح "حزب الله"، إلا أن الدبلوماسي الأميركي كان واضحًا بأن لبنان لا يملك كل الأوراق، وأن الديناميات اللبنانية سيحركها المزاجان الإسرائيلي والسوري وبشكل سريع.
وتشير المصادر الأميركية إلى أن واشنطن تستعدّ للتعامل مع ديناميات ما بعد نتائج الزيارة التي عكست بعض التراجع في حماسة إدارة ترامب للبنان من دون أن يعني ذلك أن العنان تُرك لبيروت لتحل مسألة السلاح بتأنٍ. وتضيف هذه المصادر أن الملف اللبناني سيعود إلى طاولة مناقشات إعادة تقييم إقليمية سواء أكان مستعدًا لها أم لا. وتلفت المصادر إلى أن جزءًا كبيرًا من مناقشات برّاك في لبنان سعت بالدرجة الأولى إلى فك أي ارتباط صريح مع الاضطرابات في الجنوب السوري، والذي ينعكس على الوضع في كامل سوريا ويؤثر على الخطوات الآيلة إلى إعادة تظهير سوريا جديدة بعيدة عن نظام الأسد وعن الفصائل المتطرفة.
وفيما تعمّد برّاك التأكيد بأن الولايات المتحدة يمكن أن تلعب دور "وسيط نزيه" للمساعدة في حل أي مخاوف في سوريا وإسرائيل ولبنان متعلقة بنوايا الإدارة السورية الجديدة، لفتت مصادر أميركية إلى أن تداعيات زيارة برّاك إلى لبنان ستترجم على شكل ضغوط تصاعدية لإعادة الزخم لما وصفوه بـ "الاصطفاف الإقليمي" بين لبنان وسوريا وإسرائيل. فقد لفت مصدر قريب من البيت الأبيض إلى أن زيارة برّاك تُسلّط الضوء على الضغوط الأميركية المكثفة على لبنان للتكيف سريعًا مع الديناميات المتغيرة المحيطة بكل من سوريا وإسرائيل، مؤكدة بأن السيادة اللبنانية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بكيفية استجابة لبنان لأزماته الداخلية وتداخلاتها الإقليمية.
وتبرز المخاطر أمام لبنان من خلال الدعم الأميركي غير المشروط لتل أبيب مقابل الدعم الأميركي المشروط لبيروت. وتلفت المصادر الأميركية إلى أن الأحداث السورية قد تسرّع من وتيرة الضغط على لبنان لنزع السلاح غير الشرعي بشكل كامل، لما له من تأثير محتمل على زعزعة الاستقرار السوري. وقالت المصادر الأميركية إن سوريا تعتبر نزع السلاح ضروريًا لها، وهي تُطالب كلًّا من إسرائيل والولايات المتحدة بالمساعدة في تحقيق ذلك.
في الخلاصة، تضع زيارة برّاك لبنان على منعطف محوري. فعلاقات بيروت مع كل من الملفّين السوري والإسرائيلي تخضع الآن لعوامل خارجية متزايدة وضغوط على الداخل اللبناني. وبينما تُقدم الولايات المتحدة الدعم المشروط، إلا أن الضمانات الملموسة - لا سيما في ما يتعلق بالسياسات الإسرائيلية - غائبة، ما يُجبر لبنان على الاعتماد على قدراته كدولة في ظل بيئة إقليمية سريعة التطور.
مواضيع ذات صلة السلاحُ على طاولةِ بارّاك: لبنانُ في امتحانِ الكلمةَ الفصل Lebanon 24 السلاحُ على طاولةِ بارّاك: لبنانُ في امتحانِ الكلمةَ الفصل